ديوان البريد في الدولة الإسلامية ( النشأة والتاريخ ) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         العمل بروح الفريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الوثيقة الضائعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          اجعل شعارك يأبى الله علي والإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          قصة حديث سمعتُه من أحد خطباء الجمعة ليس له إسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الأب الناجح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          نساؤنا في الطرقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          عناية النبي صلى الله عليه وسلم بالسائلين عن العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          رمضان .. و ذكريـاته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          عندما يبكي الرجال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الصديق الحقيقي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-03-2023, 12:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,478
الدولة : Egypt
افتراضي ديوان البريد في الدولة الإسلامية ( النشأة والتاريخ )

ديوان البريد في الدولة الإسلامية

( النشأة والتاريخ )


عبدالكريم السمك




ارتبطت نشأة البريد في المجتمعات الإنسانية بنشأة التحضر الإنساني القائم على الاستقرار الحضاري، فكان نظام البريد لغة التواصل فيما بين المجتمعات الإنسانية، والتي سادها النظام السياسي بعد الاستقرار الحضاري. وقد عرفت الكثير من الحضارات القديمة نظام البريد: فالفراعنة عرفوا نظام البريد قبل ألفي سنة من الميلاد، وكانت الصين تتمتع بأكبر شبكة اتصالات بريدية في العالم القديم، كما عرف الرومان نظام البريد، ولم يكن الفرس بعيدين عن مثل هذا النظام، فكلمة بريد عند البعض من أهل الرأي، يقال بأنها معربة وأصل الكلمة (بريده دم) ومعناها مقطوع الذنب؛ لأن بغال البريد كانت مقطوعة الذنب كدلالة على مهامها ووظيفتها، ثم عربت الكلمة وخففت إلى الكلمة التي هي عليه الآن (البريد).

والبريد في وظيفته هو كناية عن تواصل بين شخصين أو طرفين، والبريد إما شفوياً أو على شكل رسالة، من الراسل إلى المرسل إليه.

وقد عرف العرب قبل الإسلام نظام البريد، فحفظت لنا قصص العرب وأشعارهم في الجاهلية الأخبار عن نظام البريد، فهذا لقيط بن يعمر الأيادي - المتوفّى سنة 250 قبل الهجرة - يقول:
أبلغ إياداً وخلل في سراتهم
إني أرى الرأي إن لم أخش قد نصعا



وهذا طرفة بن العبد قد أرسل رسالة وداع لأخيه خالد، بعد أن حمله النعمان الرسالة التي لقي فيها حتفه على يد عامله على البحرين بقصيدة مطولة كان مطلعها.
ألا أيها الغاوي تحمل رسالة
إلى خالد مني وإن كان نائيا


ولا يغيب عنا قصة نبي الله سليمان عليه السلام مع الهدهد، وحمله لخبر طالما غاب عن نبي الله سليمان عليه السلام، وهي قصة ملكة سبأ في اليمن، وقد كان بريد سليمان عليه السلام في هذا الغرض إنما هو الهدهد.

والملائكة في القرآن هم رسل الله إلى أنبيائه وأصفيائه من خيرة خلقه، ولذلك فهم بريد الله إلى الأرض، كما وأن الرسل من البشر هم بريد الله إلى الناس.

البريد لغة واصطلاحاً:
البريد في اللغة: هو التواصل والتخاطب والتفاهم والتقارب بين الراسل والمرسل إليه، وهو يعني كذلك المسافة والمعلومة والمقدرة. وفي الحديث النبوي الشريف الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه أقرّ بالطلب من أمرائه وولاته أدب الكتابة في الشكل الجمالي وحسن الخط، وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا أبردتم إليّ بريداً، فاجعلوه حسن الوجه حسن الاسم» وقد قيل: (الحمّى بريد الموت) أي: أنها رسول الموت ومنذرة فيه.

والبريد في قديمه وحديثه واحد في معناه ولفظه ودلالته، والبريد هو حمل الرسائل وتوصيلها على الدواب التي تُحمل عليها. ودوابّ البريد تسمى بريداً، سواء كانت خيولاً أو بغالاً، والبريد كذلك يفيد في بيان مقدار المسافة عند العرب، وهو فرسخان، أو أربعة فراسخ، والفرسخ ثلاثة أميال.

ومصطلح البريد اليوم يشير إلى الوكالة التي تقدم الخدمات البريدية فيما بين الأفراد والمجتمعات والدولة.



البريد في الدولة الإسلامية:
كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أول من استخدم البريد وعرفه في دولة الإسلام وتاريخه، فقبل مولد دولة الإسلام كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أرسل أول رسالة منه إلى ملك الحبشة (النجاشي) مع وفد الهجرة الذي قصد الحبشة فراراً بدينه، وكان حامل رسالته الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وذلك إيماناً من الرسول صلى الله عليه وسلم بتعميم ونشر رسالة الإسلام، فكما كانت الغزوات النبوية سبيلاً للذود عن الإسلام، ووسيلة لتأييد كلمته، كذلك كانت السفارات النبوية سبيلاً لأداء رسالته وإبلاغ صوته، إلى الملوك والأمراء الذين هم بداخل الجزيرة العربية وخارجها، وكانت هذه السفارات بمثابة رُسل من الرسول صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى أنه مارس في هذا النهج والأسلوب قمة ما يعرف بالسلك الدبلوماسي في التواصل مع الدول والحكومات، ففي شهر ذي الحجة للسنة السادسة من الهجرة، أبريل "نيسان" من السنة 628م، أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم كُتبه ورُسله إلى ثمانية من أولئك الحكام والملوك كانوا على التوالي:


قيصر القسطنطينية، ورسوله الصحابي (دحية الكلبي) رضي الله عنه.

المقوقس حاكم مصر ورسوله الصحابي (حاطب بن بلتعة اللخمي) رضي الله عنه.

كسرى عظيم الفرس، ورسوله الصحابي (عبدالله بن حذافة السهمي) رضي الله عنه.

النجاشي ملك الحبشة، ورسوله الأول يوم الهجرة الصحابي (جعفر بن أبي طالب) رضي الله عنه، والثاني الصحابي (عمرو بن أمية الضمري) رضي الله عنه.

المنذر بن ساوى ملك البحرين، ورسوله الصحابي (العلاء بن الحضرمي) رضي الله عنه.

هوذة بن علي الحنفي أمير اليمامة، ورسوله الصحابي (سليط بن عمرو) رضي الله عنه.

جيفر وعبد ابني الجلندي شيخا عُمان، ورسولهما الصحابي (عمرو بن العاص) رضي الله عنه.

هذا وقد وثق رسول الله صلى الله عليه وسلم كُتبه جميعاً بختمه الخاص فيه، وقد كُتب عليه - أي: الختم- محمد رسول الله، وكانت مكانة الكتاب في قيمته التوثيقية والرسمية تشترط وجود الختم على الكتاب المُرسَل.



وقد وُثِقَت جميع هذه الرسائل في مصداقيتها وصحتها عند علماء الأصول والتحقيق، ولا زال البعض من هذه الرسائل موجوداً في العديد من المتاحف العالمية، واستطاع العلامة المحقق الدكتور محمد حميد الله في كتابه "مجموعة الوثائق السياسية" – التي هي معنية بالعهد النبوي والخلفاء الراشدين- توثيق أكثر من ثلاثمائة وثيقة، فيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من مائتين وخمسين رسالة، كان قد راسل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قادته وولاته، كما أدرج مؤلف الكتاب مجموعة كبيرة من الرسائل، تعود لدولة الخلافة الراشدة، وهي كناية عن رسائل رسمية لقادة أو أمراء أو ولاة.

هذا وقد اهتم َّالخليفة عمر رضي الله عنه بنظام البريد فأحدث له داراً، وكذلك كان الأمويون مع سياسة الفتح الإسلامي، قد اهتمّوا بالبريد، وخلفهم العباسيون الذين نهجوا نهج من سبقهم بالاهتمام بالبريد.

البريد والعناية به كما جاء في كتب الجغرافيين المسلمين:
ارتبطت ولايات الدولة الإسلامية من وإلى مركز الخلافة، وذلك عن طريق البريد في هذا التوصل، وقد أشارت كتب الجغرافيين المسلمين إلى هذا الجانب من الاهتمام لدى حكام وخلفاء الدولة الإسلامية، وهذا ابن النديم في كتابه "الفهرست" يتكلم عن الكتب التي تناولت الحديث عن هذا الجانب من حضارة الدولة الإسلامية، ومن هؤلاء الذين ذكرهم ابن النديم قدامة بن جعفر المتوفّى سنة (320ه) صاحب العديد من المؤلفات بشتى العلوم والفنون، ومنها: كتابه النفيس "الخراج وصنعة الكتابة"، حيث تكلم في أحد فصوله عن اهتمام الدولة العباسية بدائرة البريد، وهو الغرض الأساسي من كتابي كل من ابن خردوذابة وقدامة، وقد أثنى على الكتاب المستشرق الروسي (كراتشكوفسكي) في كتابه "تاريخ الأدب الجغرافي العربي"، واعتبره امتداداً لكتاب "المسالك والممالك" لابن خردوذابة، وكلا الكتابين تكلما عن البريد واهتمام الدولة العباسية به، من قبيل تنظيم أمر الدولة، لكن (كراتشكوفسكي) أثنى على كتاب قدامة، في دقة معلوماته عن كتاب سلفه ابن خردوذابة، وثمة دراسة جميلة كتبها الدكتور محمد حسين العساف عن هذا الكتاب وقيمته العلمية، في بيان اهتمام الدولة الإسلامية بنظام البريد، وقد نشرها في مجلة الفيصل، بعرض للكتاب ومؤلفه، فتعرّض في الدراسة لما تحدث فيه قدامة عن البريد واهتمام المسلمين فيه. وفيما يلي: حديث أبو الفرج قدامة في الباب الحادي عشر من كتابه المذكور عن ديوان البريد والسكك والطرق إلى نواحي المشرق والمغرب الإسلامي حيث يقول:
"يحتاج البريد إلى ديوان يكون مفرداً به وتكون الكتب المنفذة من جميع النواحي مقصوداً بها صاحبه ليكون هو المنفذ لكل شيء منها إلى الموضع المرسوم بالنفوذ إليه، ويتولى عرض كتب أصحاب البريد والأخبار في جميع النواحي على الخليفة أو عمل جوامع لها، ويكون إليه النظر في أمر الفروانقيين[1] والموقعين[2] والمرتبين في السكك، وتنجز أرزاقهم وتقليد أصحاب الخرائط في سائر الأمصار، والذي يُحتاج إليه في صاحب هذا الديوان هو أن يكون ثقة إما في نفسه أو عند الخليفة القائم بالأمر في وقته؛ لأن هذا الديوان ليس فيه من العمل ما يحتاج معه إلى الكافي المتصفح، وإنما يحتاج إلى الثقة المتحفظ، والرسوم التي يحتاج إليها من أمر الديوان هو ما يقارب الرسوم التي بيناها في غيره مما يضبط به أعماله وأحواله، فأما غير ذلك من أمر الطرق ومواضع السكك والمسالك إلى جميع النواحي فإنا لم نذكره، ولا غنى بصاحب هذا الديوان أن يكون معه منه ما لا يحتاج في الرجوع فيه إلى غيره، وما أن سأله عنه الخليفة وقت الحاجة إلى شخوصه وإنفاذ جيش يهمه أمره وغير ذلك مما تدعو الضرورة إلى علم الطرق بسببه وجد عتيداً عنده ومضبوطاً قبله ولم يحتج إلى تكلف عمله والسؤال عنه، فينبغي أن نكون الآن نأخذ في ذكر ذلك وتعديده بأسماء المواضع وذكر المنازل وعدد الأميال والفراسخ وغيره من وصف حال المنزل في مائه وخشونته وسهولته أو عمارته أو ما سوى ذلك من حالته، ونبدأ بالطريق المأخوذ فيه من مدينة السلام إلى مكة وهو المنسك الأعظم وبيت الله الأقدم، ونأخذ بعد البلوغ إليه بذكر ما بعده من الطريق إلى اليمن ثم في سائر الجهات المقاربة له وتسميتها إن شاء الله".

وبعد ذلك ذهب قدامة إلى تحديد المسافات بين المناطق فيما يلي حديثه عن البريد ونظامه، ومع تعاقب الدول الإسلامية المتتالية، فقد اهتمت جميع هذه الدول بنظام البريد ووسائله: لما له من أهمية عظيمة في قوة وسيادة الدولة.





وفي تاريخنا الحديث، فقد حظي البريد بالاهتمام الكبير عند دول العالم قاطبة، وبنيت من أجل ذلك دوائر البريد في جميع دول العالم، ووضعت له النظم والإدارات، وغدا نظام البريد يستفيد منه العامة، بعد أن كان محظوراً عليهم في دول الغرب الأوروبي، حيث كان يومها خاصاً بالملوك، وقد خُفضت تكاليف البريد ووضع له نظام مالي، بدأ بالرسوم المالية في أوروبا، ثم تحول إلى الأختام بعدها، ثم تحول إلى نظام الطوابع الذي هو عليه اليوم، وكان ميلاد الطابع البريدي ما بين سنتي 1834- 1838م، ومن يومها غدا نظاماً عالمياً، يتأثر وبشكل مباشر مع مقتنيات الصناعة والابتكار والاختراع، ومن هذه الاختراعات الأنظمة السلكية واللاسلكية، وهذا اليوم غدا البريد شكلاً آخر، مع واقع ميلاد الحاسب الآلي، وما آلت إليه معطياته من تطور وارتقاء، بعد أن كان البريد يقوم بتوزيعه الموزع المختص فيه، إما على الأرجل أو على الدواب.

وتبقى صورة اهتمام الدولة الإسلامية في نظام البريد ورسالته، هي الصورة الأمثل في صقل هذه الأمة لوجه الحضارة الإنسانية، من تاريخ ميلادها وإلى يومنا هذا، وذلك بكثرة عطاءاتها والتي منها مصلحة البريد، فكانت هذه الحضارة شامةً جميلة في جبين الحضارة الإنسانية على مدى التاريخ في ماضيه وحاضره ومستقبله.

[1] الفروانقيين: الفرانق هو الذي يدل صاحب البريد على الطريق، معرّبة، وهم بمثابة مدراء البريد في المدن (الفيروزآبادي: القاموس المحيط).

[2] الموقعين: المكلفين بتوقيع معاملات البريد.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.15 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]