|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أريد أن أكون ناجحة
أريد أن أكون ناجحة أ. شروق الجبوري السؤال: ♦ الملخص: فتاة في العشرينيَّات مِن عُمُرها، تريد أنْ تنجحَ وتَتَطَوَّر في حياتها، لكنها لا تَعرِف الطريق الصحيح، وتُريد بعضَ النصائح التي مِن خلالها تُحقِّق أهدافها. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بدايةً أُوَجِّه لكم جزيلَ الشكر على ما تُقَدِّمون مِن مساعدةٍ لكلِّ سائلٍ، وأسأل الله تعالى أنْ يَجْعَلَه في ميزان حسناتكم. أنا فتاة حديثة عَهْد بالزواج في بداية العشرينيات مِن عمري، أدرس في الجامعة تخصصًا علميًّا، لكني تركتُه لعدم ميلي له، وانتقلتُ لدراسة تخصُّص آخر. مشكلتي أني أريد أن أعرفَ نفسي وأفهمها، وأكون على درايةٍ بكل قدراتي وإمكاناتي التي ظللتُ زمنًا أبحث عنها ولم أجِدْها! أريد النجاح بسرعةٍ، ولا أحبُّ أنْ أرى الناس أكثر مني نجاحًا، أريد مَن يُحدِّد لي تعليمات أسير عليها حتى لا أفشَل، أريد تغييرَ حياتي، لكني لا أعمَل لذلك؛ لأني أرى أني ما زلتُ صغيرةً في السِّنِّ، وما زالت الحياةُ طويلةً أمامي. أنا حسَّاسة جدًّا، وأبكي لأتفه الأسباب، وعندما أبكي أتذكَّر أني ضعيفةُ الشخصية وفاشلة، فيزداد نَحِيبِي ويمتدُّ لساعاتٍ طويلةٍ. أحيانًا أشعُر أني سخيفة وأفكاري سخيفة كذلك، وأخاف مِن نفسي ومِن نظرة الناس إليَّ! وكلُّ ما أريدُه في حياتي أن أنْجَح في كلِّ شيء، وأن أعرف كلَّ شيء؛ لذا لم أعُدْ أقوم بأيِّ شيءٍ! أريد نصائحكم لأتخلَّص مِن غفلتي. الجواب: ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. نَشكُر لكِ بدايةً ثقتك وكلامك ودعواتك الطيبة، سائلين المولى القدير أن يُسدِّدنا في تقديم ما ينفعك، وينفع جميع المستشيرين. لا شك أنَّ وضعَك الراهن، والمرحلةَ العُمرية التي تَمُرِّين بها، وأسلوب تفكيرك، ونظرتك نحو تحقيق الإنجازات - كلُّ هذا يَتَسَبَّب لكِ في التشويش الفكري، وشعور الضياع الذي ينتابك الآن. كونُكِ ما زلتِ في العشرينيات مِن العمر، يَتَطَلَّب منك الاجتهادَ والسعي الدؤوب لبناء مستقبلك العلمي والمهني؛ لأن قدرة الإنسان وطاقاته تكون في أوجها؛ لذا ليس مِن الصواب أن تنظُري لهذا الواقع بأنَّ الوقت ما زال أمامَك، وأنك ما زلتِ صغيرةَ السِّنِّ! فالناجحون هم أشخاصٌ استثمروا تلك الطاقات، ولم يُضيِّعوا وقتًا أو يدَّخروا جهدًا لتحقيق أحلامهم، التي حَرَموا أنفسهم لأجلها مِن مُتَع كثيرةٍ شغلَتْ غيرهم؛ لذلك أنصحكِ بتَرْك مشاعر الانزعاج كلما التقيتِ أو سمعتِ بأشخاصٍ حقَّقُوا نجاحاتٍ، وتخيُّل وتصوُّر كَمِّ التعب والجهد والتضحيات التي بذَلُوها ليُحقِّقوا ذلك النجاح. وإذْ أتفهَّم حجم المسؤوليات المُلقاة على عاتقك في هذا السن بسبب زواجك، وربما قلقك مِن الإيفاء بمتطلباته، لكن القفز للأمام دون التزام الخطوات والمراحل اللازمة في اكتساب المعرفة (وغيرها مِن الأمور الحياتية) - لن يُعَرِّضك إلا للإحباط والشعور بالإخفاق المتكرِّر، ومِن ثَم ضَعْف ثقتك بنفسك، وهو ما تشتكين منه الآن. ولكي تنأَيْ بنفسك عن مِثْل هذه المواقف السلبية، فلا بد أن تُصَحِّحي رؤيتك في ذلك، فالوصفُ الذي وصفتِ به نفسك: (أريد أن أنجح في كلِّ شيء، وأن أعرفَ كلَّ شيء) - هو الذي سبَّب لك عدم التركيز على شيءٍ واحد، ومن ثَم تخليك عن كل شيء، فلا أحد يا عزيزتي بإمكانه أن يلمَّ بكلِّ شيء، والذين تَجِدين لديهم معرفةً واسعةً في أمور عدة إنما حصلوا عليها بالاجتهاد وتقدير المعرفة نفسها، وليس لأجل المنافسة أو غيرها. وعليه يا عزيزتي فإني أنصحك بالتفكُّر والتأمُّل في العوامل السابقة، التي ولَّدَتْ لديكِ مشاعر الضياع والإحباط، وستجدين أن تَبَنِّيك للأسلوب الفكري الجديد سيُسْهِم مباشرةً في اكتشاف ميولك العلمية، وإمكانات وقدراتٍ جديدةٍ تَكْمُن في داخلك، ومن ثَم تحديد التخصص الذي تدرسينه، وكذلك تُمكنك مِن تحديد خياراتك في الحياة بشكل عام. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُيَسِّر لك ما يُحبه، وينفع بك، وسنكون سُعداء بسماع أخبارك الطيبة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |