|
|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1371
|
||||
|
||||
رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (35) شرح الكلمات: إن المسلمين والمسلمات: إن الذين أسلموا لله وجوههم فانقادوا لله ظاهراً وباطناً والمسلمات أيضا. والمؤمنين والمؤمنات: أي المصدقين بالله رباً وإلهاً والنبي محمد نبياً ورسولا والإسلام ديناً وشرعاً والمصدقات. والقانتين والقانتات: أي المطيعين لله ورسوله من الرجال والمطيعات من النساء. والصادقين والصادقات: أي الصادقين في أقوالهم وأفعالهم والصادقات. والصابرين والصابرات: أي الحابسين نفوسهم على الطاعات فلا يتركوها وعن المعاصي فلا يقربوها وعلى البلاء فلا يسخطوه ولا يشتكوا الله إلى عباده والحابسات. الخاشعين والخاشعات: أي المتذللين لله المخبتين له والخاشعات من النساء كذلك. والمتصدقين والمتصدقات: أي المؤدين الزكاة والفضل من أموالهم عند الحاجة إليه والمؤديات كذلك. والحافظين فروجهم: أي عن الحرام والحافظات كذلك إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم بالنسبة للرجال أما النساء فالحافظات فروجهن إلا على أزواجهن فقط. والذاكرين الله كثيراً والذاكرات: أي بالألسن والقلوب فعلى أقل التقدير يذكرون الله ثلثمائة مرة في اليوم والليلة زيادة على ذكر الله في الصلوات الخمس. أعد الله لهم مغفرة: أي لذنوبهم وذنوبهن. وأجراً عظيما: أي الجنة دار الأبرار. معنى الآيات: هذه الآية وإن نزلت جواباً عن تساءل بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ قلن للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال فأنزل (1) الله تعالى هذه الآية المباركة إن المسلمين والمسلمات، فإن مناسبتها لما قبلها ظاهرة وهي أنه لما أثنى على آل البيت بخير فإن نفوس المسلمين والمسلمات تتشوق لخير لهم كالذي حصل لآل البيت الطاهرين فذكر تعالى أن المسلمين (2) والمسلمات الذين انقادوا لأوامر الله ورسوله وأسلموا وجوههم لله فلا يلتفتون إلى غيره، كالمؤمنين والمؤمنات بالله رباً وإلهاً ومحمد نبياً ورسولاً والإسلام ديناً وشرعاً، كالقانتين أي المطيعين لله رسوله والمطيعات في السراء والضراء والمنشط والمكره في حدود الطاقة البشرية، كالصادقين في أقوالهم وأفعالهم والصادقات كالصابرين أي الحابسين نفوسهم على الطاعات فعلاً، وعن المحرمات تركاً، وعلى البلاء رضاً وتسليماً والصابرات كالخاشعين في صلاتهم وسائر طاعاتهم والخاشعات لله تعالى كالمتصدقين بأداء زكاة أموالهم وبفضولها عند الحاجة إليها والمتصدقات كالصائمين رمضان والنوافل كعاشوراء والصائمات، كالحافظين فروجهم عما حرم الله تعالى عليهم من المناكح وعن كشفها لغير الأزواج والحافظات (3) ، كالذاكرين الله كثيراً بالليل (4) والنهار ذكر القلب واللسان والذاكرات (5) الكل الجميع أعد الله تعالى لهم مغفرة لذنوبهم إذ كانت لهم ذنوب، وأجراً عظيماً أي جزاء عظيماً على طاعاتهم بعد إيمانهم وهو الجنة دار السلام جعلنا الله منهم ومن أهل الجنة. هداية الآيات من هداية الآيات: 1- بشرى المسلمين والمسلمات بمغفرة ذنوبهم ودخول الجنة إن اتصفوا بتلك الصفات المذكورة في هذه الآية وهي عشر صفات أولها الإسلام وآخرها ذكر الله تعالى. 2- فضل الصفات المذكورة إذ كانت سبباً في دخول الجنة بعد مغفرة الذنوب. 3- تقرير مبدأ التساوي بين الرجال والنساء في العمل والجزاء في العمل الذي كلف الله تعالى به النساء والرجال معاً وأما ما خص به الرجال أو النساء فهو على خصوصيته للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن والله يقول الحق ويهدي السبيل. __________ 1 - روى الترمذي عن أم عمارة الأنصارية أنها أتت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن بشيء؟ فنزلت الآية، وروى أحمد والنسائي وابن جرير عن أم سلمة أنها قالت قلت ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال فنزلت. 2 - بدئ بذكر الإسلام لأنه علم على الملة المحمدية وهو يعم الإيمان وعمل الجوارح ثم ذكر الإيمان لأنه كالطاقة المحركة والدافعة إلى القول الحق والطاعة لله ورسوله. 3 - حذف من الآخر لدلالة الأول والمحذوف فروجهن، ولأن ذكر فروج النساء غير لائق ذكره وسماعه لما عرف به أهل هذه الملة من عدم الرضا بذكر النساء لصيانتهن عن الابتذال والمهانة. 4 - وحذف المقابل في الذاكرات طلباً للإيجاز غير المخل لأن الذكر الآخر مع ذكر الأول مع العلم به إطناب لا داعي له قال الشاعر: وكَمْتاً مدمّاة كأن متونها جرى فوقها واستشعرت لون مذْهب 5 - قال مجاهد: لا يكون العبد ذاكرا لله تعالى كثيراً حتى يذكره قائما وجالساً ومضطجعاً، وقال أبو سعيد الخدري "من أيقظ أهله بالليل وصليا أربع ركعات كانا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات.
__________________
|
#1372
|
||||
|
||||
رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
|