|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وقفات مع القدوم إلى الله (1) د. عبدالسلام حمود غالب القدوم إلى الله رحلة روحانية عميقة، تتطلب صدقَ النية، وصفاء القلب، والتزامًا بأوامر الله واجتناب نواهيه؛ إليك بعض الخطوات التي تُعينك على ذلك: 1.التوبة النصوح: • ابدأ بالتوبة الصادقة عن كل الذنوب والمعاصي، واستشعر الندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إليها. • ستغفر الله بقلب خاشع، وأكْثِرْ من الدعاء والتضرع إليه. 2.الإيمان والتوحيد: • رسِّخ إيمانك بالله تعالى، وأخلِص له التوحيد، واجعل محبتك له فوق كل شيء. • تدبر في آيات القرآن الكريم، وتفكر في عظمة خلق الله وقدرته. 3.أداء الفرائض والتقرب بالنوافل: • حافظ على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها، وأدِّ الزكاة، وصُم رمضان، وحُجَّ البيت إن استطعت. • تقرب إلى الله بالنوافل؛ كصلاة الليل، وصيام التطوع، والصدقة، وقراءة القرآن. 4.ذكر الله والدعاء: • أكْثِرْ من ذكر الله في كل وقت وحين؛ بالتسبيح والتحميد، والتكبير والتهليل. • ادعُ الله بقلب حاضر، وتضرع إليه في كل أمورك، واطلب منه الهداية والتوفيق. 5.الأخلاق الحسنة: • تحلَّ بالأخلاق الحسنة؛ كالصبر، والصدق، والأمانة، والتواضع، وحسن الخُلُق مع الناس. • تخلَّ عن الأخلاق السيئة؛ كالكذب، والغِيبة، والنميمة، والحقد، والحسد، وغيرها. 6.صحبة الصالحين: • ابحث عن الصحبة الصالحة التي تُعينك على طاعة الله، وتُذكرك به. • ابتعد عن الصحبة السيئة التي تجرُّك إلى المعاصي والذنوب. 7.العلم النافع: • اطلب العلم الشرعي الذي يزيدك معرفة بالله تعالى، ويُعينك على فهم دينه. • اقرأ الكتب النافعة، واستمع إلى الدروس والمحاضرات الدينية. 8.الإخلاص والنية الصادقة: • أخلِص النية لله تعالى في كل أعمالك، واجعلها خالصة لوجهه الكريم. • تجنَّب الرياء والسمعة، واحرص على أن تكون أعمالك خالصة لوجه الله. 9.التوكل على الله: • توكل على الله في كل أمورك، وثِقْ به، واعلم أنه هو المدبِّر لكل شيء. • استعِن بالله في كل أمورك، واطلب منه العون والتوفيق. 10.المحبة والخوف والرجاء: أحِبَّ الله تعالى حبًّا خالصًا، وخَفْ منه خوفًا يجعلك تبتعد عن معصيته، وارْجُه رجاءً يجعلك تطمع في رحمته ومغفرته. القدوم إلى الله رحلة مستمرة، تحتاج إلى صبر ومثابرة، وإلى صدق وإخلاص. أسأل الله أن يُعيننا على هذه الرحلة، وأن يرزقنا القرب منه، وأن يجعلنا من عباده الصالحين.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() وقفات مع القدوم إلى الله (2) د. عبدالسلام حمود غالب القدوم إلى الله هو رحلة إيمانية شاملة، تهدف إلى تحقيق القرب من الله تعالى في الدنيا والآخرة. يقول الإمام الغزالي: "القدوم إلى الله هو السفر من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة، وهو سفر القلوب لا الأبدان". ويقول ابن القيم: "القدوم إلى الله هو سلوك طريق العبودية، وهو طريق الأنبياء والصالحين". ويقول الشيخ صالح الفوزان: "القدوم إلى الله هو الاستعداد للقاء الله بالعمل الصالح، والتوبة النصوح". ويقول أحد الدعاة: "إن من أعظم ما يمكن أن يفعله المسلم، وأن يحرص عليه في حياته الدنيا هو الإعداد للقاء الله تعالى بقلب سليم، وعمل صالح، يَكسبه رضا الله سبحانه، ويُدخله الجنة، ويُنجِّيه من النار". ومما يساعد على سهولة القدوم إلى الله محاولةُ الاتصاف بما يلي: التخلية والتحلية: هو مصطلح يشير إلى عملية تطهير القلب من الذنوب، وتزيينه بالأعمال الصالحة؛ استعدادًا للقرب من الله. فالتخلية: تشير إلى إزالة كل ما يعوق القلب عن الاتصال بالله؛ مثل: الذنوب والمعاصي ومخالفة الله ورسوله. الصفات السلبية؛ مثل: الكِبْر، والحسد، والحقد على الآخرين، والأنانية، وغيرها. التعلُّق بالدنيا وشهواتها بشكل مفرط، وجمعها من الحرام والشُّبُهات. فالتخلية: هي عملية تنظيف وتطهير للقلب من كل ما يشوبه؛ ليصفوَ ويستعدَّ؛ لقربه من الله. والتحلية: تشير إلى تزيين القلب وتحليته بالصفات الإيجابية التي تُقرِّب من الله؛ ومنها: الإيمان الحازم والصادق، وتحقيق التقوى قولًا وعملًا. الحب في الله، والخشوع، والإخلاص في العبادة. الرضا والتسليم لكل ما كتب الله، سواء كان خيرًا أو شرًّا. والتحلية: عملية مَلْءِ القلب بما يحبه الله ورسوله، والحرص على ذلك. العلاقة بين التخلية والتحلية: يُقال: إن التخلية تأتي قبل التحلية، فلا يمكن تزيين القلب قبل تنظيفه، وإزالة العوائق والموانع. التخلية والتحلية هما جزء من تزكية النفس، وتطهيرها من الذنوب والمعاصي، كما أنها تنظيف وتطهير للقلوب والعقول من كل ما يُدنسها، ويعطِّل عملها، ويمنع وصول الخير إليها، ومن ثَمَّ تكون التحلية بكل جميل وصالح، أما الثمرة المرجوَّة من ذلك كله فهي عظيمة؛ إنها تزكية النفس، وقربها من بارئها، وقدومها إليه؛ وكذلك تقود إلى: تحقيق القرب من الله بيُسرٍ وسهولة. سَكينة القلب وطمأنينته، وأُنسه بالله في كل وقت. جَعْل الإنسان أكثرَ قدرة على فعل الخير، وتجنُّب الشر. ويمكن القول بأن التخلية والتحلية أساس مهمٌّ للسير إلى الله، وسبيل إلى تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() وقفات مع القدوم إلى الله (3) د. عبدالسلام حمود غالب القدوم إلى الله هو رحلة مستمرة طوال حياة المؤمن، يسعى فيها للتقرب من الله تعالى في كل لحظة، وفي كل عمل. فقه القدوم إلى الله: هو العلم الذي يهتم بدراسة كيفية الاستعداد للقاء الله، وما يتضمنه ذلك من أعمالٍ وأخلاقٍ. ويسعى إلى توضيح كيفية تحقيق الفوز في الحياة الآخرة من خلال العمل الصالح في الدنيا، والعمل بمرضاة الله تعالى، والحرص على ذلك. ومما يسهِّل ويساعد الإنسان للقدوم إلى الله اليقينُ الجازم والصادق. ورحلةُ اليقين بالله هي رحلة مستمرة، تتطلب جهدًا وتفكُّرًا وتجربة، إنها رحلة تزيد من قوة الإيمان والصلة بالله، وتجعل الحياة أكثرَ سعادة وراحة. مفهوم اليقين: • قال ابن سعدي: "اليقين: هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شكٍّ، الموجب للعمل". • قال أبو بكر بن ظاهر: "العلم تعارضه الشكوك، واليقين لا شكَّ فيه". • قال سهل: "اليقين من زيادة الإيمان". • قال ابن خفيف: "هو تحقُّق الأسرار بأحكام المغيبات". • قال ذو النون: "اليقين يدعو إلى قِصر الأمل، وقصر الأمل يدعو إلى الزهد". مراتب اليقين: ذكر العلماء أن لليقين ثلاثَ مراتب: علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين. ومثَّلوا ذلك بقولهم: "من أخبرك أن عنده عسلًا وأنت لا تشك في صدقه، ثم أراك إياه فازددتَ يقينًا، ثم ذُقت منه، فالأول علم اليقين، والثاني عين اليقين، والثالث حق اليقين". واليقين بالله هو الإيمان الراسخ، والثقة المطلقة بقدرة الله وعلمه، وحكمته ورحمته، وهو من أعظم الصفات التي يمكن أن يتحلى بها المؤمن، وله فوائدُ جمَّة في الدنيا والآخرة؛ ومن هذه الفوائد: 1. طمأنينة القلب وراحته: اليقين بالله يمنح القلب طمأنينة وراحة لا تضاهيها أي راحة أخرى، فالمؤمن يعلم أن الله معه في كل لحظة، وأن كل ما يحدث له هو بقضاء الله وقدره؛ قال تعالى: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]. 2. قوة التوكل على الله: اليقين بالله يقوِّي التوكل على الله، فالمؤمن يعلم أن الله هو المدبِّر لكل شيء، وأنه لا يحدث شيء في الكون إلا بإذنه. قال تعالى: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 23]. 3. الثبات على الحق: اليقين بالله يمنح المؤمن الثباتَ على الحق، فلا يزعزعه شيء عن دينه وعقيدته، مهما كانت الظروف والتحديات؛ قال تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾ [إبراهيم: 27]. 4. حسن الظن بالله: اليقين بالله يدفع المؤمن إلى حسن الظن بالله، فيعلم أن الله لا يقدر له إلا الخير، وأن كل ما يحدث له هو لحكمة بالغة. قال صلى الله عليه وسلم: ((قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني))؛ [متفق عليه]. 5. قوة العزيمة والإرادة: اليقين بالله يمنح المؤمن قوةَ العزيمة والإرادة، فيسعى لتحقيق أهدافه وغاياته، ولا يستسلم لليأس والإحباط. قال تعالى: ﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]. 6. النجاة من الشدائد: اليقين بالله يكون سببًا لنجاة المؤمن من الشدائد والمحن، فالله تعالى ينجِّي عباده المؤمنين من كل سوء؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3]. 7. الفوز بالجنة: اليقين بالله هو من أعظم أسباب الفوز بالجنة، فالمؤمن الذي يُوقِن بالله حقَّ اليقين يكون من أهل الجنة. قال صلى الله عليه وسلم: ((من شهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه، دخل الجنة))؛ [رواه مسلم]. اليقين بالله هو كنز عظيم، فمن رزقه الله إياه، فقد رُزق خيرًا كثيرًا، فنسأل الله أن يرزقنا اليقين به، وأن يجعلنا من عباده الموقنين.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() وقفات مع القدوم إلى الله (4) التوكل والقدوم إلى الله د. عبدالسلام حمود غالب القدوم إلى الله هو الطريق إلى الجنة، والنجاة من النار. القدوم إلى الله هو رحلة إيمانية مباركة، يسعى فيها العبد إلى تحقيق رضا ربه، والفوز بقربه وجنته. والتوكل على الله يساعد على تحقيق القدوم إلى الله؛ لأن العبد المتوكل على الله تعالى يثق به في تيسير أموره، وتيسير توبته واستقامته، والقدوم إلى الله يوضح مدى تعلق العبد بربه، وأنه في أمسِّ الحاجة إليه في جميع أمور حياته، وأن الله هو المُسبب لكل الأسباب. مفهوم التوكل: • التوكل ليس مجرد كلمة تُقال، بل هو حالة قلبية راسخة، تدفع المؤمن إلى الاعتماد على الله في كل شؤونه. • هو الثقة الكاملة بقدرة الله وحكمته ورحمته، والإيمان بأن الله هو مُسبب الأسباب، ومُدبِّر الأمور. • هو تفويض الأمر إلى الله تعالى، والرضا بقضائه وقدره، مع بذل الجهد والسعي في تحقيق الأهداف. أقوال العلماء في التوكل: • يقول ابن القيم: "التوكل نصف الدين، والنصف الثاني الإنابة، فإن الدين استعانة وعبادة، فالتوكل هو الاستعانة، والإنابة هي العبادة". • يقول ابن رجب: "هو صدقُ اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح، ودفع المضارِّ من أمور الدنيا والآخرة كلها". • يقول ابن قدامة المقدسي: "التوكل عبارة عن اعتماد القلب على الموكل، ولا يتوكل الإنسان على غيره إلا إذا اعتقد فيه أشياء؛ الشفقة، والقوة، والهداية". • يقول سعيد بن جبير: "التوكل على الله جِماع الإيمان". • يقول ابن عطاء: "أرِحْ نفسك من الهم بعد التدبير، فما تكفل الله لك به، فلا تشغل به نفسك". • يقول الإمام الغزالي رحمه الله: "متى رضيتَ بالله وكيلًا، وجدت إلى كل خير سبيلًا". • يقول ابن القيم رحمه الله: "التوكل من أعظم الأسباب التي يحصل بها المطلوب، ويندفع بها المكروه". • قال عبدالله بن عباس: "التوكل هو الثقة بالله، وصدق التوكل أن تثق في الله وفيما عند الله، فإنه أعظم وأبقى مما لديك في دنياك". الفرق بين التوكل والتواكل: • التوكل هو الاعتماد على الله مع بذل الأسباب، أما التواكل فهو ترك الأسباب والاعتماد على الله فقط. • التوكل هو عمل إيجابي يدفع المؤمن إلى السعي والعمل، أما التواكل فهو عمل سلبي يؤدي إلى الكسل والخمول. شروط التوكل: التوكل على الله هو من أعظم مقامات الإيمان، ولتحقيق التوكل الحق، لا بد من توافر شروط معينة؛ وهي: 1. العلم بالله وصفاته: يجب أن يكون المتوكِّل عالمًا بقدرة الله وعلمه، وحكمته ورحمته، وأن الله هو مُسبب الأسباب، وأن الأمور كلها بيده. 2. الإيمان بالقضاء والقدَر: لا بد من الإيمان بأن كل ما يحدث في الكون هو بقضاء الله وقدره، وأن الله هو الذي يدبِّر الأمور ويُقدرها. 3. بذل الأسباب المشروعة: التوكل لا يعني ترك الأسباب، بل هو الاعتماد على الله، مع بذل الجهد والسعي في تحقيق الأهداف؛ وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا يقعُدنَّ أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: اللهم ارزقني، وقد علِم أن السماء لا تُمطر ذهبًا ولا فضة؛ فإن الله عز وجل يقول: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الجمعة: 10]". 4. الاعتماد على الله وحده: يجب أن يكون الاعتماد على الله تعالى وحده، وألَّا يعتمد على غيره في تحقيق الأهداف. 5. اليقين بحسن تدبير الله: لا بد من اليقين بأن الله تعالى يدبِّر الأمور بأحسن وجه، وأن ما يختاره الله للعبد هو خير له. 6. الرضا بقضاء الله: يجب أن يكون المتوكل راضيًا بقضاء الله وقدره، وأن يُسلم أمره إليه. جزاء المتوكلين على الله: المتوكلون على الله لهم جزاء عظيم في الدنيا والآخرة، وقد وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تبيِّن فضل التوكل وثماره؛ ومنها: 1- محبة الله ورضاه: قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]، ومحبة الله هي أعظم جزاء يمكن أن يناله العبد. 2- الكفاية والنصر: قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]، فالله يكفي المتوكلين عليه، وينصرهم على أعدائهم، ويرد عنهم كيد الكائدين. 3- الرزق والتيسير في كافة الأمور: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لَرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا))؛ [رواه الترمذي]. 4- دخول الجنة: في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم صفاتِ مَن يدخلون الجنة بغير حساب، ومن صفاتهم التوكل على الله. 5- الطمأنينة والسَّكِينة: يشعر المتوكل على الله بالراحة والطمأنينة؛ لأنه يعلم أن الله هو مُدبر الأمور، وأنه لن يُصيبه إلا ما كتبه الله له. 6- قوة القلب وثباته: المتوكل على الله لا يخاف من شيء إلا الله، ولا يخشى أحدًا إلا الله، فهو قوي القلب، ثابتُ الجَنان. 7- الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة: المتوكل على الله يسعى في الأرض ويأخذ بالأسباب، ولكنه يعتمد على الله في كافة أموره. صفات المتوكلين على الله: المتوكلون على الله هم الذين يجمعون بين الإيمان والعمل، والثقة بالله والأخذ بالأسباب، إليك بعض صفاتهم: 1- الثقة بالله: يثقون بالله تعالى ثقةً مطلقة، ويعلمون أن الله هو المدبر لكل شيء، وأن كل ما يحدث هو بإرادته. 2- اليقين بقدرة الله: يؤمنون بقدرة الله تعالى على كل شيء، وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. 3- الرضا بقضاء الله: يرضون بقضاء الله وقدره، ويعلمون أن كل ما يحدث هو خير لهم، حتى وإن كان ظاهره شرًّا. 4- بذل الأسباب: لا يتواكلون على الله، بل يأخذون بالأسباب المشروعة، ويسعَون في طلب الرزق، ويعملون بجدٍّ واجتهاد. 5- التوكل في جميع الأمور: يتوكلون على الله في جميع أمورهم، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، دنيوية أو أخروية. 6- الاستعانة بالله: يستعينون بالله تعالى في كل شيء، ويدعونه أن يوفِّقهم ويسدِّد خُطاهم. 7- عدم الخوف من المخلوقين: لا يخافون من المخلوقين، بل يخافون من الله تعالى وحده. 8- التفاؤل والأمل: يتفاءلون دائمًا بالخير، ولا ييأسون من رحمة الله تعالى. 9- الصبر على البلاء: يصبرون على البلاء، ويعلمون أن الله تعالى له حكمة في ذلك، فيصبرون ويسلمون الأمر له سبحانه. 10- الشكر في الرخاء: يشكرون الله تعالى على نِعمه في الرخاء، ويعلمون أن كل ما عندهم هو من فضل الله تعالى.
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() وقفات مع القدوم إلى الله (5) الدعاء والقدوم إلى الله د. عبدالسلام حمود غالب الدعاء هو مِنحة إلهية عظيمة، فلنحرص عليه، ولنستغل أوقات الإجابة، ولنُكثر من الدعاء في كل وقت وحين. الدعاء هو عبادة عظيمة، وهو صلة بين العبد وربه، وهو من أقوى الأسلحة التي يمكن للمؤمن أن يستعين بها في حياته، وهو دليل على العجز والانكسار أمام الله سبحانه وتعالى. والدعاء هو جوهر العبادة، فيعتبر الدعاء من أهم العبادات في الإسلام، فهو تعبير عن توحيد الله تعالى، والاعتراف بقدرته وعظمته، والتوكل عليه في جميع الأمور. والدعاء هو وسيلة للتواصل مع الله، فيمنح الدعاءُ المؤمنَ فرصةً للتواصل المباشر مع الله تعالى، والتعبير عن حاجاته وأمانيه، والتضرع إليه في السراء والضراء. الدعاء هو جوهر العبادة وروحها، وهو الصلة المباشرة التي تربط العبد بربه، فهو ليس مجرد طلب للحاجات، بل هو تعبير عن العبودية والاعتراف بعظمة الله وقدرته، وهو أيضًا وسيلة للتقرب إلى الله، والشعور بالقرب منه، والقدوم إليه سبحانه. مفهوم الدعاء: الدعاء في اللغة: هو الطلب والسؤال. الدعاء في الاصطلاح: هو التوجُّه إلى الله تعالى بالطلب والسؤال، والتضرع إليه، والتوسُّل بأسمائه وصفاته، وهو عبادة تقرِّب العبد من ربه، وتُظهر حاجته إليه، وفقره بين يديه. أقوال العلماء في الدعاء: قال ابن القيم: "الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب"، وقال أيضًا: "الدعاء هو مفتاح كل خير". قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): "الدعاء هو سلاح المؤمن". قال الإمام النووي في (الأذكار): ذكر حول الدعاء في الصلاة فقال: "الدعاء مستحب ليس بواجب، ويُستحب تطويله، إلا أن يكون إمامًا، وله أن يدعو بما شاء من أمور الآخرة والدنيا، وله أن يدعو بالدعوات المأثورة، وله أن يدعو بدعوات يخترعها، والمأثورة أفضل". فضل الدعاء في القرآن والسنة: • الدعاء عبادة: قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]. • الدعاء سببٌ لتفريج الهموم والكربات: قال تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]. • الدعاء سبب لنَيل رضا الله ومحبته: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس شيءٌ أكرمَ على الله عز وجل من الدعاء)). • الدعاء سلاح المؤمن: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء سلاح المؤمن)). آداب الدعاء: قال ابن باز: "الدعاء له آداب؛ وهي: الإقبال على الله، وحضور القلب في الدعاء أن تحضر قلبك في الدعاء، وأن تستقبل القبلة، وأن ترفع يديك، تُلح بالدعاء، وتكرر الدعاء، تبدأ بحمد الله، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم تدعو، كل هذا من آدابه، وإذا كنت على طهارة فهو أكمل". •الإخلاص لله تعالى. • التضرع والخشوع في الدعاء. • اليقين بإجابة الله تعالى لدعائه. • الإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال. • اختيار الأوقات والأماكن الفاضلة للدعاء؛ مثل: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وعند السجود، وفي المساجد. • استقبال القبلة ورفع اليدين. •إطابة المأكل والملبس. أسباب عدم استجابة الدعاء؛ من أهمها: • ضعف الإيمان واليقين بالله. • أكل الحرام: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أيها الناس، إن الله طيِّب لا يقبل إلا طيبًا... ثم ذكر الرجل يُطيل السفر أشعثَ أغبرَ، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِّي بالحرام، فأنى يُستجاب لذلك؟)). • الغفلة عن الله: قد يكون القلب غافلًا عن الله أثناء الدعاء، مشغولًا بالدنيا، مما يمنع وصول الدعاء إلى الله تعالى. • الاستعجال للإجابة: قد يستعجل العبد الإجابةَ، وييأس من رحمة الله تعالى، وهذا ينافي الأدب مع الله تعالى؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يُستجاب لأحدكم ما لم يَعْجَل، يقول: دعوتُ فلم يُستجَب لي)). • الدعاء بإثمٍ أو قطيعة رحم: لا يستجيب الله تعالى للدعاء الذي يتضمن إثمًا أو قطيعةَ رحمٍ. عدم تحقيق شروط الدعاء: للدعاء شروط وآداب؛ مثل: الإخلاص، وحضور القلب، والتضرع، واليقين بالإجابة، وغيرها ذكرناها سابقًا. قد تتأخر الإجابة لحكمة يعلمها الله: قد يؤخِّر الله تعالى الإجابة لحكمة يعلمها، فقد يكون تأخير الإجابة خيرًا للعبد في دنياه أو آخرته. • تأخر الاستجابة له للآخرة؛ فيرفع الله قدره ومكانته يوم القيامة. • يدفع الله عنه مصيبة وابتلاء قد يُصيبه بذلك الدعاء، فيجب على المؤمن أن يُحسِن الظن بالله تعالى، وأن يوقن بأن الله تعالى يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، وأن يسعى لتحقيق شروط الدعاء وآدابه، وألَّا ييأس من رحمة الله تعالى. أوقات إجابة الدعاء، ومن أبرز هذه الأوقات: الثلث الأخير من الليل: وهو وقت النزول الإلهي؛ حيث ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا فيقول: ((من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟)). • بين الأذان والإقامة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة)). دُبُر الصلوات المكتوبات. عند السجود: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء)). ساعة في يوم الجمعة: وقد اختلف العلماء في تحديدها، فقيل: إنها من حين صعود الإمام إلى المنبر حتى تُقضى الصلاة، وقيل: إنها آخر ساعة بعد العصر. عند نزول المطر: فهو وقت رحمة من الله تعالى، والدعاء فيه مستجاب. عند التقاء الصَّفين أثناء الجهاد في سبيل الله. عند شرب ماء زمزم؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ماء زمزم لما شُرِبَ له)). دعوات لا تُرد وهي مستجابة: وردت في السنة النبوية أحاديثُ تدل على أن هناك دعواتٍ لا تُرد، أو أنها أقرب للإجابة من غيرها، وهذه الدعوات تتنوع بتنوع حال الداعي، ومن أبرز هذه الدعوات: دعوة المظلوم: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا دعوة المظلوم؛ فإنها ليس بينها وبين الله حجاب)). دعوة الصائم: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر)). دعوة الإمام العادل: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا تُرَد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يُفطر، ودعوة المظلوم)). دعوة الوالد لولده: دعوة الوالدين مستجابة، سواء كانت للولد أو عليه. دعوة المسافر: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر)). دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه مَلَكٌ مُوكَّل، كلما دعا لأخيه بخير، قال المَلَكُ المُوكَّل به: آمين، ولك بمثل)).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |