|
روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
رياض الأطفال وواقع طرائق التدريس بين الواقع والمأمول
رياض الأطفال وواقع طرائق التدريس بين الواقع والمأمول هند بنت سعود العريفي هند بنت سعود العريفي - باحثة دكتوراه في مناهج وطرق التدريس - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ماذا نحلم به للتعليم في بلدنا؟ نحلم بنموٍّ شامِل لجميع الطلاب، نحلم بمجتمعٍ وحياة أفضل، هذا هو حلم كلِّ فرد في كلِّ مجتمع على مرِّ العصور، حلمنا اليوم يرتكز على الواقِع وما نحن فيه وما حقَّقناه في العالَم الذي نعيش فيه، ما هو موقعنا وماذا يجري من حولنا؟ قدرتنا على استشرافِ المستقبل، وصياغة هذه الرؤى إلى برنامج عمليٍّ يمكن تنفيذه، وقدرتنا على تعبئة المجتمع بكلِّ فئاته حول هدفٍ وطنيٍّ ينبع من رؤية واضحة وقَناعة، قدرتنا على الحفاظ على الأمن والأمان والسَّلام لهذا المجتمع، وقدرتنا على القيادة والإدارةِ لموارد وطاقات المجتمع، وتوفير مناهج تعليميَّة تساعدنا في استشراف المستقبل، واستخدام طرائق تدريسٍ تساعد عمليًّا في تحقيق الطموحات. وكما هو معلومٌ أنَّ التربية تهدف إلى مساعدة المتعلِّمين على النموِّ الشامل المتكامِل؛ وذلك من خلال المنظومة التعليميَّة بكلِّ مكوناتها المتمثلة في المنهج بعناصره، وقطبَي التعليم: المعلم والطالب، وصولاً إلى البيئة المحيطة. وبالتأمُّل في الواقع المعاصِر نجد اهتمامًا من قِبَل علماء التربية بطرائق التدريس؛ فهي العنصر الأساسي للعمليَّة التعليميَّة والتربويَّة، فمن خلالها يتزوَّد الطالب بالمعارف والمهارات، فضلاً عن ترسيخها للقِيَم التي بدورها تحدِّد سلوكَ الإنسان، فنجاح التعليم يرتبط إلى حدٍّ ما بنجاح طريقة التدريس، وقد عرَّف الخليفة طرائق التدريس بأنَّها: "مجموعة من إجراءات التدريس المختارَة سلفًا من قِبَل المعلِّم، والتي يخطِّط لاستخدامها عند تنفيذ التدريس، بما يحقِّق الأهدافَ التدريسيَّة المرجوَّة بأقصى فاعليَّة ممكنة، وفي حدود الإمكانات المتاحة"؛ (2010 م، ص 159). وقد أوصَت عدد من الأبحاث (أسماء؛ 2 - 14 م)، ودراسة (جودة، اشكناني، 2013 م) (توحيدة، 2007 م، ص 180) إلى ضرورة استخدام طرائق تدريسيَّة أفضل من المتبعة حاليًّا تتوافق مع التطوُّر التكنولوجي المتسارع. وتعتبر مرحلة التعليم المدرسي - رياض الأطفال - من أهمِّ مراحل الحياة وأكثرها أهمِّية وتأثيرًا في مستقبل الإنسان؛ لكونها مرحلة تكوينيَّة ذات أثرٍ حاسم في بناء شخصيَّة الفرد ونموِّه، فيها يكتسب عاداته وسلوكه الاجتماعي واتجاهاته ومواقفه، وفي هذه المرحلة يكون الطِّفل أكثرَ استجابة لتعديل السُّلوك في اتجاه النموِّ السليم لمختلف جوانب حياته، وبخاصة تنمية ذكائه وشخصيَّته. وفيما يلي نشيرُ إلى أبرز طرائق التدريس الخاصة برياض الأطفال: ♦ تمثيل الأدوار. ♦ القصة والأنشودة. ♦ الرحلات. ♦ التعلم من خلال مسرح العرائس. ♦ التعلم باللعب. ♦ التعلم بالقدوة. ♦ التعلم بالاكتشاف؛ (الحوامدة، العدوان، 2009 م، ص 286). وأورد هنا سؤالاً كثيرًا ما يتمُّ طرحُه من قِبَل المعلِّمات، ألا وهو: ما هي أفضل طريقة تعليمٍ وتعلُّم تناسب طفل الروضة؟ فقد أكدَت الدراسات والبحوث الميدانيَّة في مجال طرائق التدريس أنَّه ليس هناك ما يمكن أن نطلِق عليه أفضل طريقةٍ؛ لارتباط ذلك بعدَّة عوامل، التي تجعل من الطريقة أكثر فاعليَّة من الأخرى، ومن أهمِّ هذه العوامِل الغرض من استخدام الطَّريقة، والهدف المرجو الوصول إليه، وطبيعة المادَّة المراد تعلُّمها، والبيئة الصفية وعدد الطلاب وخصائصهم، والوقت المتاح للتعليم والتعلُّم؛ (طعيمة، 2011 م، ص 206). وبعد أن تطرَّقنا بشكلٍ موجز للكلام عن طرائق التدريس وأهميتها في العمليَّة التعليمة، وأهمية مرحلة رياض الأطفال، وأبرز الطرق المستخدَمة للتدريس في رياض الأطفال - ننتقل هنا إلى إيراد بعض الملاحَظات عن واقع طرائق التدريس المستخدمة في رياض الأطفال في المملكة العربيَّة السعودية، من خلال عملي كمعلِّمة لرياض الأطفال في إحدى الروضات بمدينة الرياض الحكوميَّة - المستحدثة ذات المبنى المستأجر - وأوجزها في عددٍ من النقاط: ♦ طرق التدريس المختارة من قِبل المعلِّمات لا تراعي الفروق الفرديَّة بين جميع الأطفال. ♦ قلَّة المعلِّمات الخبيرات في طرق التدريس الحديثة؛ (التعليم المبرمج، استخدام الحاسب الآلي...). ♦ عدم إدراك المعلِّمة لأهمية طرائق التدريس الحديثة وأثرها في تكوين وتشكيل سلوك الطِّفل، فتعتمد على الطرائق التقليديَّة. ♦ وجود عدد من المعلِّمات غير المتخصِّصات في رياض الأطفال، ورغم ذلك يعملنَ بالتدريس في رياض الأطفال. ♦ هناك محاولات جادَّة من بعض المعلِّمات لتطوير أنفسهنَّ في طرائق التدريس الحديثة؛ من خلال القراءة والاطِّلاع، والاستفادة من المعلِّمات المعينات حديثًا والمتخصصات في رياض الأطفال. ♦ تُعتبر البيئة الصفِّية عائقًا كبيرًا لاستخدام طرق التدريس الحديثة؛ فالمباني المستأجرة غالبًا ما تفتقد للتخطيط المناسب من حيث المبنى، وكذلك تَفتقد بعض عناصر السَّلامة الخاصَّة بأطفال الروضة. ♦ عدم توفُّر الوسائل المساعدة على استخدام التقنية وتطبيقها؛ (معامل الكمبيوتر...). ♦ ازدحام الفصول؛ إمَّا لعدد الأطفال الذي يتجاوز 26 طفلاً (فقد حددت وزارة التعليم نصاب كلِّ معلمة في رياض الأطفال 12 طفلاً)، أو أنَّ المكان صغير أو غير مناسب؛ فلنا أن نتخيَّل أنَّه من الممكن أن يتلقَّى الطِّفل تعليمَه في مكانٍ أُعدَّ ليكون مطبخًا مثلاً! ونورد هنا عددًا من الحلول لجعل طرائق التدريس تساهم في النموِّ الشامل الهادف، وكلِّي أملٌ أن تناقَش هذه المقترحات والرؤى بقالب منهجيٍّ هادِف من قِبَل المسؤولين عن رياض الأطفال: ♦ التأكيد على توظيف المعلِّمات المتخصِّصات في رياض الأطفال، وتحويل جميع المعلِّمات إلى مراحل تتناسب وتخصصاتهنَّ. ♦ إقامة الدَّورات التدريبيَّة للمعلِّمات - وتكون بشكلٍ دوري - عن طرائق التدريس الحديثة، وكيفيَّة الاستفادة منها في رياض الأطفال. ♦ ضرورة وجود المعلِّمة الخبيرة في كلِّ روضة أو أكثر؛ بحيث لا تزيد عن ثلاث روضات، وتكون مرجعًا للمعلِّمات في حالة وجود أيِّ استفسارٍ من قِبَل إحداهنَّ، وتشرف على أداء المعلِّمات؛ وذلك لتوجيههنَّ نحو الأساليب والطرائق الحديثة والمستجدَّة في تعليم رياض الأطفال. ♦ أن يكون تجهيز الرَّوضات من مسؤوليات وزارة التعليم؛ وذلك لما لاحظته من تساهُل المديرات والمعلِّمات في اختيار الوسائل والأدوات المستخدَمة؛ من حيث عدم مطابقتها لشروط السَّلامة، أو زيادة المخصصات الماليَّة لكلِّ روضة. ♦ الاستفادة من تجارب الدول المتميزة في برامج رياض الأطفال؛ كسنغافورة. ♦ العمل الجادُّ للتخلُّص من الروضات المستأجرة. ومهما يكن من أمرٍ؛ فإنَّنا نلمس محاولات جادَّة من قِبَل المسؤولين عن التعليم في المملكة العربيَّة السعوديَّة من حيث الاهتمام بإستراتيجيات التدريس، ويتضح في مشروع تطوير إستراتيجيات التدريس الذي تبنَّته الوزارةُ تحت شعار "علِّمني كيف أتعلم"، ومشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم للوصول بالتعليم وطرائق التدريس إلى المستوى الذي تتحقَّق معه أهدافُنا ويرضي تطلُّعاتنا. المراجع: ♦ إبراهيم، أسماء أحمد (2014 م): طرائق التدريس؛ بين الواقع وصعوبة التطبيق، مجلة كلية التربية الأساسية، المجلد 20، ع 82 - كلية التربية الأساسية - الجامعة المستنصرية - العراق. ♦ الحوامدة، محمد فؤاد؛ العدوان، زيد سليمان (2009 م)، إربد: عالم الكتاب الحديث. ♦ الخليفة، حسن جعفر (2010م): المنهج المدرسي المعاصر، ط 10، الرياض: مكتبة الرشد. ♦ طعيمة، رشدي أحمد (2011م): المنهج المدرسي المعاصر، ط الثانية، عمان: دار المسيرة. ♦ علي، توحيدة عبدالعزيز (2007م): الاتجاهات الحديثة في تطوير برامج رياض الأطفال، الرياض: دار الخريجي للنشر والتوزيع. ♦ http:/ / www.tatweer.edu.sa/ tatprojects [1] تقوم هذه المقالة على ما تراكم لديَّ من ملاحظات وانطباعات نحو طرق التدريس المستخدَمة من قِبَل معلِّمات رياض الأطفال خلال فترة عملي، والممتدَّة إلى أربع عشرة سنة، وقد حرصتُ على هذا التوضيح والتأكيد على أنَّها رؤًى شخصيَّة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |