|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أنواع المقال
أنواع المقال د. إبراهيم عوض تعريف الشعر بين القدماء والمحدثين (26) والمقالات أنواع، فمنها: المقالة الذاتية، وهي التي يعرض فيها صاحبها خواطره ومشاعره ورُؤاه ومواقفه، وبعض النقاد يشترطون أن تكون مفتقرةً إلى التنسيق والتبويب، وألا تحتدَّ فيها المشاعر والانفعالات، وأن تبتعد عن الجدل والنقاش، وألا تصطنع الجد في النظر إلى الحياة، ولكني أرى ذلك كله مَحض تحكُّمٍ، بل ربما كانت هذه الشروط أحجى أن تعد عيوبًا؛ إذ لا ريب أن التنسيق هو مما يزيد المقالة وغير المقالة جمالاً إلى جمال، بشرط ألا يتحوَّل إلى تصنُّعٍ وتصلُّبٍ، كما أن الذاتية تختلف من كاتب إلى آخر، فهذا انفعالي بطبيعته، وذاك هادئ النفس، وذلك ممن ينزعون إلى عدم تجاوز رأي من الآراء دون الدخول مع صاحب الرأي في جدال...، وهكذا. فإذا طالبنا أن تكون المقالة على وضع واحدٍ لا يتغير من أديب إلى أديب - كنا كمن يُحجِّر واسعًا، ويحاول أن يُلبس الكُتاب جميعًا حذاءً واحدًا، رغم اختلافهم في مقاييس أقدامهم، وهو ما لا يجوز ولا يُعقل، وقد سبق في هذا الكتاب أن ناقَشنا تلك المواصفات على نحو أشد تفصيلاً. وقد يضمن كاتب المقالة الذاتية مقالته جانبًا من شخصيته كما يفعل المازني في كثير من مقالاته، وكذلك العقاد إلى حد ما، وقد يَعرض فيها تأمُّلاته في أحوال الحياة والناس؛ كما يفعل د. زكي نجيب محمود، ود. أحمد أمين مثلاً، وقد يدير مقالته حول بعض الأوضاع الاجتماعية؛ كالانتحار أو القمار، أو هضْم حقوق المرأة، مثلما هو الحال في عدد غير قليل من مقالات المنفلوطي في كتابه: "النظرات"، وقد يوجِّهها نحو وصف الأشخاص؛ كما نجد في مقالات عبدالعزيز البشري في كتابه: "في المرآة"، الذي خصَّص كل مقالة فيه لشخصية من الشخصيات المصرية المشهورة في الأدب والسياسة وغير ذلك، يصورها فيها تصويرًا ضاحكًا وصادقًا في الوقت ذاته، ومقالات العقاد عن أبويه وأساتذته، ومن عرَفهم من رجالات مصر في كتبه: "أنا" و"رجال عرفتهم"، و"حياة قلم"، التي صدرت بعد وفاته - رحمه الله - وكذلك بعض مقالات د. محمد حسين هيكل في "عشرة أيام في السودان"، و "في أوقات الفراغ"، و"شرق وغرب"؛ حيث يصوِّر في الأول مثلاً أحد الاجتماعات السياسية الجماهيرية في السودان، وفي الثاني غروب الشمس كما شاهده من شرفة أحد الفنادق القريبة من الهرم، وفي الثالث مشهد مصارعة الثيران في إسبانيا، وكذلك بعض الآثار الإسلامية التي خلفها العرب وراءهم في الفردوس الذي فقَدوه في تلك البلاد. ومن أنواع المقالات أيضًا: مقالات النقد الأدبي التي تتعرَّض للأعمال الأدبية بالتفسير والتحليل والتقويم، أو بمجرد العرض وتسجيل الانطباعات الذوقية؛ مما يفيد قارئ الأدب في فَهْم الأثر الأدبي، ويساعده على إرهاف ذوْقه، ومنها المقالة الفلسفية والمقالة الاجتماعية والمقالة التاريخية، وكذلك المقالة الرياضية التي تصف للقارئ مباريات الكرة وغيرها، وهكذا وسعت المقالة جميع الموضوعات؛ من سياسية ووطنية واجتماعية، وأدبية وعلمية وشخصية، ومن يرجع إلى الصحف والمجلات العربية طوال القرنين الماضيين، يجد مقالات تمجِّد الوطن وتدعو المواطنين إلى بذل الجهد؛ من أجْل ترقيته ورفْع شأنه بين الأوطان، ومقالات أخرى تحارب الاستعمار، وتستجيش العزائم للهبوب في وجهه وتحويل حياته إلى جحيم؛ بُغية إجلائه عن أرض الوطن التي يدنِّسها، أو تنتقد الحكومات، وتبرز نواحي ضَعفها وتقصيرها، ومقالات ثالثة عن هذه القضية أو تلك من القضايا الاجتماعية؛ كتلك التي تنادي بتقليل الفجوة بين الطبقات وإعطاء العُمال مثلاً حقوقهم، أو تلك التي تبرز المظالم الواقعة على المرأة، وتدعو إلى إنصافها وتعليمها وتنويلها حقَّها في الميراث بما يقتضيه الشرع، أو تلك التي تتحدث عن الوحدة الوطنية... إلخ.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |