نسائم العشر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7821 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 48 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859386 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393697 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215914 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 77 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-04-2022, 03:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي نسائم العشر

نسائم العشر
د. عبدالعزيز حمود التويجري

الخطبة الأولى
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله وكرمه تزداد الحسنات، وتُغفَر الزلات، أحمده سبحانه على ما أولى وهدى، وأشكره على ما وهب وأعطى، لا إله إلا هو العلي الأعلى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي المصطفى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:
فاتقوا الله ربكم، واشكروا له: ﴿ ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5].

أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عدل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا، ففاضت عيناه)).

أي أمنية أن ينال الإنسان ظل العرش في يوم تدنو فيه الشمس من الإنسان قدر ميل، فبلغ بعضهم العرق إلى أنصف قدميه، ومنهم من يبلغ إلى حقويه، ومنهم إلى أذنيه، ومنهم من يلجمه العرق إلجامًا.

لا ينجي من هول هذا الموقف مناصب الدنيا، ولا الرتع في أسواقها، والتباهي في ملذاتها، ولا التعلق في شبكاتها ومقاطعها، وعدم الإغضاء عن رسائل تواصلها، إنما ينجي منها ويُصطفَى في ظل ظليل في كنف ظل عرش الرحمن من علَّق قلبه في المساجد، قائم ساجد، تالٍ ذاكر، داعٍ مستغفر يتلو كلام ربه، والاعتكاف في هذا العشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم، واعتكف أزواجه من بعده، والاعتكاف قطع العلائق عن الدنيا والإقبال على الله.

في هذه الليالي والأيام يخلو قلب المؤمن، فيدعو ربه أو يقرأ آية أو يسمعها، فيرق قلبه، وتسبل دمع عينه، فيراه ربه، فيجازيه بظل عرشه، ((ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه)).

تتفتح أمام المسلم قنوات الإنفاق ومشاريع البذل، فتمتد يده بالصدقة والتحويل في وجوه الخير، فيكافئه ربه بظل عرشه.

يتعرض القلب للشهوات، وتُعرَض أمام عينه مناظر الحرام، فيغض بصره، ويحجب عينه، ويقول: إني أخاف الله، فيجازيه الله بظل عرشه.

تشتهر أندية ويتسابق الضعفاء للمحبة في سبيل الشيطان، فيُصطفى قلبان، ويجتمع جسدان على كتاب الله، ومن أجل ذات الله، فلا يفرق بينهما إلا الموت، فيجازيهم ربهم بأن يجمعهم في ظل عرشه.

لا غرو أن ترى شيخًا قد شابت لحيته في عبادة الله وطاعته، ولكن التحدي أن ترى شابًّا تتقاذفه أمواج الفتن، وتتعرض له المغريات، وتنفتح له زينة الحياة الدنيا، فيرفضها ويقبل على ربه، ويعلق قلبه في عبادة الله، فيجازيه الله أن يظله بظل عرشه.
عباد ليلٍ إذا جنَّ الظلام بهم
كم عابد دمعه في الخد أجراه
كن كالصحابة في زهد وفي ورع
القوم هم ما لهم في الناس أشباه


عباد الصحابة، شباب في مقتبل العمر؛ ابن عمر ابن السابعة عشرة من عمره؛ يقول عنه النبي صلى الله عليه وسلم: ((نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل، قال سالم: فكان عبدالله، بعد ذلك، لا ينام من الليل إلا قليلًا)).

عبدالله بن عمرو بن العاص الشاب اليافع قال: ((والله لأقومن الليل ولأصومن النهار، ما عشت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإنك لا تستطيع ذلك، فصم وأفطر، ونم وقم، وصم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر))؛ [متفق عليه].
قوم إذا ذكر الرحمن من وجل
لانوا وإن شهدوا يوم الوغى صعبوا
غر الوجوه مصاليت إذا نزلوا
عن السروج محاريب التُّقَى ركبوا


وكان إمامهم وقرة أعيننا محمدٌ عليه الصلاة والسلام يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه؛ أي: تتشقق وتتورم من طول القيام، أما في مثل هذه الليالي الفاضلات؛ فقالت عائشة رضي الله عنها، قالت: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله)).

وكان الصحابة والتابعون يصحبون أولادهم لقيام رمضان في العشر الأواخر.

وإن من الغبن والخسران أن تنقضي الليالي الفاضلات تسوقًا لمشتريات، والرحمات تنزل، ومنادي الرحمن ينادي: يا باغي الخير أقبل، والجنان تزينت للطالبين.

حرمان أن تجول الأبصار في أجهزة ومناظر أقلها أن تلهي عن تلاوة القرآن والذكر والاستغفار، وتقطع الوقت عن التقرب لذي الجلال والإكرام.

إنما هي أيام معدودات، من حُرم خيرها فهو المحروم، ومن ضاقت عنه رحمة الله فيها، فقد خسر خسرانًا مبينًا.

أستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة؛ فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله ذي المن والعطا، يغفر الذنب ويجيب الدعا، وصلى الله وسلم على الرسول المجتبى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:
فتعرضوا لربكم في هذه العشر الباقيات، فإن فيها ليلة مباركة، يفرق فيها كل أمر حكيم، مباركة في كل شي، مباركة برزقها، مباركة بعطائها، مباركة بخيرها وما فيها من الرحمة والمغفرة، من قامها إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه، والصابرون على الطاعة فيها والصابرون عما يلهي عنها يوفون أجرهم بغير حساب.

كم على الظهر من حمل من الأوزار والآثام، حري أن تلقى في هذه الليالي والأيام! كم في الصدر من آهات وحاجات، حري أن تنفث في هذه الليالي والأيام! كم أُثقلت جيوب من ديون آن أن تُرفع إلى من بيده الخزائن والأعطيات! كم وكم نرجو ونأمل في هذه الأيام والليالي الشريفات، تُرفع الأكف، وتُسبل الدموع، ويلح على ذي الجلال والإكرام!

سلوا الله صلاح الأنفس والذرية، والحفظ والستر من شر كل ذي شر، والثبات حتى الممات، سلوا الله كل شيء من خيري الدنيا والآخرة.

((يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر)).

ما أرحم ربنا بنا يفتح لنا لياليَ شريفات؛ ليحط عنا الأوزار، ويرفع لنا الدرجات، وهو الغني عنا سبحانه!

((يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني؛ أغفر لكم، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا، فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومن إلا نفسه، قال سعيد: كان أبو إدريس الخولاني، إذا حدث بهذا الحديث، جثا على ركبتيه)).

اللهم وفقنا لما يرضيك، وجنبنا سخطك وعقابك، واعفُ عنا، واغفر لنا وارحمنا، وتقبل منا إنك أنت السميع العليم، والبر الرحيم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 49.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.18 كيلو بايت... تم توفير 2.35 كيلو بايت...بمعدل (4.74%)]