من مفردات القرآن الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الاعتكاف والنقلة الإيجابية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          قيمة العلماء في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          جُهْدُ اَلطَّاقَةِ فِي بِرِّ الْأُمِّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          اغتنموا يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          صور من محن علماء المسلمين عبر التاريخ ..... يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 2774 )           »          تأملات قرآنية وتدبرية .....يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 2441 )           »          المجموع شرح المهذب للنووي(كتاب الصيام)يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 2282 )           »          مواعظ رمضانية... يوميا فى شهر رمضان المبارك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 2948 )           »          الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 2814 )           »          أكلات رمضانية شهية بالصور والمقادير --- وصفات وأطباق رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 2032 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-01-2025, 06:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,116
الدولة : Egypt
افتراضي من مفردات القرآن الكريم

من مفردات القرآن الكريم
الحمد للَّه
بقلم الأستاذ: محمد جميل غازي

رئيس قسم التراث العربي بالمجلس الأعلى للفنون والآداب
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) } [سورة الفاتحة] .
اللَّه الذي نعبده ونوحده ونمجده ونحمده:
له الأمر والنهي، ومنه الخلق والرزق، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، أحاط بكل شيء علمًا، وأحصى كل شيء عددًا، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، يعز ويذل، ويداول الأيام بين الناس.
لا يشغله سمع عن سمع، ولا شأن عن شأن، ولا تغلطه كثرة المسائل، ولا يتبرم بإلحاح ذوي الحاجات، بل يحب من عبادة الملحين في الدعاء.
الغيب عنده شهادة، والسر عنده علانية؛ له الملك، وله الحمد، وله الدنيا والآخرة، وله ما سكن في الليل والنهار، وله النعمة والفضل والثناء الحسن.
بيده الخير، وإليه يرجع الأمر، يغفر الذنوب، ويفرج الكروب، ويجبر الكسير، ويغني الفقير، ويعلم الجاهل، ويهدي الضال، ويرشد الحيران، ويغيث اللهفان، ويفك العاني، ويشبع الجائع، ويكسو العاري، ويشفي المريض، ويعافي المبتلى، ويقبل التائب، ويجزي المحسن، وينصر المظلوم، ويقصم الجبار.
يقيل العثرات، ويستر العورات، ويؤمن الروعات، ويرفع أقوامًا ويضع آخرين.
لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، ويرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل.
حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، يمينه ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار .. قلوب العباد ونواصيهم بيده، وأزمة الأمور معقودة بقضائه وقدره، والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة، والسماوات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عما يشركون.
أحق من ذكر وعبد وحمد، وأولى من شكر، وأرأف من ملك، وأجود من سئل وأعطى من قدر، وأكرم من قصد، وأعدل من انتقم.
حلمه بعد علمه، وعفوه بعد قدرته، ومغفرته عن عزته، ومنعه عن حكمته، وموالاته عن إحسانه ورحمته.
هو الملك لا شريك له، والأحد فلا ند له، والغني فلا ظهير له، والصمد فلا ولد له ولا صاحبة له، والعلي فلا شبيه له ولا سمي له.
كل شيء هالك إلا وجهه، وكل ملك زائل إلا ملكه، وكل فضل منقطع إلا فضله.
يطاع فيشكر؛ ويعصى فيتجاوز ويغفر؛ كل نقمة منه عدل، وكل نعمة منه فضل، أقرب شهيد، وأدنى حفيظ.
ذلكم اللَّه ربكم.
{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103) } [الأنعام] .
{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3) إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (4) } [يونس] .
{فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32) } [يونس] .
{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) } [فاطر] .
{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6) } [الزمر] .
ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63) [غافر] .
الحمد للَّه:
و (( الحمد لله )) كلمة يقولها المؤمنون باللَّه، الذاكرون لفضله، الشاكرون لآلائه، قالها (( نوح )) عيه السلام - عندما استوى هو ومن معه على الفلك - الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين [المؤمنون: 28] .
وقالها (( إبراهيم )) عليه السلام - حينما أنعم اللَّه عليه بنعمة الولد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) } [إبراهيم] .
وقالها (( داود )) و (( سليمان )) عليهما السلام - لما من اللَّه عليهما بالملك العريض: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) } [النمل] .
وتقولها (( الملائكة )) عليهم السلام: {وَتَرَى الْمَلاَئِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} [الزمر: 75] .
ويقولها أهل الجنة في الجنة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر: 34] ، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ} [الزمر: 74] ، {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف: 43] .
بل إن ما في الكون كله؛ يسبح بحمد اللَّه وبقدسه، ويسلم له، ويعنو لسلطانه، {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [الرعد: 13] . {إِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44] .
صاحب لواء الحمد:
وقد كان (( الرسول الخاتم )) صاحب لواء الحمد صلى الله عليه وسلم كثير الحمد للَّه، والضراعة إليه، كما أمره ربه وعلمه.
{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} [الإسراء: 111] .
{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} [النمل: 59] .
{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [النمل: 59] .
{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} [العنكبوت: 63] .
{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [لقمان: 25] .
l فكان صلى الله عليه وسلم يحمد اللَّه - دائمًا - ويمجده؛ إن صلى أو صام، أو سافر، أو أقام، أو أكل أو شرب، أو حارب، أو خطب.
وكان يقوم لربه من جوف الليل، يدعوه بهذا الدعاء، ويحمده بتلك المحامد:
(( اللهم لك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، والساعة حق، ومحمد حق )) .
(( اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت )) .
مادة الحمد في القرآن الكريم:
وقد وردت مادة (( الحمد )) ومشتقاتها في القرآن الكريم 68 مرة، ومن تتبع ورودها في القرآن الكريم فإنه يجدها تدور حول الاستعمالات التالية:
الاستعمال الأول: حمده؛ بمعنى أثنى عليه، ومنه قوله تعالى: {وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ} [آل عمران: 188] .
الاستعمال الثاني: حمد اللَّه، بمعنى أثنى عليه ومجده وعظمه، ومنه قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين} .
الاستعمال الثالث: الحميد - من صفات اللَّه تعالى - ومعناه: المحمود، ومنه قوله تعالى: {واعلموا أن اللَّه غني حميد} [البقرة: 267] .
الاستعمال الرابع: أحمد، وهو علم منقول من أفعل التفضيل، بمعنى الأكثر حمدًا، ومنه قوله تعالى: {ومبشرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} [الصف: 6] .
الاستعمال الخامس: محمد، وهو علم أطلق على من كثرت خصاله المحمودة، ومنه قوله تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} [آل عمران: 144] .
ورود عبارة (( الحمد لله )) في القرآن الكريم:
وأما عبارة (( الحمد لله )) ، فقد وردت في القرآن الكريم سبعًا وعشرين مرة .
وافتتحت بها خمس سور، هي:
الفاتحة: {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} .
الأنعام: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} .
الكهف: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا} .
سبأ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} .
سورة فاطر: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .
كما اختتمت بها خمس سور هي:
الإسراء: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} [الإسراء: 111] .
النمل: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [النمل: 93] .
الصافات: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ. وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: 182] .
الزمر: {وَتَرَى الْمَلاَئِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الزمر: 75] .
الجاثية: {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37) } [الجاثية] .
تعريف (( الحمد )) :
وقد عرفوا الحمد بأنه الثناء باللسان على الجميل الاختياري على وجه التعظيم والتبجيل. وعرفوه - اصطلاحًا - بأنه فعل أو قول ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعمًا على الحامد أو غيره.
واللَّه - سبحانه وتعالى - وحده، هو المستحق للمحامد كلها، فهو - سبحانه - المحمود من كل وجه، وبكل اعتبار، بجميع أنواع الحمد.
فالحمد لله على إحسانه وآلائه ...
والحمد لله على أسمائه الحسنى، وصفاته العليا ...
والحمد لله كما يحب ويرضى ..
ونعوذ باللَّه أن نذكر به وننساه.
(وللحديث بقية في عدد يأتي بمشيئة اللَّه تعالى).
محمد جميل غازي

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-02-2025, 06:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,116
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من مفردات القرآن الكريم

من مفردات القرآن
2 -
الحمد لله

{بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. إياك نعبد وإياك نستعين. اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} [سورة الفاتحة] .
l l تحدثت - في مقال سابق - عن مادة (( الحمد )) في القرآن الكريم، وعن معناها، ومرات ورودها، والسور التي افتتحت واختتمت بها.
l l واليوم؛ نلتقي حول (( سورة الحمد )) نتأمل وجهها الكريم، ونقتبس من آياتها الحكمة، ونلتمس من معانيها الموعظة.
l و (( سورة الحمد )) سورة جامعة لأبواب الخير، مرشدة لأصول البر ... فقد جاء مأثورا عن الحسن البصري - فيما يرويه عن ابن ماجه وغيره؛ (( أن الله أنزل مائة كتاب وأربعة كتب. جمع علمها في الأربعة، وجمع علم الأربعة في القرآن، وجمع علم القرآن في المفصل وجمع علم المفصل في أمر القرآن، وجمع علم أم القرآن في هاتين الكلمتين الجامعتين: {إياك نعبد وإياك نستعين} . [ج 13 من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ص 7.] .
l وهي سورة ذات أسماء كثيرة - منها:
الحمد، والصلاة، والفاتحة، وأم الكتاب، وأم القرآن والمثاني.
l قال تعالى: {الحمد لله} .
ولم يذكر سبحانه لحمده (( ظرفا مكانيا )) ، ولا (( زمانيا )) .
وذكر في (( سورة الروم )) أن من ظروفه المكانية: (( السموات والأرض )) ، حيث يقول: {وله الحمد في السموات والأرض} [الروم: 18] .
كما ذكر في (( سورة القصص )) أن من ظروفه الزمانية: (( الدنيا والآخرة )) . [أضوء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للعلامة محمد الأمين الشقنطي] .
حيث يقول: {وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة} [القصص: 70] .
l والألف واللام - في قوله: {الحمد} . لاستغراق جميع المحامد في جميع الظروف والأحوال: وعلى جميع النعم جليلها وخفيها.
l و {الحمد لله} كلمة لها فضلها وأجرها: ولذلك افتتح الله بها كتابه، وأمر بها أحبابه، فقد روى مسلم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها )) .
وقال الحسن: (( ما من نعمة إلا والحمد لله أفضل منها )) .
وروى ابن ماجه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ما أنعم الله على عبد نعمة فقال: (( الحمد لله )) إلا كان الذي أعطاه أفضل مما أخذ )) .
وروى مسلم عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو: تملأ - ما بين السماء والأرض )) .
* * *
l وقال تعالى: {رب العالمين} .
-
والرب يطلق على السيد المطاع، وعلى المصلح، وعلى الملك. فهو صفة مشبهة، ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى التربية.

والرب - بالألف واللام - لا يقال إلا لله عز وجل.
-
والعالمين - جمع عالم؛ وهو: كل موجود سوى الله تعالى. ويدل لذلك قوله تعالى: {قال فرعون وما رب العالمين. قال رب السماوات والأرض وما بينهما} .

-
وقد يطلق لفظ (( العالمين )) ويراد به (( الإنس والجن )) فقط، وذلك في مجال الحديث عن عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.

قال ابن عباس: العالمون: الجن والإنس؛ لقوله تعالى: {ليكون للعالمين نذيرا} [الفرقان: 1] . قال: ولم يذكر نذيرا للبهائم.
l وقال بعض العلماء : واشتقاق العالم من العلامة؛ لأن وجود العالم علامة لا شك فيها على وجود خالقه متصفا بصفات الكمال والجلال، قال تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} [الأعراف: 190] .
والآية - في اللغة - العلامة.
l وقال تعالى: {الرحمن الرحيم} .
وهما من أبنية المبالغة، و (( الرحمن )) أبلغ من (( الرحيم )) ؛ لأن زيادة المبني تدل على زيادة المعنى كما هو معروف في علم الاشتقاق.
-
(( والرحمن )) ، خاص بالله سبحانه وتعالى، فلا يسمى به غيره ولا يوصف، بخلاف و (( الرحيم )) .

وفائدة الجمع بين الصفتين (( الرحمن )) و (( الرحيم )) الإخبار عن رحمة عاجلة وآجلة، خاصة وعامة.
ثم؛ إن (( الرحمن )) دال على الصفة الثائمة به سبحانه، و (( الرحيم )) دال على تعلقها بالمرحوم: فكان الأول للوصف، والثاني للفعل.
فالأول: دال على أن الرحمة صفته.
والثاني: دال على أنه يرحم خلقه برحمته.
وهذا هو سر قوله تعالى: {وكان بالمؤمنين رحيما} [الأحزاب: 43] .
{إنه بهم رءوف رحيم} [التوبة 117] ، ولم يجيء قط رحمن بهم.
l وتنقسم الرحمة إلى قسمين:
قسم مشترك عام بين المسلم والكافر، والبر والفاجر، والبهائم، وسائر الخلق، ودليلها {ورحمتي وسعت كل شيء} [الأعراف: 156] ، وقوله: {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما} [غافر: 7] .
وقسم خاص بأنبيائه ورسله وأوليائه وعباده الصالحين ودليله قوله تعالى: {وكان بالمؤمنين رحيما} [الأحزاب: 43] . وقوله: {إنه بهم رءوف رحيم} [التوبة: 171] .
l وقال تعالى: {مالك يوم الدين} .
وقد بين الله يوم الدين بقوله: {وما أدراك ما يوم الدين. ثم ما أدراك ما يوم الدين. يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله} [الانفطار: 19] .
-
والمراد بالدين: الجزاء؛ لقوله تعالى: {يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق} [النور: 25] ، أي جزاء أعمالهم بالعدل.

l ولا يجوز أن يتسمى أحد بهذا الاسم ، ولا يدعى به إلا الله تعالى. وكذلك لا يجوز أن يتسمى أحد بـ (( ملك الملوك )) ، أو (( شاهنشاه )) ، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يقبض الله الأرض يوم القيامة، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ )) .
وعنده - أيضا - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى الأملاك - زاد مسلم - لا مالك إلا الله عز وجل )) .
قال سفيان: وكذلك شاهنشاه، ومعناها: ملك الملوك.
l وقال تعالى: {إياك نعبد إياك نستعين} .
والعبادة، لغة الذل، عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية بأنها: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأوقال والأعمال الظاهرة والباطنة. وقيل: إن العبادة غاية الذل مع غاية الخضوع.
والاستعانة: طلب العون والمدد، وذلك لا يكون إلا من الله وحده، فيما لا يقدر عليه إلا الله وحده.
أما استعانة المخلوق، فهي كاستعانة الغريق بالغريق.
l ويقول ابن القيم رحمه الله، حول قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} : كثيرا ما كنت أسمع شيخ الإسلام ابن تيمية يقول:
{إياك نعبد} تدفع الرياء.
و {إياك نستعين} تدفع الكبرياء.
l ويقول الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في رسالته القيمية: (( بعض فوائد سورة الفاتحة )) .
{الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين} تضمنت ثلاث آيات ثلاث مسائل:
الآية الأولى. فيها المحبة: لأن الله منعم، والمنعم يحب على قدر إنعامه.
والآية الثانية: فيها الرجاء.
والآية الثالثة: فيها الخوف.
وقوله تعالى: {إياك نعبد} أي: نعبدك يا رب بما مضى؛ بهذه الثلاث: بمحبتك، ورجائك، وخوفك.
ثم يقول: (( فهذه الثلاث أركان العبادة، وصرفها لغير الله شرك )) .
l وقال تعالى: {اهدنا} .
والهداية هي الإرشاد إلى الخيرات قولا وفعلا.
وقد جاءت مادة الهدى في القرآن الكريم لعدة معان:
الأول: ما منحه الله للعبد من القوى التي توصله إلى مصالحه: كالحواس الخمس، والعقل، قال تعالى: {إنا هديناه السبيل} [الإنسان: 3] ، وقال: {وهديناه النجدين} [البلد: 120] ، وقد منح الله بعض هذه القوى للحيوانات وغيره: {أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} [طه: 50] ، {الذي قدر فهدى} [الأعلى: 3] .
الثاني: بعثة الأنبياء والرسل: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا} [السجدة: 24] ، {ولكل قوم هاد} [الرعد: 7] .
الثالث: ما يوليه الله لصالحي عباده بما اكتسبوا من الصالحات: {وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد} [الحج: 24] ، {أولئك الذين هدى الله فبهدهم اقتده} [الأنعام: 90] .
الرابع: التمكين من الجنة: {ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله} [الأعراف: 43] .
l فدعاؤنا وطلبنا للهداية، معناه:
-
أن يوفق الله حواسنا ومشاعرنا للسير في طريقه.

-
وأن يعيننا على اتباع نبيه، والاقتداء بسنته.

-
وأن يعصمنا من الشبهات، ويحفظنا من الشهوات.

-
وأن يرزقنا الجنة، مع المنعم عليهم.

* * *
l وقال تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم} .
والصراط المستقيم، هو: الطريق الذي نصبه الله لعباده على ألسنة رسله، وجلعه موصلا لهم إليه، ولا طريق لهم سواه، وهو: إفراده - تعالى - بالعبادة. وإفراد رسله - عليهم صلوات الله وسلامه - بالاتباع والطاعة.
l والصراط المستقيم ليس طريقا موحشا قف صا.
وإنما هو طريق كثر سالكوه منذ بدء الخليفة إلى اليوم، وإلى أن يقوم الناس لرب العالمين.
l لكن؛ قد تعتري هذا الطريق فترات يقل سالكوه، والسائرون فيه؛ فلا ينبغي للمؤمن أن يستوحش من مواصلة المسير، فإن إخوانا طيبين، سبقوه بإحسان، {وحسن أولئك رفيقا} .
قال بعض السلف: (( عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلةا لسالكين، وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين )) .
l ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن يدخله في زمرة المهتدين: (( اللهم اهدني فيمن هديت )) .
l والعبد - دائما - في حاجة إلى هداية الله، ولذلك كان من الحتم أن يكرر هذا الدعاء في كل ركعة من ركعات الصلاة؛ إذ أنه لا نجاة من العذاب، ولا وصول إلى السعادة إلا بهذه الهداية ومن فاتته فهو؛ إما من المغضوب عليهم وإما من الضالين.
l ولسائل أن يسأل:
-
إن الله هدى المؤمنين إلى الصراط المستقيم، فلماذا يدعونه به؟

ولنا أن نجيب بجوابين:
الأول: أن المطلوب هو الدوام عليه.
الثاني: أن معنى (( الصراط المستقيم )) : أن يفعل العبد في كل وقت ما أمر به في ذلك الوقت من علم وعمل، ولا يفعل ما نهى عنه، وهذا يحتاج - في كل وقت - إلى أن يعلم ويعمل ما أمر به في ذلك الوقت وما نهي عنه، وإلى أن تحصل له إرادة جازمة لفعل المأمور، وكراهة جازمة تعينه على ترك المحظور.
l وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم - بعد صلح الحديبة وبيعة الرضوان: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} - إلى قوله-: {ويهديك صراطا مستقيما} ؛ فإذا كانت هذه حاله صلى الله عليه وسلم في آخر حياته أو قريبا منها - فما بالك بغيره المؤمنين؟
l (( وصرط الله )) : واحد لا تعدد فيه. مستقيم لا التواء فيه. واضح لا غموض يعتريه.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (( خلط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا، وقال (( هذا سبيل الله )) ، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن يساره، وقال: (( هذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه )) - ثم قرأ: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} [الأنعام: 1853] )) .
* * *
l وقال تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم} .
والذين أنعم الله عليهم هم المذكورون في قوله تعالى: {فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} [النساء: 69] .
l وقال تعالى: {عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} .
وفائدة هذا الاستثناء: أن الكفار قد شاركوا المؤمنين في كثير من (( النعم العامة )) ، فبين - سبحانه - أن المقصود بالدعاء (( النعم الخاصة )) كالهداية والجنة.
l و {المغضوب عليهم} ، الذين علموا ولم يعملوا.
و {الضالون} الذين عملوا بلا علم.
ومن هنا نعلم أن {المنعم عليهم} هم الذين علموا وعملوا، جعلنا الله منهم، وحشرنا معهم.
ونعوذ بالله أن نذكر به وننساه.
محمد جميل غازي

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-02-2025, 06:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,116
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من مفردات القرآن الكريم

من مفردات القرآن
الحلال والحرام
بقلم الدكتور محمد جميل غازي

الحلقة السابعة
* والآن - وقد استعرضت بعض القواعد الضابطة لقضايا الحلال والحرام يحسن لي أن أقف قليلا بين يدي الآيات التي صدرت بها البحث، لأتأمل بعض ملامحها، وإن كنت أرى أن هذه القواعد العشرين، ستغنيني عن إطالة الوقوف بين يدي الآيات:
* يدل وجود هذه المجموعة من الآيات في سياق سورة مكية هدفها، تجلية التوحيد، على جدية قضية الحلال والحرام، وأهميتها في الدين وأنها مرتبطة بالتوحيد أتم ارتباط وأوثقه.
* وقد تحدثت سورة الأنعام من الآية 136 عن أسلوب الجاهليين في التحليل والتحريم فقد روى الحافظ ابن مردويه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم، قال: (إذا سرك أن تعلم جهل العرب في الحلال والحرام، فاقرأ فوق الثلاثين والمائة من سورة الأنعام) (1) (يشير إلى ذلك في قوله تعالى في الآية 136 من سورة الأنعام: {وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا} إلى قوله تعالى في الآية 153 من السورة نفسها: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} .
* والناظر المتأمل في هذه الآيات التي أشار إليها ابن عباس رضي الله عنهما، والتي بين أنها عرفت بأساليب الجاهليين في التحليل والتحريم، يجد أنهم:
أولا: قسموا ما رزقهم الله إلى قسمين، قسم يجعلونه لله - زاعمين أن هذا مما شرعه - وقسم يجعلونه لشركائهم: {وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركآئنا} .
ثانيا: جاروا على النصيب الذي قسموه لله، فضموا جانبا منه لشركائهم، ولم يفعلوا مثل ذلك فيما قسموه للشركاء: {فما كان لشركآئهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركآئهم} .
ثالثا: أنهم يقتلون أولادهم بتزيين (الكهان) ، وكان هذا القتل يتناول البنات مخافة العار، والذكور في النذور، كما نذر عبد المطلب أن لو رزقه الله عشرة أبناء يحمونه ليذبحن أحدهم للآلهة: {وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركآؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم} .
رابعا: أنهم كانوا يحجرون بعض الأنعام، وبعض الزروع، فيزعمون أنها لا تطعم إلا بأذن خاص من الله -هكذا يزعمون - كما كانوا يمنعون ظهور بعض الأنعام من الركوب، ويمنعون أن يذكر اسم الله على بعضها عند الذبح أو الركوب، أو لا يركبونها في الحج لأن فيه ذكر الله، مع الزعم بأن هذا كله قد أمر الله به: {وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه} .
خامسا: وأنهم كانوا يسمون ما في بطون الأنعام من الحمل لذكورهم، ويجعلونه محرما على إناثهم إلا أن ينزل الحمل ميتا فعندئذ يشترك فيه الذكور والإناث، مع نسبة هذه الشريعة المضحكة إلى الله: {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء} .
* ولم يكن هذا شأن الجاهلية العربية وحدها، بل كانت الجاهلية القديمة كلها تشارك الجاهلية العربية ضلالها وأقتراءها على الله، فالجاهلية البرهمية تقوم على أساس تعذيب الجسم وتحريم الطيبات من الرزق، وخاصة بهيمة الأنعام. والجاهلية المزدكية الفارسية تنادى بالإباحية المطلقة، حتى للأعراض والحرمات.
* ولهذه الجاهلية القديمة امتداد في دنيا الناس اليوم، وكم جنت الجاهليات على المجتمعات، وأبادت من حضارات .. (للحديث بقية) .
د. محمد جميل غازي

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 91.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 89.20 كيلو بايت... تم توفير 2.54 كيلو بايت...بمعدل (2.77%)]