وقفات مع معلم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السيول والأمطار دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          مضى رمضان.. فلا تبطلوا أعمالكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          فضل علم الحديث ورجاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الترهيب من قطيعة الرحم من السنة النبوية المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          لمحات في عقيدة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          عقيدة الشيعة فيك لم تتغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          شرح حديث: تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          كيف تعود عزة المسلمين إليهم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أدومه وإن قل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-07-2021, 02:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,466
الدولة : Egypt
افتراضي وقفات مع معلم

وقفات مع معلم


عثمان عطية محسب





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فأحبتي في الله، أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

وقال عز وجل أيضًا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

إن مجال التعليم من أوسع مجالات الدعوة إلى الله تعالى؛ فيجب احتساب العمل في هذا المجال خدمةً للدعوة إلى الله، ويكون ذلك بصدق ويقين ثم عمل، وليس دعاوى زائفة.

تعلمون - وفقكم الله، وجعلكم هداة مهتدين - أن المعلم قد تقلَّد أمانة عظمى، وتحمل مسؤولية كبرى، سيُسأل عنها أمام الله يوم القيامة، تلكم أمانة العلم والعمل، والتعليم والتربية والتوجيه لهؤلاء الطلبة، فإن الله سائلٌ كلَّ راعٍ عما استرعاه: حَفِظَ أم ضيَّع؟

يجب علينا - نحن المُعلمين - أن نكون قدوةً صالحة للأبناء: بأقوالنا، وأفعالنا، ومظهرنا، ويجب أن نتحلَّى بالمحاسن والفضائل؛ فالمعلم لا يستطيع أن يربِّي طلابه على الفضائل إلا إذا كان هو فاضلاً:
يا أيها الرجل المعلِّمُ غيرَه
هلَّا لنفسك كان ذا التعليمُ

تصف الدواء وأنت أولى بالدوا
وتعالج المَرْضى وأنت سقيمُ

ونراك تُصلح بالرشاد عقولَنا
أبدًا وأنت من الرشاد عديمُ

ابدأْ بنفسك فانهَها عن غيِّها
فإذا انتهتْ عنه فأنت حكيمُ

فهناك يُقبل ما تقول ويُقتدى
بالعلم منك وينفع التعليمُ

لا تنهَ عن خُلق وتأتيَ مثله
عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ


المعلم القدوة يأخذ بيد تلميذه بلا معاناة إلى جميع الخلال الحسنة، والآداب الكاملة.

ونظرًا لأهميته، وتأثيره في زرع الخير في قلوب الناشئة؛ فقد لجأ كثير من أصحاب الجاه والسلطان إلى الاستعانة بذوي القدوات الصالحة لتربية أبنائهم وتعليمهم؛ فقد روى الجاحظ أن عقبة بن أبي سفيان لما دفع ولده إلى المؤدِّب قال له: ليكن أولَ ما تبدأ به من إصلاح ابني إصلاحُ نفسك؛ فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحَسَنُ عندهم ما استحسنتَ، والقبيح عندهم ما استقبحت، وعلِّمْهم سير العلماء وأخلاق الأدباء.

إخوتي المعلمين والمعلمات، إن أبناء الأمة أمانة في أعناقكم، ووديعة بين أيديكم، فاتقوا الله فيهم، ووجِّهوهم التوجيه السليم، وربوهم التربية الصحيحة التي تقوم على صفاء العقيدة والسلوك، والوسطية، والاعتزاز بدينهم، لا يرضون بديلاً عنه، ولا يبغون عنه حولاً، والبعد عن الغلو والتنطُّع في الدين، واعتمدوا في ذلك على الكتاب والسنة، اللذين لن يضلَّ من تمسك بهما ولن يشقى.

واعلموا: أن الحياة محدودة، والأنفاس معدودة، وأن كل عامل سيَلقى عمله، وكل زارع سيحصد ما زرع، فانتهزوا الفرصة قبل الفوات، واحفظوا الله يحفظكم، وتوبوا إليه واستغفروه؛ إنه هو التواب الرحيم.

لذا أذكر نفسي، وأذكر إخوتي المسلمين عمومًا، والمعلمين خصوصًا، بضرورة ملاحظة ما يلي:
1- العناية بالقرآن الكريم، والسنة المطهرة: قراءة، وتدبرًا، وعملاً، وملازمة ذكر الله ليطمئن القلب؛ فالقرآن هو الذي ربَّى الأمة وأدَّبها، وأعلى الهمم، وهذَّب النفوس.


2- المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة؛ فهي عماد الدين، والصلة برب العالمين.

3- لزوم تقوى الله تعالى: بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه عمومًا، وخصوصًا ما قد وقع فيه أكثر الناس اليوم؛ مثل:
عادة التدخين: الضار بالدين، والبدن، والمال، والمجتمع، والمجاهرة به مجاهرة بالمعصية.

استماع الأغاني الصادة عن ذكر الله وعن الصلاة؛ فهي تُنبِت النفاق في القلب، وتدعو إلى الوقوع في الفتنة، وهي تؤثر في القلب والإيمان كتأثير السم في الأبدان.

مخالفة السنة بحلق اللحية، رغم ورود الأحاديث الصحيحة بالأمر بإعفائها.

مصافحة المرأة الأجنبية؛ مثل: مصافحة المعلم للمعلمة أو الطالبة، أو الطالب للطالبة، فهذا حرام باتفاق أصحاب المذاهب الأربعة رحمهم الله؛ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأن يُطعَنَ في رأس أحدكم بمِخْيطٍ من حديد خيرٌ له من أن يَمسَّ امرأة لا تحل له))؛ رواه الطبراني.

تبرج النساء، وسفورهن، ومخالطتهن للرجال - وهن عورة وفتنة - ولا شك أن ذلك مجاهرة بالمعصية، ومن أعظم أسباب حلول العقوبات، ونزول النقمات؛ لما يترتب على التبرج والسفور من ظهور الفواحش، وارتكاب الجرائم، وقلة الحياء، وعموم الفساد.

النظر، والاستماع، والخطى للمحرمات، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((كُتب على ابن ادم نصيبه من الزنا مُدرِكٌ ذلك لا محالة؛ فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخُطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه))؛ رواه البخاري ومسلم.

سوء استخدام الهاتف المحمول، فتحول من كونه نعمة إلى نقمة؛ حيث استخدامُه في تصوير الفتيان للفتيات، والرجال للنساء، وتناقل ذلك بالبلوتوث، وكذلك استخدامه في المكالمات الهاتفية غير الشرعية، وكل ذلك لا يجوز شرعًا؛ فاتصال عشوائي في الهاتف يدمر فتاة!

إن كثيرًا من الفظائع الكبيرة تبدأ بممارسات تُعدُّ تافهة صغيرة، وينسى كثيرون أن أول الغيث قطر ثم ينهمر، وينسون أن المعاصي يجر بعضها بعضًا، وتؤدي إلى ما هو أكبر منها، فمن لم ينكر المخالفة الصغيرة تعوَّد على قبولها، فإذا وقع ما هو أكبر منها كان إنكاره خفيفًا.

الغِيبة والنميمة: فكم لهما من آثار سيئة على الفرد والمجتمع، والله تعالى يقول: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾ [الحجرات: 12].

انتشار الاختلاط في التعليم: وهذا أقل ما فيه أنه لا يجوز شرعًا، أعلم أنك تَعلَم، فماذا عمِلت بما علِمت؟!

4- مراقبة الله في السر والعلن، لا يهمك إلا رضاه، والسعي إلى بث روح الرقابة الذاتية في نفوس الطلاب والزملاء.

5- التحلي بالحياء؛ فهو خلق الإسلام، وقرين الإيمان، إلا أن الحياء الشرعي المحمود يعرف بثمرته؛ إذ إنه لا يأتي إلا بخير، أما إن ترتب عليه كتمان حق، أو انتهاك حرمة، فهو ليس حياء، بل عجز وخور، وضعف ومهانة، ومن خداع الشيطان وتلبيسه.

6- تلمس مخالفات المعلمين والطلاب بنين أو بنات، ومحاولة تقويمها من خلال: كتيبات إسلامية، لوحات توجيهية، كلمات أسبوعية، مسابقات وعظية، والدال على الخير كفاعله.

7- واجب عليك إتقان عملك؛ فعليك بالتوزيع المناسب للمنهج للفصل الدراسي، بكل شهر، وأسبوع، ويوم، والإعداد الجيد للتحضير: ذهنيًّا، وكتابيًّا، مع التنوع في الطرح والعرض وطرائق التدريس.
والبَدء بتحية الإسلام عند دخولك الفصل.
ثم القيام بكتابة التاريخ والمادة والموضوع، ولا تنسَ التاريخ الهجري؛ حيث اعتزازك بإسلامك.
رتِّب درسك، واجعله منظمًا حسب التوقيت، ولا تنسَ الوسائل التعليمية.
ثم ابدأ درسك بالحمد، والثناء، والصلاة والسلام على خير الأنام.

8- كن بشوشًا مع طلابك وزملائك، طَلق المُحيَّا، حاورهم بكلمات ودية، وبعبارات أبوية، تبعث على الارتياح والقبول.
احرص على احترام مشاعرهم، وكن قريبًا منهم، اعرف مطالبهم، ادعهم بأحب أسمائهم، ومع ذلك كن حازمًا من غير شدة، ودودًا حبيبًا من غير ضعف، واثقًا بنفسك، منسجمًا مع ذاتك، واجه مشكلاتهم بثبات واطمئنان، وعالجها بهدوء واتزان، متجنبًا الغضب العقيم، والعقاب البدني السقيم. واحرص على ذوي الاحتياجات الخاصة، وقدم لهم كل مساعدة، واعدل بين الطلاب لا سيما في أدائهم ومشاركتهم، مع المكافأة والإهداء للمتفوق، ورفع معنويات المخفق.

9- نعم، هذه خصال المعلم القدوة، فكما قيل: إن المعلم شجرة، والعلم ثمرة، وليس يعد عالمًا من لم يكن بعلمه عاملاً؛ ولذلك فإننا في حاجة إلى معلمين أخلاقهم حسنة، أسخياء متواضعين، ومعتدلين في ملبسهم، ومنضبطين في مزاحهم، رحبة صدورهم، متفتحة آفاقهم وأفكارهم، محافظين على صلواتهم وأوقاتهم، مهتمين بطلابهم، مطَّلعين على واقعهم، يقظين لأعدائهم، متزنين في فرحهم وترحهم، مبتسمين لمستقبلهم، فالابتسامة دليل الفأل والرضا، بل هي دليل الحزم والقوة والعزيمة، وابتسامتك في وجه أخيك صدقة.

أيها المعلم، أيتها المعلمة، أنتم حماة الثغور، مربو الأجيال، وسقاة الغرس، وعمار المدارس المستحقون لأجر الجهاد، وشكر العباد، والثواب من الله يوم المعاد.

ووالله لو كنت أملك الهداية والسعادة لبذلتها، لكنها الكلمة الطيبة والنصح الصادق.

أحبتي في الله، هذه وقفات وملاحظات من أخ لكم في الإسلام، يحب لكم ما يحب لنفسه، ويكره لكم ما يكره لنفسه.

اللهم وَفِّق المعلمين والمعلمات لكل خير، واجعلهم أداة خير وصلاح لأمتنا يا رب العالمين.

اللهم أصلح شبابنا وفتياتنا، واغفر لنا ذنوبنا، وما أسررنا وما أنت أعلم به منا يا رب العالمين.

وصلى الله وسلم على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن سار على هديهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.76 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.95%)]