|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اليهود ... في كتبهم وفي القرآن الكريم للأستاذ مصطفى برهام إن أشد ما يؤلم النفس في ظروفنا الحاضرة أن نرى الكثرة الكثيرة من الأمة العربية التي امتهنت كرامتها، واعتدى على حماها، واغتصبت أجزاء عزيزة من أرضها لم ترتفع بعد إلى مستوى المعركة. وأن نرى أمورًا ثانوية ولا أقول تافهة تحتل تفكيرنا، بينما قضايانا التربوية والاجتماعية والأخلاقية والمصيرية لا تزال تحتل مكانًا ثانويًا من تفكيرنا وعواطفنا ومشاعرنا، ولقد آن الأوان لكل فرد في هذه الأمة صبيًا أو شيخًا، رجلاً أو امرأة، آن للجميع أن يوقنوا بأن لهم ثأرًا لا بد أن يدركوه، وأن لهم عدوًا رهيبًا ماكرًا يجب أن يحذروه، وأن يستعدوا له فيضحكوا بقدر، ويفرحوا بقدر، ويشعروا بفداحة الخطب الذي أصاب العروبة والإسلام في كيانهما المادي والأدبي يوم وقع في بلادنا ما وقع، ويوم شرع أعداؤنا يقتسمون بلادنا كأنها تركة لا صاحب لها، وكأننا أمة ضائعة تائهة لا تجمع أبناءها غاية، ولا تظلهم حضارة، ولا يربطهم هدف. وأول الطريق أن نعرف أعداءنا .. نعرفهم من كتبهم التي بين أيدينا أولاً، والتي تناولوها بالتحريف حتى صارت مسخًا مشوهًا لا ينبغي أن ينسب إلى اللَّه، ونعرفهم من القرآن الكريم بعد ذلك وهو كتاب اللَّه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والذي تحدث عنهم وعن تاريخهم حديثًا لو أننا وعيناه وفهمناه ثم التزمناه بما حواه من توجيهات وتعاليم لبدل اللَّه أحوالنا إلى أحسن، ولتولى بقهره وقوته نصرنا وإعزازنا. بنو إسرائيل في أسفار العهد القديم: ففي سفر التكوين بعد ما بين أن اللَّه خلق الكون في ستة أيام ترى في الإصحاح الثاني 1 - 3 أنهم ينسبون إلى اللَّه أنه تعب من عمله خلال الأيام الستة، وأنه استراح في اليوم السابع (( أكملت السموات والأرض وكل جندها، وفرغ اللَّه في اليوم السابع من عمله الذي عمل، فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل )) . وفي الإصحاح الثالث 8 - 11 ينسبون عدم المعرفة إلى اللَّه (( وسمعا صوت الرب الإله ماشيًا في الجنة عند هبوب ريح النهار، فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله وسط شجر الجنة، فنادى الرب الإله آدم وقال له: أين أنت، فقال: سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت، فقال: من أعلمك أنك عريان، هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك ألا تأكل منها )) . وفي الإصحاح السادس 5 - 7 ينسبون إلى اللَّه أنه حزن وتأسف (( ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم، فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه، فقال الرب: أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته. الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء لأني حزنت أني عملتهم )) . وفي الإصحاح الثاني والثلاثين 24 - 29 يثبتون أن يعقوب صارع اللَّه وكاد أن يصرعه: (( فبقي يعقوب وحده وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر، ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته، وقال: أطلقني لأنه قد طلع الفجر، فقال لا أطلقك إن لم تباركني، فقال له: ما اسمك؟ فقال: يعقوب، فقال: لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع اللَّه والناس وقدرت، وسأل يعقوب وقال: أخبرني باسمك، فقال: لماذا تسأل عن اسمي وباركه هناك )) . هذه عقيدتهم في اللَّه أسوقها دون أي تعليق، أما عقيدتهم في الأنبياء فهم يتهمون نوحًا عليه السلام في الإصحاح التاسع 20 - 23 من سفر التكوين أنه كان سكيرًا، وأنه عندما سكر تعرى وكشف عورته أمام أبنائه، ويتهمون ابنتي لوط عليه السلام في الإصحاح التاسع عشر 30 - 38 أنهما سقتا أباهما خمرًا واضطجعتا معه، وأن كلا منهما حملت منه سفاحًا وولدت الكبرى ابنا دعته موآب، وولدت الصغرى ابنا دعته بن عمى. وفي الإصحاح الحادي عشر من سفر صموئيل الثاني 2 - 27 يتهمون داود عليه السلام بالزنا مع بتشيع بنت أليعام زوجة أوريا الحثى أحد قواده ويتهمونه بالخداع والغدر وهم يدعون أنه أصدر أوامره بأن يوضع أوريا في مقدمة الجيش ليضرب ويموت. ولقد تحدثت عنهم التوراة فوصفتهم (( بأنهم الشعب الغليظ الرقبة )) كناية عن القسوة المتوارثة فيهم والعتو والاستعلاء والغرور، وتحدث عنهم الإنجيل وقال عيسى عليه السلام عنهم: (( إنما بعثت لخراف بني إسرائيل الضالة )) إشارة إلى ضلالهم وبعدهم عن الحق والصواب، وتحدث عنهم القرآن وما أبلغ حديث القرآن: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} [المائدة: 60] . بنو إسرئيل في القرآن كلمة عامة: إن بني إسرائيل في تناول القرآن الكريم لهم يحتاجون إلى فهمنا لهذا التناول، فإنه يتحدث عنهم فيذكرهم بخير أيام كانوا هداة خير، وحملة رسالة، ودعاة توحيد فيقول: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [الجاثية] . ويقول على لسان موسى عليه السلام: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ} [المائدة: 20] ، والقرآن إذ ينصفهم هذا الإنصاف وهو يصف فترة من فترات تاريخهم يضم إلى هذا التناول أسلوبًا آخر يذكر فيه مآسيهم ومعاصيهم ومخازيهم وما استحقوه من سخط اللَّه ولعنته وغضبه، وكيف أجرى لعنته على ألسنة أنبيائه ورسله تنزل بهم جزاء وفاقًا على كفرهم وعتوهم وتكذيبهم وقتلهم الأنبياء بغير حق إلى آخر ما جاء في تناول القرآن لهم على حاليهم من فساد وصلاح ونصر وهزيمة وعسر ويسر. ولذلك فإن فهمنا لتناول القرآن لهم ينبغي أن ننتفع به في أنفسنا وفي مجتمعنا وفي إعدادنا واستعدادنا ونحن على أهبة الانطلاقة الكبرى، والانتفاضة العظمى لإعلاء كلمة اللَّه والانتصار له ولدينه. يقول الشيخ محمد رشيد رضا صاحب المنار: إن اسم موسى عليه السلام ذكر في القرآن ما يقرب من مائة وعشرين مرة وهو رقم لم يشاركه فيه نبي ولا ملك. وقد تكررت قصة بني إسرائيل في القرآن كما لم تتكرر قصة أخرى لأمة بادت، أو حضارة انتهت .. تكررت القصة في عشرين سورة من سور القرآن الكريم، وهذا التكرار لحكمه بالغة، وهدف تربوي رفيع، وقد يظن القارئ أن القرآن الكريم كان حفيًا بالحديث عن بني إسرائيل في العهد المدني بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة هو وصحبه فجمعهم مع اليهود جوار قريب، وحوار يدور بين الفريقين يتبعه قضايا تثار، وخلافات تنشأ، وخصومات تنشب. وهذا أمر طبيعي وتناول القرآن لهم في فترة ما بعد الهجرة وحديثه عنهم كان كثيرًا وغزيرًا .. ولكن دارس القرآن الكريم يلمس في وضوع أن حديث القرآن عنهم وتناوله لهم في الفترة المكية ربما كان أكثر من حديثه عنهم في الفترة المدنية، وأن قصة بني إسرائيل درست، وتاريخهم شرح للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة قبل التقاء المسلمين بهم في المدينة، وقبل أن يجمع الفريقين ما يستحق هذا الشرح وتلك الدراسة. فالقرآن الكريم في سورة (الأعراف) وهي مكية يتناول اليهود تناولاً لا نظير له. وكذلك في سورة (الأنعام) ، وسورة (طه) أكثرها في بني إسرائيل، وسورة (الإسراء) تسمى سورة بني إسرائيل، وسورة (إبراهيم) فيها تناول لبني إسرائيل، أما سورة (يوسف) فهي في إسرائيل وأبنائه، الحواميم كلها ما من سورة فيها حم إلا وتناولت بني إسرائيل، والحواميم كلها سور مكية. وسور الطواسين كلها أيضًا تناولت بني إسرائيل وهي كلها سور مكية. كذلك سور الأنبياء والذاريات .. وأكثر السور المكية تناولت بني إسرائيل، وما كان بنو إسرائيل في مكة شيئًا يستحق الذكر، أو يستحق التناول بهذا التفصيل. فما سبب ذلك؟ السبب في تقديري أن بني إسرائيل أمة تمثل في تاريخها المبكر وفي تاريخها المتأخر النشاط الإنساني الذي يعلو ويهبط، ويسفل ويرتفع وهي في حاليها يدركها من ثواب اللَّه وعقوبته ما ينبغي أن ينشر ويعلن في الآفاق، حتى يكون عبرة للناس إلى أن تقوم الساعة ... فهم في حالات ضعفهم وهزائمهم تعرضوا لمذابح ونكبات تقصم الظهور فصبروا على ذلك، وكان صبرهم تاريخًا يروى للمستضعفين من المسلمين بمكة، الذين يتحملون من التنكيل والتعذيب والهوان والسخرية من كبراء مكة ورؤسائها ما يجعل الأرض تميد تحت أقدامهم، فيسوق اللَّه لهم قصة بني إسرائيل وهم يرون أبناءهم يذبحون أمام أعينهم وهم يصبرون على ذلك، لا تذوب شخصيتهم ولا تمحى رغم الضعف الذي نزل بهم، ليتعلم الناس من بعدهما درسًا في الصبر على البلاء، والصمود أمام المتاعب ثم تجيء مع الصبر عقباه حيث يقول اللَّه في سورة السجدة المكية: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} ، ثم يقول في سورة الأعراف: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ} . هذا استعراض لأحداث يوضحها اللَّه سبحانه وتعالى في أروع عرض، وأبلغ بيان أمام أبصار أهل مكة المؤمنين كي يتحملوا ما ينزل بساحتهم من عذاب ومتاعب في سبيل الحق الذي بين أيديهم، وكي يعلموا أن التعصب للحق والانتصار له يسببان بعض المغارم، وينبغي للمؤمنين أن يتحملوا هذه المغارم بجلد وصبر وقوة، وألا تنهار عزائمهم، أو تلين قناتهم، مهما أصيبوا حتى تنالهم مثوبة اللَّه، ويتوج صبرهم وصمودهم بالنصر الحاسم العزيز المؤزر. وإلى العدد القادم إن شاء اللَّه. مصطفى برهام
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() اليهود في كتبهم وفي القرآن الكريم بقلم الأستاذ مصطفى برهام في عهد يعقوب عليه السلام: القرآن الكريم الذي أنصف إسرائيل هذا الإنصاف في حقبة من تاريخهم، يسجل عليهم أنهم أهل غذر وخيانة، وأن أول من اكتشف فيهم ذلك أبوهم يعقوب نفسه، ونرى ذلك في قصة يوسف عليه السلام التي يعرضها القرآن في إعجاز في سورة يوسف موضحا هذه الأخلاق فيهم: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين. قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداإن الشيطان للإنسان عدو مبين} ، ثم تمضي بنا آيات سورة يوسف موضحة كيف تآمروا بأخيهم: هل يقتلوه أو ينفوه، وأخيرا أجمعوا أمرهم على إلقائه في غيابة الجب، ونفذوا مؤامرتهم الدنيئة، وغدروا به، وهم الذين تربوا في بيت النبوة .. بعد ذلك نرى يعقوب نفسه الذي لم يكد يحس بدنو أجله ولإدراكه أنهم قد يسارعون في الكفر بعده، يأخذ عليهم العهد والميثاب وهو على فراش الموت ألا يعبدوا إلا الله {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون} . الصفات البارزة في اليهود من القرآن منذ عهد موسى عليه السلام: أظهر القرآن الكريم جانب الأخلاق والسمات البارزة التي تميز اليهود في أي مكان وفي أي زمان كجماعة وكأفراد، أولى هذه السمات والأخلاق: الكبر، والعجب، والفخر، والزهو، والخيلاء، وهي طباع أصيلة مركبة في نفس كل يهودي .. فما سر ذلك؟ السر الحقيقي يكمن في الأوهام التي حشا بها أحبارهم تلمودهم، وحرفوا بها توراتهم، ففي التلمود أنهم وحدهم هم نسل آدم من صلبه ومن نطفته، أما سائر البشر فهم أميون ليسوا بآدميين، وإنما خنازير نجسة، وأصلهم من نطفة الحصان!! بل إنهم يعتقدون أن الكلاب أطهر من هؤلاء الأميين، ويستدلون على ذلك بعبارة تلمودهم تقول: (( إنه في الأعياد مسموح لليهودي أن يطعم الكلب ولا يطعم الأممي، ذلك أن الكلب أفضل من الأممي )) . ويقول التلمود أيضا: (( إذا وقع أممي في حفرة وجب عليك (يا يهودي) أن تسدها بحجر حتى لا يخرج من قبره إلا يوم القيامة )) . ويقول التلمود أيضا: (( إن الله لا يغفر ليهودي يكون عليه دين لأممي أو يستطيع أن يسرق الأممي أو يغدر به ثم لا يفعل )) .. ولذلك وهموا أنهم وحدهم أحباء الله المقربون له دون بقية الأجناس: {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق} . الصفة الثانية: وهي وطيدة الصلة بالصفة الأولى هي صفة الغرور والتعلق بالأماني، فهم يرون أن مغفرة الله خاصة بهم، وأن رحمته الواسعة لا تتسع لغيرهم: {وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا} فهي لا تتسع في عقيدتهم ليشاركهم فيها شعوب وأجناب أخرى. {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون بل من كسب سيئة وأحاطت به خطيئة فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} . الخلق الثالث أو الصفة الثالثة هي الضعف والجبن والهزيمة من داخل النفس، هذا الخلق أساسي في طبيعة اليهود، سواء أكانوا جماعة أم أفرادا، كبارا أم صغارا، وهم يستعيضون عن ذلك الخلق بالبطش والخيانة كعملية تعويض، ولذلك فإن اعتداءاتهم التي يمارسونها دائما تكون مصحوبة بالغدر والخيانة، ويقوي ذلك العدوان ويدفعهم إليه اطمئنانهم إلى حماية الاستعمار لهم: {ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس} . إذن فقيام دولتهم المنهزمة بأمر الله هو قيام مؤقت، سببه أن الذلة زالت عنهم لفترة بسبب تأييدهم بحبل من الناس، بأسلحة وعتاد وأموال من أمريكا - ويوم يزول ذلك ويقفون في الميدان وحدهم سيعيد التاريخ نفسه، وهو يسجل عليهم موقف الذلة في عهد موسى عليه السلام في سورة المائدة: {يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين. قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون. قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين. قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهبأنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون. قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين. قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين} . إن القرآن الكريم في الآيات السابقة يصورهم على حقيقتهم أروع تصوير، ويوضح مقوفهم، موقف من سقطت عنه كل المعاني التي يكون بها الإنسان إنسانا .. موقف الرعديد الجبان الذي يفر من طلب العزة ويريد أن يسود بغير تضحية ولا فداء، رغم محاولة موسى عليه السلام إقناعهم وتدريبهم على المعارك والصراع؛ لأن المعارك والصراع من شأنهما أن يخلقا الأبطال، ويجعلا الأمة التي تستطيع أن تواجه قدرها أمة ظاهرة عزيزة موهوبة الجانب، فلا حياة للأذلاء الجبناء، ولا عزة للضعفاء المنهزمين، إنما العزة والسيادة لكل أمة شجاعة قوية تقدم لله قرابين من دماء فتياتها، وتضحيات بنيها .. ورغم تحريض موسى لهم لينالوا نصر الدنيا وعز الآخرة يجيبونه بمنطق الجبن والخور: إن كان لا بد من قتال: {فاذهب أنت وربك فقاتلا إن هاهنا قاعدون} ، ولذلك عوقبوا بحرمانهم من دخول الأرض المقدسة تحريما أبديا لا تحريما مؤقتا بعد الحكم عليهم بالتية أربعين عاما .. وقد يقول قائل: إذا كان التحريم أبديا فلماذا دخلوها مع يوشع بن نون فتى موسى عليه السلام؟ ونجيب بأنهم دخلوها بحكم الفتح لا بحكم الوعد، ومصداق ذلك ما جاء في قول الله تعالى في سورة الأعراف: {وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم. وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون} . يصور القرآن الكريم جبنهم وتفرقهم في آيات من سورة الحشر ليتعلم كل من يتصدى لهم إلى أن تقوم الساعة أن الهزيمة في داخل نفوسهم، والهلع والفزع جبلة فيهم: {لانتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون. لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون} الخطاب للمؤمنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يحاربونهم. ننتقل بعد ذلك إلى خلق رابع هو الإفساد والإجرام وهما صفتان متلازمتان لا يمكن أن يتخلص منهما يهودي، وأول مظاهر ذلك الفساد أنهم يحاربون كل دعوة صالحة، ويقفون موقف الخصومة والبغضاء لرسالات أنبيائهم يدفعهم في النهاية إلى قتال العديد من أنبياء الله ورسله: {إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم} [آل عمران: 21] ، وكذلك يدمغهم القرآن في آية أخرى: {ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون} [البقرة: 87] ، ومن مظاهر الفساد أيضا الغدر والخيانة ونقض العهد، والقرآن يوضح ذلك أعظم إيضاح، حيث يقول: {أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون} [البقرة: 100] ، وحيث يقول: {إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون. الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون} [الأنفال: 55، 56] . ومن مظاهر الفساد والإجرام أنهم مصدر كل جريمة من جرائم النفس أو العرض أو المال أو الدين أو الجنس، ولو بحثت عن مصدر أية جريمة من الجرائم العامة في أي عصر لوجدت أن أساسها اليهود، فجرائم الاقتصاد أساسها يهود، وجرائم التشكيك والإلحاد أسهاسها يهود، وأفلام الجنس أساسها يهود، والأدب الرقيع المشكوف كتابه يهود، وحملات الأزياء والعري والمودات من فعل اليهود، ومصانع الخمور المنتشرة في العالم أصحابها يهود، والصحافة المسمومة الداعرة محرورها يهود .. المدارس التي أسست لتستبيح ما حرم الله وتجاهر بالإلحاد والكفر باسم الثقافة: وباسم الفن والحضارة، وباسم التقدم والمدنية أسسها يهود، مدرسة التحليل النفسي التي تقرر أن الغريزة الجنسية هي السبب الرئيسي فيما يصيب الإنسان من العقد النفسية والصرع نتيجة كبت تلك الغريزة وأن الشفاء من تلك العقد هو الانطلاق بغير حدود لإشباع تلك الغريزة، دون وازع من دين أو خلق، مؤسس تلك المدرسة هو (( فرويد )) الألماني اليهودي - مدرسة النشوء والارتقاء التي تقرر أن الإنسان أصله قرد، تلك المدرسة التي بلبلت الأفكار ردحا طويلا من الزمن، مؤسسها هو (( داروين )) الألماني اليهودي .. الشيوعية بما فيها من إفساد وفساد، ومادية وإلحاد، نادى بها واخترعها (( كارل ماركس )) اليهودي الأصل .. كذلك الفساد الذي دخل شريعة اليهود منهم، والفساد الذي دخل شرع المسيح منهم، والإسرائيليات التي بثوها بمكر في كتب المسلمين من تدبيرهم منذ أفسد (( عبد الله بن سبأ )) اليهودي الذي أسلم غشا وخداعا السياسة بالدس والوقيعة بين المسلمين الأولين حتى نشبت الحرب الطاحنة بينهم، فالمدرسة اليهودية والإسرائيليات المنتشرة في بعض كتب المتصوفة تعمل منذ أربعة عشر قرنا على تحطيم الإسلام بعد أن هزم اليهود عسكريا بأيدي جند الله من المؤمنين في بني النضير وبني قريظة وخيبر: {وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون} [المائدة: 62] .
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |