سنن رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4839 - عددالزوار : 1723295 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4405 - عددالزوار : 1141071 )           »          قاعدة الحياة في القرآن: كيف يحدد عملك مصيرك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 90 )           »          “غربة الإسلام” في عصر التقنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 85 )           »          نحو مجتمع معلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 97 )           »          طريقك إلى الجنة يبدأ بمحبة الخير للغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 92 )           »          لا بأس طهور إن شاء الله: أثر زيارة المريض في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          خطورة الابتعاد عن المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 99 )           »          هل يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          الحكمة من عدة الأرملة أو المطلقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-03-2025, 11:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 150,455
الدولة : Egypt
افتراضي سنن رمضان

سنن رمضان

د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي



الخطبة الأولى
الحمد لله الذي جعلَ جنةَ الفردوسِ لعبادهِ المؤمنينَ نُزُلًا، ويسَّرهم للأعمالِ الصالحةِ الموصلةِ إليها، فلم يتخذوا سِواها شُغلًا، وسهلَ لهم طرقها، فسلكوا السبيلَ الموصلة إليها ذُللًا، خلقها لهم قبلَ أن يخلُقهم، وأسكنهم إياها قبل أن يوجِدَهُم، وحَفَّها بالمكارهِ، وأخرجهم إلى دارِ الامتحانِ ليبلوهم أيهم أحسن عملًا، وأودعَ فيها ما لا عينٌ رأتْ، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطرَ على قلبِ بشرٍ: ﴿ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 63]، وبشرهم بما أعدَّ لهم على لسانِ رسولهِ، فهي خير البشر في كتابِ اللهِ على لسانِ البشرِ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ وأمينُهُ على وحيهِ، وخيرتُهُ من خلقِهِ، أرسلهُ اللهُ رحمةً للعالمين، ومحجةً للسالكين صلى الله عليه وعلى أصحابه ومن تَبِعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واخشوا يومًا ترجعون فيه إلى الله، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

عباد الله، في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ))؛ متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

أيها المسلمون، شرع الله الصيام لتهذيب النفوس، وتزكية الأخلاق، لتهذيب النفوس وتزكيتها، وتنقيتها من الأخلاق الرذيلة، وتحليتها بالأخلاق الكريمة.

شرع الله الصيام ليكون تذكرة للعبد، وعظة له، وسببًا لإقباله على طاعة الله، واستنقاذه من غفلته وسِنَتِه، وليكون هذا الصوم كفارةً لما مضى من الذنوب بتوفيق رب العالمين، قال صلى الله عليه وسلم: ((الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ))؛ أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

إنه جُنَّة، وحاجز بين العبد وبين معاصي الله، كلما هَمَّ بخطيئة، ذكَّر نفسه أنه صائم، فدعاه ذلك إلى الإعراض عما حرم الله عليه.

أيها المسلم، فالصوم جُنَّة لك، جُنَّة من عذاب الله، جُنَّةٌ عن محارم الله، وقايةٌ لك عن الوقوع فيما حرم الله عليك.

أيها الصائم، فالزم آداب الصيام؛ لتكون من الصائمين حقًّا، فما الصيام لأجل ترك الطعام والشراب والنساء، ولكنه لتهذيب الأخلاق، لتهذيب السلوك، لإعداد المرء الإعداد الصحيح؛ ليسير في حياته على منهج قويم وخلق فاضل.

أيها الصائم، إن من أهم الأمور الصلوات الخمس، فإنها الركن الثاني من أركان الإسلام، فلازمها أيها الصائم، لازمها في وقتها، وأدِّها مع جماعة المسلمين في المساجد، ولا تكن من الغافلين عنها.

فاحذر- أيها الصائم المسلم- التهاون بالصلاة، لا في رمضان ولا في غيره، حافظ عليها واعتنِ بها، ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 45، 46] ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238].

أيها الصائم، كن مُتخلِّقًا بالحلم والأناة، أعرض عن الجاهلين، واحلم على السفهاء والغاوين، وتدرَّع بالصبر والحلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ))؛ متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، يذكره بأن المانع له من إجابته كونه صائمًا، والصوم يمنعه من اللغط والأقوال السيئة؛ ولذا قال صلى الله عليه وسلم: ((وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ))؛ متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، يبتعد عن كل قول رذيل، وكل قول سيئ، وكل قول فاحش، وكل عمل سيئ، يبتعد عنه طاعة لله، قال تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34، 35].

أيها المسلم، إن سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم المحافظة على أكلة السحر، يقول صلى الله عليه وسلم: ((تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً))؛ متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه، فأمرنا بالسحور أمر ترغيب وحث، وأخبرنا أن في السحور بركة، بركة في ذات السحور، يعينك- أيها الصائم- على صومك، وبركة في ذلك الوقت الذي فيه التنزُّل الإلهي، تقوم من فراشك، تذكر الله وتثني عليه، وتصلي ما قسم لك، وتتضرع بين يدي الله، وتتناول وجبة السحور، اقتداءً بنبيك صلى الله عليه وسلم، فكان سحوره متأخرًا حتى قال زيد بن ثابت رضي الله عنه في الحديث المتفق عليه "كان بين سحور النبي وأن تقام الصلاة مقدار خمسين آية"، فكان يؤخر السحور، ويقول: ((إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ))؛ متفق عليه من حديث ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما.

فإذا تأكدتم من طلوع الفجر بسماع صوت المؤذن، فإنه يجب عليك الامتناع عن الطعام والشراب.

والسحور سنة ولو باليسير، يقول صلى الله عليه وسلم: ((السحور خير فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين))؛ أخرجه أحمد من حديث أبي سعيد رضي الله عنه.

وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم تعجيل الفطور، عندما نتأكد من غروب الشمس، أو نسمع صوت المؤذن، فإن بعد ذلك نبادر بالفطر اتِّباعًا لمحمد صلى الله عليه وسلم، فإنه يقول لنا: ((لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ))؛ متفق عليه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، ويقول أيضًا عن ربه أنه قال: ((أَحَبُّ عِبَادِي إِلَيَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا))؛ أخرجه أحمد وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.


وكان نبيكم صلى الله عليه وسلم يفطر على ما يسَّر الله له مما كان موجودًا في بيته، فيذكر أنس بن مالك أن محمدًا صلى الله عليه وسلم يفطر على رطب وقت الرطب، فإن لم يكن رطب أفطر على تمرات، فإن لم يكن تمرات أفطر على ماء؛ أي إن محمدًا صلى الله عليه وسلم ربما يحضر وقت الفطر وما في بيته تمر ولا رطب، وإنما هو الماء فقط، يشرب الماء فيفطر به صلوات الله وسلامه عليه.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴾ [الأنفال: 20، 21].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، قلوب العباد بين إصبعيه يقلبها كيف يشاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واتَّبَع مِلَّته، أمّا بعد:
عباد الله، كتاب الله العزيز الذكر الحكيم الذي ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت: 42]، هذا الكتاب العظيم الذي جعله الله معجزة لمحمد صلى الله عليه وسلم، يقول صلى الله عليه وسلم: ((مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ))؛ أخرجه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها.

هذا القرآن العظيم الذي اختار الله لنزوله أشرف الأزمان وأفضل الشهور، ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة: 185]، ويقول تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ [الدخان: 3]، ويقول عز شأنه: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر: 1]. هذا القرآن العظيم أنزله الله بلاغًا للأُمَّة، ودعوةً إلى الدين، ﴿ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ [الأنعام: 19].


وأودع الله فيه من العظة والعبرة ما يهزُّ القلوب ويزجر الضمائر، قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا [طه: 113]، تحدَّى به الخلق جنَّهم وإنسَهم أن يأتوا بمثله، ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا [الإسراء: 88].

نوَّع الله فيه الأمثال والعبر، ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ [العنكبوت: 43]، هو ذكر للمؤمن، ﴿ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ [ق: 45].

اقرأ- أيها المسلم- في رمضان وفي غيره، وأكثر من قراءته في رمضان، قف عند حدوده، وتأمل وعده ووعيده، وتأدَّب بآدابه، وتخلَّق بأخلاقه، نفِّذ أوامره، اجتنب نواهيه، اقرأه قراءة المتدبر المتأمل، ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص: 29]، وقال تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا [النساء: 82].


فاقرأه أيها الصائم، اقرأه في ليلك ونهارك، اقرأه واختمه إن كنت قادرًا، وتقرب إلى الله بذلك، فنبيكم صلى الله عليه وسلم كان يلقى جبريل في رمضان فيدارسه القرآن، ((فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل فيدارسه أجود بالخير من الريح المرسلة))؛ متفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. "كان يعرض عليه القرآن كل رمضان مرة، وعرض عليه القرآن في آخر رمضان من حياته مرتين"؛أخرجه أحمد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، فصلوات الله وسلامه عليه أبدًا دائمًا إلى يوم الدين.


فاقرؤوه، وتدبروه تدبر المتأمل له، المؤمن به، المهتدي بهديه، المقتفي بأثره، فإنه كتاب الله، أنزله الله للعمل به ﴿ الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [إبراهيم: 1].


هو شافع لك يوم القيامة، يقول صلى الله عليه وسلم: ((اقْرَءُوا الْقُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ))؛ أخرجه مسلم من حديث أبي أمامة رضي الله عنه.

واعلموا - رحمكم الله - أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.

ألا وصلُّوا ـ عباد الله ـ على رسول الهدَى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56].

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن الخلفاءِ الأربعة الراشدين.


اللهم أعز الإسلام والمسلمين.


اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتِّباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.


اللهم اجعلنا ممن يعظم شعائرك.


اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.


اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا.


اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان.


اللهم انصرهم على عدوِّك وعدوِّهم.


اللهم أصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا من كل خير، والموت راحة لنا من كل شر.


اللهم أبرم لهذه الأمة أمرًا يعز فيه أهل الطاعة، ويذل فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء.


اللهم أعنا فيه على الصيام والقيام والذكر وقراءة القرآن.


اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وتولَّ أمرنا، وأصلح أحوالنا.


اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.60 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (2.70%)]