|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الزوجة اللامبالية
الزوجة اللامبالية أ. فيصل العشاري السؤال: ♦ الملخص: شاب متزوج ولديه طفلة، يشكو من زوجته التي لا تبالي به ولا تهتم لشؤونه. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا متزوِّجٌ منذ 5 سنوات، كانت زوجتي طالبة جامعية عندما تزوجتُها، وكنتُ حينها أتغاضى عن أمور كثيرة بحُكم دراستها وتعبها في الجامعة والبيت. انتقلنا للعيش في بلد آخر، ومع الضغوط النفسية أصبحتْ لديَّ طلبات شخصيَّة وجنسيَّة يوميًّا، وزوجتي لا تستطيع ذلك يوميًّا، بسبب انشغالها الدائم مع الطفلة المولودة، وأصبحتْ مهملةً! اللامبالاة وعدم الاهتمام، أصبح هذا عنوان زوجتي، وأصبحتْ تَتَحَجَّج بعدم راحتها في السكن مع أهلي، وتقول: أنت لا تشعر بمشاعري، ولو كانتْ لديَّ قدرة على استئجار مسكن خاصّ لفعلتُ. أنا في حيرة من أمري، فهي مقصرة معي، وتطلب الانفصال عن أهلي أو السفر لأهلها، وأهلي لا أستطيع تركهم، وابنتي تحتاج للرعاية. أشيروا عليَّ بارك الله فيكم. الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة، ونسأل الله أن يرفعَ الغمة والكرب عنكم وعن المسلمين. ما وصفته بـ(اللامبالاة، وعدم الاهتمام من قبل زوجتك خاصة في الناحية الجنسية... إلخ)، هو ردُّ فعل طبيعي لما تطلبُه منها بشكل غير طبيعي! ما يحصل معك مِن زيادة الرغبة الجنسية في ظل الوضع السيئ الذي تعيشه، إنما هو نوع مِن حيل الدفاع النفسي (defense mechanism) التي تلجأ بواسطتها للتعويض عن حالتك النفسية التي تُعاني منها، حسب رأي مدرسة التحليل النفسي، ثم يحصل بعد ذلك ارتباطٌ شرطيٌّ (للبحث عن الخروج من الحالة النفسية السيئة) بـ(مُمارسة الجنس مع الزوجة)، توهُّمًا منك أن هذا سيخفِّف عنك مِن عناء الوضع النفسي السيئ، فكلما شعرتَ بتدنِّي حالتك النفسية لجأتَ إلى ممارسة الجنس مع الزوجة - حسب رأي المدرسة السلوكية - وهذا هو تفسيرُ زيادة الجنس رغم وجود الظروف السيئة التي تُحيط بك. وهو نوعٌ مِن الاضطراب النفسي قريب الشبه بالاضطرابات الأخرى؛ كاضطراب الإفراط في الأكل (eating disorder) الذي يحدث كتعويضٍ عن حالةٍ نفسية معينة. وعلاجُه يكون بفكِّ هذا الارتباط الشرطي؛ بحيث تلجأ إلى حلٍّ بديل عن ممارسة الجنس، وهذا قد يحتاج إلى أن تستشيرَ أحد المختصين النفسيين (الذين قد يوجدون بالقرب منك إن كان ذلك ممكنًا)، ولكن عمومًا هذه هي الفكرة الأساسية التي سيكون العلاج على أساسها. وبهذا يتبيَّن أن زوجتك في واقع الأمر ليستْ ملامةً بالقدر الذي تتصوره، ولا يجب عليها أن تلبي حاجتك كتعويض، وإنما يجب عليها تلبية حاجتك في وضعك الصحي الطبيعي، هذا إضافة إلى العوامل الأخرى التي تقلل رغبتها هي في ممارسة الجنس معك، مثل ظروف السكن، ووجودها في بيت أهلك، فمِثلُ هذه العوامل تُقلل الرغبة الجنسية لديها، وليس لأنها لا تحبك أو لا ترغب فيك. وبسبب هذا الضغط الحاصل عليها (طلب الجنس المتكرر - الظرف العام - السكن المشترك)، لجأتْ إلى الهروب مِن هذا الواقع بطلب السفر، ولَمَّا لم ينجح هذا المشروع لم تجدْ بُدًّا مِن أن تطلبَ منك الانفصال، رغم علمها بأنه خيار غير محبذ ولا مرغوب فيه، وإنما هو نوعٌ مِن التملُّص والهروب من هذه المشاكل التي تحيط بها؛ لذلك لا بد من التفكير جديًّا في موضوع المحافظة على زوجتك، ودراسة إمكانية السفر، مع مراعاة وضع والديك بالطبع، وعدم تركهما خاصة إذا كانا عاجزين ومحتاجين لخدماتك، أو اتخاذ تدابير أخرى مثل استئجار سكن آخر، أو الاتفاق على خطة معينة يحصل بها التوافق، لا سيما وأن بينكما طفلةً. ينبغي أن تأخُذَ في الاعتبار احتمالية أن تكونَ زوجتك مصابةً بحالة (اكتئاب)؛ بسبب الظروف التي تَمُرُّون بها، وفي هذه الحالة ينبغي أن تخضعَ للعلاج، وتلقائيًّا ينبغي أن تُعاملها كمريضٍ يحتاج للعناية والعلاج، وليس كمُتَّهم يُمارس عليه أنواع من اللوم والعتاب. ليس هناك أفضل مِن التوافق الأسري، والإعذار بين الزوجين، خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفرك مؤمن مؤمنة، إنْ كره منها خُلُقًا رضي منها آخر))؛ رواه مسلم. ويفرك معناها: يبغض. وهنا يأتي مبدأ (الإعذار، والتغافل، والرحمة) بين الزوجين؛ حيث إنَّ الحياة الزوجية لا تقوم على تبادل المنافع فقط، بل على صبر أحدهما على الآخر، وقبل ذلك شعور الرحمة، وقبل شعور الرحمة عاطفة الحب بين الزوجين، لكن إن عدمت المودة فلا أقل من الرحمة، كما صورتها الآية الكريمة: ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]، كما لا ننسى أن نُذكرك بأن تحاول أن تصرفَ طاقتك وانتباهك إلى أنشطة أخرى كتعويض إيجابي عن الحالة المرضية الشرطية التي ارتبطتْ بموضوع الجنس، فقد يكون هذا النشاطُ الجديد إدمانًا على قراءة الكتب، أو ممارسة الرياضة، أو أي سلوك إيجابي آخر. لا بد في مِثل هذه الأحوال الإكثار مِن الدعاء، واللجوء إلى الله تعالى، والاعتصام بحبل الله المتين؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153]. نسأل الله تعالى أن يُيَسِّر أمرك، وأن يشرحَ صدرك، وأن يُزوِّدك التقوى والله الموفق
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |