{ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول} - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 66 - عددالزوار : 18359 )           »          دور العبادة في الإعمار الدنيوي: شهر رمضان نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5072 - عددالزوار : 2301675 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4656 - عددالزوار : 1582665 )           »          المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 12807 )           »          فهم السيدة عائشة لحديث الميت يعذب ببكاء اهله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          من أحكام النسخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          سياحة فى​ أحكام الشريعة​ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          مقاصد المكلف في التصرفات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الأمثلة عند جمهور الأصوليين واقعها وآفاقها​ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-11-2025, 12:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,847
الدولة : Egypt
افتراضي {ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول}

{ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول}


إن القران الكريم لا يُعطي أسراره ومضامينه ودلالاته ورَوحانيته وحلاوته ونوره، إلا للقلب المؤمن؛ {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة: 15، 16].

فكلمات القرآن لا تعطي مدلولها الحقيقي إلا للقلب المفتوح لها، والعقل الذي يَستشرفها ويتقبَّلها، وإن هذا القرآن لا يفتَح كنوزه، ولا يَكشِف أسرارَه، ولا يعطي ثمارَه، إلا لقومٍ يؤمنون، ولقد ورد عن بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قولهم: ( {كنا نُؤتى الإيمان قبل أن نُؤتى القرآن} )، وهذا الإيمان هو الذي كان يجعلهم يتذوَّقون القرآن ذلك التذوق، ويدركون معانيه وأهدافه ذلك الإدراك، ويصنعون به تلك الخوارق التي صنَعوها في أقصر وقتٍ من الزمان.

لقد كان ذلك الجيل المتفرِّد يَجد من حلاوة القرآن، ومن نوره، ومن فُرقانه، ما لا يجده إلا الذين يؤمنون إيمان ذلك الجيل، ولئن كان القرآن هو الذي أخذ بأرواحهم إلى الإيمان، فإن الإيمان هو الذي فتح لهم في القرآن ما لا يَفتحه إلا الإيمان!

أما نحن الآن، فاستبدلنا بقول الله جل جلاله قولَ العلامة فلان، وما أكثرهم، وقول المرجعية فلان، وقول ولي الله فلان، وقول شيخ الإسلام علان، والقائمة طويلة لا تنتهي في هذا المضمار؛ مما أبعد الناس عن نور الله وهداه، وفرَّق المسلمين بين قول هذا وذاك، وتطاوَل هذا على ذاك، وكفَّر بعضهم بعضًا، وتحزَّب كلٌّ لفريقه، ونشَبت الحروب بين المسلمين، وقاد هذه الحروب شياطين الأرض من الصهاينة والمشركين.

لقد وصَف الله لنا مثل هذا الفكر بأكثر من موقف وفي أكثر من آية، وهذه الآية التي بين أيدينا توضِّح لنا صورة من صور الخلل لدى بعض الطوائف في الصف المسلم، يَفضَحها الله لنا بقوله: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} [النساء: 81].

إن هذه الطائفة موجودة على مرِّ الزمان والمكان؛ يحكي لنا سياق الآية حال طائفة - داخل الصف المسلم - هي طائفة المنافقين؛ يذكر عنها أحدَ أفعال المنافقين! ومع الحكاية التنفير مِن الفَعلة، ومع التنفير التعليم والتوجيه والتنظيم، كل ذلك في آيات قليلة، وعبارات معدودة.

هذه الطائفة المنافقة يُبيِّت أفرادُها غيرَ ما أمرهم به الله في القرآن، وما قالوا أمام المسلمين، وتَروح فيما بينها تتآمَر على عدم التنفيذ، وعلى اتخاذ خُطة للتخلص مِن تكليف الله لهم، وما التزموا به أمام المسلمين.

وهي صورة تَرسم تلك الخلخلة بعينها في الصف المسلم، هؤلاء المندسون في العالم الإسلامي على كل حال، وتصرُّفهم على هذا النحو، يؤذي الصف المسلم ويُخلخله في الوقت الذي يخوض فيه المسلمون المعركة في كل ميادينها، وبكل قوتها مع أعداء الله، كما نجده الآن في حرب غزة التي تخلَّى عنها غالبية العالم الإسلامي، وتركوها فريسةً لليهود والمشركين إلا مَن رَحِمَ ربُّنا.

وليَعلَم كلُّ مسلمٍ أن عين الله سبحانه لا تنام، فالله يُطمئن المخلصين لربهم ودينهم، والمجاهدين في سبيل نُصرة دينه، يُطمئنهم بأن عينه على هذه الطائفة التي تُبيِّت وتَمكُر، وشعور المسلمين بأن عينَ الله على المبيِّتين الماكرين، يُثبِّت قلوبهم، ويَسكُب فيها الطُّمأنينةَ إلى أن هذه الطائفة لن تَضرَّهم شيئًا بتآمُرها وتبييتِها، بل إن الله يهدِّد ويتوعَّد المتآمرين المبيِّتين، فلن يذهبوا مفلحين، ولن ينجوا من عقاب الله، {وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} [النساء: 81].

ومن فضل الله أنه يضَع للمؤمنين المجاهدين كيفيةَ التعامل مع هؤلاء المنافقين، وهي أخذُهم بظاهرهم - لا بحقيقة نيَّاتهم - والإعراض والتغاضي عما يَبدُر منهم؛ {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} [النساء: 81].

نعم، وكفى بالله وكيلًا، لا يُضارُّ مَن كان الله تعالى وكيلَه، ولا يناله تآمُرٌ ولا تبييتٌ ولا مكيدةٌ.

وما أحوَجَنا نحن المسلمين إلى أن نقتديَ بما عاشه صحابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاشوا بهذا القرآن، وعاشوا له كذلك، ومِن ثَم كانوا ذلك الجيل المتفرد الذي لم يتكرَّر - بهذه الكثرة وبهذا التوافي على ذلك المستوى - في التاريخ كله، اللهم إلا في صورة أفراد على مدار التاريخ يَسيرون على أقدام ذلك الجيل السامق العجيب!

وما أجدر كل الذين يحاولون أداء ما أدَّاه ذلك الجيل أن يَنهَجوا نَهجَه، فيعيشوا بهذا القرآن ولهذا القرآن، لا يُخالط عقولَهم وقلوبهم غيرُه من كلام البشر؛ ليكونوا كما كانوا!

إن لعقيدة التوحيد الإسلامية كلَّ خصائص التجريد المطلق، من الشرك في أيةِ صورةٍ مِن صُورِه، فعند عَتَبَةِ الغيب تَقف الطاقة البشرية، ويقف العلم البشري.
__________________________________________
الكاتب: أ. د. فؤاد محمد موسى









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.04 كيلو بايت... تم توفير 1.62 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]