هل من الطبيعي ألا أحب أمي؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 28 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859007 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393384 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215694 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 67 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-09-2023, 07:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي هل من الطبيعي ألا أحب أمي؟

هل من الطبيعي ألا أحب أمي؟
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

السؤال:
الملخص:
فتاة ترى نفسَها الابنة المنبوذة رغم ما هي عليه من تفوُّق علمي واعتماد على النفس، وأمها دائمًا تنظر إليها نظرة سلبية، حتى إنها ترفُض كلَّ مَن يتقدمون إليها، وتتعارض دائمًا رغباتها من رغبات أمِّها، وهي تسأل: ما النصيحة؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا فتاة أبلغ من العمر الثامنة والعشرين، ولم يسبِق لي الزواج، تخرجت في الجامعة، وحصلت على عملٍ مدةَ خمسِ سنوات، ثم بعدها قررتُ دراسة الماجستير، وحصلت على منحة من الدولة طالبةً مُبتعثةً، ولكني كنت أواجه اعتراضًا من والدتي في البداية إلى أن استطعت إقناعها وسافرت، وخلال سفري اقترحتُ أن تقوم أختي الصغرى بالدراسة معي في نفس الدولة، ولكن على نفقة الوالدين، كنتُ أعمل طول خمس سنوات لأعول نفسي، وفرحت فرحًا كبيرًا عندما حصلت على الابتعاث من الدولة، كنت أثق بأنني أستحق، وعندما غادرت بلدي حاولت الحصول على دراسة تخصص يناسبني، ورأيت حقًّا أن هذه البعثة لا تحقق رغبتي، ولن تأخذ مني سوى الوقت والمال والعمر، فقررت الرجوع، ولكن وقتها وعندما أخبرتُ أمي برغبتي، نعتتني بـ"الساقطة"، ليست المرة الأولى التي لا تحترم فيها رغباتي، هي لا ترى إنجازاتي مطلقًا، ودائمًا ما تهمِّشني وتقلل من قيمتي، علاقتي بها سيئة منذ الطفولة، اعتمدت على نفسي في كل شيء، والآن لا أريد أن أختار ما لا يناسبني وهي ترغمني عليه، ليست الدراسة فحسب، فهي ترفض أيضًا أيَّ شخص يتقدم لخطبتي، حتى وإن كنت أراه مناسبًا، أو كنت راغبة فيه أو كان بيننا تعارف مسبق، دائمًا ما تتناقض رغباتي مع رغباتها، وهي لا تحترم رغبتي وتنعتني بالساقطة، أنا أعمل وأعول نفسي بصفة كاملة، والمصروف الشهري لا يصل سوى لأختي، أعلم أنني اعتمدت على بنفسي في سن مبكرة (15 عامًا)، وعملت في كل شيء لأسباب أخرى لا مجال لذكرها هنا، لكني لست على وفاق مع أمي، حاولت معها مرارًا وتكرارًا، لكن بلا جدوى، حتى أصبحت أتجنَّبها، أصبح لديَّ يقينٌ بعد عدة تجارب معها أنني الابنة المنبوذة، ليس وصف "ساقطة" هي الكلمة الوحيدة، بل إنني لم أحظَ بأيِّ فرحة نجاح أو احتفال خلال سنوات دراستي ولو مرة، مع أني أؤكد أني أحصل على أعلى معدل جامعي بين أخواتي، فهل من الطبيعي ألَّا أحبها؟ وماذا أفعل؟ هل أخضع لقراراتها، حتى وإن كانت ستضر مستقبلي ولن تفيدني في شيء؟ هل أقبل هذا الضغط النفسي وأرضى به؟ وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فملخص مشكلتكِ هو:
بينكِ وبين أمِّكِ فجوة واضحة جدًّا منذ الطفولة في الحب والحنان والتقدير... بل حسب وصفكِ قد تكون تميل إلى كُرهك!

تجرحكِ بكلمات قادحة.

ترفض مَن يتقدمون لخطبتكِ بغير أسباب ظاهرة!

أصبحتِ تتجنبين النقاش معها؛ لأنكِ تُحسِّين أنكِ البنت المنبوذة.

وتسألين: هل من الطبيعي ألَّا تُحبيها؟ وهل تخضعين لقراراتها وإن كانت تتعارض مع مستقبلك (مثل: الزواج)؟

وأخيرًا تسألين: هل تقبلين هذا الضغط النفسي، وترضين به، أو ماذا تفعلين؟ فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: الغالب وجود أسباب لجفاء أمكِ وغِلْظَتِها معكِ، ففتِّشي عن هذه الأسباب، فمثلًا: هل كنتِ منذ طفولتكِ وفي مراهقتكِ تناقشينها بحِدَّةٍ، وترفضين طلباتها، إن كان كذلك، فهذا له آثار سلبية على نفسية الأم، وعلى تعاملها مع ابنتها العنيدة، وهل كنتِ بارَّة بها قولًا وفعلًا أو لا؟

فالعقوق فضلًا عن أنه محرمٌ، بل كبيرة من الكبائر، فهو يُسبِّب التباعد والتباغض، وتنافر القلوب جزاءً وفاقًا.

ثانيًا: بعض الأمهات وكذلك بعض الآباء قد يميلون إلى حُبِّ أحد الأبناء أو البنات أكثر من غيره، إما بسبب برِّهِ لهما، أو بسبب محبة قلبية، أو بسبب عطاياه المالية لهما، أو بسبب عدم مناكفته لهما، فتفقَّدي سيرتكِ السابقة والحالية معهما.

ثالثًا: ربما أنكِ عاملتِ أُمكِ معاملةً ندِيَّةً، أو معاملة مكافأة، وهذه كلها أخطاء شنيعة، فالتعامل مع الوالدين يرتقي تمامًا عن هذه الآفات القلبية؛ فهو أولًا واجبٌ شرعي يُؤجَر عليه البارُّ أجرًا عظيمًا، ويأثم المُفرط فيه إثمًا كبيرًا؛ تأملي كثيرًا الأدلة الآتية:
قال سبحانه: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23]، فإذا كان الله سبحانه نهى عن كلمة أُفٍّ لهما، فغيرها وما هو أكبر منها من باب أولى، وقوله عز وجل: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15].

لاحظوا أن الله سبحانه أمر ببِرِّ الوالدين الكافرين، مع عدم طاعتهما في الشرك، فكيف بالأبوين المؤمنين؟!

رابعًا: نعم، قد تحصل أخطاء وظلم من الأبوين أو أحدهما مع أحد الأبناء، والواجب هنا الاستمرار في برهما، مع مناصحتهما بهدوء وأدب بالأدلة الشرعية، وذلك من قِبل الابن أو أحد الأقارب.

خامسًا: لا تنسَوا أسبابًا شرعية مهمة جدًّا لحل مشكلتكم هي:
الإكثار من التوبة والاستغفار، فربما أنكِ ابتُليتِ من والدتكِ بسبب ذنوب لم تأبهي لها، أو ظلم لغيركِ، أو سخرية من غيركِ.

أكثري من الدعاء لوالدتكِ بأن يحنن الله قلبها عليكِ، وأن يُعيذها معكِ ومع غيركِ من نزغات الشياطين، وادعي لنفسكِ أيضا كثيرًا بأن يُعينكِ الله على برها والإحسان إليها، ولو قصرتْ أو ظلمتْ؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

أكثري من الاسترجاع؛ فهو علاج عظيم جدًّا؛ فقد قالته أم سلمة رضي الله عنها لما تُوفِّيَ زوجها فأخلف لها خيرًا منه؛ وهو النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها.

سادسًا: من المستحسن البحث عن عاقلات مقربات من الوالدة لمناصحتها.

سابعًا: من الأمور المهمة التي تُستمال بها القلوب الهدايا بدون منٍّ ولا أذًى، فأهدِي لوالدتكِ بين حين وآخر.

ثامنًا: اصبري واحتسبي أجركِ على الله سبحانه، فما يُصيب المؤمن من همٍّ ولا غمٍّ، ولا تُصيبه مصيبة صغيرة ولا كبيرة، إلا لأحد الأسباب الآتية:
إما مجرد ابتلاء ورفع لدرجاته في الجنة.

أو تكفيرًا لخطاياه.
أو بسبب أخطاء وقع فيها فينتبه لها ويحذر من التمادي فيها.

تاسعًا: مما يُسليكِ تقوية الإيمان بالقضاء والقدر؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، وقال عز وجل: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [الحديد: 22، 23].

تاسعًا: أما بالنسبة لسؤالكِ: هل تخضعين لقراراتها ولو أنها تضر بمستقبلك؟

فأقول: لا يلزمكِ شرعًا الالتزام بهذه القرارات، ولكن لعل التفاهم الودي الهادئ هو الأوْلَى بعد الدعاء والاستغفار والاسترجاع، وتوسيط العقلاء، وإن شاء الله بعد ذلك يُعيذكما الله من نزغات الشياطين، وتتوصلون للقرارات السليمة.

عاشرًا: وجوابًا لسؤالكِ: هل من الطبيعي ألَّا تُحبيها؟

فأقول: لا أُنكر ما في النفوس من الكره لمن أساء لها، ولكنَّ الوالدين لهما شأن آخر، وفضلهما على الأبناء بعد فضل الله كثيرٌ وكبير جدًّا جدًّا، وبرهما ليس مكافأة، بل إنه واجب شرعي؛ ولذا فانتزعي من قلبكِ كرهَ أمِّكِ، فهو مِن نزغات الشياطين.

حفظكما الله، ووفقكما لحسن الأخلاق، ورزقكِ بر والدتكِ، ورزقها حسن التعامل معك.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.76 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]