أنصار قصيدة النثر - ملتقى الشفاء الإسلامي ملتقى الشفاء الإسلامي
اخر عشرة مواضيع:          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 28 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859130 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393460 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215750 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »         
[حجم الصفحة الأصلي: 49.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.54 كيلو بايت... تم توفير 1.91 كيلو بايت...بمعدل (3.87%)]

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-02-2022, 04:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي أنصار قصيدة النثر

أنصار قصيدة النثر


د. إبراهيم عوض





فنون الأدب في لغة العرب (6)




إن أنصار "قصيدة النثر" يستندون إلى أن الأجناس الأدبية لم تعُدْ متمايزةً في عصرنا كما كانت من قبل، ومن ثم انماعت الحدود بين الشعر والنثر، ثم إن تلك القصيدة - حسبما يقال - إنما تهدف إلى إحلال الرؤيوية "أي صوت اللاشعور" محل خطابية القصيدة التقليدية..، إلى آخر ما يرددون، وفاتهم أن الحدود لم ولن تنماع بين الأجناس الأدبية بهذه الطريقة التي يمارسونها، وإلا لعدنا في الأدب إلى ما يشبه عماء الهيولى القديم، ثم إن الخطابية المشار إليها لا توجد في كل الشعر المسمى بالتقليدي، بل في بعض قصائد المديح والفخر وما إليها فقط، وإلا فهل في شعر ابن أبي ربيعة وجميل وقيس بن ذريح، وعينية أبي ذؤيب الهذلي، ولامية الحطيئة:



"وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل"، ورائية بشار، وخمريات أبي نواس، وزهديات أبي العتاهية، ومرثية ابن الرومي في ابنه محمد، وداليته في وحيد المغنية، وندميات ديك الجن، وقصيدة الحمى للمتنبي، ورثائه لخولة الحمدانية، وأبيات ابن خفاجة في الجبل، ونونية ابن زيدون، ومئات ومئات بل وآلاف وآلاف من قصائد الشعر القديم، هذه الخطابية المفتراة التي تذكرنا بقميص عثمان؟



ثم ما دخل الشعر التقليدي هنا، والقصيدة النثرية إنما خرجت - كما رأينا - من عباءة الشعر المرسل والمنثور والحر؟ وهل الخطابية مَعيبة في كل الحالات والأوقات؟ أليست هناك لحظات في تاريخ الفرد والأمة تملي إملاءً أن يكون جهير الصوت بل مُجلجلَه؟ إن هذه كلها تعلات لا معنى لها، وعلى كل حال ليس البديل عن الخطابية هذا الكلام الفاتر المكون في كثير من نماذجه من أمشاج لا قوام لها، ودعنا الآن مما في بعض النماذج الأخرى من تجديف في حق المولى - سبحانه - وعدوان مستفز على أخلاق العفة والحياء.



والواقع أن هذا الهجوم الأرعن على ما يسمونه: "الخطابية" يذكرنا بما سماه محمد مندور في كتابه: "الميزان الجديد" بـ"الشعر المهموس" وطنطنته الشديدة به، وكأن الحياة كلها همس ونجوى، لا تطاحن فيها ولا قتال وعرق ودمار وعدوان ينبغي التصدي له، وبطبيعة الحال فإن التصدي لا يمكن أن يكون بالهمس والتفتت! والعجيب أن من النماذج التي ساقها للتدليل على صحة ما يذهب إليه قصيدة "أخي" لميخائيل نعيمة، وهي قصيدة تغلب عليها الانهزامية اليائسة بما تشيعه من ثقافة الرضا بما يصنعه بنا وبأوطاننا مجرمو الدول الغربية، والاكتفاء بدور العجز، والاستسلام والانصراف في ذلة وصمت إلى دفن موتانا الذين سقطوا في الحرب العالمية الثانية دفاعًا عن مصالح أولئك القتلة واللصوص عديمي الضمير دون أن يكون لنا في تلك الحرب ناقة ولا جمل، وإن بطَّن الشاعرُ هذا الضعفَ واليأس بشيء من التهكم على أوضاعنا لا يمكنه غسل ما رسخته القصيدة في النفوس من عجز وهوان، لقد كان أحرى بالشاعر أن يشعل الأرض نارًا تحت أقدام المحتلين، وينزل من السماء صواعق على رؤوسهم، ويعمل بكل سبيل على استنهاض الهمم الخائرة والعزائم الفاترة عند العرب ضد مذليهم، وناهبي أوطانهم وممزقي أواصر الأخوة بينهم، وجامعي عصابات الصهاينة من كل فج ليقيموا لهم دولةً في قلب بلادهم، بدلاً من هذا التهافت والضعف المخزي الذي يسربل القصيدة من أولها إلى آخرها، ثم يفرح "مندور" بها وكأنه عثر على كنز نفيس.



ومقطع اليقين أنه ليس للدعاوى المتعلقة بقصيدة النثر من معنًى إلا أنه باستطاعة أي إنسان أن يكون شاعرًا، وشاعرًا عبقريًّا أيضًا، ما دام الشعر قد تخلص من وزنه وقافيته، وانحط إلى هذا الدرك الأسفل من التفاهة والهذيان، وأضحى من الهوان بهذا المكان! ترى هل يعجز أعرى الناس من موهبة الأدب والشعر عن توليف مثل هذه السخافات والهلاوس؟ ولقد انتشر الآن ذلك النوع من الكتابة بين شباب الأدباء السطحيين الخالين من المواهب؛ لسهولته وخلوه من قيود الإيقاع وأسلوبه الواهن، وعدم تعمقه في الغوص على أي معنًى أو إحساس، وهذا إن كان هناك أصلاً معنًى أو إحساس.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.54 كيلو بايت... تم توفير 1.91 كيلو بايت...بمعدل (3.87%)]