وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 363 - عددالزوار : 67178 )           »          فأين تذهبون | دورة الإستعداد لرمضان 1446هـ | الشيخ محمد حسين يعقوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 297 )           »          جامع الصدقات له مثل أجر المتصدقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          حديث: أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أهمية التقنية في خدمة علوم السنة النبوية: مشروع الإسناد المتعدد لصحيح مسلم أنموذجا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3071 - عددالزوار : 297284 )           »          تفسير سورة الأعلى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          التسلسل الزمني لأسباب النزول وأثره في تفسير القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          تفسير سورة البينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          أثر بث التسجيل الأول للمصحف المرتل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-01-2025, 07:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 146,537
الدولة : Egypt
افتراضي وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ





وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ

محمد سيد حسين عبد الواحد



✍️: عناصر الموضوع:
✍️: العنصر الأول: من دلائل رحمة الله إرسال الرسل.
✍️: العنصر الثاني: التأييد الإلهي بالمعجزات الباهرات.
✍️: العنصر الثالث: قريش تستبعد الإسراء وتسكت عن المعراج .
✍️: الموضوع :
✍️ ايُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَامُ :
إنَّهُ مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ هَذَا الْعَالَمَ إنَّمَا لَهُ إِلَهٌ خَالِقٌ مُوجِدٌ أَوْجَدَهُ مِنْ الْعَدَمِ، وَجَعَلَ فِيهِ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَزَيَّنَهَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَهَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا ، كُلُّ ذَلِكَ فِي يَوْمَيْنِ اثْنَيْنِ ، وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قبل ذلك خَلَقَ الْأَرْضَ وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَ الْخَلَائِقِ كُلُّ ذَلِكَ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءٍ لِلسَّائِلِينَ ، ثُمَّ إنَّهُ لَا ارْحَمَ بِالْعِبَادِ مِنْ الخالق الْعَظِيمِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، ثُمَّ إنَّ مِنْ أَعْظَمِ دَلَائِلِ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى بِعِبَادِهِ بَعْثَةَ الْأَنْبِيَاءِ وَإِرْسَالَ الرُّسُلِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا، وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا، رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } } [سُورَةُ النِّسَاءِ] .
✍️: الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ:
فِي حَدِيثِه الْجَامِعِ الْمَانِعِ ، الْمُفِيدِ الْمَاتِعِ ، عَنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ عليهم السلام، تَكَلَّمَ القرآنُ عَنْ تَأْيِيدِ اللَّهِ لَهُمْ وَعَنْ تَصْدِيقِ اللَّهِ لَهُمْ بِمَا ايَّدَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ مِنْ الْمُعْجِزَاتِ الباهرات وَمن خَوَارِقِ الْعَادَاتِ، ليُظهِروا الحقَّ الذي بعثوا به، وليُحاربوا الباطلَ للذي أرسلوا من أجل القضاء عليه بسيفِ العلمِ والإيمانِ والدليلِ والبرهانِ.
اخرج مسلم رحمه الله من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً فأرَاهُمُ انْشِقَاقَ القَمَرِ مَرَّتَيْنِ.
وقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ :
«كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ فَأَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ إِلَى أَهْلِي قَالَ هَلْ لَكَ إِلَى خَيْرٍ ؟ قَالَ مَا هُوَ ؟ قَالَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ؟ قَالَ هَلْ مِنْ شَاهِدٍ عَلَى مَا تَقُولُ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الشَّجَرَةُ فَدَعَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ فِي شَاطَىءِ الْوَادِي فَأَقْبَلَتْ تَخُدُّ الْأَرْضَ خَدًّا حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ فَاسْتَشْهَدَهَا ثَلَاثًا فَشَهِدَتْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» .
✍️: أيها الإخوة الكرام:
كَلَّمَنَا الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ عَنْ الطُّوفَانِ آيَة اللَّهِ تَعَالَى لِسَيِّدِنَا نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ . .
كَلَّمَنَا الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ عَنْ النَّاقَةِ آيَةِ اللَّهِ تَعَالَى لِسَيِّدِنَا صَالِحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ .
كَلَّمَنَا الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ عَنْ النَّار التي جُعلت بردًا وسلامًا آيَةِ اللَّهِ تَعَالَى لِسَيِّدِنَا إبراهيم عَلَيْهِ السَّلَامُ .
كَلَّمَنَا الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ عَنْ الْعَصَا وَالْيَدِ الَّتِي تَخْرُجُ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةِ اللَّهِ تَعَالَى لِسَيِّدِنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ . .
كَلَّمَنَا الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ عَنْ الْحَدِيدِ الَّذِي لَانَ ، وَعَنْ الْجِبَالِ وَالطَّيْرِ اللَّاتِي يُسَبَحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ آيَة اللَّهِ تَعَالَى لِسَيِّدِنَا دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ . .
كَلَّمَنَا الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ عن طيور تتكلم وعن هوام تحذر وتنذر وتعذر وعن جنود من الجن والإنس والطير تحشر آيَة اللَّهِ تَعَالَى لِسَيِّدِنَا سليمان عَلَيْهِ السَّلَامُ . .
كَلَّمَنَا الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ عَنْ إِبْرَاءِ الْأَكْمَهِ وَالْأَبْرَصِ بإذن الله وَعَنْ إِحْيَاءِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ آيَة اللَّهِ تَعَالَى لِسَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ . .
كَلَّمَنَا الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ عَنْ قَمَرٍ يَنْشَقُّ نِصْفَيْنِ اثْنَيْنِ وَعَنْ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ نَزَلَتْ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ ، وَعَنْ إِسْرَاءَ مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى فِي جُزْءٍ مِنْ اللَّيْلِ وَعَنْ مِعْرَاجٍ مِنْ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَوَاتِ الْعُلَى ثُمَّ إِلَى مَا بَعْدَهَا وَمَا وَرَاءَهَا آيَةُ اللَّهِ تَعَالَى لِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ السَّلَامُ . .
✍️ : اَلْقَاسِمُ الْمُشْتَرَكُ :
بَيْنَ جَمِيعِ مُعْجِزَاتِ الرُّسُلِ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ هُوَ إِقْرَارُ الْأَنْبِيَاءِ أَنَّ جَمِيعَ الْمُعْجِزَاتِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَانَّ جَمِيعَ خَوَارِقِ الْعَادَاتِ الَّتِي تَظْهَرُ عَلَى أَيْدِيهِمْ إِنَّمَا هِيَ مِنْ صُنْعِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ}} [سورة الرعد] .
لَمْ يَدَّعِ نَبِيٌّ وَلَا رَسُولٌ آتَاهُ اللَّهُ مُعْجِزَةً فَقَالَ هِيَ مِنْ عِنْدِي أَوْ قال أَنَا فَاعِلُهَا ، وَإِنَّمَا يَأْتِي الرَّسُولُ بِالْمُعْجِزَةِ فَيَنْسُبُهَا إِلَى الْفَاعِلِ الْحَقِيقِيِّ وَهُوَ وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْقَائِلُ فِي شَأْنِ مُعْجِزَاتِ سَيِّدِنَا عَيْسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ
{{وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}} [سورة آل عمران] .
وطلبت قريش المعجزة (التعجيزية) من النبي محمد صلى الله عليه وسلّم {{وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنبُوعًا، أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا، أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا، أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا }} [سورة الإسراء] .
✍️: اَلشَّاهِدُ :
أَنَّ الْمُعْجِزَاتِ الهائلات وَأنَّ خَوَارِقَ الْعَادَاتِ الباهرات الَّتِي تَظْهَرُ عَلَى أَيْدِي الْأَنْبِيَاءِ هِيَ مِنْ صُنْعِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وليست من صنع الرسل، وَأَنَّ الْمُعْجِزَاتِ وَخَوَارِقَ الْعَادَاتِ الغرض منها تثبيت قلوب المرسلين، والغرض منها تثبيت قلوب المؤمنين على الدين الحق، وفوق ذلك تَشْهَدُ المعجزات بِصِدْقِ الْأَنْبِيَاءِ وَلَا تُكَذِّبُهُمْ ، وَأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَالْمُرْسَلِينَ يَتَحَدَّوْنَ أَقْوَامَهُمْ انْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذِهِ الْمُعْجِزَاتِ فَيَعْجِزُ النَّاسُ عَنْ الْإِتْيَانِ بِمِثْلِهَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ مُعْجِزَةِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ : {{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَـٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}} [سورة الإسراء] .
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يملأ قلوبنا إيمانا، وأن يجعلنا من السعداء في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير.
✍️: الخطبة الثانية:
بقي لنا في ختام الحديث عن المعجزات الباهرات، وعن خوارق العادات التي أيد الله بها، وصدق بها الأنبياء والمرسلين.. بقي لنا ان نقول إن أحد اقوى هذه المعجزات معجزة الإسراء والمعراج بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم
قال رب العالمين: {{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}} [سورة الإسراء] .
الإسراء والمعراج معجزة فريدة ما كانت، ولم تكن، ولن تكون لأحد من الأولين والآخرين، اللهم إلا لسيدنا محمدا صلى الله عليه وسلّم.
جعل الله الإسراء والمعراج تأييدا وتثبيتا لقلب النبي محمد صلى الله عليه وسلّم، وجعلها الله تعالى شاهد عيان على صدقه عليه الصلاة والسلام..
عن الإسراء تكلم القرآن الكريم، وعن الحكمة من الإسراء تكلم القرآن الكريم في سورة سميت باسم الإسراء {{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا }}
وعن المعراج تكلم القرآن الكريم، وعن الحكمة من المعراج تكلم القرآن الكريم في سورة سميت بسورة النجم وفيها هذه الآيات {{ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ، أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ، وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ، عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ، عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ، إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ، مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ، لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ }}
مَا أَدْهَشَنِي وَأَذْهَلَنِي وَانَا أَقْرَأُ عَنْ مُعْجِزَةِ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ هُوَ مَوْقِفُ قُرَيْشٍ مِن الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ..
فقُرَيْشُ : هِيَ الْعَدُوُّ الْأَوَّلُ لِلْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ الَّذِي وَقَعَتْ فِيهِ الْإِسْرَاءُ وَالْمِعْرَاجُ . .
قَرَيْشُ : هِيَ الْعَدُوُّ الْأَوْحَدُ لِلْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ وَرَغْمَ ذَلِكَ لَمَّا أَصْبَحَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَكَلَّمَهُمْ عَنْ الْإِسْرَاءِ مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَعَنْ الْمِعْرَاجِ إِلَى السَّمَوَاتِ الْعُلَا لَمْ يَلْتَفِتُوا جُمْلَةً وَاحِدَةً إِلَى الْمِعْرَاجِ ، وَالْتَفَتُوا إِلَى الْإِسْرَاءِ وَتَكَلَّمُوا فِيهَا ولم يصدقوها ( اسْتِعْظَامًا ) وَ ( اسْتِبْعَادًا ) حتى ان منهم من ضرب كفا على كف ومنهم من وضع يديه على راسه مأخوذا مدهوشا .. وَلَيْسَ تَكْذِيبًا بالمعنى الحرفي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالُوا : مَسَافَةٌ نَضْرِبُ إِلَيْهَا أَكْبَادَ الْإِبِلِ شَهْرًا أَيَأْتِيهَا فِي جُزْءٍ مِنْ اللَّيْلِ ؟ !
قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ :« لما كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ، قُمْتُ في الحِجْرِ، فَجَلا اللَّهُ لي بَيْتَ المَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عن آياتِهِ، وأنا أنْظُرُ إلَيْهِ» اخرجه البخاري.
ايها الإخوة الكرام: قَرِيْشٌ استعظمت واسْتَبْعَدَتْ حُدُوثَ الْإِسْرَاءِ بِسَبَبِ كُفْرِهَا بِاللَّهِ تَعَالَى ، وَبِسَبَبِ جَهْلِهَا بِقُدْرَةِ اللَّهِ الَّتِي لَا تَحُدُّهَا حُدُودٌ وَلَا تُدْرِكُهَا عُقُولُ الْبَشَرِ ، وَالْإِنْسَانُ عَدُوُّ مَا يَجْهَلُ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْحَكِيمِ {{ بَلْ كَذَبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ۚ }} [سُورَةُ يُونُسَ] .
امَّا الْمُؤْمِنُونَ : فَازْدَادُوا بَعْدَ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ دُرُّهُ ابُو بَكْرٍ يَقُولُونَ لَهُ يَزْعُمُ صَاحِبُكَ انْهُ أَتَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَأَصْبَحَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَقَالَ : إِنِّي أُصَدِّقُهُ فِي خَبَرِ السَّمَاءِ يَأْتِيهِ فِي غَدْوَةٍ أَوْ رَوْحَةٍ لَئِنْ قَالَ ذَلِكَ لَقَدْ صَدَقَ .
نسأل الله العظيم أن يملأ قلوبنا إيمانا وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
««««««««««««««««««««««««««««««««««««««
✍️ جمع وترتيب:
الشيخ / محمد سيد حسين عبد الواحد.
أوقاف القليوبية، إدارة القناطر الخيرية.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.12 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]