هوامش على مقال ( رأس ) للشيباني - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4420 - عددالزوار : 858287 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 392732 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215464 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-07-2022, 03:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي هوامش على مقال ( رأس ) للشيباني

هوامش على مقال ( رأس ) للشيباني (1)


شمس الدين درمش






أولية الدعوة إلى الأدب الإسلامي




قرأت مقال الأخ الأستاذ عبدالمنعم الشيباني عن رابطة الأدب الإسلامي العالمية في الموقع الإلكتروني (مأرب برس)، بعنوان: (رابطة الأدب الإسلامي.. رأس)، ووجدت أنه بحاجة إلى عدد من الهوامش المهمة توضح بعض ما غمض عليه، وتفصل ما أجمل، وتضيف على ما يحتاج إلى إضافة، وتعترف له بما أصاب فيه، وتصوب ما أخطأ.

ولقد جاء مقاله حافلا بالأفكار المثيرة حول الأدب الإسلامي وأدبائه ورابطته، وبدا لي أنه على عجل من أمره، وقلما استعجل شخص في نقد الآخرين وحالفه التوفيق في جل ما أراد.

وقد قيل:
قد يدرك المتأني بعض حاجته/ وقد يكون مع المستعجل الزلل ولئن بدا بعض الأحيان أنه قاس في نقده قسوة مفرطة فإني على قناعة أنه يريد الوصول إلى الأفضل من وجهة نظره، والارتفاع بالرابطة في الواقع إلى مستوى الفكرة التي تدعو إليها، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله!.

وأمهد للكلام في الموضوع بالمثل الذي افتتح به ميخائيل نعيمة كتابه النقدي الغربال: "من غربل الناس نخلوه"، وأضيف عبارة شبيهة فأقول: ومن نخل الناس عجنوه!. فأنا وهو بين الغربال والمنخل لنصل إلى صافي الحَبِّ والطحين، حتى لا يكون الكلام جعجعة بلا طحن، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، وألتمس العذر لردي المتأخر؛ لأني ما رأيته إلا من قريب، وبالله التوفيق.
♦ ♦ ♦ ♦


وأبدأ بالهامش الأول عند قول الأخ عبد المنعم الشيباني عن الرابطة: "وهي حصيلة دعوة قديمة نادى بها مؤسس هذه الفكرة والداعي الأول لها الأديب والروائي الراحل نجيب الكيلاني من مصر.."

فهل نجيب الكيلاني هو مؤسس هذه الفكرة والداعي الأول لها؟
يقول نجيب الكيلاني في مقدمة كتابه (الإسلامية والمذاهب الأدبية، ص5-6): "ومع ذلك فإن الفن الإسلامي عامة، والأدب الإسلامي خاصة وتعريفهما في ظل العقيدة الدينية، ودراساتهما على ضوئها، لم يحظ بما هو أهل له من تمحيص ودراسة. ولقد لفت نظري هذا النقص منذ سنوات، وكنت دائم الحديث فيه مع إخواننا المهتمين بالدراسات الإسلامية، وحاولت منذ عام 1956- وأنا أعد دراستي عن الشاعر الفيلسوف المسلم محمد إقبال، أن أقدم- من خلال دراستي التطبيقية لشعره وفلسفته- بعض الخطوط العريضة لمفهوم الفن والأدب عنده..

ثم كان أن ألقى الأستاذ (السفير صلاح الدين السلجوقي) محاضرة في المؤتمر الإسلامي بالقاهرة عن أثر الإسلام في الفنون والعلوم، كشف فيها عن بعض الآثار الجديرة بالدراسة والاعتبار. وعندما صدرت الطبعة الأخيرة من كتاب الأستاذ سيد قطب عن النقد الأدبي وجدت فيه بعض إضافات أهمها محاولة لتعريف الأدب - أو الفن- الإسلامي، وكان أبرز ما قاله هو ما أسماه التصور الإسلامي للكون والإنسان والطبيعة، وأن الأديب المسلم هو الذي يعبر عن كل هذا تعبيرا فنيا من خلال تصور إسلامي. ثم أخرج الأستاذ محمد قطب كتابه منهج الفن الإسلامي، وسار فيه على نهج التعريف الذي وضعه شقيقه الأستاذ سيد قطب، ولم يخرج عن الخط العام الذي رسمه..." (ا.هـ)

ويبدو لمن يقرأ هذا النص أن نجيب الكيلاني هو أول من دعا إلى الأدب الإسلامي، ويليه الأستاذ صلاح الدين السلجوقي، غير أنه لم يذكر تاريخ المؤتمر، بينما حدد بداية محاولته الكتابة حول الموضوع عام 1956م.
♦ ♦ ♦ ♦


ويرى باحثون آخرون غير هذا، يقول د.صالح آدم بيلو (من السودان) في توطئة كتابه من قضايا الأدب الإسلامي (ص7-8): "أما من جهة حداثة الدعوة وجدتها إلى هذا المذهب الإسلامي في الأدب والنقد؛ فلعل أول داعية له -حسب علمنا- هو الأديب الناقد الشهيد سيد قطب؛ إذ بادر إلى هذه الدعوة، وشفعها بالعمل المنفذ الجاد في الجريدة التي كان يرأس تحريرها، والتي كانت تصدر في القاهرة بعد زمن وجيز من قيام الحركة العسكرية عام 1952م، ويشرف على باب الأدب فيها حتى تجد فكرة الأدب الإسلامي حسب تصوره طريقها إلى التنفيذ والبروز إلى حيز الوجود. فشرع يكتب مقالات حول هذا المفهوم تحت عنوان منهج للأدب، ثم طرح الفكرة فاتحا الباب لمناقشتها من الأدباء والنقاد، طالبا تقديم النتاج الأدبي الذي يمثل هذا التصور الإسلامي للأدب..، وقد ضمت هذه المقالات إلى مقالات أخرى داعيا فيها إلى كتابة التاريخ الإسلامي من جديد، وتصحيح ما وقع من أخطاء لا تليق في كثير مما كتب وسجل، وصدرت في كتيب باسم في التاريخ فكرة ومنهاج، عن الدار السعودية بجدة عام 1387هـ/ 1967م.

وفي عام 1961م أخرج الأستاذ محمد قطب كتابه منهج الفن الإسلامي؛ استجابة لدعوة شقيقه، بسطا وتركيزا لفكرته، إذ تناول تقريبا جميع قضايا الفن، ومنه الأدب، فبسطها وناقشها مناقشة مستفيضة من وجهة نظر الإسلام فيها، فكان هذا الكتاب أول كتاب كبير ومهم في هذا الميدان؛ تلاه من بعده الأديب الروائي الطبيب الدكتور نجيب الكيلاني، فقدم في عام 1963م، كتابه الإسلامية والمذاهب الأدبية، متجها بدراسته وجهة أدبية جمعت بين النظرية والتطبيق.." (ا.هـ)

ونجد فيما كتبه د.صالح آدم بيلو أن الكيلاني جاء ثالثا في ترتيب الدعوة إلى الأدب الإسلامي.
♦ ♦ ♦ ♦


ويقول د.محمد علي سلامة (من مصر) في كتابه الأدب الإسلامي أصوله وقضاياه نحو رؤية جديدة (ص15-16): "نشأت فكرة الأدب الإسلامي من خلال دعوة أطلقها الشيخ أبو الحسن الندوي حينما اختير عضوا بمجمع اللغة العربية بدمشق...، وتزامن ذلك مع مقالة عرضها الشيخ سيد قطب في مقالة له بعنوان: منهج الأدب الإسلامي، أثبتها في كتابه النقد الأدبي أصوله ومناهجه، ويبدو أنه نشرها في إحدى الدوريات بعد تأليفه الكتاب، وحينما أعيد طبع الكتاب... ضمت إليه.. وقد كرس أخوه محمد قطب الدعوة إلى الأدب الإسلامي في كتابه منهج الفن الإسلامي معتمدا في كثير من الأحيان على مقولات أخيه سيد في كتبه عن التصور الإسلامي وخصائصه ومقوماته، والتصوير الفني في القرآن...، ثم أصدر الطبيب المصري الدكتور نجيب الكيلاني بحثا نشر في كتاب حول: الإسلامية والمذاهب الأدبية، يعرض فيه رؤية إسلامية للمذاهب الأدبية..." (ا.هـ)

ونجد فيما قاله د.محمد علي سلامة أن الدكتور نجيب الكيلاني جاء رابعا في الدعوة إلى الأدب الإسلامي. وما ذكره د.سلامة عن مقال منهج للأدب الإسلامي لسيد قطب في كتاب النقد الأدبي أصوله ومناهجه ليس فيه، إنما في كتابه: في التاريخ فكرة ومنهاج.
♦ ♦ ♦ ♦


ويناقش الدكتور كمال أحمد مقابلة (من الأردن) الموضوع في كتابه آراء رابطة الأدب الإسلامي العالمية في الأدب والنقد (ص 75-80) فيقول: "فمع أن الجميع يعترفون بفضل الندوي، ولا ينكرون دوره في الدعوة إلى فكرة الأدب الإسلامي؛ إلا أن بعضهم لا يقف بحدود المصطلح عند دعواته المتكررة، بل يعود إلى منتصف القرن العشرين، فهذا نصر الدين دلاوي يرى بأن ولادة المصطلح كانت على يد سيد قطب، حيث يؤكد أن وثيقة ميلاد هذا الأدب، ويعني الأدب الإسلامي، هي مقال كتبه سيد قطب سنة 1951م، بين دلالة هذا الأدب وماهيته، وتناول فيه قيمته وأبعاده. ويؤكد هذه المقولة مأمون جرار حيث يقول: قد صدرت الدعوة أول ما صدرت من قلم سيد قطب رحمه الله،.. في مقال له... نشر من بعد في كتيب: في التاريخ فكرة ومنهاج. ولا شك أن هذين الخبرين يؤكدان استخدام سيد قطب لمصطلح الأدب الإسلامي، ولكن لا يعلم إن كان قصد به الدعوة إلى نظرية إسلامية في الأدب كما أرادت الرابطة فيما بعد." (ا.هـ).

ونصر الدين دلاوي (من الجزائر) ذكر أولية سيد قطب في مجلة الأدب الإسلامي (ع17/ ص103)، في عرض موجز لرسالته الجامعية في الماجستير بعنوان: (الحركة الواعية بالأدب الإسلامي الحديث) وأحال فيما أحال إلى: عبد الله محمد الخباص في كتابه سيد قطب الأديب الناقد، ص331، وفيه أيضا ببليوغرافيا سيد قطب ص 393-396. وقد يكون مستند د.مأمون جرار (من الأردن) في المعلومة هو مصدر الدلاوي أيضا، أو الدلاوي نفسه؛ لأن المقال الذي أشار إليه مأمون جرار بعنوان: منهج للأدب هو المقال ذاته الذي عناه نصر الدين دلاوي، ود.محمد علي سلامة، ود.صالح آدم بيلو، ونجيب الكيلاني، مع الاختلاف في تاريخ النشر ومكانه.
♦ ♦ ♦ ♦


والذي يظهر مما كتبه صلاح الخالدي (من الأردن) في كتابه: سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد (ص107-108، ط1، دار القلم، دمشق، 1991م) بخصوص مقال منهج للأدب أنه نشر في مجلة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية (ع1/ ص14، بتاريخ 2/5/1954م)، وكان سيد قطب يرأس تحريرها، وتوقفت بعد صدور عدة أعداد بتاريخ 5/8/1954م.
♦ ♦ ♦ ♦


أما ما ورد في السؤال الذي وجهه د. عبدالقدوس أبو صالح -رئيس رابطة الأدب الإسلامي حاليا- في اللقاء الذي نشرته مجلة الأدب الإسلامي في العدد الثاني مع الشيخ أبي الحسن الندوي بأنه أول من طرح مصطلح الأدب الإسلامي في الخطاب الذي ألقاه منذ نصف قرن بمناسبة اختياره عضوا في مجمع اللغة العربية بدمشق؛ فقد قال الشيخ أبو الحسن في جواب ذلك: "لقد كان مصطلح الأدب الإسلامي يعني عندي مفهوم الأدب الإسلامي بمعناه الواسع الهادف البناء في فكري وكتاباتي التي كتبتها في هذا الموضوع من أول يوم، وقد شرحته في بعض مقالاتي التي جاءت في كتاب نظرات في الأدب، وفي كتاب روائع إقبال."

وهذا ما أشار إليه كمال مقابلة في كتابه السابق الذكر، وورد في هامش الصفحة 75 أن مجلة (البعث) الإسلامية ذكرت أن ذلك كان عام 1956م. وهي مجلة تصدرها ندوة العلماء في الهند. والصواب في هذا التاريخ هو عام 1957م؛ حسبما ذكره الشيخ الندوي في (ج2/ ص143) من كتابه مسيرة حياة.

وبالاعتماد على ما قاله الشيخ الندوي وما كتبه سنة انضمامه إلى المجمع العلمي بدمشق؛ لا يكون هو أول من أطلق مصطلح الأدب الإسلامي.
♦ ♦ ♦ ♦


وقد حقق هذا الأمر الباحث د. عبدالله صالح الوشمي في رسالته للماجستير، التي نشرها بعنوان: جهود أبي الحسن الندوي النقدية في الأدب الإسلامي، بعد أن كان عنوان الرسالة حين المناقشة: جهود أبي الحسن الندوي في تأصيل منهج الأدب الإسلامي، وقد نوقشت بجامعة الإمام بالرياض بتاريخ 5/11/1423هـ، وصدرت بصورة كتاب عن مكتبة الرشد بالرياض عام 1426هـ/ 2005م.

فقد قال الباحث في تأصيل أولية دعوة الندوي إلى الأدب الإسلامي (ص105-106):
"ومن هنا، فإن الذي نريد أن نلفت الأنظار إليه أننا حين لا نجد في مقاله الخاص لمجلة المجمع العملي العربي دعوة صريحة إلى الأدب الإسلامي؛ فإننا نجد في تراث الندوي الكثير ما يدل على دعوته إلى الأدب الإسلامي بصراحة، وبحثه عن نماذجه منذ القدم، وسعيه في تأصيل الأدب وتوجيهه دينيا في مراحل متقدمة نسبيا، ومن ذلك أول مقالة كتبها لمجلة الضياء-الهندية- حال صدورها، وذلك في العدد الأول منها، وقد كان المقال بعنوان (الأدب النبوي)، وقد صدرت هذه المجلة كما يقول الندوي في عام 1351هـ، 1932م.

ومن ذلك ما نراه في كتابه (مختارات من أدب العرب) الذي ألفه في عام 1940م الموافق لعام 1359هـ، من نصوص يتضح لقارئها السمة الإسلامية الواضحة في الاختيار والتوجه. ولا يجب أن نفهم دلالة عنوانها فهما هو ضد الحقيقية؛ كأن يقول قائل: إنها عربية ولم ينص صاحبها على إسلاميتها، إذ إن هذه مغالطة يدفعها ما يقوله الندوي عنها: إنها "جاءت بإذن الله مجموعة تمثل الأدب العربي الإسلامي في جميع مظاهره ومناحيه الأدبية والتاريخية والتهذيبية، من العصر الإسلامي الأول إلى القرن الرابع عشر الهجري".

وها نحن نراه في إشارة أخرى في عام 1370هـ، 1951م، من طرح سؤاله المهم وهو: كيف يوجه الأدب التوجيه الديني؟ وذلك في حديثه مع الدكتور محمد أحمد الغمراوي في أثناء زيارته إلى مصر، بل إننا نجد الندوي في محاضرة له في عام 1387هـ، الموافق 1958م، وهي بعنوان (ردة ولا أبا بكر لها) يورد نصا صريحا يدعو فيه إلى إنشاء منظمات للأدب الإسلامي، فيقول: إن العالم الإسلامي في حاجة إلى منظمات علمية تهدف إلى إنتاج الأدب الإسلامي القوي الجديد، الذي يعيد الشباب المثقف إلى الإسلام.

ويتضح لنا مما سبق أن الندوي منذ 1351هـ، الموافق 1932م، وهو حريص على توجيه الأدب توجيها دينيا، والإسهام في تقديم نماذجه، ولعل في هذه الشواهد ما يدل المنصف على أن دعوة الندوي للأدب الإسلامي قديمة، وأنها لم تكن وليدة المقال الذي سطره بمناسبة اختياره مراسلا للمجمع العلمي العربي بدمشق، بل هي سابقة لهذا التاريخ بسنوات.

هذا؛ بالإضافة إلى ما يتناثر في سيرته الذاتية من آراء نقدية تشي بالتوجه الإسلامي في الأدب الموجود عنده منذ البدايات في التأليف والكتابة، فهو يذكر عن نفسه وبعض زملائه أنهم كانوا يعرفون أساليب الكتاب والمفكرين العرب أكثر من غيرهم، وأنهم كانوا يبدون آراءهم حول انحراف بعضهم الديني والفكري، وأنه وجد فائدة ذلك في رحلته إلى مصر في عام 1951م، مما يدل على كون هذا التوجه العميق موجود قبل هذا التاريخ.

وكذلك ما يرويه الندوي عن كتاب حكايات الأطفال المقرر في دار العلوم -بالهند- لمؤلفه كامل كيلاني، وكيف كان يحز في نفس الندوي بعده عن الدين، وعلمانيته، الأمر الذي دفعه في عام 1943-1944م، الموافق 1363-1364هـ، أن يؤلف قصص النبيين للأطفال، وقد كان وُكْده فيها أن يقترب من لغة القرآن، وأن يشتمل على العقائد بأسلوب مبسط، بما يكرِّه الكفر والمعاصي للأطفال، ويحبب إليهم الإيمان والعقيدة.

ولذا؛ فنحن من خلال هذه النصوص والأحداث نستطيع أن نثبت ريادة الندوي المبكرة في الدعوة للأدب الإسلامي، وأن هذه الدعوة لم تكن مرتبطة بمقاله في المجمع العملي العربي بدمشق، وإنما تعود إلى كتابات وآراء سبقت هذا التاريخ بسنوات، مما يجعله بحق الرائد الأول في الدعوة إلى الأدب الإسلامي."

(انتهى النقل من كتاب الباحث د.عبد الله الوشمي، الأستاذ بجامعة الإمام، والرئيس السابق للنادي الأدبي بالرياض، وأمين عام مركز الملك عبدالله للغة العربية بالرياض، الآن)
♦ ♦ ♦ ♦


إذاً؛ نحن هنا أمام حقائق توصل إليها الباحث عبد الله الوشمي، وكشفها لنا مؤرخة، وموثقة من مصادرها في مؤلفات الشيخ أبي الحسن الندوي في ريادته الدعوة إلى الأدب الإسلامي منذ أعوام (1932، و1940، و1944م، و1951م)، وأنه أول من دعا إلى إقامة منظمات للأدب الإسلامي في عام (1958م).
♦ ♦ ♦ ♦


وهذا يجعلنا نضع احتمالا في أن يكون سيد قطب متأثرا بأبي الحسن الندوي في مقاله الذي كتبه عن الأدب الإسلامي عام (1951م) - إن ثبت ذلك- خصوصا أن لقاءات الندوي في مصر كانت حافلة، بسبب الحفاوة بكتابه ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ الذي سبق مَقدَمَه إلى البلاد العربية، ثم أعاد سيد قطب نشر المقال عام 1954م في المجلة التي رأس تحريرها. ويكون نجيب الكيلاني بهذا الترتيب واقعا تحت احتمال تأثره بالفكرة بما كتبه سيد قطب في مجلة (الإخوان المسلمون)، فضلا عما ذكره هو من تأثره بمحمد إقبال، الذي كان –أيضا- مؤثرا أدبيا كبيرا في الشيخ أبي الحسن الندوي كما ذكر في كتابه روائع إقبال، وخصوصا أنه عقد عنه عدة ندوات في القاهرة في أثناء وجود الندوي فيها.



[1] قول على قول: اسم البرنامج الأدبي الذي كان يقدمه الأديب البارع حسن الكرمي من هيئة الإذاعة البريطانية BBC في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، ثم صدرت في كتاب من عدة أجزاء يحمل الاسم نفسه "قول على قول".
رابط مقال الشيباني: http://marebpress.net/articles.php?id=3865



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-08-2022, 11:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هوامش على مقال ( رأس ) للشيباني

هوامش على مقال ( رأس ) للشيباني (2)


شمس الدين درمش






الشيباني ومكانة نجيب الكيلاني الروائية




أشاد عبد المنعم الشيباني في مقاله بمكانة نجيب الكيلاني الأدبية في الجانب الروائي خاصة، ووصفه بالعملاق، وأن نجيب محفوظ أشاد به كثيرا، وأن سيد قطب هو أول من بشر بنجيب محفوظ روائيا.



وقال الشيباني: "أشعر أن علي أحمد باكثير كان أكثر نجاحا في هذا الجانب (أي التاريخي) من الكيلاني، حيث جمع بين الشاعرية والخيال وبين حقائق التاريخ، وكان روائيا شاعرا بالدرجة الأولى".



ووصف عمل الكيلاني بهذا الجانب قائلا: "فبالرغم من صدق التجربة للروائي الكيلاني إلا أنه كما يبدو قد غلب صدق الحقائق التاريخية على مقتضيات الجوانب الفنية الأخرى أثناء المعالجة".



أما في المقارنة بين الكيلاني ونجيب محفوظ فقد نقل رأي الكاتب محمد اللطيفي بأنه: "مدرسة رائعة في التميز الروائي لولا أن الكيلاني كان محكوما بالفكر والانتماء، في حين انطلق محفوظ عالميا متحررا من القيود الإيديولوجية".



فنحن أمام ثلاثة روائيين كبار باكثير والكيلاني من الاتجاه الإسلامي في الأدب، ونجيب محفوظ ليس كذلك.


ذكر الدكتور حسن سرباز في مقال له عن الاتجاه الإسلامي في روايات باكثير في الموقع الإلكتروني الذي أنشأه د.عبد الحكيم الزبيدي عن علي أحمد باكثير، فقال: "كتب باكثير ست روايات اعتمد فيها على التاريخ الإسلامي والشخصيات الإسلامية مشِيرا في نفس الوقت إلى أحداث الواقع وشخصياته.



صدر باكثير في رواياته عن التصور الإسلامي، واستطاع أن يبرز من خلالها الفكر الإسلامي والقِيم الإسلامية في صور فنية ممتعة، وتتجلى رؤيته الإسلامية في رواياته في الموارد الآتية..".



وبعد أن سرد عدة نقاط قال: "لم يسمح باكثير في رواياته أن تخل الفكرة التي يدعو إليها وينتصر لها أحيانًا بفنية عمله، بل التزم بالشكل الفني للرواية، واستخدم جميع عناصرها الفنية مثل: الشخصية، والحبكة، والوصف والحوار، والسرد والبناء اللغوي - أروع استخدام، وله مهارة خاصة في توظيف الحوار والمونولوج الداخلي واللغة العربية الفصحى في تطوير أحداثه وشخصياته." (ا.هـ).




أما نجيب الكيلاني فقد أصدرت عنه مجلة الأدب الإسلامي، العدد 9-10 الخاص به، وأثبتت فيه 41 رواية له. يقول الناقد المغربي سعيد صادق الوالي في مقاله (مفهوم الكتابة الروائية عند نجيب الكيلاني، ص41-45 من هذا العدد:

"نجيب الكيلاني، كسائر الرواد والمؤسسين، انطلق من خلال إحساسه بوطأة الواقع الذي يعيشه، هذا الواقع الذي تتجاذبه تيارات شتى، وتنمو فيه تقليعات غريبة، فمن داعية إلى القومية الجاهلية أو إلى الفرعونية، إلى داعية الليبرالية أو الاشتراكية وغيرها، وكلها تيارات تحاول أن تقرأ التاريخ وتعمل على بعثه وفق منظارها الإيديولوجي، فلا عجب أن رأينا نجيب محفوظ يعيد قراءة تاريخ مصر القديم فيكتب روايات (عبث الأقدار) و(كفاح طيبة) و(رادوبيس)..".



ولنجيب محفوظ 46 رواية.



ويقول الوالي:

"وليس غريبا أن يبدأ الكيلاني في هذه المرحلة من إنتاجه الروائي (نور الله) التي تألق فيها على المستوى الفني إلى حد بعيد، فقد صاغ حبكتها بريشة الفنان المبدع، وهي تمثل لأعظم لحظة في التاريخ، وهي مرحلة الدعوة الإسلامية بقيادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصراع الإسلام المستضعف مع الكفر في شتى صوره. ثم الغلبة في النهاية للزمرة المؤمنة واقتلاعها لجذور الكفر من الأرض".



ويختم مقاله قائلا: "إن الكيلاني استطاع أن يقتحم ميدان الرواية الصعب، ويشيد منها معمارا إسلاميا جميلا، لم يضاهه فيه إلا قلة من أدباء العرب".



ولا خلاف في مكانة الروائيين الثلاثة، وقدرتهم على صياغة روايات فنية عالية بغض النظر عن المضمون، وقد نال نجيب محفوظ شهرة عربية واسعة، ثم جائزة عالمية، وكان باكثير منافسا له، وحصلا على جوائز من الدولة المصرية، وفازا بمسابقات روائية في مصر، ومثلت رواياتهما في الشاشة المرئية المصرية.



والكيلاني فاز بأكثر من جائزة عن رواياته في مصر، ويكفي شهادة نجيب محفوظ بعلو شأنه في الرواية.



واللافت للنظر في سياق مقال الشيباني هو قول محمد اللطيفي عن الكيلاني أنه "كان محكوما بالفكر والانتماء في حين انطلق محفوظ عالميا متحررا من القيود الإيديولوجية"، وتعقيب الشيباني عليه بالقول: "ولي كلام في نفس الاتجاه".



والسؤال: هل كان نجيب محفوظ متحررا من القيود الإيديولوجية؟




وهل كان انتماء الكيلاني وتوجهه الإسلامي عائقا لسمو فنه الروائي؟



ولماذا لم يكن التوجه الإسلامي عائقا لباكثير؟ فقد قال عنه الشيباني: "وأشعر أن علي أحمد باكثير كان أكثر نجاحا في هذا الجانب من الكيلاني، حيث جمع بين الشاعرية والخيال، وبين حقائق التاريخ، وكان روائيا شاعرا بالدرجة الأولى".



وأنا لا أقصد هنا الموازنة بين الروائيين الثلاثة، فالقضية محسومة فنيا بالترتيب الآتي: محفوظ، باكثير، الكيلاني. ولكن الذي لا يصح هو أن يعزى التفوق الفني إلى التحرر من الالتزام الإسلامي لدى نجيب محفوظ، وأن يكون الالتزام الإسلامي سببا في تأخر الكيلاني، في الوقت الذي لم يكن فيه عائقا لعلي أحمد باكثير!.



فمثل هذه الرؤية النقدية متأثرة بشيء من الأحكام النقدية السائدة المتداولة بأن الالتزام الإسلامي يعوق العمل الأدبي من السمو فنيا.



إننا نعلم أن أدباء القمة يتمايزون فيما بينهم، وللمقارنة لا بد من النظر إلى وحدة الموضوع، ولتكن هنا الرواية التاريخية، فكل من الثلاثة كتب روايات تاريخية، فما مقدار نجاح كل منهم، وما هو مدى إخفاقه!؟



والجواب عند الباحث الذي يقوم بدراسة مقارنة بين الروائيين الثلاثة.



أما عن إيديولوجية نجيب محفوظ وتحرره وانطلاقه في آفاق العالمية فأنقل ملخصا مما كتبه د.عبد القدوس أبو صالح رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية ورئيس تحرير مجلة الأدب الإسلامي بعنوان (كلمة هادئة حول نجيب محفوظ وجائزة نوبل)، والمنشور في كتابه (أحاديث وأسمار، ط1، الرياض 1432هـ/2011م)، يقول: "ولعلّني لا أخرج عن الاعتدال حين أقول: إنه يحق للعرب أن يفرحوا بمنح جائزة نوبل لنجيب محفوظ لأنها تمثل رد اعتبار للأدب العربي الذي يملك من التراث الضخم عبر خمسة عشر قرناً ما لا تملكه أمة أخرى في العالم كله!.. بل لعل منح هذه الجائزة لكاتب عربي يعطي أدباء العربية جميعاً شعوراً بالاعتزاز والثقة بالنفس بعد أن كثرت الشكوى من أن الأدب العربي لم يأخذ مكانه بجانب الآداب العالمية الأخرى".



ويرى د.عبد القدوس أن نجيب محفوظ يستحق الجائزة بالدرجة الأولى على ثلاثيته الرائعة (بين القصرين وقصر الشوق والسكرية)، فيقول: "وقد سبق أن كتبت عن هذه الثلاثية منذ سنوات أنني لم أجد بين الروايات التي تناولت عالماً متداخلاً عبر أجيال متعددة ما يداني هذه الثلاثية إلا رواية الجذور لأليكس هيلي.. ولم أجد ما يداني ما فيها من الألوان المحلية إلا ما كتبته بيرل باك في رواية الأرض الطيبة التي حازت بها جائزة نوبل أيضاً. ولقد قرأت كلا من هذه الروايات أكثر من مرة ليطالعني في كل منها شيء جديد لم أتعرفه من قبل، وهكذا شأن العمل الأدبي الرائع، لا يكاد يعطيك أسرار جماله الفني دفعة واحدة".



ويتابع حديثه منصفا مكانة نجيب محفوظ الأدبية، فيقول: "وعلى كثرة ما كتب عن ثلاثية نجيب محفوظ فإن التساؤل عن سر روعتها ومبعث فرادتها ما يزال قائماً: أترى ذلك يعود إلى كونها شاهداً على عصر كامل، عاشت فيه مصر تحت نير الاستعمار صابرة مستكينة إلى أن تحرك المارد الذي كان حبيساً في القمقم؟ أم تراه في التواقت الزمني حيث يسير الحدث القصصي موازياً للحدث التاريخي في تنسيق محكم؟ أم ترى أنّ نجيب محفوظ قد استطاع أن يستهوينا بمزجه بعض المواقف الإبداعية (الرومانتيكية) التي كانت شعاراً للجيل السابق (مثل تجربة كمال ومشاعره نحو عايدة التي تذكرنا بناتاشا في رواية الحرب والسلام لتولستوي) مع الواقعية الغالبة التي تميز أعمال الجيل اللاحق؟!.. أم تراه استحوذ على إعجابنا بنماذج الأبطال المتنوعين الذين أبدع تجسيمهم على كثرتهم، وأحسن انتزاعهم من صميم الحياة حتى لا يعدم القارئ أن يجد شخصية من شخصيات الثلاثية الرئيسة أو الثانوية، يتعاطف معها لأنها تحكي تجربة عاشها بنفسه أو عرفها فيمن حوله، على الرغم مما يؤخذ على نجيب محفوظ من الميل إلى اختيار شخصيات نمطية هابطة في معظم رواياته".



ولكن هذا الإنصاف لمكانة نجيب محفوظ الأدبية فنيا لا يمنع الناقد د.عبد القدوس من رؤية الجانب السلبي في رواياته، فيقول: "ولكم كنت أتمنى أن يقف نجيب محفوظ عند الثلاثية، فلا ينحدر بعدها إلى العبثيــة الفـارغة التي رأيناها في رواية القاهرة الجديدة، قبل الثلاثية، ولا إلى الرمزية الغامضة التي تخفي كثيراً من بذور الشك تحت ستار النزعة الفلسفية التأملية، وتحت قناع من الحذر الشديد، كما في رواية أولاد حارتنا، ولا إلى الواقعية السوداء أو العدمية كما في قصة الطريق، ولا إلى القصة التسجيلية أو الاستهوائية التي ربما اندفع إليها كما اندفع إلى كتابة بعض الحوارات –السيناريو- استجابة لمغريات المخرجين السينمائيين كما في قصة اللص والكلاب، وملحمة الحرافيش، التي اقتبس منها أكثر من فيلم سينمائي".



ويتابع في تصوير الجانب السلبي في روايات محفوظ قائلا: "بل لكم كنت أتمنى أن لا يجاري نجيب محفوظ ما اندفعت إليه أجيال القصاصين في العالم تحت سياط المخطط الصهيوني المدمر من الوقوع في حمأة الجنس وتسويغ الرذيلة".



وإن كان نجيب محفوظ يحتج باستخدامه للجنس اجتماعياً أو فنياً، فقد أنكر عليه ذلك كثير من النقاد وعلى رأسهم الأستاذ أنور المعداوي حين أخذ عليه استغراقه في جو المغامرات الجنسية لطبقة العوالم المغنيات في ثلاثيته، وحين يصف السقطة الأولى لرضوان بن ياسين أحد أبطال الثلاثية في وهدة الشذوذ الجنسي، فيسجل التفصيلات تسجيلاً حرفياً دون مسوِّغ فني. وهو يفعل الشيء ذاته كلما عمد إلى تصوير الجنس لا في الثلاثية وحدها بل في معظم قصصه، وهذا ما دفع أنور المعداوي إلى أن يتساءل: لماذا يتعرض نجيب محفوظ للجنس، ويهدف عامداً إلى تشريح العلاقة الجنسية في أكثر أعماله؟ هل يعمد إلى هذا بقصد إثارة القارئ كما يفعل غيره من الكتاب بغية الرواج، أم أن له اتجاهاً يتسم بالمنهجية التـي يلتزمها كلون من ألوان التعبير عن وجوده العقلي؟".



ويقول د.عبد القدوس عن إيديولوجية محفوظ:

"لا أتردد في الحكم بأن نجيب محفوظ كان دائماً يتأرجح بين اليسار الفكري والحياد السياسي الذي يدفع إليه الحذر الشديد. ومن هنا كان عجبي ممن دفعتهم موجة الفرح بمنحه جائزة نوبل إلى حد الزعم بأن له دوراً إيجابياً من الإسلام ودوره في بناء حياتنا المعاصرة، وقد بنوا ذلك على تصريحاته الصحفية الأخيرة، إذ لا شك أن ثمة فرقاً كبيراً بين ما نراه في إنتاج الرجل عبر نصف قرن وبين تصريحات صحفية بلغ صاحبها السابعة والسبعين من عمره، وصار على حد قوله: لا ينتظر إلا حسن الخاتمة، مع أن هذه التصريحات لم تخل من تمجيد لرموز الحداثة واليسار مثل أدونيس والبياتي ونزار القباني وحنا مينة".




هذا هو تحرر نجيب محفوظ في رواياته وتوجهه في كتاباته؛ من الالتزام الإسلامي، كما يقول محمد اللطيفي الذي نقل عنه عبد المنعم الشيباني ووافقه.



نحن نؤيد بشدة أن يتناول النقد أي عمل أدبي لأي أديب ذي توجه إسلامي أو غير إسلامي، ولكن نطالب أن يكون ذلك بأسلوب يحقق الموضوعية والتجرد من الأحكام الجاهزة، التي تنسب إلى اتجاه معين، أو أديب معين معروف بتوجه معين، كما هو في الحكم على أي عمل إبداعي ينطق من التوجه الإسلامي خاصة!.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 80.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.13 كيلو بايت... تم توفير 2.11 كيلو بايت...بمعدل (2.63%)]