أخبرني عن الإسلام؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 211 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28440 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60061 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 842 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-05-2022, 05:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي أخبرني عن الإسلام؟

أخبرني عن الإسلام؟
خالد بن حسن المالكي


الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فعن يحيى بن يعمر، قال: ((كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبدالرحمن الحميري حاجين أو معتمرين، فقلنا: لو لقينا أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، فوفق لنا عبدالله بن عمر بن الخطاب داخلًا المسجد، فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله، فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إليَّ، فقلت: أبا عبدالرحمن - هذه كنية عبدالله بن عمر رضي الله عنهما - إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن، ويتقفرون العلم، وذكر من شأنهم، وأنهم يزعمون أن لا قدر، وأن الأمر أنف - يعني كل إنسان يعمل ما يريد، ولا يوجد شيء اسمه قدر الله، وهؤلاء هم القدرية، نعوذ بالله من حالهم، ونسأل الله السلامة والعافية - فقال عبدالله بن عمر: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني، والذي يحلف به عبدالله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبًا، فأنفقه ما قبِلَ الله منه حتى يؤمن بالقدر، ثم قال: حدثني أبي عمر بن الخطاب قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم؛ إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا، قال: صدقت، قال: فعجبنا له، يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر، خيره وشره، قال: صدقت))؛ إلى آخر الحديث العظيم الذي يعتبر خلاصة لدين الإسلام؛ وذلك أن هذا الحديث ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم مراتب الدين الثلاثة:
مرتبة الإسلام بأركانها.

ومرتبة الإيمان بأركانها.

ومرتبة الإحسان بركنها، وهو ((أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))؛ كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم سأل جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما المسؤول عنها بأعلم من السائل))، ثم أخبره عن بعض أشراطها وأماراتها.

أحبتي الكرام:
هل استشعرتم وأنتم تصومون شهر رمضان، أنكم تقيمون بذلك ركنًا من أركان الإسلام العظام؟

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)).

أحبتي الكرام:
صوم رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام، وبعض الناس يهتمون بإقامة هذا الركن، مع تقصيرهم في بعض الأركان الأخرى، فتجده صائمًا لكنك لا تجده مصليًا، وتجده صائمًا لكنك لا تجده مزكيًا، وتجده صائمًا لكنك لا تجده حاجًّا، وهذا خلل عظيم لا يقوم معه بناء الإسلام، فكلكم يعرف - أيها الأحبة - أن البناء إنما يقوم أساسًا على الأركان فالأركان هي التي تشد البناء وتقيمه، وعليها يعتمد بناء البيت أو غيره، وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما، شبَّه النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام بالبناء المحكم، وهذا البناء له خمسة أركان عليها يقوم ويعتمد عليها دين الإسلام.

أيها الأحبة:
إن اقامه هذه الأركان الخمسة هي من أهم ما ينبغي الاهتمام به على كل مسلم ومسلمة، وذلك أن الله جل وعلا إنما خلقنا لعبادته؛ قال ربنا سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 - 58]، وأي عناية بأمور الدين تكون إذا أُهملت الأركان؟

أحبتي الكرام:
الفرائض هي أهم ما ينبغي العناية به؛ وقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن الله قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب))، الله أكبر! اللهم اجعلنا من أوليائك، اللهم اجعلنا من أوليائك، اللهم اجعلنا من أوليائك.

انظروا - أحبتي - كيف يدافع الله عز وجل عن أوليائه؟
يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾ [الحج: 38]، وقال جل وعلا: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [يونس: 62 - 64].

وكأني بكم أيها الأحبة، وكأني بالصحابة رضي الله عنهم بعد ما سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب))، كأن نفوسنا تتشوق لأن يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يكون العبد من أولياء الله عز وجل، وإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم في ذات الحديث يخبرنا كيف يكون العبد من أولياء الله عز وجل؛ حيث يقول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إلَّي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت، وأنا أكره مساءته)).

إذًا - أحبتي - طريق تحصيل ولاية الله عز وجل ومحبته الاهتمامُ غاية الاهتمام بإقامة الفرائض، ثم العناية بالنوافل يبلغ العبد ولاية الله عز وجل.

اللهم اجعلنا من الذين تحبهم ويحبونك، اللهم اجعلنا من أوليائك المخلصين، ومن عبادك المتقين، إنك أنت السميع العليم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه؛ أما بعد:
فنعود أحبتي إلى الحديث عن أركان الإسلام، وسنذكر - إن شاء الله تعالى - آية أو حديثًا عن كل ركن من أركان الإسلام؛ تبيانًا لأهميته.

أما ما يتعلق بالشهادتين؛ فيكفينا قول الله عز وجل: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18]، وقال تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ﴾ [الفتح: 29].

فالحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام، وجعلنا ممن يشهد "أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله".

لا يقبل الله من عبد صرفًا ولا عدلًا ما لم يأتِ بكلمة التوحيد.

اللهم أحينا عليها، وأمتنا عليها، وابعثنا عليها يا رب العالمين.

وأما الركن الثاني، فهو إقامة الصلاة؛ يقول ابن مسعود رضي الله عنه في شأن الصلاة: ((من سرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادَى بهن - يعني في المساجد - فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنةً، ويرفعه بها درجةً، ويحط عنه بها سيئةً، ولقد رأيتنا - احفظوها واحفروها في قلوبكم أيها الأحبة هذه الجملة - يقول رضي الله عنه: ولقد رأيتنا - يعني في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم - وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يُؤتَى به يُهادَى بين الرجلين حتى يقام في الصف)).

أحبتي الكرام:
ونحن في شهر رمضان، ومع هذه الأعمال الصالحة التي أكرمنا الله عز وجل بها، لا بد أن يراجع كل منا - يا أحبة - نفسه في علاقته بالصلاة، وفي علاقته بأركان الإسلام، وأمور الدين، وذلك أن العبد عندما يطيع الله عز وجل يزيد إيمانه، فالإيمان في عقيدة أهل السنة والجماعة: قول وفعل ونية، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، والحمد لله، المسلمون في رمضان يصومون النهار، ويصلون التراويح، ويتعبدون لله عز وجل بتلاوة القرآن والصدقات، فهذا وقت المحاسبة، إن لم تحاسب نفسك - أخي الحبيب - وإن لم تحاسبي نفسك - أختي الكريمة - في هذه الأيام، فمتى نحاسبها؟ فلنحاسب - أحبتي - أنفسنا في علاقتنا بالصلاة: هل نصلي الفجر في المسجد؟

كل منا ينبغي أن يسأل نفسه، ويحاسبها قبل أن يحاسب؛ كما روي عن عمر رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيَّنوا للعرض الأكبر؛ ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 18]".

أحبتي الكرام:
وأما الزكاة، فهي الركن الثالث من أركان الإسلام، وقد جاء الوعيد الشديد في كتاب الله عز وجل، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن بخل بزكاته، وضن بها، وظن أنها له، والله عز وجل قد جعلها للفقراء حقًّا في مال الأغنياء.

قال الله عز وجل: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ [التوبة: 34، 35].

نسأل الله العفو والعافية.

أيها الأحبة:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في التخويف من البخل بالزكاة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من صاحب ذهب، ولا فضة لا يؤدي منها حقها، إلا إذا كان يوم القيامة صُفحت له صفائح من نار، فأُحمي عليها في نار جهنم، فيُكوى بها جنبه، وجبينه، وظهره، كلما بردت أُعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يُقضى بين العباد، فيُرى سبيله؛ إما إلى الجنة، وإما إلى النار)).

فماذا يظن هذا الذي يبخل بماله ولا يؤدي حق الله فيه؟
أيظن أن ذلك ينفعه؟
لا والله لا ينفعه.

يقول الله عز وجل: ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [آل عمران: 180].

فلنحذر - أيها الأحبة - أن تفتننا هذه الدنيا بزخرفها، فوالله ما هي إلا ظل زائل، وعارية مستردة.

فلنؤدِّ - أحبتي - حقوق الله عز وجل، ومن أهمها أركان الإسلام التي منها أداء الزكاة، ولا ننس - أحبتي - أن الزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل، وقد حارب الصديق رضي الله عنه مانعيها في حروب عرفت في التأريخ "بحروب الردة"؛ فعن أبي هريرة قال: ((لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستُخلف أبو بكر بعده، وكفر من كفر من العرب، قال عمر بن الخطاب لأبي بكر: كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله؟ فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالًا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه، فقال عمر بن الخطاب: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله عز وجل قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق)).

وأما الصوم، فقد ذكرنا فيما مضى من الخطب بعض الآيات والأحاديث المتعلقة به، ولنعلم - أحبتي - أن الله جل وعلا إنما فرض علينا الصوم تحقيقًا للتقوى؛ قال ربنا جل وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

اللهم ارزقنا تحقيق التقوى في هذا الشهر المبارك يا رب العالمين.

وأما الحج، فيكفينا قول الله عز وجل: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97].

قال عمر بن الخطاب: "من أطاق الحج فلم يحج، فسواء عليه يهوديًّا مات أو نصرانيًّا".

نسأل الله العفو والعافية، لماذا - يا أحبة - بعض الناس يتكاسل عن الحج وهو فريضة، والإنسان لا يدري متى يموت؟

يقول الله جل وعلا: ﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 34].

اللهم تابع لنا بين الحج والعمرة، اللهم تابع لنا بين الحج والعمرة، اللهم تابع لنا بين الحج والعمرة.
اللهم لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.
اللهم وفقنا لما تحب وترضى يا رب العالمين.
اللهم انصر المسلمين في فلسطين.
اللهم كن لهم معينًا ونصيرًا، ومؤيدًا وظهيرًا يا رب العالمين.
اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين.
اللهم وفقنا لهداك، واجعل أعمالنا صالحة وفي رضاك.

﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127]، ﴿ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 128].

اللهم وفق أولي الأمر منا لكل طاعة وبر وإحسان، وجنبهم كل معصية وطغيان وكفران.

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.26 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.88%)]