غزوة الخندق - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 174 - عددالزوار : 60011 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 803 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خطورة الإشاعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من الخذلان الجهل بالأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-03-2023, 02:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,608
الدولة : Egypt
افتراضي غزوة الخندق

غزوة الخندق
د. أمين بن عبدالله الشقاوي


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلاالله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
فغزوة الخندق وتسمى غزوة الأحزاب، وكانت في شوال من السنة الخامسة للهجرة[1][2].


وسببها أن عشرين رجلًا من زعماء اليهود وسادات بني النضير أتوا إلى قريش بمكة يحرضونهم على غزو الرسول صلى الله عليه وسلم ويوالونهم عليه، ووعدوهم من أنفسهم بالنصر لهم، فأجابتهم قريش، وكانت قريش قد أخلفت موعدها في الخروج إلى بدر فرأت في ذلك إنقاذًا لسمعتها والبر بكلمتها.


ثم خرج هذا الوفد إلى غطفان، فدعاهم إلى ما دعا إليه قريشًا فاستجابوا لذلك، ثم طاف الوفد في قبائل العرب يدعوهم إلى ذلك، فاستجاب له من استجاب، وهكذا نجح ساسة اليهود وقاداتهم في تأليب أحزاب الكفر على النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين.


وعلى أثر ذلك خرجت من الجنوب قريش وكنانة وحلفاؤهم من أهل تهامة - وقائدهم أبو سفيان في أربعة آلاف، ووافاهم بنو سليم بمر الظهران، وخرجت من الشرق قبائل غطفان - بنو فزارة يقودهم عيينة بن حصن وبنو مرة يقودهم الحارث بن عوف، وبنو أشجع يقودهم مسعر بن رحيلة، كما خرجت بنو أسد وغيرها، واتجهت هذه الأحزاب وتحركت نحو المدينة على ميعاد كانت قد تعاقدت عليه، وبعد أيام تجمع حول المدينة جيش عرمرم بلغ عدده عشرة آلاف مقاتل، جيش ربما يزيد عدده على جميع من في المدينة من النساء والصبيان والشباب والشيوخ، ولكن الخبر إلى المدينة وصل قبل ذلك فسارع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عقد مجلس استشاري مع أصحابه تناولوا فيه خطة الدفاع عن المدينة، وبعد مناقشات جرت بينهم اتفقوا على قرار قدمه الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه، قال سلمان: يا رسول الله! إنا كنا بأرض فارس إذا حوصرنا خندقنا علينا، وكانت خطة حكيمة لم تعرفها العرب قبل ذلك، فأسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تنفيذ الخطة.


فأمر صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق من جهة الشمال وهي عورة المدينة لا يستطيع المهاجمون نفاذًا إلى المدينة إلا منها بين حرتي[3] واقم والوبرة، وذلك لأن المدينة كانت مشبكة بالبنيان، ومحاطة بالحراث وبساتين النخل من كل جانب سوى الشمال، فاتخذ الخندق في هذه الناحية. وشرعوا في حفر الخندق الذي يمتد من أجم الشيخين طرف بن حارثة شرقًا حتى المذاذ غربًا، وكان طوله خمسة آلاف ذراع وعرضه تسعة أذرع وعمقه من سبعة أذرع إلى عشرة. وكان على كل عشرة من المسلمين حفر أربعين ذراعًا، وعمل المسلمون في الحفر على عجل، يبادرون قدوم القوم، وقد تراوحت مدة الحفر ما بين ستة أيام وأربعة وعشرين يومًا، وعند الواقدي أربعًا وعشرين ليلة، وقال بعضهم خمسة عشر يومًا [4].


روى البخاري في صحيحه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله في الخندق وهم يحفرون وننقل التراب على أكتافنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ»[5].


وروى البخاري في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه قال: خرج رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى الخَنْدَقِ، فَإِذَا المُهَاجِرُونَ وَالأنْصَارُ يَحْفِرُونَ في غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لهمْ عَبِيدٌ يَعْمَلُونَ ذلكَ لهمْ، فَلَمَّا رَأَى ما بهِمْ مِنَ النَّصَبِ وَالجُوعِ، قالَ:
«اللَّهُمَّ إنَّ العَيْشَ عَيْشُ الآخِرَهْ
فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالمُهَاجِرَهْ»






فَقالوا مُجِيبِينَ له:
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا
علَى الجِهَادِ ما بَقِينَا أَبَدَا[6]





وروى البخاري في صحيحه من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الأَحْزَابِ، وَخَنْدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، رَأَيْتُهُ يَنْقُلُ مِنْ تُرَابِ الخَنْدَقِ، حَتَّى وَارَى عَنِّي الغُبَارُ جِلْدَةَ بَطْنِهِ، وَكَانَ كَثِيرَ الشَّعَرِ، فَسَمِعْتُهُ يَرْتَجِزُ بِكَلِمَاتِ ابْنِ رَوَاحَةَ، وَهُوَ يَنْقُلُ مِنَ التُّرَابِ يَقُولُ:
«اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
إِنَّ الأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا
وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا»


قَالَ: ثُمَّ يَمُدُّ صَوْتَهُ بِآخِرِهَا [7]، كان المسلمون يعملون بهذا النشاط وهم يقاسون من شدة البرد والجوع ما يفتت الأكباد، قال أنس: كان أهل الخندق يؤتون بملء كفي من الشعير فيصنع لهم بإهالة[8] سنخة، توضع بين يدي القوم والقوم جياع وهي بشعة في الحلق ولها ريح[9] منتن، وأثناء هذه الأحداث وقعت آيات من أعلام النبوة، فقد رأى جابر بن عبد الله في النبي صلى الله عليه وسلم خمصًا شديدًا فذبح بهيمة، وطحنت امرأته صاعًا من شعير ثم التمس من رسول الله صلى الله عليه وسلم سرًّا أن يأتي في نفر من أصحابه، فقام النبي صلى الله عليه وسلم بجميع أهل الخندق، وهم ألف فأكلوا من ذلك الطعام وشبعوا، وبقيت برمة اللحم تغط به كما هي وبقي العجين كما هو[10].


وأعظم من ذلك ما رواه البخاري في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه قال: إنا يوم الخندق نحفر، فعرضت كدية شديدة، فجاءوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق، فقال: «أَنَا نَازِلٌ»، ثُمَّ قَامَ وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ، وَلَبِثْنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَا نَذُوقُ ذَوَاقًا، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المِعْوَلَ فَضَرَبَ، فَعَادَ كَثِيبًا أَهْيَلَ[11] أَوْ أَهْيَمَ [12]، وفي رواية: فكانت مني ﺍﻟـﺘـﻔـﺎﺗـﺔ، ﻓـﺈﺫﺍ ﺭﺳـﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صلى الله عليه وسلم ﻗﺪ ﺷﺪ ﻋـﻠـﻰ ﺑﻄﻨﻪ ﺣﺠﺮًﺍ[13].


وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث البراء بن عازب قال: لَمَّا كَانَ حَيْثُ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَحْفِرَ الْخَنْدَقَ عَرَضَ لَنَا فِي بَعْضِ الْجَبَلِ صَخْرَةٌ عَظِيمَةٌ شَدِيدَةٌ، لَا تَدْخُلُ فِيهَا الْمَعَاوِلُ[14]، فَاشْتَكَيْنَا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَآهَا أَخَذَ الْمِعْوَلَ وَأَلْقَى ثَوْبَهُ، وَقَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ» ثُمَّ ضَرَبَ ضَرْبَةً فَكَسَرَ ثُلُثَهَا، وَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ السَّاعَةَ»، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ فَقَطَعَ ثُلُثًا آخَرَ فَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ قَصْرَ الْمَدَائِنِ الْأَبْيَضَ»، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ»، فَقَطَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَرِ، وَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ مِنْ مَكَانِي هَذَا»[15].


وبالرغم من تخذيل المنافقين، وقلة الطعام، وشدة البرد فقد تم حفر الخندق ليكون خط دفاع متين، ثم جُمع النساء والأطفال وأصحاب الأعذار في حصن فارع وهو لبني حارثة لأنه كان أمنع حصون المسلمين آنذاك، وكانت خطة المسلمين أن يكون ظهرهم إلى جبل سلع داخل المدينة ووجوههم إلى الخندق الذي يحجز بينهم وبين المشركين.


وأقبلت قريش في أربعة آلاف حتى نزلت بمجتمع الأسيال من رُومة بين الجرف وزغابة، وأقبلت غطفان ومن تبعهم من أهل نجد في ستة آلاف حتى نزلوا بذنب نقمى إلى جانب أُحد، قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا [الأحزاب: 22]، وأما المنافقون وضعفاء النفوس فقد تزعزت قلوبهم لرؤية هذا الجيش، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا [الأحزاب: 12]، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة آلاف فجعلوا ظهورهم إلى جبل سلع كما تقدم وكان شعارهم «حم لَا يُنْصَرُونَ»، واستخلف النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة ابن أم مكتوم، ولما أراد المشركون مهاجمة المسلمين واقتحام المدينة، وجدوا خندقًا عريضًا يحول بينهم وبينها، فالتجؤوا إلى فرض الحصار على المسلمين، بينما لم يكونوا مستعدين له حين خرجوا من ديارهم إذ كانت هذه الخطة كما قالوا مكيدة ما عرفتها العرب، فلم يكونوا أدخلوها في حسابهم أصلًا.


وكرِه فوارس من قريش أن يقفوا حول الخندق من غير جدوى في ترقب نتائج الحصار، وذكر ابن إسحاق وابن سعد[16]، أن بعض المشركين اقتحموا الخندق منهم عمرو بن ود، وعكرمة بن أبي جهل، وهبيرة بن أبي وهب، وضراب بن الخطاب وغيرهم، وذكروا أن عليًّا بارز عمر وقتله، وأن الزبير قتل نوفل المخزومي، وأن الباقين فروا إلى معسكرهم.


وقد حاول المشركون في بعض الأيام محاولة بليغة لاقتحام الخندق أو لبناء الطرق فيه، ولكن المسلمين كافحوا مكافحة مجيدة ورشقوهم بالنبال، حتى لا يجترئوا على الاقتراب منه، وأقاموا على ذلك بضعًا وعشرين ليلة قريبًا من شهر لم يكن بينهم حرب إلا الرمي بالنبال والحصار.


ولأجل الاشتغال بمثل هذه المكافحة الشديدة فاتت بعض الصلوات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين من حديث جابر أن عمر جاء يوم الخندق، فجعل يسب كفار قريش فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كِدْتُ أُصَلِّي العَصْرَ، حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَاللَّهِ مَا صَلَّيْتُهَا»، فَقُمْنَا إِلَى بُطْحَانَ، فَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ وَتَوَضَّأْنَا لَهَا، فَصَلَّى العَصْرَ بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا المَغْرِبَ [17].


وقد استاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لفوات هذه الصلاة حتى دعا على المشركين، ففي صحيح البخاري من حديث علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق: «مَلَأَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ»[18].


وجاء في مسند الإمام أحمد أنهم حبسوا النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء فصلاهن جميعًا وذلك قبل أن تنزل صلاة الخوف، قوله تعالى ﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ [البقرة: 239][19].


قال النووي رحمه الله: وطريق الجمع بين هذه الروايات أن وقعة الخندق بقيت أيامًا فكان هذا في بعض الأيام، وهذا في بعضها[20]، وفي أثناء هذه الأحداث ومع محاولة العبور من المشركين للخندق والمكافحة المتواصلة من المسلمين، إلا أن الخندق كان حائلًا بين الجيشين ولم يجر بينهما قتال بل اقتصروا على المراماة والمناضلة كما تقدم. وقتل رجال من الجيشين يعدون على الأصابع ستة من المسلمين، وعشرة من المشركين، بينما قتل واحد أو اثنين منهم بالسيف.


وفي أثناء المراماة رمى رجل من المشركين يقال له حبان بن عرقة سعد بن معاذ، فأصابه بسهم، فقطع منه الأكحل[21] فدعا سعد، فقال: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ، مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا رَسُولَكَ صلى الله عليه وسلم وَأَخْرَجُوهُ، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ وَضَعْتَ الحَرْبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، فَإِنْ كَانَ بَقِيَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْءٌ فَأَبْقِنِي لَهُ، حَتَّى أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ، وَإِنْ كُنْتَ وَضَعْتَ الحَرْبَ فَافْجُرْهَا وَاجْعَلْ مَوْتَتِي فِيهَا[22].


وبينما المسلمون يواجهون هذه الشدائد على جبهة المعركة، كان اليهود يتآمرون ويتحينون[23] الفرصة للغدر بالمسلمين، وعلى أثر ذلك انطلق كبير مجرمي بني النضير حيي بن أخطب إلى ديار بني قريظة، فأتى كعب بن أسد القرظي سيد بني قريظة وصاحب عقدهم وعهدهم، وكان قد عاقد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن ينصره إذا أصابته حرب، فلم يزل به حتى سمح له على أن أعطاه عهدًا من الله وميثاقًا لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمدًا أن يدخل معه في الحصن حتى يصيبه ما أصابهم، فنقض كعب بن أسد العهد ومزق الصحيفة، وبرئ مما كان بينه وبين المسلمين، ودخل مع المشركين في المحاربة ضد المسلمين، وفعلًا قامت يهود بني قريظة بعمليات الحرب، فأخذوا يمدون الغزاة الوثنيين بالمؤن، كدليل عملي على انضمامهم إليهم ضد المسلمين، حتى أخذ المسلمون من مؤنهم عشرين حملًا، وقد كان أحرج موقف يقفه المسلمون، فلم يكن يحول بينهم وبين قريظة شيء يمنعهم من ضربهم من الخلف، بينما كان أمامهم جيش عرمرم لم يكونوا يستطيعون الانصراف عنه، وكانت ذراريهم ونساؤهم بمقربة من هؤلاء الغادرين في غير منعة وحفظ، وصاروا كما قال تعالى: ﴿ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا [الأحزاب: 10، 11].


ونجم النفاق حتى قال بعضهم: كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط، وحتى قال بعض آخر في ملأ من رجال قومه: إن بيوتنا عورة من العدو، فائذن لنا أن نخرج، فنرجع إلى دارنا فإنها خارج المدينة، وحتى همت بنو سلمة بالفشل وفي هؤلاء أنزل الله تعالى: ﴿ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا * وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا [الأحزاب: 12، 13].


أما رسول الله صلى الله عليه وسلم،فتقنع بثوبه حين أتاه غدر بني قريظة، ثم اضطجع ومكث طويلًا حتى اشتد على الناس البلاء، ثم نهض مبشرًا يقول: «اللّهُ أَكْبَرُ، أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ بِفَتْحِ اللَّهِ وَنَصْرِهِ»[24].


ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطط لمجابهة الظرف الراهن وكجزء من هذه الخطة كان يبعث الحرس إلى المدينة لئلا يُؤتى الذراري والنساء على غرة، ولكن كان لابد من إقدام حاسم يفضي إلى تخاذل الأحزاب، وتحقيقًا لهذا الهدف أراد أن يصالح عيينة بن حصن والحارث بن عوف رئيسي غطفان على ثلث ثمار المدينة حتى ينصرفا بقومهما، ويخلوا المسلمون لإلحاق الهزيمة الساحقة العاجلة بقريش التي اختبروا مدى قوتها وبأسها مرارًا، وجرت المراودة على ذلك فاستشار السعدين في ذلك فقالا: يا رسول الله، إن كان الله أمرك بهذا فسمعًا وطاعة، وإن كان شيء تصنعه لنا فلا حاجة لنا فيه، لقد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة إلا قرى أو بيعًا فحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك نعطيهم أموالنا؟ والله لا نعطيهم إلا السيف، فصوَّب رأيهما وقال: «إنَّمَا هَو شَيِء أَصَنْعَهُ لَكُمَ لَمَّا رَأَيْت الْعَرَب قَدْ رَمَتْكُم عَن قَوْسٍ وَاحِدَة» [25].


ثم إن الله تعالى وله الحمد صنع أمرًا من عنده، خذل به العدو، وهزم جموعهم، وفل حدهم، فروى ابن إسحاق في السيرة وغيره أن نُعيم بن مسعود أتى النبي صلى الله عليه وسلم مسلمًا وعرض عليه أن يقوم بتنفيذ أي أمر يريده النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إنَّمَا أَنْتَ فِينَا رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَخَذِّلْ عَنَّا إنِ اسْتَطَعْتَ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ»[26].


وقبل أن يُعرف إسلام نُعيم، أتى بني قريظة فأقنعهم بعدم التورط مع قريش في قتال حتى يأخذوا منهم رهائن لكيلا يولوا الأدبار ويتركوهم وحدهم يواجهون مصيرهم مع المسلمين بالمدينة، ثم أتى قريشًا فأخبرهم أن بني قريظة قد ندموا على ما فعلوا وأنهم قد اتفقوا سرًّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يختطفوا عددًا من أشراف قريش وغطفان فيسلموهم له ليقتلهم دليلًا على ندمهم، وقال لهم: فإن أرسلت إليكم يهود يلتمسون منكم رهنًا من رجالكم فإياكم أن تسلموهم رجلًا منكم، ثم أتى غطفان وقال لهم مثل الذي قاله لقريش وبذلك زرع بذور الشك بينهم وأخذ كل فريق يتهم الفريق الآخر بالخيانة.


فلما كان ليلة السبت من شوال سنة (5هـ) بعثوا إلى اليهود: إنا لسنا بأرض مقام وقد هلك الكراع والخف[27] فانهضوا بنا حتى نناجز محمدًا، فأرسل إليهم اليهود أن اليوم يوم السبت وقد علمتم ما أصاب من قبلنا حين أحدثوا فيه، ومع هذا فإنا لا نقاتل معكم حتى تبعثوا إلينا رهائن، فلما جاءتهم رسلهم بذلك قالت قريش وغطفان: صدقكم والله نعيم، فبعثوا: إنا والله لا نرسل إليكم أحدًا فاخرجوا معنا حتى نناجز محمدًا، فقالت قريظة: صدقكم والله نعيم. فتخاذل الفريقان، ودبت الفرقة بين صفوفهم وخارت عزائمهم، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأحزاب فقال: «اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، اهْزِمِ الأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ»[28].


وقد استجاب الله لدعوة رسوله، فدبت الفرقة في صفوف المشركين، وسرى بينهم التخاذل، وأرسل الله عليهم جندًا من الريح فجعلت تُقوض خيامهم ولا تدع لهم قدرًا إلا كفأتها ولا طُنُبًا[29] إلا قلعته، ولا يقر لهم قرار حتى إن الرجل منهم لم يكد يهتدي إلى رحله. فقد روى البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نُصِرْتُ بِالصَّبَا[30]، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ»[31]، وأرسل جندًا من الملائكة يزلزلونهم ويلقون في قلوبهم الرعب والخوف، وفي ذلك يقول تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا [الأحزاب: 9]، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: «لولا أن جعل الله رسوله رحمة للعالمين لكانت هذه الريح عليهم أشد من الريح العقيم على عاد ولكن قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [الأنفال: 32]، فسلَّط عليهم هواء فرق شملهم كما كان سبب اجتماعهم من الهوى، وهم أخلاط من قبائل شتى أحزاب وآراء، فناسب أن يُرسل عليهم الهواء الذي فرَّق جماعتهم، وردَّهم خائبين خاسرين بغيظهم وحنقهم[32]، لم ينالوا خيرًا لا في الدنيا مما كان في أنفسهم من الظفر[33] والمغنم، ولا في الآخرة بما تحملوه من الآثام في مبارزة الرسول صلى الله عليه وسلم بالعداوة وهمهم بقتله، واستئصال جيشه، ومن همَّ بشيء وصدق همه بفعله، فهو في الحقيقة كفاعله»[34].


وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة الباردة القاسية حذيفة بن اليمان يأتيه بخبرهم، فوجدهم على تلك الحالة السابقة وقد تهيؤوا للرحيل، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره برحيل القوم، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رد الله عدوه بغيظهم لم ينالوا خيرًا وكفاه الله قتالهم، وصدق وعده وأعز جنده ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، فرجع إلى المدينة، وكانت غزوة الخندق في سنة خمس من الهجرة في شوال على أصح الأقوال، وأقام المشركون محاصرين رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين في شتاء بارد أربعًا وعشرين ليلة، وكانت بداية الحصار في شوال ونهايته في ذي القعدة، وكان انصرافهم يوم الأربعاء لسبع ليال بقين من ذي القعدة، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون وقد فتح الله تعالى لهم، وأقر أعينهم بجلاء الأحزاب، قال صلى الله عليه وسلم: «الآنَ نَغْزُوهُمْ وَلَا يَغْزُونَنَا، نَحْنُ نَسِيرُ إِلَيْهِمْ»[35].


قال الحافظ: وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في السنة المقبلة فصدته قريش عن البيت، ووقعت الهدنة بينهم إلى أن نقضوها، فكان ذلك سبب فتح مكة، فوقع الأمر كما قال صلى الله عليه وسلم [36]، [37].


والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[1] قال الحافظ في الفتح (7/ 392 - 393)، فأما تسميتها الخندق، فلأجل الخندق الذي حفر حول المدينة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الذي أشار بذلك سلمان الفارسي رضي الله عنه فيما ذكر أصحاب المغازي.

[2] وقال الحافظ في الفتح (7/ 393)، وأما تسميتها الأحزاب فلاجتماع طوائف من المشركين على حرب المسلمين وهم قريش وغطفان واليهود ومن تبعهم.

[3] الحرة: هي أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة. انظر: النهاية (1/ 365).

[4] السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية (ص446 - 447).

[5] صحيح البخاري برقم (3797)، وصحيح مسلم برقم (1804).

[6] صحيح البخاري برقم (4099)، وصحيح مسلم برقم (1805) باختلاف.

[7] صحيح البخاري برقم (4106)، وصحيح مسلم برقم (1803) بدون ذكر عبد الله وقوله: وثبت الأقدام.

[8] الإهالة: الدهن، وسنخة؛ أي تغيرت من طول بقائها.

[9] صحيح البخاري برقم (4100)، وأخرجه مسلم في صحيحه برقم (1805) باختلاف.

[10] صحيح البخاري برقم (4102)، وصحيح مسلم برقم (2039).

[11] أي يسيل، والمعنى صار رملًا يسيل ولا يتماسك.

[12] صحيح البخاري برقم (4101)، وصحيح مسلم برقم (2039) باختلاف.

[13] صحيح البخاري برقم (4101).

[14] أي لا تؤثر فيه.

[15] مسند الإمام أحمد (30/ 626) برقم (18694)، وحسن إسناده الحافظ ابن حجررحمه الله كما في الفتح (8/ 154)، وضعفه بعضهم وله شواهد.

[16] سيرة ابن هشام (3/ 180)، وابن سعد في الطبقات الكبرى (2/ 68).

[17] صحيح البخاري برقم (596)، وصحيح مسلم برقم (631).

[18] صحيح البخاري برقم (4111)، وصحيح مسلم برقم (627).

[19] (18/ 46) برقم (11465)، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم.

[20] شرح صحيح مسلم للنووي (5/ 132).

[21] عرق في الذراع يفصد.

[22] صحيح البخاري برقم (4122)، وصحيح مسلم برقم (1769).

[23] أي ينتظرون.

[24] أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 403) عن موسى بن عقبة.

[25] قال محققو زاد المعاد (3/ 320): أسنده ابن إسحاق – كما في سيرة ابن هشام (2/ 223)، ودلائل النبوة (3/ 430) – عن عاصم بن عمر بن قتادة مرسلًا، وأخرج عبدالرزاق في مصنفه (9737)، وأبو عبيد في الأموال (465) من مرسل الزهري بنحوه، وله شاهد أيضًا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البزار (8017)، والطبراني في الكبير (6/ 28)، وأبي نعيم في معرفة الصحابة (3138)، وإسناده لا بأس به في الشواهد.

[26] قال محققو زاد المعاد (3/ 321): أخرج القصة ابن إسحاق عن عبدالله بن كعب بن مالك (من كبار التابعين) مرسلًا كما في الدلائل (3/ 4455 - 446)، وهو في سيرة ابن هشام (2/ 229)، دون تعيين إسناد ابن إسحاق في هذه القصة من أحداث الغزوة، وأخرجه موسى بن عقبة في مغازيه - كما في الدلائل (3/ 4059 عن الزهري ضمن قصة نعيم بن مسعود بلفظ: أن الحرب خدعة وعسى الله أن يصنع لنا، وقوله صلى الله عليه وسلم: «الْحَرْبُ خُدْعَةٌ» دون ذكر القصة متفق عليه.

[27] يعني بالكراع الخيل، وبالخف الإبل.

[28] صحيح البخاري برقم (4115)، وصحيح مسلم برقم (1742).

[29] هي الحبال تشد بها الخيمة.

[30] قال الحافظ في الفتح: الصبا بفتح الصاد هي الريح الشرقية ويقال لها القبول لأنها تقابل باب الكعبة إذ مهبها من مشرق الشمس وضدها الدبور وهي التي أُهلكت بها قوم عاد (7/ 402) بتصرف.

[31] صحيح البخاري برقم (4104)، وصحيح مسلم برقم (900).

[32] الحنق: الغيظ، النهاية (1/ 451).

[33] الظفر: الفوز بالمطلوب.

[34] تفسير ابن كثيررحمه الله (11/ 138).

[35] صحيح البخاري برقم (4109).

[36] فتح الباري (7/ 392 - 407).

[37] اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون للعازمي (3/ 137 - 193)، والرحيق المختوم للمباركفوري (ص267- 277)، والبداية والنهاية لابن كثير رحمه الله (6/ 8 - 69)، والسيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، د/ مهدي رزق الله (443 - 456).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 87.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 85.96 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.20%)]