تمخض الجبل فولد فأرا (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-12-2021, 07:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي تمخض الجبل فولد فأرا (قصة)

تمخض الجبل فولد فأرا (قصة)
الزهرة هراوة


ازدحم الكلُّ عند الجبل.
أغلبهم فضوليُّون.
وقليل هم أولئك المتعاطفون.
الكل يريد التأكُّد من صحَّة الخبر.
أحقًّا أن الجبل في المخاض؟!
ترى كيف سيكون ابنه؟!
هل سيكون جبلًا أشم مثل سلفه؟
وهل سيكبر يومًا بعد يوم، أم أنه سيولد كبيرًا؟
وبعد طول انتظار، وصَبر واصطبار، وَلَد فأرًا!
ماذا؟!
الجبل ولَد فأرًا!
ولَّى أغلبهم ضاحكين ساخرين هازئين.
ماذا عساه أن يفعل هذا الفأر؟
لكن الفأر لمَّا علم نَسَبه داخله الغرور؛ كان يظنُّ نفسه أعلى شأنًا من بقيَّة الخلق.

كان يَفتخر بنَسَبه لحدِّ الكِبْر والعُجب.

ولا يَلتقي بأحد أو كان في مجلس إلَّا وتفاخر بأبيه الجبل، ولا يفوِّت فرصة إلَّا وتفنن لإثبات ذلك، منتقصًا من قيمة الآخرين.

انفضَّ الكل من حوله؛ لما عرفوا كِبره وغرورَه، حتى أولئك الذين تعاطفوا معه.

فمَن يحب الكِبر، ومن يحبُّ ازدراء الآخرين؟!

وجَد الفأر نفسَه وحيدًا بلا حول ولا قوَّة؛ بل صار يسمع عبارات السُّخرية والاستهزاء والاحتقار، ونظرات الازدراء تَبدو على محياهم.

جعله ذلك يكنُّ حقدًا وغِلًّا على الجميع دون استثناء، وقرر أن ينتقم لنفسه ولكرامته.

فصار يفسِد حرثَ هذا، ويهدم بيتَ هذا، وينهب مالَ ذاك، وكلَّما أفسد في الأرض، زادَت شهيَّته للإفساد أكثر، وقد مَنح مبرِّراتٍ لنفسه على ما يقوم به؛ حتى لا يشعر بالذنب.

فلما علم الآخرون بشَأنه، ازدادوا بغضًا له على بغض، بل توعَّدوا بقتله، وأهدروا دمَه.

تَناهى لمسامع الفأر الخطط التي حِيكَت ضده لتصفيته، كانوا كثرًا فلم يتمكَّن من مهاجمتهم ولا مواجهتهم، وبقي خائفًا يترقَّب مصيرَه المحتوم، يختبئ في النهار ويسري في الليل بحثًا عن مكان آمِن.

حتى خارَت قواه وأدرك أنَّه ميِّت لا مَحالة، فإذا بمن يأتي إليه مبشرًا يخبره أنَّ أغلب المتآمرين على قتله قد وقَعوا في شرك ولا مناص من النجاة منه، وأنه حرٌّ في الأرض يَفعل ما يشاء، فلا أحد سيتعرَّض له؛ إذ إنَّها مسألة وقت ويصبح غرماؤه في عداد الموتى.

لكنه تعلَّم درسه جيدًا، فما كان له إلا أن سأل عن مكان الشرك، وانتقل مسرعًا إليه، وما إن وصَل حتى بدأ بقَضم حِبال الشرك، ولم يتوقَّف حتى أنهى عليه، وتحرَّر الكل، فما كان منه إلا أن اعتذر منهم على ما فَعل بهم، وقد سلَّم نفسه لأن يقتصُّوا منه، وهنا نطق الجميع على لسانٍ واحد:
قد أخطأنا في حقِّك نحن أيضًا، وقد سامحناك على أن نَبدأ حياةً جديدة، يسودها الحبُّ والاحترام، وقد بَرهنتَ حقًّا أنك ابن الجبل، وأن نتعاون جميعًا ضد أعدائنا الحقيقيين.


وما هي إلَّا لحظات حتى ثارت ذرَّات الغبار حول الفأر، وازدادت في الاتِّساع والكبر شيئًا فشيئًا، مما اضطرَّ الآخرين إلى الابتعاد عن الغبار الثائر الذي ازدادت رقعته اتِّساعًا حتى كادت تأخذ معظمَ الأرض التي هم عليها، ولما هدأَت انفرجَت على جبَل ضخم أشم أكبر من سابِقه، فأُصيب الناس بالفزع وولَّوا مدبرين، وإذ بصوتٍ من الجبل ينادي عليهم: أن لا تخافوا، فأنا صديقكم الفأر، ومِن الآن فصاعدًا سأقف حصنًا منيعًا لكم؛ يقيكم من شرِّ أعدائكم، ويكون مساندًا لكم، فهلَّلوا مستبشرين:
نِعْم الخلف لنِعْم السَّلف.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.89 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]