أحوال الأنبياء والصالحين مع الدعاء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-04-2023, 12:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي أحوال الأنبياء والصالحين مع الدعاء

أحوال الأنبياء والصالحين مع الدعاء


الفرقان
إن الانكسار والانطراح بين يدي الله -تعالى- أعظم العبادات وأجلُّ القربات؛ فالدعاء هو العبادة؛ حيث يتضمن أنواعاً كثيرة من العبادة، كإسلام الوجه لله -تعالى-، والرغبة إليه، والاعتماد عليه والتذلل والافتقار إليه، لقد كان ابن الجوزي -رحمه الله- يناجي ربه فيقول: «إلهي لا تعذب لساناً يُخبر عنك، ولا عيناً تنظر إلى علوم تدلّ عليك، ولا يداً تكتب حديث رسولك؛ فبعزتك لا تدخلني النار»، وربما ابتهل إلى ربه قائلاً: «ارحم عبرة ترقرق على ما فاتها منك، وكبداً تحترق على بُعدها عنك».
ويقول مطرف بن عبد الله بن الشخّير -رحمه الله-: «تذاكرتُ: ما جماع الخير؟ فإذا الخير كثير الصيام والصلاة، وإذا هو في يد الله، وإذا أنت لا تقدر على ما في يد الله إلا أن تسأله فيعطيك، فإذا جماع الخير الدعاء، وقال سهل بن عبد الله التستري -رحمه الله-: «ليس بين العبد وبين ربه طريق أقرب إليه من الافتقار».
من أعظم أسباب اللجوء إلى الله -تعالى
ولما كان الله -تعالى- لا يخلق شرا محضًا، فإنَّ المحن التي قد تنزل على العبد أو على أمة الإسلام عموما من أعظم أسباب اللجوء إلى الله -تعالى-، والابتهال إليه، وتحقيق التوحيد، كما حرر ذلك ابن تيمية -رحمه الله- بقوله: «فمن تمام نعمة الله على عباده المؤمنين أن ينزل بهم الشدة والضر؛ ما يلجئهم إلى توحيده، فيدعونه مخلصين له الدين، ويرجونه لا يرجون أحدًا سواه، وتتعلق قلوبهم به لا بغيره، فيحصل لهم من التوكل عليه والإنابة إليه، وحلاوة الإيمان وذوق طعمه والبراءة من الشرك ما هو أعظم نعمة عليهم من زوال المرض والخوف، أو الجدب، أو حصول اليسر وزوال العسر في المعيشة».
كيف تتحقق حلاوة المناجاة؟
إن الناظر إلى حالنا يرى غفلة عن الدعاء؛ فقد ندعو الله -تعالى- دون إلحاح أو افتقار، وربما دعونا الله -تعالى- مع ضعف ثقة ويقين بإجابة الدعاء؛ ولذا تغيب حلاوة المناجاة ولذة الابتهال إلى رب العالمين، وإن مما يحقق ذلك أمرين مهمين:
(1) استحضار أسماء الله الحسنى وصفاته العلا
الأمر الأول أن نستحضر أسماء الله الحسنى وصفاته العلا، فنتعبد الله -تعالى- بأسمائه وصفاته؛ فهو -جل جلاله- البرّ الكريم، الرحمن الرحيم، الملك القدوس السلام المؤمن المهمين العزيز الجبار المتكبر. كما نتعرّف على الله -تعالى- من خلال آلائه ونعمه، {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا} (النحل: 18)، {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} (النحل: 53).
(2) استصحاب فقرنا وضعفنا
والأمر الآخر: أن نستصحب في مناجاتنا فقرَنا وضعفَنا ومسكنَتَنا، وكثرةَ ذنوبنا، وظلمَنا وتفريطنا؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله.
حال الصالحين وكيف كان الدعاء معهم؟
في قصة زكريا -عليه السلام- لما بلغ من الكبر عتيا، واشتعل رأسه شيبًا، وكانت امرأته عاقرًا، فهذه المقدمات والمعطيات لو طرحت لأساتذة طب النساء والعقم في عالمنا اليوم لاستبعدوا إيجاد الولد؛ لكن الله -عزوجل- لا يعجزه شيء، وهو قادر على كل شيء؛ فاحذر أن تستبعد أمراً على الله؛ فقد قام زكريا يصلي لربه في المحراب، يقول ربنا -سبحانه-: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا} (مريم:2 - 3).
الدعاء ليس عويلا وصراخا وصياحا
وليس الدعاء عويلا وصراخا وصياحا؛ فكلما كان العبد متضرعًا خاشعًا إلى ربه، كان أدعى للإجابة، فنرى الآن العجب العجاب في واقعنا، ومن هذه المخالفات الرمضانية ما نراه في دعاء القنوت؛ فإن بعض الأئمة يطوّلون به ويرهقون الناس.
ودعا زكريا ربه
قال -تعالى-: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} (مريم:4) أي: لم أشق يا رب وأنا أدعوك أبداً، {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} (مريم:5) أي: أريد ولداً ذكراً صالحاً؛ (يَرِثُنِي) (مريم:6) فطلب الذكر لا بأس به؛ لأنه يرث العلم والنبوة {وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} (مريم:6) أي: ولداً صالحاً لا عاصياً، وكانت النتيجة كما قال -تعالى-: {فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} (آل عمران:39)، وقال -تعالى-: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا} (مريم:8 - 9).
قصة يونس بن متى
وكان يونس -عليه السلام- يكثر في دعائه لربه، وهذا هو السلاح الذي نغفل عنه كثيراً، ادع ربك في اليوم والليلة، ادع ربك وأنت صائم وبعد الفجر وعند الظهر وفي العصر وقبل تناول الفطور، وعند القيام إلى السحور، وبعد التراويح، وفي دبر الصلوات، أكثر من الدعاء بما تحتاج إليه.
خرج يونس -عليه السلام- من بين قومه غضبان؛ لأنهم لم يستجيبوا له، فأعرض عنهم وخرج قبل أن يأذن له الله، فركب سفينة، فبينما هم في وسط البحر جاءها الموج من كل مكان، عند ذلك تعلم علم اليقين أن الناس لا تقول إلا يا رب، فلا ملجأ من الله إلا إليه، يشعر بهذا من قطع مسافة العمرة أو الحج في الباخرة، حينما يعلو الموج لا ملجأ من الله إلا إليه، فعند ذلك قرر من في السفينة أن يتخلصوا من واحد حتى يخففوا الحمولة؛ فوقعت القرعة على يونس ثم الثانية ثم الثالثة، فألقوه في البحر، فابتلعه الحوت في ظلمة الليل، وفي ظلام البحر وفي ظلمة بطن الحوت، وما احتمال النجاة إلا صفر %، فهو في قاع البحر وبطن الحوت وفي سواد الليل، ولا يمكن أن يكون هناك احتمال للخروج، فنادى من بطن الحوت في ظلام الليل: {لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ} (الأنبياء:87)، فقالت الملائكة: يا رب، صوت معروف من عبد معروف، إنه عبدك يونس بن متى، فأوحى الله إلى الحوت: لا تكسر له عظماً، ولا تأكل له لحماً. يقول ربنا: {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (الصافات:143 - 144).
تعرّف إلى الله في الرخاء
تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، ومن الناس من لا يدعو ربه إلا في حال الكرب والضيق! قال -تعالى-: {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ} (الصافات:145)، أي: نبذه الحوت على شاطئ البحر وخرج ضعيفًا متعباً مريضاً منهكاً، لكن الله إذا أراد شيئاً هيأ له الأسباب، فقد أنبت عليه شجرة من يقطين، واليقطين نبات يزحف لا ثقل له على الأرض، واراه وغطاه حتى لا يصاب بأذى، حتى أصبح معافى سليماً، فأوحى الله إلى يونس أن يرجع إلى قومه، يقول ربنا: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} (الصافات:147 - 148).
قصة أيوب -عليه السلام
وأيوب -عليه السلام- مرض (18) سنة، كما أخرج ذلك ابن حبان في صحيحه، والمرض كفارة للذنوب ورفع للدرجات؛ فالله يريد منك أن تدعوه، فأيوب -عليه السلام- لما مرض تركه البعيد والقريب، والكل تخلى عنه، فمن الناس من يعرفك في حال الصحة، وأول ما تشعر بمرض طويل ابتعدوا عنك، لكن -يا عبد الله، كن مع ربك -عز وجل.
خرج أيوب يومًا يقضي حاجته، فجلس مع زوجته الصابرة التقية المحتسبة، فسمع رجلاً يقول لأخيه: إن أيوب قد أذنب ذنباً، ولو لم يذنب لما ابتلاه الله، فحزن أيوب فرفع يده إلى السماء قائلاً: رب إني مسني الشيطان بنصب وعذاب، يقول ربنا -سبحانه في سورة الأنبياء-: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ} (الأنبياء:83 - 84) تقول الروايات: إن أيوب ضرب بقدمه الأرض، فانبثقت عينان، قال له الله: {هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} (ص:42) فشرب من الأول واغتسل من الآخر، فعاد صحيحاً معافى بإذن الله.
فإذا كانت عليك ديون، أو عليك هموم وكروب، أو أن الزوجة لا تطيع، والابن عاق فعلاج كل ذلك الدعاء، فلا تيأس ولا تحزن.
قصة عبد الملك بن مروان
ومما يحسن ذكره ها هنا أن عبد الملك بن مروان خطب خطبة بليغة، ثم قطعها وبكى بكاء كثيراً، ثم قال: يا رب، إن ذنوبي عظيمة، وإن قليل عفوك أعظم منها، اللهم فامحُ بقليل عفوك عظيم ذنوبي، فبلغ ذلك الحسن البصري؛ فبكى وقال: لو كان كلامٌ يكتب بالذهب لكُتِب هذا الكلام.
من آداب الدعاء
قال الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله-: الدعاء له آداب عظيمة في الإسلام، وهي: الإقبال على الله، وحضور القلب في الدعاء أن تحضر قلبك في الدعاء، وأن تستقبل القبلة، وأن ترفع يديك، تلح بالدعاء، وتكرر الدعاء، تبدأ بحمد الله، والصلاة على النبي -[- ثم تدعو، كل هذا من آدابه، وإذا كنت على طهارة فهو أكمل، ومن آدابه الحذر من أكل الحرام، تكون حريصًا على أن يكون طعامك طيبًا، وملبسك طيبًا، وكسبك طيبا، فإن أكل الحرام من أسباب حرمان الإجابة، والمعاصي من أسباب حرمان الإجابة، فالعناية بطاعة الله، والاستقامة على طاعة الله، والحذر من المعاصي، والحذر من أكل الحرام، كل هذا من أسباب الإجابة، والتساهل بالمعاصي، أو بالكسب المحرم من أسباب منع الإجابة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.61 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]