|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تعبت من مواجهة ضغوط الحياة
تعبت من مواجهة ضغوط الحياة أ. أسماء مصطفى السؤال: أعلم أنه لا أحد بيدِه المِفْتَاح السحري لحلِّ مشاكلي، ولكن ربما نبَّهني أحدكم إلى أمرٍ لم أَرَهُ؛ فالواقعُ في المشكلةِ ليس كمَن ينظر إليها من بعيدٍ. أنا يائسةٌ ومُحبَطةٌ، وكلُّ ما أُرِيده أن تَنتَهِي هذه المعاناة، ثم أقول: ماذا بعد أن تنتهي؟ لن أكونَ سعيدةً بعد كلِّ الذي حلَّ بي؛ إذًا لن تنتهي إلا بانتهاء العمر! هذا ما خلصتُ إليه منذ أكثر من عامين؛ تناولتُ خلالهما جرعةً زائدةً مِن الدواء مرتين، والنتيجةُ لم تكن إلا مشاكل في الأمعاء، ودوخة، وغثيان، وثلاث مرَّات أتناول فيها مجموعةً من منظفات المَعِدَة، لكني بعد دقائق قليلة أتقيَّأ الكميَّة كلها! كنتُ قبل هذا أعتقد أني - بتحمُّلي وصبري وتفاؤلي - سأخرج من معاناتي ومعاناةِ العائلة، لهذا كنتُ أدرس وأعمل في نفس الوقت، وأخطِّط لحياتي، وأَستَعِين بعلمِ النفس، وكلِّ ما يمكن أن يُقَوِّي عزيمتي. كان إيماني عاليًا، وكانتْ حالة الدعاء مِن أجمل اللحظات؛ حيث تَهُونُ أتعابي، وأنهض مليئةً بالطموح والتخطيط والتفاؤل، وكنتُ أقول عن نفسي: إن دعائي مُستَجابٌ، وكنتُ أشعر بأنَّ الله تعالى يحميني ويدعمني. اليوم لا أجِدُ ذلك أبدًا، ولا أقوى حتى على الدعاءِ، ولا على الصلاة بخشوعٍ، وصارتْ تَنتَابُني وساوس: لماذا يرضى الله بهذا العذابِ لي؟! وما الغاية مِن كل هذا؟! كنتُ أفكِّر في أنه ينبغي عليَّ أن أَدرُس وأَعمَل، حينها ستُحلُّ المشكلات، لكني درستُ وعَمِلتُ، وزادت الأمورُ تعقيدًا! نحن الآن بدون مأوى، ومنزلُ العائلة استولى عليه أحدُ إخوتي، وقال: إنه منزله، وأخْرَجَنا منه؛ حيث أُصِيب بمرضٍ عقليٍّ (مسّ)، وكان قبل ذلك سليمًا ويعمل مُوَظَّفًا، غير أنه كان حادَّ الطِّباع، خاصة مع العائلة، الوالدة تقول لنا: اترُكوا له المنزل، وفكِّروا في حلٍّ آخرَ لأنفسكم؛ تزوَّجوا، أو اشتروا منزلًا! نحن بنات، لا حول لنا ولا قوة؛ البنتُ الكبرى تزوَّجتْ؛ هُروبًا من المشكلات؛ لتكتشفَ بعد ذلك أن زوجها رجلٌ لا دينَ له، ولا أخلاقَ، ولا ضميرَ، وهي تُعَانِي معه، وتطلب منه الطلاق، وهو يرفض! وأخرى مريضةٌ عقليًّا أيضًا، ولم تتزوجْ. قد أكون عاجزةً حتى الآن عن توضيح الصورة الحقيقية للوَضْع؛ لأنها مشاكل مُتَراكِمةٌ، وضغوطٌ يوميَّة، وكلُّ مُحاولاتي للإفلاتِ منها تتعطَّل! أخيرًا اشتريتُ قطعةَ أرضٍ، لنُقِيمَ عليها حتى ولو بناءً فوضويًّا، وقد بَقِيتِ الأمور معلَّقةً فيما يخصُّ توثيقَها قرابة العام ويزيد، وكل محاولاتي للزواج تبوء بالفشَل، حتى وإن كانت اختيارات غيرَ صائبةٍ، والآن ما الذي عليَّ فِعْله؟! أما الوالدُ فلَدَيهِ طموحاتُه الخاصة؛ فهو يُرِيد الزواج، وبناءَ أسرةٍ جديدة، خالية من المشكلات، ومشكلتُه الحقيقيةُ أنه يُرِيد منا المال فقط! انصحوني ما العمل؟ أريد كلامًا منطقيًّا وعمليًّا أطبِّقه، وشكرًا لكم الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أختي الحبيبة، أشكرُكِ أولًا على تواصلِكِ مع شبكة الألوكة، ونعتزُّ بثقتِكِ بنا. في البداية أحب أن أوضِّح لك كم شَعُرتُ بشعورِكِ لما تُوَاجِهِينه في حياتكِ؛ من الشعور بالكآبةِ والضِّيق، ومن المؤكَّد أنه سوف يأتي الفرَج - إن شاء الله تعالى - ومهما عظمتْ مشكلتُكِ، فيُمكِن أن تُساعدي نفسَكِ عن طريق الذَّهاب للطبيب النفسي. إن وجود الأفكار الانتحارية لَدَى الشخص يُشِير إلى ضرورةِ العلاج مِن المختَصِّ في أسرع وقتٍ؛ فلقد نجَّاكِ الله أكثر مِن مرَّة كنتِ تجرِّبين فيها الانتحار، والآن ما زالتْ لديكِ الفرصةُ - والحمد لله - وسوف يساعدكِ العلاج إلى الرجوعِ لعصر النهضةِ والطاقةِ والحيويةِ التي كنتِ بها - كما ذكرتِ، فأنا اطمأننتُ إلى أنكِ قد ذُقْتِ هذه الحياةَ الجميلةَ، وعَرَفتِ أنَّ هناك جانبًا مُشرقًا، ولكنكِ فَقَدْتِ طريقَه، ولكي تَعُودِي إليه فسوف يساعدُكِ الطبيبُ، والطريق إليه سهلٌ - بإذن الله. ولقد ذكرتِ أن الله مَنَّ عليكم بقطعة أرضٍ، فلتَنْتَظِري الفرَجَ؛ فإن الله لن يضيع صبرَكم على الأذى والمعاناة، فساعِدي نفسَكِ لتكملة المشوار القادم؛ فهو أجمل - بإذن الله - وعليك بعدمِ التوقُّف عن الدعاءِ، والابتهال إلى الله بأن يرزقَكِ الحياةَ الهانئةَ الهادئةَ، وأن يَرزُقَكِ الزوجَ الصالح، الذي يُقَدِّركِ ويَسعَدُ بوجودِكِ في حياتِه، فلا تَيْئَسِي من نفسِكِ، وساعدِيها أولًا بالإسراع للذَّهاب إلى الطبيب، ونحن في انتِظار أن تطمئنينا على أخبارك الجديدة السعيدة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |