معالم النجاح في شخصية علي بن أبي طالب رضي الله عنه - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854815 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389697 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-05-2023, 07:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي معالم النجاح في شخصية علي بن أبي طالب رضي الله عنه

معالم النجاح في شخصية علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأرضين، أرسل رسله حجة على العالمين ليحيا من حيَّ عن بيِّنة ويهلك من هلك عن بيِّنة، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، البشير النذير، والسراج المنير، نصح لأمته، وجاهد في الله حق جهاده، فترك أمته على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلَّى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره واستنَّ بسُنته إلى يوم الدين، أما بعد:
عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فهي وصية الله للأولين والآخرين ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴾ [النساء: 131]، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [الحشر: 18، 19]، أما بعد:
علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
هو أبو الحسن، وأبو تراب، وأبو السبطين، وزوج البتول سيدة نساء الجنة؛ فاكتسب شرفًا ما أكمله! وخُلُقًا ما أتَمَّه! لم تكن له صبوة، ولم يسجد لصنم، ولم يشرب خمرة، الشجاع الذي سمَّتهُ أمُّه حَيدَرة، صاحب المواقف، وحامل لواء الإسلام في كثير من المشاهد، أقضى الأُمَّة علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ قالَهُ الرسول صلى الله عليه وسلم، بطل الأبطال، وفارس الفرسان، ومُجندِل الشجعان، رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشَّرينَ علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعمَّن ترضى عنه، ولقربه من الرسول صلى الله عليه وسلم شارك في تغسيل النبي وتكفينه ووَلِي دَفنَه.

من معالم النجاح في شخصية علي رضي الله عنه:
علي بن أبي طالب وبيت النبوة:
إن المجتمع المحيط بالإنسَانِ لهُ الأثَرُ العظيم في تربية النشء، وقد نشأ رضي الله عنه في بيت محمد صلى الله عليه وسلم؛ فتنَفَّسَ الأخلاقَ الفاضِلةَ مع الهواءِ وشربِ الماء، وآمن برسولنا عليه الصلاة والسلام، كان أول من آمَن من الصبيان، وعايش الرسول صلى الله عليه وسلَّم بداية الدعوة، وصبر على الأذى مع حبيبه عليه الصلاة والسلام، ولمَّا شبَّ عليٌّ رضِيَ اللهُ عنهُ تزوَّجَ فاطِمةَ بنت رسولِ الله صلى الله عليه وسلَّم في السنة الثانية أو الثالثة، فولدت لهُ الحَسَنَ والحُسين ومُحَسِّن وأمَّ كُلثُوم وزَينَب، مَا أكرَمَهُ مِن نَسَب! وما أشرَفَهُ مِن حَسَب! وهَل أكرَمُ مِن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فعَاشَ وتَعَايَشَ معَهُ كَأحسنِ ما يتعَايَشُ الكِرام.

علي بن أبي طالب والصُّحبة:
إن من يعيش في بيت النبوة فيصحب مَنْ صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يترقَّى في سُلَّم الصحبة والولاية، فلقد عاشوا مع النبي المصطفى إخوانًا متآلفين، وعلى نصرة دين الله متعاضدين، ولمَّا توفي المصطفى صلى الله عليه وسلم بايع أبا بكر وعمر، وكان القاضي في زمن عمر، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عليٌّ أقْضانا، وكان يتعوَّذ من معضلة ليس لها أبو الحسن؛ يعني عليًّا رضي الله عنهما جميعًا.

يقول عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه: لقد أُعطي عليٌّ رضي الله عنه ثلاثَ خصال لَأَن تَكُون لي خصلة منها أحب إليَّ من حُمْرِ النَّعمِ، تزويجهُ ابنته، وسكناهُ في مسجده، والرايةَ يوم خيبر.

ولم يحدث أن امتنع آل البيت من طاعة أبي بكر وعمر بل تصاهروا؛ فعمر رضي الله عنه تزوَّج ابنة علي، وسمَّى علي ابنَيْه باسمي أبي بكر وعمر، وكذا تزوج آل البيت من أولاد الشيخين رضي الله عنهما، فلقد بايع الصدِّيق رضي الله عنه، وبايع عمر، ولما طُعِن عمر رضي الله عنه جعل الشورى في ستة منهم عثمان وعلي، فلما بايعوا عثمان بايعهُ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فلما استشهد عثمان رضي الله عنه بايعوا عليًّا رضي الله عنهم جميعًا.

فحُسْن اختيار الأصحاب، والاستفادة منهم، وتجاوز الإشكالات سبيل من سُبُل النجاح فالزموا بارك الله فيكم.

علي في خدمة الإسلام:
حاز السبق كما حاز إخوانه من الخلفاء الراشدين، فأول من أسلم من الصبيان، وأول من فدا في الإسلام؛ ففي يوم الهجرة نام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في فراش النبي صلى الله عليه وسلم مع علمه بخطورة ذلك؛ فالكُفَّار خلف الأبواب يحملون سيوفهم وقد عزموا على قتل صاحب الفراش ولكن حياة علي لم تكن أعَزَّ عليه من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومكث في مكة أيامًا يعيد الأمانات إلى أهلها، فيا عجبًا لأهل مكة يكذبون خبره ورسالته ويأمنونه على الودائع والوصايا لتعلم أن تكذيبهم كان حسدًا وكِبْرًا، فسبحان من ألزم خصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم تفضيل رسول الله بفعالهم، فهو الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم، وحاز السبق علي رضي الله عنه، فكان أمير رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليمن وحاكمًا عليها.

علي رضي الله عنه واحترام ذاته:
شهد المشاهد، وحضر صلح الحديبية، وله السبق في ميادين كثيرة، ولا يرضى لنفسه الدون أبدًا، عرض عليه الإسلام صبيًّا فأسلم، ما أقوى شخصيته وأرجحَ عقله! وولَّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر المدينة حين خرج لغزوة تبوك فقال: يا رسول الله، تخلفني في النساء والصبيان، فقال: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي))، فقرَّت بذلك عينه رضي الله عنه.

هامةٌ وقامةٌ في الإسلام عالية، لا ترضى الدنيَّة في دينها، سلوا الحديبية مَنْ كتب صُلْحَها؟ وسلوا الغزوات مَن بدأ بالمبارزة فيها؟

كم نحن اليوم بحاجة ماسَّة لتقدير ذواتنا والحياء منها كي تُخرِج أفضل ما عندها من الأفكار والأعمال، لننفض عن أنفسنا غبار العجز والكَسَل، فديننا وأمتنا وأوطاننا بحاجة إلى قدراتنا ونشاطنا.

علي رضي الله عنه والشجاعة:
فهو أول فدائي في الإسلام؛ نام في فراش النبي يوم الهجرة، وبدأ المبارزة في بدر، وكان ثالث ثلاثة، فبارز الوليد بن عتبة بن ربيعة وقتله، وكان في أُحُد في مقدمة الجيش في الميمنة، وحمل الراية بعد استشهاد مصعب بن عمير، وثبت وقاتل أشَدَّ القتال في أُحُد، وفي الخندق طالَبَ فارِسُ قريشٍ المبارزةَ عمرو بن عبد ودٍّ، فقال علي: أنا يا رسول الله، قالها مرارًا ورفض النبي صلى الله عليه وسلم؛ خوفًا على عليٍّ، فقال: ((يا عليُّ، إنه عمرو))، فقال: "وإن كانَ عَمْرًا"، ثم عرض عليه الإسلام أو العودة لبلده أو النزال، فلما طلب النزال ضحك عمرو، ثم قال: "ما أُحِبُّ أن أقتلك"، فقال علي رضي الله عنه: لكني والله أُحِبُّ أن أقتلك، فغضب عمرو بن عبد ودٍّ غضبًا شديدًا، ثم بدأت المبارزة، فقتله عليٌّ رضي الله عنه، وسمع رسول الله التكبير فعلم أن عليًّا قتل عَمْرًا.

وفي فتح خيبر ومع فارس من فرسان اليهود اسمه مرحب، وبدأ مرحب يتفاخر فأنشد قائلًا:
قَد عَلِمَت خَيبَرُ أني مَرحبُ
شاكِي السلاح بطل مُجرَّبُ
إذا الحُرُوبُ أقبلَت تَلَهَّبُ


قال علي رضي الله عنه:
أنا الذي سمَّتْني أُمِّي حيدرة
كَلَيثِ غاباتٍ كَرِيهِ المنظرَة
أوفيهم الصاع كيل السَّنْدرة


قال: فضرب رأسَ مَرحَب فقتله، وكانَ الفتحُ عَلى يدَيه رضي الله عنه.

علي والقضاء وبركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
لما بعث رسول الله عليًّا إلى اليمن قال: يارسول الله، إنك تبعثني إلى قوم هم أسَنُّ مني لأقضي بينهم، قال: ((اذهب فإن الله تعالى سيثبت لسانك ويهدي قلبك))، فكان رضي الله عنه قاضي الأُمَّة.

علي والعدل:
افتقد علي دِرْعَه يوم صفِّين، فوجدها عند يهودي فحاكمه فيها إلى قاضيه شريح وجلس بجنبه وهو خليفة المسلمين، ثم ادَّعى عليه بها فأنكر اليهودي، فطلب شريح البيِّنة من علي رضي الله عنه، فأتى بقنبر مولاه وحسن فرفض شهادتهما؛ لأنهما ابنه ومولاه، وحكم بالدِّرْع لليهودي، فقال اليهودي: أمير المؤمنين قدَّمني إلى قاضيه وقاضيه قضى عليه، ثم تشهَّد ودخل الإسلام وآمن، وقال: الدِّرْع دِرْعُك يا أمير المؤمنين، فوهبها رضي الله عنه لهُ بعدَ أن أسْلَم.

علي والخَلَوَات:
وَصَفَهُ ضِرَارَ بن ضَمرَة، فقال: كانَ يستوحِشُ من الدُّنيا وزهرتِهَا، ويأنَس بالليل وظلمته، كان والله غزيرَ الدَّمعَة، طويل الفِكرَة، وكانَ فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه ويأتينا إذا دعوناه، يعظم أهل الدِّين، ويُقرِّب المساكين، لا يطيع القويَّ في باطله ولا ييئس الضعيف.

يقول ضرار بن ضمرة: والله لقد رأيته في بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه قابضًا لحيته يتململ تملمُل السَّليم؛ أي: اللديغ، يبكي، ويقول: "يا دنيا غُرِّي غيري، إليَّ تعرّضتِ؟ أم إليَّ تَشَوَّقْتِ، هيهات هيهات قد باينتُكِ ثلاثًا لا رجعةَ فِيهَا؛ فَعمركِ قصير، وخطركِ كبير، آهٍ آهٍ من قلة الزاد وبُعْد السَّفَر ووحشة الطريق".

علي وثناء المصطفى الكريم عليه ووجوب محبَّته ومُوالاته:
يقول الإمام أحمد: "ما ورد لأحد من أصحاب رسول الله من الفضائل ما وَرَدَ لعليٍّ رضي الله عنه"، وهذا يدل على حُبِّ أهل السنة لعليٍّ رضي الله عنه وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عليٌّ شهيد:
فلمَّا تحرَّكت الصَّخْرة على حِرَاء وعليه أبو بكر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، قال عليه السلام: اهدأ، فما عليك إلا نبيٌّ أو صدِّيق أو شهيد.

عليٌّ في الجنَّة: ولا يحبُّه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق؛ فعن علي رضي الله عنه قال: والَّذي فَلَقَ الحبَّةَ وبَرَأَ النَّسمَةَ، إنَّه لعهد النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم إليَّ أنه: "لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق"؛ رواه مسلم.

إن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يوم تبوك قال له: ((أنت منِّي بمنزلة هارون من موسى))، ولمَّا نزَلَت ﴿ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ [آل عمران: 61] دَعَا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم عليًّا وفاطِمة وحسنًا وحسينًا، فقال: ((اللهم هؤلاء أهلي))، والشهادة العظيمة التي تمنَّى فضلها كل الصحابة يوم شوَّق النَّبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، قائلًا يوم خيبر: ((لأعطينَّ الراية رجلًا يحب الله ورسوله ويحبُّه الله ورسوله))، فباتَ النَّاس يَدُوكُون أيهم يُعطاها، فلمَّا أصبحَ الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلَّم كلُّهم يرجو أن يُعطَاهَا، فقال صلى الله عليه وسلَّم: ((أين عليُّ بنُ أبي طالب؟))، يا الله! ما أكرمه! وما أعظم فضله! اللهم إنَّا نشهدك على حبِّ علي رضي الله عنه، صاحب رسول الله وموالاتِهِ، اللهم احشرنا في زمرته في جنات النَّعيم، قال تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [الأحزاب: 33].

الخطبة الثانية
مذهب أهل السنة والجماعة وجوب حبِّهم تبعًا لحبِّ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، ويعرفون لهم حقَّهم في الخُمس والفيء، ويتبرأون من الطريقة الجافية لأهل البيت أو الغالين فيهم؛ كالروافض، ويقولون أزواج النَّبي صلى الله عليه وسلم ويترضَّون عنهم، ويعرفون لهنَّ حقوقهنَّ، ويؤمنون أنَّهنَّ أزواجه في الدُّنيا والآخرة، ولا يخرجون بهذه الموالاة عن المشروع، فلا يغالون في أوصافهم، ولا يعتقدون عصمتهم؛ بل هم بشر تقع منهم بعض الذنوب.

وأهل السنَّة مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يقول الطحاوي: ونُحِبُّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، ولا نُفرِّط في حبِّ واحدٍ منهم، ولا نتبرَّأ من أحدٍ منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكُرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان.

اللهم وفقنا لما تحب وترضى، وخذ بنواصينا إلى البِرِّ والتَّقوى، ومن له فضل علينا يا رب العالمين ممَّن عرَفنا ونسينا، يا رب العالمين جازهم عنَّا خير الجزاء، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا واجزهم عنَّا خير الجزاء، اللهم مَنْ كان منهم حيًّا فأطِل عمره وأحسن عملَه، وارزقنا بِرَّه ورِضاه، ومَنْ كان منهم ميتًا فارْحَمْه برحمتك التي وسعت كل شيء وجميع أموات المسلمين يا رب العالمين، اللهم اغفر لعلمائنا ومشايخنا ومن له فضل علينا يا رحمن يا رحيم، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، وانْصُر عبادك الموحِّدين، انصُر من نَصَر الدِّين، واخذل من خذله، ووالِ مَنْ والاهُ بقوَّتِك يا جبَّار السماوات والأرض، اللهُمَّ أمِّنَّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفِّق ولاة أمورنا لما تحبُّ وترضى، وخذ بنواصيهم للبِرِّ والتَّقوى، اللهم اجمع قلوبنا على تعظيم كتابك وسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم، اللهمَّ صَلِّ على محمد كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.99 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]