ألا تشعرين بالحر ؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الأخبار المستقبلية في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيف نقرأ قرناً من الصراع؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الإمام أبو حنيفة قادح زناد الفكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          صرخة في وجه الفساد الاجتماعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          من حسنت بدايته حسنت نهايته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أسباب منع نزول المطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          اللغة العربية أهميتها ومكانتها وعلومها - وحي الألم ـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          في المقاومة الثقافية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4431 - عددالزوار : 867096 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3962 - عددالزوار : 400204 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-04-2024, 11:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,432
الدولة : Egypt
افتراضي ألا تشعرين بالحر ؟!

ألا تشعرين بالحر ؟!

ريما حلواني
يوم الأربعاء كان يوماً مشت فيه الشمسُ بين الناس، حتى كِدتُ أسقطُ من التعب ومن شدَّة الحرّ عندما كنتُ أمشي على أحد أرصفة بيروت. قررتُ في ذلك اليوم أنْ لا أركب سيارة الأجرة، فمِزاجي لم يكن يسمح لي أن أحتمل زحمة السير الخانقة خاصةً في منتصف النهار، أو أنْ أحتمل ثرثرة سائق السيارة، أو الأغاني التي قد تعلو من سيارات معظمهم..
فذهبتُ إلى الجامعة مشياً على قدميّ دون أن أعبأ بالشمس المُحرقة والطقس الحار..
ما إن وصلتُ إلى منتصف الطريق حتى شدني صوتٌ لبعض الشباب قد علا في المكان، صوتُ صفيرٍ ثم بعض كلمات الغزل النابية، ثمّ تلاه صوتُ ضحكاتٍ تعالت في المكان. يا إلهي ماذا حصل؟! أهذه ضحكات فتاةٍ أم أنني أهذي؟! وأين؟ في الشارع؟! لِمَ تضحك؟ أَمِنْ كلماتٍ سخيفة بذيئة لشبانٍ تافهين وجّهوها نحوها؟!!
تابعتُ مسيري ولكن بوتيرةٍ أسرع هذه المرة متناسيةً حَرّ الشمس وطول الطريق. ثم ما هي إلا لحظات حتى سمعت صوت الضحكات تتعالى.
التفتُّ هذه المرة، فالموقف لا يحتمل التجاهل، فرأيتها.. رأيتها تمشي، بل تتمشى بتعبير أصحّ، تتمايل بثقةٍ كأنها تتراقص على أنغامٍ موسيقية! برَغم أنّ كلَّ ما استطاعت أذناي أن تسمعاه هو: مزامير السيارات، وضجيج السائقين، وصراخ شرطي السّير لا أنغاماً موسيقية؛ ولكنْ، لله في خلقه شؤون!
ثم التقطت عينايَ لها صورةً خاطفةً استحَى منها بصري فغضّ طَرْفَه على الفور، ذلك لِما رأى من الثياب الضيقة التي غطّت قليلاً من جسدها الممشوق.. ومما شاهدَتْ عيناي من ألوان الطَّيف التي غطَّتْ بها وجهها… واسترَقَتْ أذنايَ صوت خبطاتِ كعبها على الأرض، غيرَ آبهةٍ بعواقبِ ضرباته الوخيمة!
تابعتُ سيري أحمَدُ الله على نعمة السّتر والعفة، وأسأله الثبات في زمنٍ يتخبط بالفتن الظاهرة والباطنة...
وأخيراً، بعد هذا الموقف المزعج، قررتُ أن أركب سيارة أجرة، فلا مهرب ولا مفرّ..
أوقفتُ السيارة الأولى التي شاهدتُها، وما إنْ ركبتُ السيارة حتى ذُهلت للمرة الثانية، قلتُ في نفسي: "يا لهذا اليوم العجيب...".
رأيتها! الفتاة التي استوقفتْ مشيتُها ورائحتها الفواحة شُبّانَ الشارع المساكين. نظَرَتْ إليّ نظرةً خاطفة ثم استدارت متذمّرة من حرّ النهار، مُحدّثةً السائق بالموضوع ذاته..
مرّت خمسُ دقائق في السيارة، التفتت إليّ الفتاة بعدها وقالت: ألا تشعرين بالحرّ؟
قلت: بالطبع أشعر بالحر، فالجوّ حارٌّ اليوم، وأنتِ؟
قالت: نعم طبعاً، ولكنْ كنتُ أتساءل كيف تستطيعين احتمال العباءة التي تلبَسين في هذا الجوّ الخانق؟!
قلت: إنها ليست عباءة، بل هو جلباب؛ أمّا كيف أحتمله فكرمٌ ورحمة من الله تعالى. وكيف لا أحتمله وقد أمرني الله تعالى به؟! كما أنني اخترتُ حَرّ الدنيا على حريق الآخرة -أعاذني الله وإياكِ منها.
قالت: ولكنّ الحجاب والجلباب ليسا كل شيء، فالإيمان أهمّ وأَوْلى أن يسكنَ قلبَ الإنسان.
قلت: لكن ما فائدة الإيمان دون عمل؟ الإيمان يقترن بالعمل، فمن لا يطبّق أوامر ربّه جلّ وعلا فإنّ إيمانه ناقص.
سكتت للحظات ثم أردفت قائلة: "الحقيقة أنني لا أفكر أن أتحجب الآن، فما زلت شابة والحياة أمامي. أريد أن أستمتع بشبابي، ألبَس ما أحبّ، وأتصرّف كما يحلو لي، إضافة إلى أنني لم أتزوج بعد!".
قلت: "وهل السعادة في الدنيا والاستمتاع بها لا يكونان إلا بما يُغضبُ الله سبحانه وتعالى؟!! ومن قال لكِ إنّ الحجاب يمنعكِ من أنْ تكوني مرتَّبة وأنيقة؟ لكن ضمن الالتزام باللباس الشرعي طبعاً، لا كما تلبَسُ الكثيرات من المتحجبات اليوم! أما بالنسبة للزواج فلا علاقة له بالحجاب، بل على العكس، فإنّ حجاب الفتاة المسلمة يدل على قيمتها الكبيرة جداً وعلى أنها ليست سلعة للعرض، فهل رأيتِ جوهرةً ثمينةً تُعرَض على أيٍّ كان؟
قالت: بالطبع لا.
قلت: إذن الجوهرة هذه لا يراها إلا من هو أهلٌ لذلك، فيكرمه الله تعالى بإعطائه هذا الحق. ولا تنسَيْ أنّه مَن يتّقِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب.
قالت: أَدعو الله أن يهديني.
قلت: إن شاء الله سيهديكِ إذا أخذتِ بالأسباب وعزمتِ على تركِ المعاصي والتوبة النَّصوح إليه جلّ وعلا؛ عذراً لم أسألك عن اسمك.
ابتسمت ابتسامةً خجولة، وقالت: اسمي خديجة.
قلت: ما شاء الله اسمكِ جميل، والأجمل أنْ تحملي صفات السيدة خديجة رضي الله عنها.
همّت خديجة بالنزول من سيارة الأجرة وقالت: صحيح، معك حق. شكراً لكِ لقد سعدتُ بلقائكِ، فمَنْ يعرف: لعلّ الأيام تجمعنا على حالٍ أحسن من هذه الحال.
انتهى لقائي مع خديجة عندما نَزَلتْ من سيارة الأجرة، فأكملتُ طريقي، أفكّر فيما حدث ولسانُ حالي يشكر الله على أعظم نعمةٍ يعطيها للإنسان، نعمة الهداية




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 28-04-2024 الساعة 04:16 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.67 كيلو بايت... تم توفير 1.74 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]