|
|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
منهج تربوي للأسرة في يومها من الاستيقاظ حتى المبيت
منهج تربوي للأسرة في يومها من الاستيقاظ حتى المبيت اللجنة العلمية في مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في جنوب بريدة الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. إن مما يتعين على الوالدين مناقشتُه والحديث عنه: تربيةَ هذا النشءِ التربيةَ السليمة؛ لأن تلك الذرية هي امتداد لحياة الوالدين، فهم ذخر لهم، وصدقة جارية، وذكر حسن، ولعل من أهم ذلك تربيتَهم في يومهم وليلتهم على الفضائل، ما أهميتها وما آليتها وخططها وخطوطها العريضة والدقيقة. من خلال تلك الحلقة سألقي الضوء سريعًا على تلك التربية، معلقًا برؤوس أقلام، وليتفهم الوالدان الكريمان ذلك في تطبيق برنامجهم على أولادهم حسب ما يناسبهم ويتوافق مع طبيعتهم التربوية، وسيكون الحديث من خلال عدة نقاط: النقطة الأولى: إن هذا المنهج والبرنامج الذي يرسم من قِبَلِ الوالدين لأولادهم غاية في الأهمية من الناحية التربوية والإيمانية، فسنجد الأولاد سَمَتْ أنفسهم، وتحسنت أخلاقهم؛ لأنهم امتثلوا تلك التربية واقعًا عمليًّا، وهذا لا شك أنه يساعد على حلِّ كثير من الإشكالات التربوية التي يثيرها الواقع العام في بعض الأحايين. النقطة الثانية: هذا المنهج هو باب واسع، ومجال فسيح لكسب الأجور والحسنات في التقوية الإيمانية للأولاد، وأيضًا هو حصن حصين من كثير من الشرور التي هي من عمل الشيطان، كيف لا وهي منتقاة من حياة خير البشر صلى الله عليه وسلم؟ وعندما تكون كسبًا للأجور لهذه الذرية، فلوالديهم مثلُ ما تحصَّل عليه الأولاد؛ حيث إنهم هم من دلَّهم عليه وربَّاهم على مثله. النقطة الثالثة: هذا البرنامج الذي يرسم للأولاد ينبغي أن يحتوي على خطوط عريضة؛ لأن الأولاد ليسوا على طبقة واحدة من النشاط والرغبة والحيوية وقوة الإيمان، فيرسم البرنامج على خطوط عريضة تشمل الجميع تطبيقًا وتفعيلًا. النقطة الرابعة: كما أنه يجب أيضًا أن يحتوي هذا البرنامج على خطوط دقيقة للمتميزين من الأولاد ذوي النشاط التربوي الراغبين في المزيد منه، بحيث تنمى مواهبهم وتصقل أفكارهم من خلاله. النقطة الخامسة: التشجيع والتحفيز من الوالدين، فهم بعد توفيق الله تعالى وَقودُ هذا البرنامج، فتشجيع قوليٌّ ومالي وعيني للأولاد على تطبيقهم للبرنامج هو مما يكون سببًا في ثبات هذا البرنامج وانسيابيته مع الأولاد. أيها الوالدان الكريمان، إن ما تُنفِقانِه في سبيل تربية أولادكم هو صدقة مخلوفة، بل هو أفضل الصدقات، وكن منصفًا في المكافأة لا إفراط ولا تفريط، واجعل لكل منهم ما يناسبه من المكافآت العينية، فيناسب الكبار ما لا يناسب الصغار، خصوصًا ما يتعلق في وسائل التواصل وشؤون التقنية. النقطة السادسة: مما يحتاجه البرنامج أن يحفظ الأولاد الأذكار الدورية في اليوم والليلة ولو أقام الوالدان مع أولادهم دورة منزلية مصغرة في حفظ هذه الأذكار خلال فترة معينة مناسبة كأسبوعين مثلًا، لكان ذلك حسنًا، وكان تمهيدًا للبرنامج، وهذه الأذكار كأذكار الدخول والخروج، والمأكل والمشرب والنوم، والأذكار الصباحية والمسائية، وما إلى ذلك. النقطة السابعة: ناقشوا هذا البرنامج في جلساتكم الأسرية مع أولادكم، واستطلعوا أفكارهم ومرئياتهم ومدى قابليتهم، وشدوا من أزرهم، واضربوا الأمثلة لهم. هذا وغيره يحتاج من الوالدين جهدًا واضحًا؛ لأن النتيجة كبيرة وواضحة، وهي سبب لصلاح سلوكهم وأخلاقهم، وهذا البرنامج يختطه الوالدان الكريمان بما يناسب أولادهم؛ كالركعات التي يركعونها كركعتي الضحى وصلاة الوتر، والتسبيحات والأذكار الصباحية والمسائية، وشيء من قيام الليل، وشيء من الصيام، وما إلى ذلك من الأعمال الفاضلة، تُضَمَّن كل هذه الأعمال، فتكون برنامجًا يختطه الوالدان حسب ما يناسب أولادهم. فمن فقرات هذا البرنامج: أولًا: دعاء الاستيقاظ وهو (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور، الحمد لله الذي ردَّ عليَّ روحي، وأَذِنَ لي بذِكره)، فما أجمل الحمد أن يكون في أول اليوم مع الأذكار المصاحبة له. ثانيًا: من فقرات هذا البرنامج ركعتا الفجر، وقد يهملهما أو ينساهما بعض الأولاد، وقد قال فيهما النبي صلى الله عليه وسلم: ((ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها))، وإن فاتتا قبل الصلاة فإنهما تقضيان بعد الصلاة أو في وقت الضحى. ثالثًا: صلاة الفجر، فمن صلاها فهو في ذمة الله. رابعًا: الأذكار الصباحية والمسائية، وهي حصن حصين للمسلم من جميع الشرور، ويمكن معرفة هذه الأذكار من خلال كتب أهل العلم أو الشبكة العنكبوتية. خامسًا: صلاة الضحى، وهي ركعتان فأكثر، ووقتها من بعد خروج الشمس بعشر دقائق حتى قبل أذان الظهر بعشر دقائق، وهي تعادل ثلاثمائة وستين صدقة. سادسًا: صلاة السنن الرواتب، وهي ثنتا عشرة ركعة: أربع قبل الظهر وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر. سابعًا: قول "سبحان الله وبحمده" في اليوم مائة مرة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حُطَّتْ خطاياه وإن كانت مثل زَبَدِ البحر))؛ رواه البخاري، وأيضًا قول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في اليوم مائة مرة)؛ فقد ثبت في البخاري أن من قالها مائة مرة في اليوم كتَبَ الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكانت عدل عشر رقاب؛ أي: كأنما أعتق عشر رقاب، وكان في حرز من الشيطان يومَه ذلك حتى يمسي. ثامنًا: قراءة من كتاب ولو صفحة أو صفحتين يوميًّا؛ فهي زاد ثقافي وتربوي إيماني يتكاثر مع الوقت. تاسعًا: استحداث حلقة ذِكر في البيت لأهل البيت أو لبعضهم؛ فهي خير عظيم، تكون سببًا في حضور الملائكة وتنزُّل الرحمة وغشيان السَّكينة، وأن الله عز وجل يذكُرُهم فيمن عنده. عاشرًا: المحافظة على الأذكار الدورية اليومية؛ كأذكار دخول المنزل والخروج منه، والمأكل والمشرب، والسلام على الأهل، وما إلى ذلك مما هو منشور في كتب أهل العلم. الحادي عشر: صلاة الوتر، ووقتها من بعد صلاة العشاء حتى أذان الفجر، وأقلُّه ركعة، ولا حدَّ لأكثره، فيصلي مثنى مثنى ثم يختم بركعة. الثاني عشر: النوم على طهارة؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أخذتَ مضجعك، فتوضَّأْ وضوءك للصلاة))، فهو خير عظيم. الثالث عشر: الأذكار قبل النوم. الرابع عشر: استحداث سؤال أسبوعي تربوي للأولاد يتعرفون من خلاله على تصحيح سلوكيات سلبية، أو تنمية سلوكيات إيجابية. الخامس عشر: تعريفهم بأهمية هذا البرنامج والتمسك به وتفعيله وتطبيقه وتنفيذه. معاشر الآباء والأمهات، هذا برنامج مقترح بخطوطه العريضة، أما خطوطه الدقيقة فلكلٍّ ما يناسبه منها، فاحرصوا يرحمكم الله على تطبيق ذلك؛ فلكم مثلُ ما فعَل هؤلاء الأولاد من الأجور والحسنات. أسأل الله تبارك وتعالى التوفيق والبركة للجميع، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |