دور المرأة في النهوض بالأمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الأم للإمام الشافعي - الفقه الكامل ---متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 253 - عددالزوار : 87792 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 165 - عددالزوار : 102236 )           »          الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 49 - عددالزوار : 3818 )           »          الكبائر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 36 - عددالزوار : 3026 )           »          التحذير من قطيعة الرحم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مفاتيح الرزق الحلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          حقيقة الزهد في الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          تأملات في آيات .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 263 )           »          أمانة العامل .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-04-2024, 01:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,313
الدولة : Egypt
افتراضي دور المرأة في النهوض بالأمة

محاضرات منتدى تراث الرابع 3

– دور المرأة في النهوض بالأمة


  • د. الصبيح: موضوعات المنتدى أراها غاية في الأهمية فهي تعالج الواقع وتثير في القلوب حماسا وهمة وتجعله يفكر كيف يكون لبنة صالحة في المجتمع وكيف يشارك في الإصلاح
  • إصلاح المجتمعات يحتاج أن نتعاون جميعًا فلا يمكن لأي كائن من كان أن يستطيع القيام وحده بالإصلاح المنشود الذي نطمح إليه
  • كل امرأة حمّلها الله مسؤولية لابد أن تستشعر هذه المسؤولية العظيمة وأنها لبنة مهمة من عوامل الإصلاح أيًا كانت مكانتها وأيًا كانت ثقافتها
  • قد تتعارض مصلحة البيت والأبناء ومصلحة الدعوة ويحدث تقصير أو إهمال لشيء من مسؤوليات الأبناء والأزواج أو الأبناء فتذكري ألا تفرطي في أمر واجب في مقابل فرض كفاية
  • يجب أن يكون همنا الأول في الإصلاح والتغيير هو الحفاظ على العقيدة وحمايتها فلها الأولوية التي ينبغي أن ننطلق منها
  • علينا أن نتحمل المسؤولية وأن نواجه الواقع ولا ندس رؤوسنا كالنعام في التراب فهذا الواقع يحتاج فعلا إلى إصلاح بالمستوى المطلوب وبالأدوات الحقيقية الصحيحة
  • لابد لكل امرأة أن تستشعر مسؤوليتها تجاه الدعوة إلى الله تعالى من الموقع الذي تكون فيه كل واحدة بحسب استطاعتها وقوتها
ما زلنا في استعراض محاضرات منتدى تراث الرمضاني الرابع؛ حيث أقيمت يوم الثلاثاء 19 مارس 2024، الموافق 9 رمضان 1445، المحاضرة الثالثة، وكانت بعنوان: (دور المرأة في النهوض بالأمة)، قدمتها د. صبيحة الخير الله؛ حيث بينت دور المرأة، وكيف تكون؟ وهي الأم أو المربية كائنة من كانت، وقد أولاها الله -عز وجل- مهمة التربية أو العناية بالنشء، ثم ذكرت محاور اللقاء وهي: المرأة المسلمة والدور المأمول، المقومات المهمة لصلاح الأمة، المرأة وفقه الأولويات في التربية، وفي الختام لنا بدايات ومهمات.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ، فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ عليهم وهو مسؤولٌ عنهم، والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ وهو مسؤولٌ عنهم، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلها وولدِهِ وهي مسؤولةٌ عنهم، وعبدُ الرجلِ راعٍ على بيتِ سيدِهِ وهو مسؤولٌ عنهُ، ألا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ»، هذا الحديث ألزم كل واحد بتحمل المسؤولية، وأنه لابد لنا جمعيا من تحملها؛ فالكل راع على من تحته وهو مسؤول عنهم، وهذا والله حمل كبير، فكل واحدة فينا تعرض لها مسؤولية فيجب عليها أن تسأل الله -عز وجل- وتشفق على نفسها بأن تتحمل هذه المسؤولية، وتسأله السداد والتوفيق والفلاح، وإلا فتحمل المسؤوليات أمر عظيم، والله يعين الإنسان على قدر جهده.
أولاً: المرأة المسلمة والدور المأمول
المرأة هي عامل أساسي ومهم من عوامل الإصلاح في المجتمع، ولا شك أنه -كما ترون وتسمعون- قد تغير في زماننا هذا، والمشتكى إلى الله -عز وجل-؛ فكل زمان يأتي يذكرون بالخير الزمن الذي قبله وهكذا، فلابد من أجل إصلاح المجتمعات أن نتعاون، فلا الدولة وحدها قادرة، ولا الفرد وحده قادر، ولا الرجل وحده يستطيع، ولا المرأة وحدها تستطيع، ولا البيت ولا حتى المدرسة ولا أي نظام كائن من كان يستطيع أن يقوم وحده بأن يحقق الإصلاح المنشود الذي نطمح إليه وسمعنا أنه كان موجودا في زمن من الأزمنة الفاضلة، وكل امرأة حملها الله مسؤولية، لابد أن تستشعر هذه المسؤولية العظيمة، وأنها لبنة مهمة من عوامل الإصلاح عادية كانت أم مثقفة، بل والله إن بعض الذين لا يقرؤون ولا يكتبون على نيات سليمة وصحيحة يبلغون بها ما لا يبلغ المتعلم؛ فنسأل الله -عز وجل- الإخلاص في القول والعمل، فالأمر عندنا جد ولا هزل فيه.
موضوعات غاية في الأهمية
ومن هذا الباب أشكر الإخوة والأخوات القائمين على إقامة مثل هذه الموضوعات التي أراها غاية في الأهمية؛ فهي تعالج الواقع وتثير في القلوب حماسا وهمة، وتجعله يفكر كيف يكون لبنة صالحة في المجتمع وكيف يشارك في الإصلاح؛ فالعالم أصبح قرية واحدة، ولم يعد بالإمكان أن نعزل أنفسنا عن هذا العالم، ولا أن ننحي عن أذهان الأبناء والبنات ما يرون من أفكار إلا بعون الله -عز وجل-، ولا نستطيع تحصينهم إلا إذا شاء الله -تعالى- بالعون منه؛ لذلك علينا أن نتحمل هذه المسؤولية، وعلينا أن نواجه الواقع ولا ندس رؤوسنا كالنعام في التراب؛ فهذا الواقع يحتاج فعلا إلى إصلاح بالمستوى المطلوب، وبالأدوات الحقيقية الصحيحة التي تحقق -بإذن الله عز وجل- التغير شيئا فشيئا حتى نصل إلى التغير على أيديكم.
الحفاظ على العقيدة وحمايتها
فسعينا هذا للتغير إنما هو للمحافظة على العقيدة وحمايتها، التي هي همنا الأول، وهي أولوية ينبغي أن يتم الانطلاق منها، فنحيا ونموت على هذه النية، وهذه مهمة صعبه وثقيلة لا يتحملها من لا يستطيع أداءها؛ لذلك قيل: «قل لمن يتمنى لا تتعنى»؛ لأن الأماني رأس أموال المفاليس، يقول الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، وتفهم هذه الآية بمفهوم خطأ، وهو أن أنا أفعل ما يطلب مني ولا أنتظر النتيجة، ولكن يقول الله -تعالى-:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} جعلنا الله منهم.
ثانيًا: أسباب ضعف الأمة
هناك أسباب كثيرة من أسباب ضعف الأمة ووهن كياناتها، وأهمها ولا شك البعد عن الدين والإعراض عن تطبيق أحكامه وتشريعاته، فضلا عن أسباب أخرى أهمها ما يلي: 1- عدم المنهجية في التعليم والتعلم فلا يوجد منهجية تؤكد تلك الغاية التي خلقنا الله عليها؛ فمناهج التعليم لا تهيئ هذه الغاية إلا من بعض الصادقين والتحدث عنها خلال المنهج ويجزون على ذلك، فعدم المنهجية في التعليم والتعلم يرجع إلى أن غالب مناهجنا مستوردة عدا بعض الأشياء كالدين وغيرها. 2- الانكباب على الشهوات والملذات فالنبي - صلى الله عليه وسلم - حذرنا وقال: «كيف بكم إذا فتحت الدنيا عليكم كما فتحت الدنيا على من قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم؟!»، والهلاك هنا هو موت ذمم وموت أخلاق، ونرى ذلك بأعيننا في عصرنا، نسأل الله العافية. فهذا الانكباب على الشهوات والملذات حتى صارت هي التي تدعو الإنسان فيطيعها؛ حيث اتخذ هواه إلها من دون الله، وترك طاعة الله -عز وجل-، كما قال -تعالى-: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ}، حتى إن بعض المباحات ألهت كثيرا من الناس؛ فقال -تعالى-: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}، وكما قال - صلى الله عليه وسلم - «ويحك يا ابن آدم لو كان لك واد من ذهب لوددت أن يكون لك واد آخر». 3- انتكاس أفكار المسلمين وبُعدها عن المنهج الرباني وهذا الانتكاس في الأفكار قد يصل بهم إلى الإلحاد والكفر بالله فنعوذ بالله من الحور بعد الكور. 4- ضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له أساليب ودرجات كما بينها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فمن رأي منكم منكرا فليغيره بيده وباستطاعته إن كان عنده القدرة والمسؤولية؛ فإنه إن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» 5- الاختلاف في تشخيص داء الأمة من الأسباب أيضا اختلاف بعض الناس في تشخيص داء الأمة ودوائها، فمن قائل: «إن الذل الذي تعيشه الأمة إنما سببه أعداء الله من الكفار»، وهذا مثل الشيطان كما قال -تعالى-: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}، ومن ضعف العزة والكرامة أنهم يقبلون على أنفسهم أن يفعلون الحرام من أجل إرضاء أشخاص أو شهواتهم، أو لأن الدنيا دخلت في قلوبهم فيختلف الناس في تشخيص داء الأمة ودوائها. 6- عدم الأخذ بركب الحضارة الغربية فينبغي الأخذ بأسباب الحضارة، ونختار منها ما هو ملائم لشرعنا؛ فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يُقبض إلا وقد بين وأكمل الدين، قال -تعالى-: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}؛ فينبغي أن نأخذ من ركب الحضارة ما هو ملائم لشرعنا، ولابد للإنسان أن يغير ما في نفسه للأحسن؛ لأن الله -تعالى- قال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ}، وقال -تعالى-: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}، فقد بين المولى -سبحانه- أن ما يحدث ويصيب المسلمين من مصائب؛ هو بسبب المخالفات الشرعية، ولن يحصل التغير في حياتهم حتى يغيروا ما بأنفسهم كما قال -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}، ومن هذا التغير ما ذكره عبدالله بن عمر -رضى الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم». فهذا أمر واضح؛ فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يرجعوا إلى الله -عز وجل- ويتوبوا، ثم يعيد الله -عز وجل- ما كانوا عليه من العزة والتمكين، فمن أراد التمكين فعليه أن يعود إلى هذا الدين بداية من نفسه، وينبغي تجديد النيات دائما؛ لأن النيات تتغير وتتقلب، والله -سبحانه- سائلنا عن ذلك.
ثالثًا: وسائل العلاج
إن التشخيص المبكر والرصد الدقيق للخلل (المرض) هو الخطوة الأولي نحو العلاج الناجح؛ فالتشخيص المبكر يساعد في التعافي، فنحن نرى بأعيننا ونلمس بحواسنا أن الحال ليس الحال والأمر ليس الأمر، فتغير الزمان والأولويات أيضا تغيرت؛ لذلك فإن التشخيص المبكر والرصد الدقيق للخلل القائم لهذه الأمة أمر مهم وهو بداية للعلاج، فيرى أولا الإشكالات ثم بعد ذلك يضع لها المنهج بعدما يتم التشخيص الصحيح، وكان الأولون إذا حدث لهم تغير راجع نفسه وقال: إنما هو بذنبي؛ فمن منا يفعل ذلك إلا من رحم ربي؟! ولذلك مهم جدا للقائمين على التربية أن يجلسوا جلسة تشخيص لهذه الأسباب؛ فإن هذا التشخيص لنوع المرض هو الخطوة الأولى نحو النجاح.
الأمر الثاني: التعاون بين أفراد المجتمع
ضرورة التعاون بين أفراد المجتمع -كل في مجاله- للتشخيص الصحيح، والتعامل مع الوضع الراهن (المحتمل): فالطبيب يرى الإشكال ويشخص في مجاله، والاقتصادي كذلك، وأيضا المعلم وهو أقرب الناس للأولاد يرى أيضا الإشكال، والأمهات يكون كلهن على هدف واحد؛ حيث يجلسن مع بعضهن ويتعاملن مع هذه الأوضاع، فالواقع أن الأمهات يرون -سبحان الله!- أخلاق الأطفال تتغير شيئا فشيئا وما يتحرك بداخلهن شيء، حتى إذا وقع الفأس في الرأس قالوا: لماذا حدث ذلك؟ فنحن لم نقصر. فالتربية يا أخوات ليست فقط جلب أطعمة وملابس، ووضع الأولاد في مدارس خاصة؛ من أجل أن يقال: إن الولد كذا وكذا عافانا الله وإياكم، فضرورة التعامل مع هذه الأمور بذكاء وتوقع ما يمكن أن يصير والمراقبة الدائمة، فهذا أمر مهم جدا أن نتنبه لكل شاردة وواردة حتى لا يلوم الإنسان نفسه بعد ذلك.
الأمر الثالث: اتباع الأساليب والوسائل الصحيحة
الحرص على اتباع الأساليب والوسائل الصحيحة في التعامل مع المرض بهدف العلاج والتعافي: ونبدأ أولا بأنفسنا؛ لأنها هي أول ما نُحاسب عليها؛ ففاقد الشيء لا يعطيه، مع أننا نرى في بعض الأحيان أن بعض الدعاة يدعو الناس لأمور هو يعملها، ولكنه لا يريد أن يقع أحد في مثل ما وقع هو فيه، والحال نفسه، أنه كلما أحدث ذنبا أحدث توبة؛ لأنه يعلم أن له ربا يغفر الذنب فيستغفره فيتوب عليه.
رابعًا: مقومات المرأة في إصلاح المجتمع
من المقومات التي تحتاجها المرأة من أجل إصلاح المجتمع ما يلي:
  • صلاح المرأة
ويكون هذا بالعلم الشرعي؛ لأنه لا صلاح إلا بالعلم، فنحن نحتاج الإنسان الذي يكون له نية صالحه في النصح للمسلمين في أي موقف كان؛ ولذلك نقول: العلم الشرعي مهم؛ لأنه لا صلاح إلا بالعلم.
  • الحاجة إلى البيان والفصاحة
(أسس التواصل الفعال) وهي: معرفة التواصل مع الناس حتى لا ينفر الناس منهم.
  • الحكمة
وهي وضع الشيء في موضعه ومن ذلك، إنزال الناس منازلهم، سواء كان جاهلا أم عالما متكاسلا أم عالما معاندا، ومعرفة متى تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ ومتي لا أنهى عن المنكر لوجود مفسدة أكبر ستحدث؟ فكل هذه الأمور لابد أن يقدرها الداعي إلى الله -عز وجل.
  • حسن التربية
ومن مقتضيات ذلك أن تجتهد المرأة في تزكية نفسها، بأن تكون قدوة لمن تربي بالأفعال أكثر من الأقوال، والصبر وعدم الاستسلام للواقع.
  • استشعار المسؤولية تجاه الدعوة
من الأهمية بمكان استشعار المرأة لمسؤوليتها تجاه الدعوة إلى الله -تعالى- من الموقع الذي تكونين فيه: فليس من الضرورة أن تكون المرأة معلمة، ولا حاملة علم شرعي، ولكن كما قال - صلى الله عليه وسلم -:»بلغوا عني ولو آية»؛ فأساس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن تكون عالمة بما تأمر به، عالمة بما تنهى عنه، وأن يكون أمرها بالمعروف بالمعروف، ونهيها عن المنكر بالمعروف، أينما تكونين في البيت، أو في العمل، مع الصغير، والكبير، مع الجاهل الغافل، ومع الجاهل المعاند، ومع العالم الغافل، ونتذكر جيداً قول الله -عز وجل-: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}.
  • النشاط في الدعوة
فالمرأة وهي تدعو إلى الله -عز وجل- يكون عندها نشاط في الدعوة، ويكون لها مساهمات، وتتعامل مع الناس، مما يضخم المسؤولية في وجوب إعداد العدة كما قال -تعالى-: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} ليس فقط في مجال الحرب بل نحتاجه حتى في السلم، فنحتاج أن نعد أنفسنا حتى نقابل هذه الأمور، وكيف نتعامل معها بما يحب الله ويرضى؟ ولابد من استشعار المسؤولية للدعوة إلى الله -تعالى- من الموقع الذي تكون فيه كل واحدة بحسب استطاعتها وقوتها، وتذكري أن هذا الأمر من الأمور التي يأجر الله عليها؛ لأنه قال: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
دور المرأة في البيت وتربية الأبناء
مشكلة العالم الإسلامي ليست مشكلة أخلاق، إنما هي مشكلة قيم؛ لأن الأخلاق سلوك، وهذه السلوكيات ظهرت، فلو كان عنده قيمة ما ظهرت هذه السلوكيات، فنحن نتكلم عن مشكلة وهي القيم لابد أن تتغير من الجذور، فنحتاج إلى غرس هذه القيم منذ الصغر في نفوس الأبناء حتى إذا شبوا كانت هذه القيم مبادئ كبرى يتحركون وسطها، ومهما فعلوا يرجعون إليها بإذن الله، وأذكر هنا قول الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، فنحن لا نريد وقاية الأولاد وحدهم من النار ولكن نقي أنفسنا منها أولا. وقد تتعارض مصلحة البيت والأبناء ومصلحة الدعوة، ويحدث تقصير أو إهمال لشيء من مسؤوليات الأبناء والأزواج أو الأبناء؛ فتذكري ألا تفرطي في أمر واجب في مقابل فرض كفاية، واسألي الله السداد من أي موقع تكونين فيه.
حتى تتغير الأمة
إذا أردنا لهذه الأمة أن تتغير، وأن نكون لبنة فيها لابد من أمور وهي:
  • الأمر الأول: يجب علينا أن تكون حياتنا مبنية على القرآن، فإذا أردنا أن نتصدى لعملية البناء لهذه الأمة ونكون لبنة فيها ينبغي أن تكون صلتنا بالقرآن دائمة، فكتاب الله -عز وجل- كما ذكر هو الهدى والنور وهو الحبل المتين، من تمسك به أفلح، ومن أعرض عنه فإن له معيشة ضنكا، كما قال الله -تعالى-: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}.
  • الأمر الثاني: ينبغي أن تكون حياة الأمة قائمة على الكتاب والسنة، والله -عز وجل- قال: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}، وقد قام - صلى الله عليه وسلم - بهذه المهمة خير قيام، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة وبين المراد من آيات الله -عز وجل-، فالسنة مبينة لمجمل القرآن.
  • الامر الثالث: لابد أن تكون قدوة حسنة بامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، ويكون القرآن هو دستور الحياة ومشروعها.
دور المرأة في تربية الأبناء على مكارم الأخلاق
  • اختيار الزوج الصالح
  • غرس العقيدة والإيمان
  • الإلحاح بالدعاء
  • التحصين بالأذكار
  • العدل في تربية الأبناء
  • الرفق والرحمة
  • بذل النصيحة والتوجيه
  • الجليس الصالح للمربي
  • القدوة الحسنة.


اعداد: الفرقان




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.60 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.75%)]