من أسباب العذاب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 22 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          البلاء في حقك: نعمةٌ أو نقمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          شرح النووي لحديث: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شرح النووي لحديث: ارم فداك أبي وأمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-06-2021, 04:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي من أسباب العذاب

من أسباب العذاب - 1


فهد بن عبد العزيز الشويرخ



الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فالذنوب من أسباب العذاب في الدنيا والآخرة, ومن الذنوب الموجبة للعذاب التي جاءت في نصوص الكتاب والسنة:
الكفر والشرك بالله:
وقال الله عز وجل: {إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما} [النساء:56] قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: وقوله: (آياتنا) يشمل الآيات الكونية والآيات الشرعية, فمن الكفر بالآيات الشرعية: تكذيب الرسل, وعدم الالتزام بما جاءوا به من الشرائع, ومن الكفر بالآيات الكونية: أن ينسب هذا الكون إلى غير الله أو يقال: إن أحداً أعان الله فيه, أو يقال: إن أحداً له فيه شرك, فكل هذا من التكذيب بالآيات. ومن ذلك إنكار أن يكون الكسوف وقع إنذاراً من الله وتخويفاً, لأن بعض الناس يقولون: إن الكسوف أمر عادي, وليس من أجل أن يخوف الله به العباد, وهذا يعتبر نوعاً من الكفر, وليس كفراً مخرجاً من الملة, لكنه نوع من الكفر
وقال الله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} [البقرة:165-166]
وقال الله عز وجل: { بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد} [سبأ:8] قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: أي: لا يصدقون بها ويعترفون, أي: لا يؤمنون بوجودها ولا يؤمنون بما يحصل فيها, واليوم الآخر يدخل فيه كل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت, فكل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت كفتنة القبر ونعيمه وعذابه فإنها داخلة في الآخرة.
الصد عن سبيل الله, والدعوة إلى الكفر والضلال:
قال الله عز وجل: {ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق} [الحج:9] قال العلامة السعدي رحمه الله: ( ليضل ) الناس, أي: ليكون من دعاة الضلال, ويدخل تحت هذا جميع أئمة الكفر والضلال, ثم ذكر عقوبتهم الدنيوية والأخروية, فقال: (له في الدنيا خزي) أي: يفتضح هذا في الدنيا قبل الآخرة, فإنك لا تجد داعياً من دعاة الكفر والضلال, إلا وله من المقت بين العالمين واللعنة والبغض والذم ما هو حقيق به, وكلّ بحسب حاله.
قال الله عز وجل: {والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم} [سبأ:5] قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: هؤلاء يسعون في إبطال آيات الله تعالى أحياناً بالصراع المُسلح, يعني يهاجمون الديار ويقاتلونهم حتى يردوهم عن دينهم, وأحياناً بالسلاح الفكري, فيبثون فيهم الشبهات في دينهم, في نبيهم, في ربهم, ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً, وأحياناً يسعون في ذلك بالشهوات, فيبثون في الناس حُبَّ اللهو والشهوة. ومن هذا ما تبثه وسائل الإعلام الخبيثة في الدول الكافرة ومن تشبهت بها, فتجدهم يعون إلى أسافل الأخلاق, يدعون بالقلم وبالصورة, فيُصورن النساء الفاتنات وعلى صفة مُزرية _ والعياذ بالله تعالى _ ويكتبون بالدعوة إلى ذلك.
وقال سبحانه وتعالى: ( {إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب} ) [ص:26] قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: من فوائد الآية: أن الضالين عن سبيل الله متوعدين بهذا الوعيد ( {لهم عذاب شديد} ) أي: قوي, ويتفرع من هذه الفائدة الحذر من الضلال عن سبيل الله.
أذيّة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم:
قال الله عز وجل: ( { إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا}) [الأحزاب: 57] قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: قوله تعالى: (إن الذين يؤذون الله) يؤذون الله بوصفه بالعيوب التي لا تليق به, مثل قول بعضهم عن الله تعالى: فقير, ومثل: سبِّ الدهر, والله تعالى يقول: ( يُؤذيني ابن آدم يسُب الدهر ) ومثل أن يقولوا: إن الله تعالى اتخذ صاحبه أو ولداً, أو إن الله تعالى لما خلق السموات والأرض تعب واستراح وما أشبه ذلك,...ومنه إنكار أسمائه وصفاته, لأن هذا – لا شك – سلب للكمال عنه فيتضمن النقص...وإما إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون بالقول وبالفعل, فبالقول: أن يوصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه ساحر أو شاعر أو كاهن أو مجنون...وكذلك إيذاء الرسول بالفعل ما صنعت قريش به صلى الله عليه وسلم حين أتوا بسلى الناقة وهو ساجد في المسجد الحرام أما بيت الله عز وجل فوضعوا سلى الناقة على ظهره وهو ساجد, وأي أذية أبلغ من هذا ؟...وكذلك من الأذية ما ذكروا أنهم كانوا يُلقون الأنتان والقاذورات على عتبه بابه صلى الله عليه وسلم في مكة حتى إنه كان يقول: ( أيُّ جوار هذا ؟ ) يعني: لو كنت جاراً لكم ولست منكم لم تفعلوا بي هذا الفعل ! فهؤلاء الذين يؤذون الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لعنهم الله تعالى في الدنيا والآخرة _والعياذُ بالله – يعني: أبعدهم الله عن رحمته في الدنيا وفي الآخرة, لأن اللعن بمعنى: الطرد والإبعاد عن رحمة الله...العذاب المهين كُلُّنا يعرف أنه في النار, لأنها هي التي عذابها مهين
التصوير: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من أشدِّ الناس عذاباً يوم القيامة, الذين يصورن هذه الصورة) [أخرجه البخاري]
الإعراض والاستكبار عن آيات الله عز وجل:
قال الله عز وجل: ( {وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ* يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} ) [الجاثية:7-8]
وقال الله عز وجل: {وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم} [لقمان:7] قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: من فوائد الآية الكريمة: الوعيد الشديد على من إذا تُليت عليه آيات الله سبحانه وتعالى ولى مُستكبراً.
الاستهزاء والاستهانة بالقرآن الكريم:
قال الله عز وجل: {وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين} [الجاثية:9] قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: أي حفظ شيئاً من القرآن كفر به واتخذه سخرياً وهزواً (أولئك لهم عذاب مهين) أي في مقابلة ما استهان بالقرآن واستهزأ به.
إرادة الظلم والإلحاد في الحرم:
قال الله عز وجل: ( {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} {} ) [الحج:25] قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (ومن يرد فيه بإلحاد) أي: يهم فيه بأمر فظيع من المعاصي الكبار, وقوله (بظلم) أي: عامداً قاصداً أنه ظلم ليس بمتأول.
قال العلامة السعدي رحمه الله: الحال أن المسجد الحرام, من حرمته واحترامه وعظمته, أن من يرد فيه بإلحاد بظلم, نذقه من عذاب أليم, فمجرد الإرادة للظلم والإلحاد في الحرم موجب للعذاب.
الرياء:
قال الله عز وجل: ( {والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد} {} ) [فاطر:10] قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: قال مجتهد وسعيد بن جبير وشهر بن حوشب: هم المراؤون بأعمالهم, يعني يمكرون بالناس يوهمون أنهم في طاعة الله تعالى, وهو بغضاء إلى الله عز وجل يراؤون بأعمالهم, ( ولا يذكرون الله إلا قليلاً ) وقال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم: هم المشركون, والصحيح أنها عامة, والمشركون داخلون بطريق الأولى.
ظلم الناس, والبغي في الأرض:
قال الله عز وجل: ( {إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم} ) [الشورى: 42] قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: (على الذين يظلمون الناس) سواء بأموالهم أو دمائهم أو أعراضهم,...وقوله: (ويبغون في الأرض بغير الحق) أي: يعتدون فيها, ويتجاوزن الحد,...ومن فوائد الآية: تهديد أولئك الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق بالعذاب الأليم
معصية الله عز وجل وتعدي حدوده:
قال الله عز وجل: {ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين} [النساء:14]
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: من فوائد الآية الكريمة أن من جمع بين الأمرين: المعصية, وتعدي الحدود, فإنه يُدخل النار, ولكن هل هو دخول أبدي أو دخول مؤقت؟ الجواب: أن يقال: حسب المعصية....فالعاصي معصية مطلقة, والمتعدي للحدود تعدياً مطلقاً, يدخل النار ولا يدخل الجنة, والذي جمع بين المعصية والطاعة: إن غلبت الطاعة لم يدخل النار وإن غلبت المعصية دخل النار بقدر ذنبه وخرج منها
قتل المؤمن عمداً:
قال الله عز وجل: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}[النساء:93] قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: في هذه الآية الكريمة دليل على أن قتل المؤمن عمداً من كبائر الذنوب, لورود الوعيد عليه,...ولكن من قتل مؤمناً متعمداً وتاب تاب الله عليه.
كتم العلم, وعدم بيانه إلا لغرض دنيوي:
قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ} [البقرة:174] قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: هذا الوعيد على من جمع بين الأمرين: (يكْتُمُونَ), و(يشْتَرُونَ) فأما من كتم بدون اشتراء, أو اشترى بدون كتم, فإن الحكم فيه يختلف.
قال الله: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون} [آل عمران:187] قال ابن كثير: هذا توبيخ من الله وتهديد لأهل الكتاب الذين أخذ الله عليهم العهد على ألسنة الأنبياء أن يؤمنوا بحمد صلى الله عليه وسلم وأن ينوهوا بذكره في الناس, فيكونوا على أهبة من أمره, فإذا أرسله الله تابعوه, فكتموا ذلك وتعوضوا عما وعدوا عليه من الخير في الدنيا والآخرة بالطفيف, والحظ الدنيوي السخيف, فبسئت الصفقة صفقتهم وبئست البيعة بيعتهم, وفي هذا تحذير للعلماء أن يسلكوا مسلكهم فيصيبهم ما أصابهم ويسلك بهم مسلكهم, فعلى العلماء أن يبذلوا ما بأيديهم من العلم النافع الدال على العمل الصالح ولا يكتموا منه شيئاً, فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالمن سئل عن علم فكتمه ألحم يوم القيامة بلجام من نار.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: من فوائد الآية الكريمة: وجوب بيان العلم على أهل العلم, فيبنوا العلم الذي آتلهم الله, ولم يذكر الله عز وجل الوسيلة التي يحصل بها البيان, فتكون على هذا مطلقة راجعة إلى ما تقتضيه الحال, قد يكون البيان بالقول, وقد يكون البيان بالكتابة, وقد يكون في المجالس العامة, وقد يكون في المجالس الخاصة, على حسب الحال....والواجب البيان حتى عند الأمراء والوزراء والكبراء والرؤساء, بل إن بيان الحق عندهم يكون أوجب, وكلمة الحق عند السلطان الجائر من أفضل الجهاد.










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-06-2021, 04:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من أسباب العذاب

من أسباب العذاب - 2


فهد بن عبد العزيز الشويرخ

بسم الله الرحمن الرحيم

محبة الإنسان أن يُحمد بما لم يفعل:
قال عز وجل: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم} [آل عمران:188] قال السعدي رحمه الله: {ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا} أي: بالخير الذي لم يفعلوه, والحق الذي لم يقولوه. فجمعوا بين فعل الشر وقوله, والفرح بذلك, ومحبة أن يحمدوا على فعل الخير الذي ما فعلوه. ( {فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب} ) أي: بمحل نجوة منه وسلامه, بل قد استحقوه, وسيصيرون إليه, ولهذا قال: ( {ولهم عذاب أليم} ) ويدخل في هذه الآية الكريمة, أهل الكتاب الذين فرحوا بما عندهم من العلم, ولم ينقادوا للرسول, وزعموا أنهم المحقون في حالهم ومقالهم, وكذلك كل من ابتدع بدعة قولية أو فعلية وفرح بها ودعا إليها, وزعم أنه محق وغيره مبطل, كما هو الواقع من أهل البدع
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: قوله: ( {ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا} ) أي: يحبون أن الناس يحمدونهم على شيء لم يفعلوه مثل: أن يتظاهروا للناس بالصلاح من أجل أن يثني الناس عليهم ولو لم يفعلوا الصلاح.
الذين يعذبون الناس في الدنيا:
عن هشام بن حكيم رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى يُعذبُ يوم القيامة الذين يعذبون الناس في الدنيا» [أخرجه مسلم]
منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه, والسعي في خرابها:
قال الله عز وجل: ( {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم} ) [البقرة:114] قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: من فوائد الآية: أن عقوبة من منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها, الخزي والعار في الدنيا, والعذاب العظيم في الآخرة,....ويشمل الخراب الحسي والمعنوي, لأنه قد يتسلط بعض الناس – والعياذ بالله – على هدم المساجد حساً بالمعاول, والقنابل, وقد يخربها معنى بحيث ينشر فيها البدع والخرافات المنافية لوظيفة المساجد.
الاعتداء بعد انهاء القصاص أو أخذ الدية:
قال الله عز وجل: ( {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم} ) [البقرة:178] قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: وقوله: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم} يقول تعالى فمن قتل بعد أخذ الدية أو قبولها فله عذاب من الله أليم موجع شديد. وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: المعتدي بعد انتهاء القصاص, أو أخذ الدية متوعد بالعذاب الأليم, سواء كان من أولياء المقتول, أو من القاتل, لقوله تعالى: ( {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم} )
(منع ابن السبيل فضل ماء الطريق) (مبايعة الإمام من أجل الدنيا).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: رجل كان له فضل ماء بالطريق فمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع إمامه لا يبايعه إلا الدنيا، فإن أعطاه منها رضي وإن لم يعطه منها سخط، ورجل أقام سلعته بعد العصر، فقال: والله الذي لا إله غيره لقد أعطيت بها كذا وكذا، فصدقه الرجل ثم قرأ هذه الآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا ﴾ [آل عمران: 77]) وفي رواية: (ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال امرئ مسلم » ) [متفق عليه].قال ابن حجر رحمه الله: المراد بابن السبيل المسافر المحتاج إلى الماء.. وخصَّ بعد العصر بالحلف لشرفه بسبب اجتماع ملائكة الليل والنهار، وأما الذي بايع الإمام بالصفقة المذكورة فاستحقاقه هذا الوعيد لكونه غشَّ إمام المسلمين ومن لازم ذلك غش الإمام غش الرعية لما فيه من التسبب إلى إثارة الفتنة ولاسيما إن كان ممن يتبع على ذلك.
(الزنى من الشيخ) (الكذب من الملك) (الكبر من الفقير).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر الله إليهم ولهم عذاب أليم شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر» ) [أخرجه مسلم] قال النووي رحمه الله: وأما تخصيصه صلى الله عليه وسلم...بالوعيد المذكور فقال القاضي عياض: سببه أن كل واحد منهم التزم المعصية المذكورة مع بعدها منه وعدم ضرورته إليها وضعف دواعيها عنده وإن كان لا يعذر أحد بذنب لكن لما لم يكن إلى هذه المعاصي ضرورة مزعجة ولا دواعي معتادة أشبه إقدامهم عليها المعاندة والاستخفاف بحق الله تعالى وقصد معصيته لا لحاجة غيرها.
(إسبال الإزار للخيلاء) (إنفاق السلعة بالحلف الكاذب) (المنُّ بالعطية).
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبلُ إزاره، والمنان الذي لا يعطي شيئاً إلا منَّهُ، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب» [أخرجه مسلم] والمقصود بإسبال الإزار إذا كان للخيلاء، قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: وهذا الحديث مطلق لكنه مقيد بحديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( «من جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه» ) ويكون الإطلاق في حديث أبي ذر مقيداً بحديث ابن عمر رضي الله عنهما، وإذا كان خيلاء فإن الله لا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب عظيم.
قذف المؤمنات المحصنات الغافلات:
قال عز وجل: ( {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم} ) [ النور:23]
النياحة:
عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( «النياحة على الميت من أمر الجاهلية, وإن النائحة إذا لم تتب قبل أن تموت, فإنها تبعث يوم القيامة عليها سرابيل من قطران, ثم يغلي عليها بدروع من لهب النار» ) [أخرجه مسلم]
الكذب:
قال الله ( { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون} ) [البقرة:10] قال العثيمين رحمه الله من فوائد الآية: ذم الكذب, وأنه سبب للعقوبة
قطع الطريق والإفساد في الأرض:
قال الله عز وجل: ( { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم} ) [المائدة:33] قال العلامة السعدي رحمه الله: المحاربون لله ولرسوله, هم الذين بارزوه بالعداوة, وأفسدوا في الأرض, بالكفر, والقتل, وأخذ الأموال, وإخافة السبل, والمشهور أن هذه الآية الكريمة في أحكام قطاع الطريق, الذين يعرضون للناس في القرى والبوادي, فيغصبون أمواهم, ويقتلونهم, ويخيفونهم, فيمتنع الناس من سلوك الطريق التي هم بها...(ذلك) النكال ( لهم خزي في الدنيا ) أي: فضيحة وعار.( ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) فدل هذا أن قطع الطريق من أعظم الذنوب موجب لفضيحة الدنيا وعذاب الآخرة, وأن فاعله محارب لله ولرسوله.
**ومن تاب من هذه الذنوب تاب الله عليه قال الله عز وجل: ( {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} ) [الزمر:53] قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم إلى التوبة والإنابة وإخبار بأن الله تبارك وتعالى يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها, ورجع عنها, وإن كانت مهما كانت, وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر,...ولا يقنطن عبد من رحمة الله وإن عظمت ذنوبه وكثرت, فإن باب الرحمة والتوبة واسع قال تعالى: ( { ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم} ) [التوبة:104]وقال سبحانه تعالى {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما} ) [النساء:110]
وقال جلا وعلا في حق المنافقين: ( {من يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما * إلا الذين تابوا وأصلحوا} ) [النساء:145-146] وقال جل جلاله: ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم)[المائدة:73] ثم قال جلت عظمته: ( {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم} ) [المائدة:74] وقال تعالى: ( {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا} )[البروج:10] قال الحسن البصري رحمة الله عليه: انظروا إلى هذا الكرم والجود قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة.
ومن مات ولم يتب من هذه الذنوب فهو تحت مشيئة الله عز وجل إن شاء غفر له, وإن شاء عذبه, ما عدا من كان مشركاً قال عز وجل: ( {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما} ) [النساء:48] قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: من فوائد الآية الكريمة: عظم الشرك, وأن الله سبحانه لا يغفره لأنه أعظم ذنب, فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم ؟ قال: ( أن تجعل لله نداً وهو خلقك ) وما دون الشرك تحت المشيئة, لقوله: ( ويغفرُ ما دون ذلك لمن يشاءُ ) وليس مجزوماً بمغفرته, ولا مجزوماً بالمؤاخذة عليه, وإنما هو تحت المشيئة. ويتفرع على هذه الفائدة: ردّ كلام المسوفين, الذين يفعلون ما يفعلون من المعاصي, ثم يقولون: إن الله يغفر ما دون الشرك لمن يشاء, فنقول لهم: ما الذي أدراك أن تكون أنت ممن شاء الله أن يغفر لك.؟
فلنبادر إلى التوبة من جميع الذنوب, واجتناب أسباب العذاب, قال العلامة السعدي رحمه الله: يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ( {وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب} ) [إبراهيم:44] أي: صف لهم تلك الحال, وحذرهم من الأعمال الموجبة للعذاب.
والله جل جلاله توعد العاصين بالعذاب ليكون ذلك دافعاً لهم على ترك المعاصي, قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: الوعيد على المعصية من أسباب العدول عنها, بحيث لا يقدمُ عليها, وإذا أقدم استعتب وتاب.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.10 كيلو بايت... تم توفير 2.35 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]