|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أريد حلا لمشكلة أختي
أريد حلا لمشكلة أختي الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: شاب يذكُر أن له أخًا تحرَّش بأخته، وقد أخبرت أباها بذلك، لكن أخاها أنكَر الأمر، والوالد لم يعالج المشكلة، والآن يريد هذا الشاب أن يأخذ أخته معه في سفره؛ لأنه يخاف عليها، ولكنها ترعى والدها في مرضه، ويسأل عن حلٍّ. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا شاب أعيش مغتربًا عن أهلي منذ سنوات طويلة، الأم متوفية، والأب مريض، أخبرتني أختي أن أخانا الأصغر تحرَّش بها عدة مرات، وكلاهما في العقد الثالث من العمر، ومن ثم لجأتْ إلى أبيها وأخيها الأكبر، لكنهما لم يُنصفاها، فقد رفَضَا تصديق ما حصَل، وأنكرَا الأمر، وحدَثت مشكلة كبيرة في الأسرة، وقد أقسَم أخي أنه لم يفعَل ذلك، وأقسمتْ أختي أنه فعَل ذلك، والحق أني أصدِّقها وأكذِّبه، فأنا أعرِف أن أخي غير سوي التفكير. بعد ذلك عادت الأمور إلى طبيعتها بين والدي والأخ المتهم الذي يقوم على رعايته، أما أختي فتشعر بالقهر والخِذلان لعدم اتخاذ أبيها موقفًا صارمًا تجاه ما حدث، فهي تريد أن يخرج هذا الأخ من المنزل إلى مكان آخر، وقد هاتفتُ والدي وذكَّرته بحق الضعيفين، فأخبرني أنه لا يقبل ما حصل، لكنه يحدُث مثل هذا في كثير من البيوت، والأَولَى سَتر الفضيحة، ولأني لم أُوافقه فيما قال، اتَّهمني أنني أحرِّض أختي وأُهوِّل المشكلة، ولَمَّا أخبرته أني لا أقبل ذلك، ولا آمَن على أختي أن تعيش مع الأخ المتحرش، غضِب عليَّ وتبرَّأ مني! وإضافةً إلى ذلك طلب مني أن أتحمَّل تكاليف ومسؤولية سفر أخي المتحرِّش إلى أي بلد؛ كي يعيش حياته بعيدًا، وهذا أمر لا أَستسيغه بعد ما فعَل. نصَحتُ أختي، فقلت لها: إنها يجب أن تحتشم أمامه وتزيد من حرصها على نفسها، وتحرِص في الوقت نفسه على أن تبرَّ والدها، وتسأل عن أحواله وما يلزمه، فهما يعيشان في بيت واحد. الآن لا أعرف كيف أتصرَّف مع غضب والدي، وكيف يرتاح بالي من القلق على أختي، فأنا أستطيع إحضارها إلى البلد الذي أنا فيه، لكن لا أقدر بسبب مرض والدي، صرتُ أُشفق على والدي، فهو حال عجزه الآن إنسان مختلف، والموقف صعب، أعرِف عنه أنه يخاف الله أكثرَ مني، لكن أظنُّه يُخطئ في التصرف، ولا أملِك حقَّ محاسبته، لكن يهمني أن يرفع الضرر عن أختي؛ كي يرتاح بالُها، وسؤالي هو: هل آخُذ أختي معي مع عدم موافقة أبي؟ الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: أولًا: تشكر كثيرًا على غيرتك على عِرض أُختك وسعيك لإنقاذها، وصَون عرضها، ثم عند التأمل والتدقيق في المشكلة التي بين أخيك وأختك يُلحَظ الآتي: ♦ يبدو أن الأخ يعاني من شدة شهوة لم يجد لها مخرجًا بالحلال، أو وجد لها مخرجًا حلالًا، لكن ربما يكون تساهُل أُختك أمامه في ملابسها أغرَاه بالافتتان بها، فقد ألقيتَ اللوم كله على أخيك ولم تَنتبه إلى ما قد يكون حصل من أختك من تساهل في إبداء بعض المفاتن إلا بعد وقوع المشكلة. بعض وسائل التواصل لها أثر سيئ في تهوين العلاقات المحرمة مع المحارم، فقد يكون الأخ اطلع عليها وفُتن بفتنها. ذكرتَ أنك تفكِّر في إنقاذ أختك بأخْذها عندك، ولكن يمنعك حاجة والدك الكبير المريض لخدمتها، والآن ما الحل؟ أقول ومن الله التوفيق: الحل في الآتي: أولًا: النظر إلى الأخ على أنه مسكين مريض، والشفقة عليه، والإكثار من الدعاء له بتسهيل طرق استعفافه، وصرفه عن الحرام، والسعي في مساعدته في ذلك ماليًّا ومعنويًّا. ثانيًا: كثرة الاستغفار والاسترجاع منك ومن أختك، فلهما أثرٌ عظيم في تفريج الكرب، ودفع الشرور. ثالثًا: تُوصي أُختك بملازمة الطاعات وأذكار الصباح والمساء، فهي سياجٌ عظيم القوة في منع الشرور ودفع الأذى. رابعًا: وصيتك لها بالاحتشام عن أخيك في محلها، فلتستمرَّ عليها، ولتأخُذ أختك بها. خامسًا: توصي أُختك بعدم الخلوة به، فلربما بسبب الخلوة عاودتْه وساوس الشيطان. سادسًا: ما دام والدك كبيرًا ومريضًا، وبحاجة ماسة إلى خدمة أختك له، فمن الصعب جدًّا أخذُها منه إلا إن وُجِد من يقوم مقامها معه من زوجة أو قريبة مَحرم. سابعًا: إن لوحِظ مستقبلًا أيُّ سلوك غير سوي من أخيك مع أختك، فمعنى هذا أنه ما زال مفتونًا بها، وخطره عليها عظيمٌ، وهنا لا بد من تصرُّف عاجل بإنقاذها من خطره مهما كلَّف ذلك. ثامنًا: إن تيسَّر عاقل من الأقارب يناصحه ويعِظه، ويُبين له خطورة ما أقدم عليه في الدنيا والآخرة، فذلك علاج قوي الأثر بإذن الله. تاسعًا: تساهُل والدك وأخيك الأكبر في معالجة المشكلة، وأنها أمرٌ معتاد يحصُل كثيرًا - غيرُ مسلَّمٍ به، لكنهما اجتهدَا ولم يُصيبا، فلا يُساء الظنُّ بهما، فيُعذران ويُدعى لهما. حفِظ الله أُختك وهدى الله أخاك، وأعاذَه من الفتن، ورزَقه الاستعفاف بالحلال، وأشكُرك مرةً أخرى على غيرتك المحمودة، وحِرصك على عِرض أُختك، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومَن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |