11-07-2021, 01:21 AM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة :
|
|
الموازنة بين الكم والكيف في المواد العلمية
الموازنة بين الكم والكيف في المواد العلمية
بدر بن جزاع بن نايف النماصي
في عصر العلم والمعرفة، وتدفق المعلومات، وسهولة تداولها ونسخها، ينبغي الموازنة بين الكم والكيف في المادة العلمية "وإذا كانت الدعوة إلى الاهتمام بنوعية المادة العلمية المعطاة للتلميذ قد بدت أهميتها واضحةً جليةً، فإن كثيرًا من العلماء المسلمين يوصون بنوعية المعلومات أكثر من كميتها مع التركيز على التطبيق والممارسة لِما تم تعلُّمه"[1].
وقد أشار إلى ذلك المصنف - رحمه الله - عندما تكلم عن أقل ما يحفظه المتعلم الصغير من القرآن: "وقد قال ابن حزم في الإجماع قبل السبق والرمي: اتفقوا أن حفظ شيء من القرآن واجب، ولم يتفقوا على ماهية ذلك الشيء ولا كميته بما يمكن ضبط إجماع فيه، إلا أنهم اتفقوا على أنه من حفظ أم القرآن ببسم الله الرحمن الرحيم وسورةً أخرى معها فقد أدى فرض الحفظ، وأنه لا يلزمه أكثرُ من ذلك، واتفقوا على استحباب حفظ جميعه، وأن ضبط جميعه واجب على الكفاية لا متعيِّن[2].
وأشار إلى ذلك ابن مفلح - رحمه الله - عندما تحدث عن مسألة:
أيهما يقدم، تعلم القرآن أو تعلم الحديث؟ فقال: "وروى الخلاَّل عنه: أنه سئل عن رجل حفظ القرآن وهو يكتب الحديث، يختلف إلى مسجد يقرأ ويقرئ ويفوته الحديث أن يطلبه، فإن طلب الحديث فاته المسجد، وإن قصد المسجد فاته الحديث، فما تأمره؟ قال: بذا وبذا، فأعدت عليه القول مرارًا، كل ذلك يجيبني جوابًا واحدًا: بذا وبذا، وسأل رجل ابن المبارك: يا أبا عبدالرحمن، في أي شيء أجعل فضل يومي، في تعلم القرآن أو في تعلم العلم؟ فقال: هل تحسن من القرآن ما تقوم به صلاتك؟ قال: نعم، قال: عليك بالعلم"[3]، وهذا يبين لنا أهمية الموازنة بين الكم والكيف في المادة العلمية.
[1] الرباح، عبداللطيف عبدالعزيز الرباح: آداب المعلم عند ابن الحاج العبدري. بحث منشور في مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. العدد السابع. ربيع الآخر 1429. ص (27).
[2] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج2. ص121.
[3] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج2 ص121.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|