صفات المصطفى صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 358 - عددالزوار : 67170 )           »          فأين تذهبون | دورة الإستعداد لرمضان 1446هـ | الشيخ محمد حسين يعقوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 296 )           »          جامع الصدقات له مثل أجر المتصدقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 80 )           »          حديث: أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أهمية التقنية في خدمة علوم السنة النبوية: مشروع الإسناد المتعدد لصحيح مسلم أنموذجا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3071 - عددالزوار : 297277 )           »          تفسير سورة الأعلى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          التسلسل الزمني لأسباب النزول وأثره في تفسير القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 78 )           »          تفسير سورة البينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          أثر بث التسجيل الأول للمصحف المرتل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-01-2025, 10:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 146,532
الدولة : Egypt
افتراضي صفات المصطفى صلى الله عليه وسلم

صفات المصطفى صلى الله عليه وسلم

د. خالد بن حسن المالكي
الخطبة الأولى
الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخير الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون، أوصيكم ونفسي المقصِّرة بتقوى الله؛ فتقوى الله فوز لنا في الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

إخوة الإيمان،نحن اليوم على موعدٍ مع حديث عن أفضل خَلْقِ الله؛ عن نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، الذي اختاره الله ليكون خاتمًا للأنبياء والمرسلين، الذي أرسله الله رحمةً للعالمين، وجعل في سيرته العَطِرة أسمى الدروس، وأفضلَ المعاني، التي ينبغي أن نقتدي بها في حياتنا اليومية.

لقد عاش النبي صلى الله عليه وسلم بين الناس، ورأوه في أبهى صور العطاء، وفي أسمى معاني الرحمة، في شجاعة لا مثيل لها، وفي صبر عظيم لا يقدر عليه إلا من كان على خلق عظيم، فما أحوجنا اليوم إلى العودة إلى سيرته العطرة، وأن نتأمل في صفاته التي تميَّزت بالعظمة والشمول!

أيها الأحِبَّة في الله، إن من أعظم ما تميَّز به النبيُّ صلى الله عليه وسلم الرحمةَ؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم أرحمَ الناس بالناس؛ قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].

الرحمة التي تحقَّقت في شخصه الكريم لم تقتصر فقط على المؤمنين به، بل شمِلت حتى أعداءه، فكانت رحمته تَسَعُ الجميع؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، ومن أبرز صور الرحمة التي تظهر في سيرته تلك الرحمةُ التي أظهرها للمشركين الذين آذَوه وأخرجوه من بلده، ثم جاء وقت كان فيه في قمة القوة والتمكُّن.

دخل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح البيتَ، فصلى فيه ركعتين، ثم خرج فأخذ بعضادتي الباب، فقال: ((الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ماذا تقولون؟ وماذا تظنون؟ قالوا: نقول خيرًا، ونظن خيرًا، أخٌ كريم، وابنُ أخٍ كريمٍ، وقد قدرتَ فأسْجِحْ، قال: فإني أقول كما قال أخي يوسف: ﴿ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 92])).

هذا هو التواضع، وهذا هو العفو الذي أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إخوة الإيمان، لقد كانت العدالة من أبرز صفات النبي صلى الله عليه وسلم، كان لا يحابي في الحُكْمِ أحدًا، ولا يخشى في الله لومة لائم، وقد شهِد له أعداؤه قبل أتباعه بأنه أعظم الناس عدلًا، ومما لا يُنسى في سيرته حادثةُ المرأة المخزومية التي سرقت في عهده في غزوة الفتح، ففزِع قومها إلى أسامة بن زيد يَسْتَشْفِعُونه، قال عروة: ((فلما كلَّمه أسامةُ فيها، تلوَّن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أتكلمني في حدٍّ من حدود الله؟ قال أسامة: استغفر لي يا رسول الله، فلما كان العشِيُّ قام رسول الله خطيبًا، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد؛ فإنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدَّ، والذي نفس محمد بيده، لو أن فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرقت، لَقطعتُ يدها))؛ [أخرجه البخاري]، في إشارة واضحة إلى أن العدالة لا تحابي أحدًا مهما كان، بل الحق هو الحكم، والعدل هو الأساس.

ثم جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم بأسمى معاني التواضع، كان صلى الله عليه وسلم في بيته مثل باقي الناس، لا يتفاخر ولا يبالغ في الأثاث ولا المأكل، فكان إذا دخل عليه أحدهم لا يعرفه، حتى يحدِّد له أحد الصحابة أنه النبي صلى الله عليه وسلم، لم يكن له شيء يعلو به على الناس، بل كان يعيش في أبهى صور التواضع.

أيها المسلمون، كيف لنا أن نكون أفضل في حياتنا اليومية؟ وكيف نُطبِّق هذه القيم العظيمة التي تعلَّمناها من رسولنا الكريم؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم كان مُعلِّمًا في الحياة بكل جوانبها، فكان في تعامله مع أهل بيته أرقى الخَلْقِ وخيرَ الناس، وفي علاقته مع أصحابه أصدقَ الناس وأوفاهم، وكان حتى في علاقاته مع أعدائه أرفعَ الناس منزلةً، وأعظمَهم خُلُقًا.

إن التواضع، والرحمة، والعدل، والصبر هي أهم الصفات التي ينبغي أن نتبنَّاها في حياتنا اليومية؛ فالتواضع يُعزِّز العلاقات الإنسانية، والرحمة تعُمُّ النفوس، والعدل يحقِّق السلام، والصبر يجلِب الأجر الكبير من الله عز وجل.

أيها المسلمون، لِنُعاهِدْ أنفسنا اليوم أن نقتديَ برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أمور حياتنا، وأن نأخذ من صفاته العظيمة منهاجًا لنا في سلوكنا اليومي.

اللهم ارزقنا الاقتداءَ بمن أمرتنا بالاقتداء به: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله الذي أمرنا بالاقتداء برسوله الكريم، وجَعَلَ في سُنَّتِهِ الكريمة سراجًا منيرًا نهتدي به في ظلمات الحياة، وجَعَلَ لنا فيه أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، وذكر الله كثيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:
فيا أيها المسلمون: ما أروع أن نعيش مع سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقد كانت حياته أفضلَ مثالٍ على الصدق، والأمانة، والكرم، والشجاعة، والرحمة، وإذا أردنا أن نعيش حياة طيبة، فلا بد لنا من أن نتَّبع سنته في جميع نواحي حياتنا.

والصدق والأمانة - معاشر الكرام - كانت من أبرز خِصال النبي صلى الله عليه وسلم، حتى قبل بعثته كان يُلقَّب بالأمين، وهذا اللقب لم يكن عبثًا، بل كان نتيجةً لأخلاقه الكريمة التي امتاز بها حتى مع أعدائه.

كان صلى الله عليه وسلم أمينًا في كل ما يتعلق بحقوق الناس، وكان لا يرضى لنفسه أن يتسلَّطَ على أحد ظلمًا وعدوانًا؛ وكان يقول: ((من لا أمانة له، لا إيمان له))، ظهرت أمانته في نقل الوحي، وفي التعامل مع أصحابه، وفي الحكم بين الناس.

أيها المسلمون، في حديثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم نجد أن حياته كانت عبارة عن دروس عملية في العمل الصالح، فمن هو أعظم من رسول الله في العبادة والدعوة إلى الله؟ ومن هو أكثر منه في الكفاح والصبر؟ فقد عاش صلى الله عليه وسلم ثلاثًا وعشرين سنة كاملة في الدعوة، عاصر فيها من الأذى والعقبات ما لا يتحمله غيره، ولكن مع كل تلك الصعوبات، كان صلى الله عليه وسلم لا يتردد لحظة في نشر رسالة الله عز وجل.

ومن بين صفحات شخصيته العظيمة تبرُز صورةُ القيادة؛ حيث كان قائدًا حكيمًا، يتخذ القرارات الصائبة في أحلك الظروف، ولكن مع ذلك، لم يكن يتخذ قراراته إلا بعد التشاور مع أصحابه، مُمتثلًا أمر الله عز وجل: ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159].

أيها الأحِبَّة، لنأخذ من حياة النبي صلى الله عليه وسلم دافعًا لتحسين أنفسنا، واتباع هذه المبادئ في حياتنا اليومية، لنكن صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين، ولنعمل بالأمانة في كل شيء، ولنتَّصف بالتواضع والرحمة، ولنتَّسم بالصبر في الأوقات الصعبة، ولْنَسْعَ دائمًا لتحقيق العدالة في كل تعاملاتنا.

نسأل الله أن يوفِّقنا لاتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يرزقنا فَهمَ سيرته العطرة، والعمل بها في حياتنا اليومية.

اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم اجعلنا من أتباعه المخلصين، واجعلنا من أهل شفاعته يوم القيامة.

هذا، وصلُّوا وسلِّموا على خير البرِيَّة؛ محمد بن عبدالله؛ كما أمرنا الله تعالى فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارزقنا الاتِّساء بسُنَّتِهِ، والاقتداء بهَدْيِهِ، واحشُرْنا في الآخرة في زُمْرَتِهِ، وتحت لوائه.

اللهم لك الحمد كله...


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.94 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.03%)]