ترتيب المعجم

[ابوالوليد المسلم]

ترتيب المعجم


د. أحمد الخاني







لترتيب المعجم خمس مراحل:

المرحلة الأولى:

الترتيب الصوتي للعبقري الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتابه (العين).

ومعنى الترتيب الصوتي: ترتيب الكلمات حسب مخارج الحروف، ابتداء من الأحرف التي تخرج من أقصى الحلق ثم اللسان ثم الشفة، ويطلق على هذا الترتيب اسم: التقليبات مثل: رب، بر، رجب، بجر وقسمه إلى ثمانية وعشرين حرفًا عدد الحروف الهجائية مبتدئًا بباب العين ومنتهيًا بباب الهمزة.



المرحلة الثانية:

الترتيب الهجائي الألف بائي:

منهج ابن دريد في معجمه (الجمهرة) أنه اتبع نظام التقليبات الهجائية وبدأ بحرف الهمزة.



المرحلة الثالثة:

ألغى الجوهري منهج التقليبات واتجه إلى طريقة أسهل، جعل الحرف الأخير من الكلمة بابًا، والحرف الأول فصلًا مثال: كلمة كتب نجدها في معجمه:

«تاج اللغة وصحاح العربية» في باب الباء، فصل الكاف، وتسمى هذه الطريقة «مدرسة القافية» وقد تبع هذه الطريقة من المعاجم: لسان العرب لابن منظور والقاموس المحيط للفيروز آبادي، وتاج العروس للزبيدي.



مدرسة القافية:

معنى القافية: هي آخر حرف في بيت الشعر، مثال:

قال حافظ إبراهيم:

لا تلم كفي إذا السيف نبا

صح مني العزم والدهر أبى

رب سمع مبصر في سعيه

أخطأ التوفيق فيما طلبا

فالقافية هنا: البائية.

وقال أمير الشعراء أحمد شوقي:

ولد الهدى فالكائنات ضياء ♦♦♦ وفم الزمان تبسم وثناء

فالقافية هنا: الهمزية. وقال:

ريم على القاع بين البان والعلم ♦♦♦ أحل سفك دمي في الأشهر الحُرم

وطريقة معجم القافية، تساعد الشعراء على إيجاد القافية في نظم الشعر.

•••




تاج اللغة وصحاح العربية:

المؤلف: إسماعيل بن نصر الجوهري ولد سنة 332هـ بفاراب، توفي سنة 398هت تلقى العلوم على أبي سعيد السيرافي وأبي علي الفارسي وابن نصر إبراهيم الفارابي صاحب ديوان: الأدب، وهو خال الجوهري.

سافر إلى بلاد الحجاز وكان إمامًا في علوم اللغة.



منهجه في معجمه:

1- جمع ألفاظ اللغة ورتبها حسب حروف الهجاء، جاعلًا الحرف الأخير بابًا والأول فصلًا مع مراعاة الحرف الثاني، بعد تجريد الكلمة من الحروف الزائدة.

2- رد الحرف الناقص، كما في (يد) أصلها: يدْيٌ.

3- رد حرف العلة إلى أصله، فألف: رمى ترد إلى الياء، و(دعا) ترد إلى الواو.

4- اقتصر على ما صح عنده من لغة العرب دراية ورواية.

5- أكثر من ذكر القواعد النحوية والصرفية، وأشار إلى ما شذ منها عن القاعدة.

6- عني بأشعار العرب والأعلام والأمثال وفقه اللغة.



المآخذ التي وجهت إلى هذا المعجم:

1- إهماله بعض الصيغ والأبنية، وقد تعقبه الفيروز آبادي حتى زعم أن الجوهري في الصحاح أهمل نصف اللغة.

2- وقوع بعض الأخطاء النحوية والصرفية فيه كقوله أن (كأين) استفهامية، والصحيح ليس كذلك. بل هي مرادفة لـ(كم) الخبرية للتكثير.

3- نسبة بعض الأحاديث النبوية إلى غير رواتها، ونسبة بعض الحكم العربية إلى النبي.

الخطأ في شرح بعض معاني المفردات كقوله: الصاب عصارة شجر مر، والصواب أن الصاب شجر مر.

ولكن على الرغم من ذلك، فإن هذا المعجم يعد إمامًا في مكتبة المعاجم العربية، وقد ترك أثرًا عظيمًا فيمن جاء بعده.

•••




لسان العرب:

المؤلف: محمد بن مكرم بن علي بن منظور المصري المكنى بأبي الفضل. ولد عام 630هـ وتوفي عام 711هـ.

من كبار علماء اللغة والنحو والأدب والتاريخ، بارع الأسلوب، جيد العبارة، سريع البديهة، تولى قضاء طرابلس، له شعر جيد.

مؤلفاته: مختصر الأغاني ومختصر العقد الفريد ومختصر تاريخ دمشق لم يكلمه.

لسان العرب، هو أجل مؤلفاته.



منهجه في لسان العرب:

1- اتباع نظام القافية مع تجريد الكلمة من زوائدها ورد الحروف إلى أصولها ورد الحروف المحذوفة.

2- العناية بضبط الألفاظ؛ إما بالشكل وإما بذكر الموازن لها.

3- العناية بذكر المأثور من كلام العرب وآيات من القرآن الكريم والحديث الشريف وفصيح الشعر.

4- عنايته بقواعد النحو والصرف عناية دقيقة.



المآخذ على لسان العرب:

1- اتساع مواده يؤدي إلى إرهاق المطلع على معاني الكلمة المرادة.

2- تكرار الشواهد ووقوع الاضطراب فيه.

3- عدم اشتماله على كثير من الصيغ والمعاني.

•••




القاموس المحيط:

للعلامة الشيخ مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي.

معنى القاموس: البحر، وبمعنى أدق: عمق البحر أو البحر العميق، ولما ظهر هذا المعجم (القاموس المحيط) صارت كلمة (القاموس) مرادفة لكلمة: معجم.

طريقة هذا المعجم:

لقد نظم الشاعر طريقة المعجم في هذين البيتين:

إذا رمت في القاموس كشفًا للفظة

فآخرها للباب، والبدء للفصل

ولا تعتبر في بدئها وأخيرها

مزيدًا ولكن اعتبارك بالأصل

ذكر الباب والفصل أي: باب الآخر، فصل الأول فهو من مدرسة القافية، ثم ذكر تجريد الكلمة من زوائدها والاقتصار على الأصل المجرد.