|
|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
آثار وأقوال في ذم كثرة السؤال
آثار وأقوال في ذم كثرة السؤال الشيخ ندا أبو أحمد عن عكرمة أنَّ ابن عباس رضي الله عنهما قال: "انطلِق فأَفْتِ الناس، وأنا لك عون، قلت: لو أنَّ هذا الناسَ مثلهم مرَّتين لأفتيتُهم، قال: انطلِق فأفتِهم، فمَن جاء يسألك عمَّا يعنِيه فأفتِه، ومَن سألك عمَّا لا يعنيه فلا تُفتِه؛ فإنَّك تَطرح عنك ثلثَي مُؤْنة الناس"؛ (سير أعلام النبلاء: 5/ 14). وكان رجل يسأل أبا الدَّرداء رضي الله عنه، فقال له: "كل ما تسأل عنه تَعمَل به؟" قال: لا، قال: "فما تصنع بازدياد حجَّه الله علَيك؟!"؛ (الموافقات للشاطبي: 1/ 65). وسأل رجلٌ مالكًا رحمه الله عن مسألة، فلم يجبه، فقال له: لِمَ لا تجيبني؟ فقال: "لو سألتَ عمَّا تنتفع به لأجبتُك"؛ (ترتيب المدارك: 1/ 164). وقال إسحاق بن إبراهيم الطَّبري رحمه الله: "ربما قال لي - أي: الفضيل بن عياض -: لو أنَّك طلبتَ منِّي الدَّنانير كان أيسر عليَّ من أن تطلب منِّي الحديث، فقلتُ: لو حدَّثتني بأحاديث فوائد ليست عندي، كان أحبَّ إليَّ من أن تهَب لي عددها دنانِير، قال: إنَّك مَفتون، أما والله لو عملتَ بما سمِعتَ لكان لك في ذلك شُغْل عمَّا لم تسمع، سمعتُ سليمان بن مهران يقول: إذا كان بين يدَيك طعام تأكله، فتأخذ اللُّقمةَ فترمي بها خلفَ ظهرك، متى تَشبع؟"؛ (سير أعلام النبلاء: 1/ 428). وعن عبدة بن أبي لبابة قال: "وددتُ أن أحظى من أهل هذا الزَّمان أن لا أسألهم عن شيء، ولا يسألوني عن شيءٍ، يتكاثرون بالمسائل كما يتَكاثر أهلُ الدَّراهم بالدراهم"؛ (بيان العلم: 2/ 1059). وقال ابن وهب: "وقال لي مالك: أدركت أهل هذه البلاد وإنهم ليكرهون هذا الإكثار الذي في الناس اليوم، قال ابن وهب: يريد المسائل"؛ (المصدر السابق: 2/ 1066). وقال مالك: "العِلم والحِكمة نور يَهدي الله به مَن يشاء، وليس بكثرة المسائل"؛ (المصدر السابق: 1/ 757). وكان مالك رحمه الله لا يُقْدَم عليه في السؤال كثيرًا، وكان أصحابه يهابون ذلك، قال أسد بن الفرات - وقد قدِم على مالك -: "وكان ابن القاسم وغيره من أصحابِه يجعلونَني أسأله عن المسألة، فإذا أجاب يقولون له: قل له: فإن كان كذا؟ فأقول له، فضاق عليَّ يومًا، فقال لي: هذه سُليْسِلة بنت سُلَيسِلةٍ، إن أردتَ هذا فعليك بالعراق"، وإنَّما كان مالك يكره فِقه العراقيِّين وأحوالهم؛ لإيغالهم في المسائل، وكثرة تفريعهم في الرأي".اهـ؛ (الموافقات: 4/ 318). • وقد وردت آثار عن السلف فيها النهي عن السؤال عما لم يقع حتى يقع: يقول القاسم رحمه الله: "إنَّكم تسألون عن أشياء ما كنَّا نَسأل عنها، وتُنَقِّرون عن أشياء ما كنا ننقِّر عنها، وتسألون عن أشياء ما أدري مَا هي، ولو علِمناها ما حلَّ أن نَكتُمكموها"؛ (أخرجه الدارمي). وعن زيد المنقري رحمه الله قال: "جاء رجلٌ يومًا إلى ابن عمر رضي الله عنهما فسأله عن شيء لا أدري ما هو، فقال له ابن عمر رضي الله عنهما: لا تسأل عمَّا لم يكن؛ فإنِّي سمعتُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه يلعن مَن سأل عمَّا لم يكن"؛ (المصدر السابق: 1/ 50). وعن الزهري رحمه الله قال: "بلغنا أنَّ زيد بن ثابت الأنصاري كان يقول إذا سئل عن الأمر: أكان هذا؟ فإن قالوا: نَعم قد كان، حدَّث فيه بالذي يعلم والذي يرَى، وإن قالوا: لم يكن، قال: فذروه حتى يكون"؛ (المصدر السابق: 1/ 50). وعن عامر رحمه الله قال: "سُئِل عمَّار بن ياسر رضي الله عنهما عن مسألة، فقال: هل كان هذا بعدُ؟ قالوا: لا، قال: دعونا حتى تكون، فإذا كانت تجشمناها لكم"؛ (المصدر السابق: 1/ 50). وعن طاوس رحمه الله قال: "قال عمر رضي الله عنه على المنبر: "أحَرِّج بالله على رجلٍ سأل عمَّا لم يكن؛ فإنَّ الله قد بيَّن ما هو كائن"؛ (المصدر السابق: 1/ 50). وعن عمر بن إسحاق رحمه الله قال: "لَمن أدركت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ممَّن سبقني منهم، فما رأيتُ قومًا أيسر سِيرة، ولا أقل تشديدًا منهم"؛ (المصدر السابق: 1/ 50). وعن رجاء بن أبي سلمة رحمه الله قال: "سمعتُ عباده بن نسي الكندي وسُئِل عن المرأة ماتت مع قوم ليس لها ولي؟ فقال: أدركتُ أقوامًا ما كانوا يشدِّدون تشديدكم، ولا يسألون مسائلكم"؛ (المصدر السابق: 1/ 51). وعن زبيد رحمه الله قال: "ما سألتُ إبراهيم عن شيء إلاَّ عرفت الكراهية في وجهه"؛ (المصدر السابق: 1/ 52). وقال أبو وائل رحمه الله: "لا تُقاعِد أصحابَ: (أرأيتَ)"[1]، وقال الشَّعبي: "ما كلمة أبغض إليَّ من: (أرأيتَ)"، وقال أيضًا: "إذا سألتَ عن مسألة فأُجِبْتَ فيها، فلا تتبع مسألتك: "أرأيتَ"؛ فإن الله يقول في كتابه: ﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾ [الفرقان: 43]، حتى فرغ من الآية"؛ (جامع بيان العلم: 2/ 1076). [1] الأرأيتيُّون: الذين يكثرون من قول: "أرأيتَ" في غير موضعها، كأن يسأل عن علَّة الحكم في أمرٍ تعبدي، أو يكون السائل غير أهل لذلك، وكما يفعل المُتنطِّعون الذين يعقبون جواب العالِم بقولهم: "أرأيت"؛ لأجل تفريع الأسئلة، والتوليدِ منها، والإيغال فيها لمجرد المِرَاء.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |