من أسماء الله الحسنى - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-03-2023, 02:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي من أسماء الله الحسنى

من أسماء الله الحسنى (1) (الوارث)


الفرقان

إن أجلّ المقاصد وأنفع العلوم هو العلم بمعاني أسماء الله -عز وجلّ- الحسنى وصفاته العلا؛ فإن التعرّف على الله -تعالى- من خلال أسمائه وصفاته يحقق العلم الصحيح بفاطر الأرض والسماوات، والعلم بأسماء الله وصفاته يستلزم عبادة الله -تعالى- ومحبته وخشيته، ويوجب تعظيمه وإجلاله.

ذِكْرُ اسم الله الوارث في القرآن الكريم
ورد ذكر (الوارث) في القرآن ثلاث مرات، كلها بصيغة الجمع وهي: في قوله -تعالى-: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ} (الحجر: 23). وقوله -تعالى-: {لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} (الأنبياء: 89). وقوله -تعالى-: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ} (القصص: 58). وورد مرة واحدة بصيغة الفعل في قوله -سبحانه-: {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} (مريم: 40)، وهو الذي يدل عليه قوله -تعالى-: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (الرحمن: 26- 27).
معنى (الوارث) من الناحية اللغوية
قال الزجاج: «الوارث: كل باق بعد ذاهب فهو وارث». وقال الزجاجي: «الوارث: اسم الفاعل من ورث يرث فهو وارث».
معنى (الوارث) في حـق الله -عز وجل
فيقول الطبري - رحمه الله تعالى- عند قوله -تعالى-: {وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ} يقول: «ونحن نرث الأرض ومن عليها، بأن نميت جميعهم فلا يبقى حي سوانا إذا جاء ذلك الأجل». وقال الزجاجي: «الله - عز وجل - وارث الخلق أجمعين؛ لأنه الباقي بعدهم وهم الفانون، كما قال - عز وجل -: {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} (مريم: 40)». ويقول الخطابي: «الوارث هو: الباقي بعد فناء الخلق والمسترد أملاكهم وموارثهم بعد موتهم، ولم يزل الله باقيًا مالكًا لأصول الأشياء كلها يورثها من يشاء، ويستخلف فيها من أحب».
من آثار الإيمان باسمه -سبحانه- (الوارث)
1- السعي في هذه الدنيا للتقرب إلى الله -عز وجل- وجنته بالعلم النافع والعمل الصالح؛ وذلك للفوز بالجنة التي لا يورثها الله -عز وجل- إلا للمتقين: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا} (مريم:63)، واللهج بالدعاء الذي دعا به إبراهيم -عليه السلام-: {وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ} (الشعراء:85). 2- عدم الاغترار بقوة الباطل وانتفاشه؛ فإن الله -عز وجل- له بالمرصاد، وسيأتي الوقت الذي يزهقه الله فيه، ويورث عباده المؤمنين ديار الكافرين ويمكنهم فيها. قال الله -عز وجل-: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} (الأعراف: 137). وقال -تبارك وتعالى-: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (الأعراف: 128). وقوله -سبحانه-: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} (الأنبياء: 105). 3- عدم الاغترار بالدنيا والحذر من الركون إليها؛ لأن مآلها إلى الفناء، ولا يبقى إلا ما قدمه العبد لنفسه يوم القيامة، قال -صلى الله عليه وسلم-: «يقول ابن آدم: مالي مالي، قال: وهل لك يا بن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت؟». 4- التعلق بالله وحده، والتوكل عليه في حفظ ما يبقى للعبد بعد موته من مال، وولد وهو خير الوارثين. 5- التبرؤ من الحول والقوة في كسب المال، والنظر إلى أن المالك الحقيقي هو الله - عز وجل -، وإنما وضعه الله في أيدي الناس للاختبار، وهذا يحفز العبد إلى الإنفاق في سبيل الله - عز وجل - والجود به. قال -تعالى-: {وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} (الحديد: 7). وقال -سبحانه-: {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (الحديد: 10). وقال - عز وجل -: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (آل عمران: 180).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27-09-2023, 05:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من أسماء الله الحسنى

من أسماء الله الحسنى (2)


الفرقان


(الحي)


ورد اسمه -سبحانه- (الحي) خمس مرات في كتاب الله - عزوجل - وذلك في قوله -تبارك وتعالى-: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (البقرة: 255)، وقوله -سبحانه-: {الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (آل عمران:1، 2)، وقوله عزوجل: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} (طه: 111)، وقوله - عزوجل -: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} (الفرقان: 58)، وقوله -سبحانه-: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (غافر:65).
وفي السُنَّة قوله - صلى الله عليه وسلم - في دعائه: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث»، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون».
معنى «الحي»
قال في اللسان: «الحياة نقيض الموت، والحي من كل شيء نقيض الميت، والحيوان اسم يقع على كل شيء حي»، وقال الزجاجي: «(الحي) في كلام العرب خلاف الميت، والحيوان خلاف الموات».
المعنى في حق الله
«الله -عز وجل -هو الحي الباقي الذي لا يجوز عليه الموت ولا الفناء، ولا تعرف العرب عن الحيّ والحياة غير هذا»، وقال الطبري في تفسيره: «و(الحي): الذي لا يموت ولا يبيد كما يموت كل من اتخذ من دونه ربا، ويبيد كل من ادَّعى من دونه إلهًا، واحتج على خلقه بأن: من كان يبيد فيزول، ويموت فيفنى، فلا يكون إلهًا يستوجب أن يعبد دون الإله الذي لا يبيد ولا يموت، ولأن الإله هو الدائم الذي لا يموت، ولا يبيد، ولا يفنى، وذلك الله الذي لا إله إلا هو»، كما أن حياته -سبحانه- تستلزم ألا تأخذه سنة ولا نوم؛ فالنوم أخو الموت، والنوم نقص في كمال الحياة قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام».
أكمل الحياة وأتمها
ويقول الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: «وحياته -سبحانه- أكمل الحياة وأتمها، وهي حياة تستلزم جميع صفات الكمال، وتنفي أضدادها من جميع الوجوه، ومن لوازم الحياة العقل الاختياري؛ فإن كل حي فعال، وصدور العقل عن الحي بحسب كمال حياته ونقصها، وكل من كانت حياته أكمل من غيره كان فعله أقوى وأكمل، وكذلك قدرته؛ ولذلك كان (الرب) -سبحانه- على كل شيء قدير وهو فعال لما يريد. وقد ذكر البخاري في كتاب (خلق الأفعال) عن نعيم بن حماد أنه قال: الحي هو الفعال. وكل حي فعال؛ فلا فرق بين الحي والميت إلا بالفعل والشعور».
من آثار الإيمان بهذا الاسم العظيم
للإيمان بهذا الاسم العظيم آثار عديدة من أهمها ما يلي:
أولاً: محبة الله
إن علم العبد بربه -سبحانه- وبأن له الحياة الكاملة المطلقة التي تتضمن جميع صفات الكمال توجب على العبد محبة ربه -سبحانه- وإجلاله وتوحيده، وهذا يثمر في القلب الابتهاج، واللذة، والسرور مما تندفع به الكروب، والهموم، والغموم. يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: «فعِلم القلب ومعرفته بذلك توجب محبته وإجلاله وتوحيدَه، فيحصل له من الابتهاج، واللذة، والسرور ما يدفع عنه ألم الكرب، والهم، والغم، وأنت تجدُ المريض إذا ورد عليه ما يسرُّهُ ويُفرحه، ويقوي نفسه، كيف تقوى الطبيعة على دفع المرض الحسِّي، فحصولُ هذا الشفاء للقلب أولى وأحرى، ثم إذا قابلت بين ضيق الكرب وسعة هذه الأوصاف التي تضمَّنها دعاءُ الكرب، وجدته في غاية المناسبة لتفريج هذا الضيق، وخروج القلب منه إلى سعَةِ البهجة والسرور، وهذه الأمورُ إنما يصدق بها من أشرقت فيه أنوارها، وباشر قلبُه حقائقَها.
تأثير قوله: «يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث»
وفي تأثير قوله: «يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث» في دفع هذا الداء مناسبة بديعة؛ فإن صفة الحياة متضمِّنة لجميع صفات الكمال، مستلزمة لها، وصفة القيُّومية متضمنة لجميع صفات الأفعال، ولهذا كان اسمُ الله الأعظم الذي إذا دُعيَ به أجاب، وإذا سُئل به أعطى: هو اسمُ (الحيّ القيوم) والحياة التامة تُضاد جميعَ الأسقام والآلام، ولهذا لما كَمُلَت حياة أهل الجنة لم يلحقهم همٌّ، ولا غمٌّ، ولا حَزَنٌ، ولا شيء من الآفات، ونقصانُ الحياة تضر بالأفعال، وتنافي القيومية، فكمال القيومية لكمال الحياة، فـ (الحي) المطلق التام الحياة لا تفوتُه صِفة الكمال البتة، و(القيوم) لا يتعذَّرُ عليه فعل ممكن البتة، فالتوسل بصفة الحياة والقيومية له تأثير في إزالة ما يُضادُّ الحياة، ويضُرُّ بالأفعال.
ونظير هذا: توسلُ النبي - صلى الله عليه وسلم -إلى ربه بربوبيته لجبريل، وميكائيل، وإسرافيل أن يَهدِيَه لما اختُلفَ فيه من الحق بإذنه، فإن حياة القلب بالهداية، وقد وكل الله -سبحانه- هؤلاء الأملاكَ الثلاثة بالحياةِ، فجِبريلُ: موكَّل بالوحي الذي هو حياةُ القلوب، وميكائيل: بالقطر الذي هو حياةُ الأبدان والحيوان، وإسرافيل: بالنفخ في الصُّور الذي هو سبب حياة العالم وعودة الأرواح إلى أجسادها، فالتوسل إليه -سبحانه- بربوبية هذه الأرواح العظيمة الموكلة بالحياة، له تأثير في حصول المطلوب، والمقصود: أن لاسم (الحي القيوم) تأثيرًا خاصًا في إجابة الدعوات، وكشفِ الكُربات».
ثانيًا: التوكل الصادق على الله
يقول الله -عزوجل-: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا} (الفرقان: 58)، فمن آمن بأن ربه -سبحانه- هو الحي الذي له الحياة الكاملة، والحي الذي لا يموت أبدًا الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ولا غفلة، يكون توكله في جميع أموره عليه وحده -سبحانه- ويكون ربه هو ذخره وملجأه في كل حين، ويقطع تعلقه ورجاءه في المخاليق الضعاف الذين يموتون وينامون ويغفلون وينسون، ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعًا فضلاً عن أن يملكوه لغيرهم. ومن العجب أن يتعلق مخلوق بمخلوق مثله يموت، ويفنى، وينام، وينسى فمن ذا يعينه إذا نام أو نسي أو مات وتركه؟
ومن أعظم ما يتوكل على الله - عزوجل - فيه طلب الهداية والثبات على الإيمان، وعدم الزيغ عنه، ولذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم -يتوسل بحاله وفقره واستسلامه لربه -عزوجل- ويتوسل بعزته -سبحانه- وباسمه (الحي) الذي لا يموت في حفظ إيمانه، والاستعاذة بهذا الاسم العظيم من الضلال والغواية، وذلك كما ورد في دعائه - صلى الله عليه وسلم -أنه كان يقول: «اللَّهم لكَ أسلمتُ وبك آمنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أنبت، وبك خَاصمت، اللَّهم إني أعوذُ بعزتك لا إله إلا أنت أن تُضِلِّني أنتَ الحيُّ الذي لا يموتُ، والجن والإنس يموتون».
ثالثًا: الزهد في هذه الحياة الدنيا وعدم الاغترار بها
لأنه مهما أعطي العبد من العمر فلابد من الموت، أما الحياة الدائمة التي يهبها (الحي القيوم) لعباده المؤمنين فهي في الدار الآخرة في جنات النعيم، وهذا الشعور يدفع المسلم إلى الاستعداد للآخرة والسعي لنيل مرضات الله - عزوجـل - في الحياة السرمدية في جنات النعيم والله - جل شأنه - هو الذي يهب أهـل الجنة الحياة الدائمة الباقية التي لا تفنى ولا تبيد، قال -سبحانه-: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (العنكبوت: 64)، فحياة أهل الجنة دائمة بإدامة الله (الحي القيوم) لها.
رابعًا: اسمه -سبحانه- (الحي) يقتضي صفات كماله - عزوجل - كلها
فمن أنكر صفة كمال لله -تعالى- وعطلها، لم يؤمن بأنه (الحي)، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله -تعالى-: «... وكذلك إذا اعتبرت اسمه (الحي) وجدته مقتضيًا لصفات كماله من علمه، وسمعه، وبصره، وقدرته، وإرادته، ورحمته، وفعله ما يشاء»، والإيمان بصفات كماله -سبحانه- يقتضي آثار صفات كماله كلها، فتحصل من ذلك أن التعبد لله - عزوجل - باسمه (الحي) يوجب التعبد لله -سبحانه- بجميع صفاته وأسمائه الحسنى كلها، وأن آثارها إنما هي آثار لاسمه -سبحانه- (الحي).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.59 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]