صلة قوية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 37 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1198 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16920 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-02-2023, 05:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي صلة قوية

صلة قوية
نهى فرج

زهرتي الحبيبة، أتذكَّرُ حينما بدأتْ ملامحُك في الوضوح شهرًا بعد شهر، حتى مرَّت الأعوام، واتضحت وتكوَّنت معالم شخصيتك.

وحمدًا لله أن مهارة العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين من أجمل ما يميِّزك، فوصل إيجابيات سلوكك الطَّيِّب إليَّ، فأصبح من يعرفك يسعى نحو معرفتي، فكنتِ أنتِ سببًا لمحبة أمهات زميلاتك في المدرسة وكلِّ معلماتك لي.

وهذا الرزق العظيم، وهذه الهبة الغالية، منحها الله لكِ، وما أعظمها من نعمة! محبة الآخرين، وتكوين صداقات ودائرة متسعة من المعارف.

ابتسامتك الصافية، ومحبتك الصادقة تصل إلى قلوب الآخرين، وكم أنا مشتاقة إلى أن أظلَّ صديقتك المقرَّبة يا ابنتي الحبيبة، يا زهرة حياتي التي كلُّها نضارة وبهجة وأمل.

كم أخشى أن يأتي عليَّ وقتٌ أشعر بأنني غير قادرة على فهمك، عاجزة عن الإنصات إلى بواطن كلماتك وما وراء عباراتك، وإدراك ما بين السطور، وألا أجيد معرفة مقاصدها وما تحويه من مشاعرَ وأحاسيس.

نعم، أخاف ألا أجد لغة اتصال مشتركة بيننا، أخاف ألا أكون قادرة على مساعدتك، وألا أكون قريبة إليكِ.
أخاف أن أفقدَ صداقاتك وقربي وقربك لي، أخاف أن أكون بعيدة عنكِ.

أخشى أن تصبحي كَتومًا وغامضة، تسترين عني مشاعرك وأفكارك وكلَّ ما يدور في عقلك وقلبك، لسبب واحد وهو أنكِ ترين أنْ لا جدوى ولا فائدة أو نفعًا من الحوار معي، فتختارين البعد عني تحت ستار أنكِ لا تريدين تحميلي مشكلاتك أو ضغوطك، ولا تهتمين بمشاركتي طموحاتِك وأحلامك وأهدافك.

أخشى أن تكون كلماتي لكِ تشكل عبئًا عليك، ولا تجدين فيها أيَّ منفعة معنوية أو نفسية، أو حلًّا وخطوات محدَّدة تساعدك وتوجِّهك.
أخشى أن تكون كلماتي قاسية تتسبَّب في جرحك وإيذائك، بينما قصدتُ نصيحتك.

أخشى أن أفتقد صواب الحكمة والمشورة والرأي الحق، فأُضِلَّك عن السبيل السليم، أو أُلحِق بكِ ضررًا أو أَذًى، حينها ستفضِّلين الصمت والابتعاد، وحتمًا لن تصارحيني بالسبب الحقيقي لبعدك عني.

أخاف من هذا التحوُّل وهذا التغيير، وأخشى أن تزداد المسافة بيننا بُعْدًا واتساعًا، فيقل الحديث تدريجيًّا حتى تنعزلي عني.

لا يا بُنيَّتي، لن أستسلم لهذه المخاوف، ولن أسمح لها أن تتحكم فيَّ وتسيطر عليَّ بشكل سلبيٍّ، سألجأ إلى الله، وأطلب معونته ودعمه في ألا ينقطع سبل الحوار والقرب بيننا يومًا.

سأحرص على دعاء الله بأن يلهمني صواب التصرف، ومساعدتك ونصيحتك وإرشادك وإفادتك قدر استطاعتي.
سأتعلَّم كيف أجد لغة حوار واتصال مثمر بيني وبينك يا حبيبتي، وكيف أعمل على تطويرها وتحسينها بشكلٍ مستمر.
سأقدِّر اختلاف مشاعرك وأحاسيسك ورؤيتك، وما يفرحك ويؤلمك أو يقلقك.

سأذكِّر نفسي أنكِ أحيانًا قد تبحثين فقط عمَّن يستمع إليك وينصت إلى كلماتك، دون إصدار أحكام عليها أو رصدها وتقييمها، قد تحتاجين فقط إلى من يسمعك ويتفهمك ويشاركك مشاعرك وأفكارك؛ بهدف الفضفضة، حينها سأتوقف عن تقديم النصيحة أو اللوم أو غيره من التصرفات التي قد تعوق لغة الاتصال والتحاور بيننا.

سأراعي أنكِ تتفقين معي وتشاركينني بعض الأمور، وتختلفين عني في غيرها.
سأحرص على الحفاظ على مشاعرك، ولن أستهزئ بها أو أسخر منها فقط لأنها تختلف عن مشاعري.
سأقدر أن اختلاف احتياجاتك هو ما يميِّزك ويشكِّل شخصيتك الخاصة.
وسأدعو الله سبحانه وتعالى ألا تضعف صلتُنا العزيزة، يا بُنيَّتي!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.33 كيلو بايت... تم توفير 1.78 كيلو بايت...بمعدل (3.70%)]