#1
|
||||
|
||||
تولي المناصب صعب
تولي المناصب صعب يسعى الناس إلى تولي المناصب، ولاشك أن الطموح أمر مطلوب، ولكن يجب أن يحقق من يطلب المنصب الشروط والمواصفات الخاصة بالمنصب، فلا يتجاوز من هو أكفأ منه. وهذه المناصب بالدرجة الأولى أمانة، يجب أن تُؤدَّى على أكمل وجه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّها أَمانَةٌ، وإِنَّها يومَ القيَامَة خِزيٌ ونَدَامةٌ، إلا من أخذَها بِحقّها، وأدَّى الذي عليه فيها». - وهناك من يتدخل في تولية المناصب لغير الأكفاء وغير المؤهلين؛ فلا ينبغي إعطاء المناصب إلا لمن يستحقها، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا ضُيِّعتِ الأَمانةُ فَانتظرِ السَّاعةَ. قِيل يَا رسول الله: وما إِضاعتُها؟ قال: إذا وُسِّدَ الأمرُ إلى غيرِ أَهلِهِ فَانتَظرِ السَّاعةَ» ومعنى (وسد الأمر) أي إذا عين شخص في منصب، ومن هذا نعلم مدى الفساد الذي يحدثه تولي من لا يستحق منصبا معينا. - ويجب مراعاة الشروط الموضوعة في التعيين في المناصب العامة وعدم تجاوزها؛ فهناك معايير ينبغي الالتزام بها: كالأقدمية والكفاءة والقدرة على الإنجاز، والحرص على الأموال العامة، وعدم ظلم الموظفين الذين معه، وخدمة المؤسسة والناس الذين يعمل من أجلهم. - ويجب على من يسعى لتولي المناصب معرفة الوسائل المعينة على تحقيق الأهداف العامة وتحقيق المصلحة للجميع، ومراعاة أداء الأمانة، والصدق في التعامل، والإخلاص في تحسين بيئة العمل، والبذل في سبيل تطوير الإنجاز، وإن أخطأ أو قصر في عمله، يجب أن يصلح خطأه، ويكمل تقصيره، وإن لم يستطع فعليه أن يترك المنصب لمن هو أقدر على الإنجاز والعطاء. - كما يجب على من يتولى منصبا تحقيق العدل بين الناس؛ فلا يبخس الموظفين حقهم، ولا يحابي مراجعا على آخر، ولا يقدم إنسانا على آخر لمصلحة في نفسه، بل يقيم العدل بينهم قدر الاستطاعة والمصلحة، ويجب أن ينصح للمنصب بالإخلاص والجد في العمل، واختيار الصالحين والأكفاء لمساعدته. - ولا شك أن أهم معايير الاختيار للمناصب تتمثل في: القوة والأمانة، والقوة: المقصود بها القدرة العلمية والعملية والفنية على تنفيذ العمل على أكمل وجه، وتختلف باختلاف المنصب. أما الأمانة: فهي متعلقة بالدين والأخلاق والإخلاص، قال -تعالى-: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} (القصص: 26). ولاشك أن تحقق هاتين الصفتين أمر صعب؛ لذا ينبغي الاجتهاد -قدر الإمكان- للوصول إلى الأكفأ والأفضل. - فلا يجوز أن يتولى أحد منصبا عاما وهو ليس كفئا له، ولا توجد فيه الشروط الواجب توفرها فيمن يشغله، روي عن أبي ذر - رضي الله عنه - أنه قال: «قلت: يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها». سالم الناشي
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |