|
|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
روايات ذم الطوائف
روايات ذم الطوائف . د. حاتم العوني. روايات ذم الطوائف صورة سوداء في تاريخنا عن حرب الطوائف ؛ إذ تبلغ الطائفية مداها عندما يلجأ المتخالفون إلى الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم نصرةً للطائفة . ولم تنج من ذلك طائفة من الطوائف ، حتى أهل السنة ! وإن كان غيرهم أكثر ممارسة لهذه الحرب القذرة منهم . ولو دُرست أحاديث ذم الطوائف من جهة معرفة دواعيها , وملاحظة زمن كذابيها , وعلاقته بالتأزمات الطائفية , ونقيس مواقف العلماء منها , لاستطعنا أن نتصور الواقع الطائفي عبر تاريخنا الإسلامي , وأن نعتبر هذا أحد المقاييس المهمة لغياب التعايش بين أهل القبلة ! ومن ذلك حديث يرويه ثنا أبو عقِيلٍ يحيى بن الْمُتوَكِّلِ ، عن كثِيرٍ النّوَّاءِ ، عن إبراهيم بن حسَنِ بن حسَنِ بن علِىِّ بن أبي طالِبٍ رضي الله عنه ، عن أبيه ، عن جدِّهِ ، قال : قال علي بن أبي طالِبٍ رضي الله عنه ، قال رسول اللّهِ صلى الله عليه وسلم : (( يظْهَرُ في آخرِ الزّمَانِ قوْمٌ يُسمَّوْنَ الرّافِضَةَ ، يرْفُضُونَ الإِسْلامَ [ وفي رواية : برآء من الإسلام] )) . طبعا : يتضح التكفير الصريح في الرواية ، ويتضح قصد النكاية بادعاء أن الرواية عن آل البيت أنفسهم ( إبراهيم بن حسَنِ بن حسَنِ بن علِىِّ بن أبي طالِبٍ رضي الله عنه ، عن أبيه ، عن جدِّهِ عن علي رضي الله عنه ) . وفي الحديث من سماجة العداوة في التصريح باللقلب الحادث بعد أكثر من مائة سنة من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بطريقة مقرفة , وإن زُعم احتماله من جهة إمكان حصول ذلك من باب الإخبار بالغيبيات !! وكثير النواء مع ضعفه ، فإن المسؤول عن بطلان هذا الحديث هو شيخه يحيى بن المتوكل ، فهو أولا أشد ضعفا من كثير , وثانيا أن كثيرا متهم بالغلو في التشيع , وإن قيل إنه رجع عنه ؛ إلا أن هذا لم يثبت فيُستبعد أن يكون كثير هو المتحمل لتبعة هذا الحديث . ولذلك أورد ابن عدي هذا الحديث في مناكير يحيى بن المتوكل ، والذي ختم ترجمته بقوله : ((وعامة أحاديثه غير محفوظة )) , وهي عبارة قدح شديد في هذا الموطن ، مثل عبارة : (لا يُتابع عليها )) . وكذلك فعل ابن الجوزي في (العلل المتناهية) , حيث شدّد ضعف الحديث , وحمل مسؤوليته يحيى بن المتوكل . وهذا الحديث لم يخرجه أحد من أصحاب أمهات السنة ، لظهور بطلانه . ولكن لما ظهر الغلو في حرب الطوائف بدأ يتسلل هذا الحديث إلى الكتب ! فأخطأ عبدالله بن الإمام أحمد عندما أورد هذا الحديث في زائده على مسند أبيه ! وكرر الخطأ عندما أعاده في كتاب (السنة) . وفعل مثله ابن أبي عاصم في كتاب (السنة) . نعم .. هما أورداه بالإسناد ، وكان من مذهب بعض الأئمة الاكتفاء بالإحالة إلى الإسناد ؛ لأنه يبين الصحة من الضعف . إلا أن هذا رأي مرجوح , وهو أكثر بعدا عن الوجاهة أو الاعتبار إذا كان في حرب الطوائف . ومع ذلك فلم يكن هذا رأي كل المحدثين , ولا هو رأي عامتهم , بل العكس : - فمع ترك أصحاب الأمهات (حتى التي لم تشترط الصحة) إخراج هذا الحديث . - فقد نبه عدد من أهل العلم منهم على نكارته وشدة ضعف إسناده : كابن عدي ، كما سبق . - إذا كان من الحنابلة من أخطأ بإيراد الحديث , وهو عبد الله بن الإمام أحمد ، فقد أنصف حنبلي آخر ، فنبه على شدة وهائه , وهو ابن الجوزي . فلم تصل الحرب الطائفية درجة غياب الحق ولا خفائه ، وإلا لما عرفنا شدة ضعف الحديث من خلال أحكام أئمة الحديث أنفسهم على الحديث وعلى رواته .
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |