تكفي آية واحدة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مسائل العقيدة في الإسراء والمعراج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          الْأَمَانُ ثَمَرَةُ الْإِيمَانِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          حقيقة الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الصدقة على المعسر تيسر أمورك، وتخفف حسابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          العروة الوثقى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          أوجاع المسلمين من حزب بهاراتيا في الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          فضل كظم الغيظ وعلاج الغضب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الرجولة أخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          داؤنا ودواؤنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-01-2025, 10:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 145,883
الدولة : Egypt
افتراضي تكفي آية واحدة

تكفي آية واحدة

جواد عامر
خلق الله تعالى الكونَ، وفضَّل الإنسان على كل المخلوقات تفضيلًا، وأكرمه تعالى بنعمة العقل والإدراك، ومكَّن له في الأرض، وسخَّر له ما في الكون جميعًا لخدمته، وبيَّن له الآيات التي تدل على وجود الله تعالى؛ سواء كانت الآيات في نفس الإنسان، قال تعالى: ﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 21]، أو في مظاهر الطبيعة المحيطة بالإنسان بما تضمُّه من عناصر تتناغَم وتتكامل من حيث أداء أدوارها التي خلقت لأجلها، أو تحقيق الجمال الدال على كمال الصنعة وبداعة الخلق، قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 164]، فكانت الآيات التي قدَّمها القرآن واضحة المعالم، لا تخفى على أي إنسان في الأرض كيفما كان عرقه وانتماؤه، ولونه ومعتقده، لتقوم الحجة المعجزة في الخلق على كل البشر مثلما أقام الله حجته على الأقوام بإرسال الرسل، قال تعالى: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 15]، وقد شاءت إرادة الله في الأرض أن يتقَدَّم العلم، وتثور التقنيات، ويضيق نطاق العالم ليكون انتقال المعلومة والمعرفة سريعًا؛ فيعلم الذي خفي عنه أمر الرسالة أمرَها، فتقوم عليه حجة أخرى تُضاف إلى حجج الآيات المرئية أمام العينين، والمدركة بالقلب والعقل؛ لأن جاحدها إنما أعماه الكفر، وحجب نور الحقيقة عن مُقْلتَيه ظلامُ الشرك، فلو أن الناظر صرف عينيه عن ملكوت الله تعالى في كونه، فنظر إلى القمر على أنه منبع نور وجمال، وإلى الشمس على أنها مصدر طاقة، وإلى النجوم على أنها زينة في صفحة السماء، وإلى البحر المترامية أطرافه على أنه منبع رزق، وملاذ عيش، ومركب فلك، وإلى الجبال والمخلوقات من الوحوش على أنها مسخرة له مركبًا ولحمًا ولباسًا ومشربًا وجمالًا، فكان إلى إمعان النظر في نفسه المخلوقة وتقويمها الحسن وما يكونها من أعضاء تناسقت وأجهزة تكاملت، فذا قلب يضخُّ الدماء، وتلك رئة مختصة بالهواء، وتلك معدة تسحق الغذاء، وثمة عروق تحمل الدماء، ولو أنه نظر إلى حواسِّه لرأى فيها عجيب خلق وجمال صنعة تدل على أنه الواحد الأحد، الفرد الصمد، فيبصر بالعينين جمال الألوان، ويسمع بأذنيه تصانيف الأصوات، ويشتم بخيشوم أنفه ضروب الروائح، ويلمس بجلده ناعم الأشياء ومخشوشنها؛ فيميز بين هذا وذاك في لمح البصر، ويتذوق بلسانه أصناف المذاقات، ولو أنه نظر إلى حركته بالنهار وإلى سكنه بالليل ونومه؛ لرأى فيهما من الآيات العجب، يمضي إلى حيث يريد متزنًا يوجهه عقل بداخل رأسه، هو من عجيب الخلق الذي حار في معرفته أهل العلم، فهو العالم الفريد والكون العجيب المخزن في تجويف جمجمة تحميه وسط ماء زلق يخفف وزنه الذي يقارب الكيلوجرامين، فلا يحس بثقله هذا الإنسان الخصيم؛ بل يمنحه الإدراك والوعي والفهم، فكان تحريم المسكر مما يعطله أمرًا وجب الامتثال له؛ إذ هو الملكة الأعظم والهبة الأسمى التي وجب حفظها من كل دنس؛ لأنها الطريق الأوحد نحو إدراك عظمة الخالق، وتقدير الله حق قدره.

وصدق الله تعالى لما كانت دعوته إلى الإبصار والنظر في النفس أمرًا مطلوبًا؛ لما تحتويه من آيات عظام تكفي وحدها لتدل على أن الله هو الخالق البارئ المصور، فالإنسان العاقل تكفيه هذه الآية وحدها لإدراك عظمة الخالق، أما سواها من الآيات فهي طريق إلى ترسيخ جذور الإيمان بهذا الخالق العظيم الذي خلق فسوَّى وقَدَّر فهدى.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.55 كيلو بايت... تم توفير 1.62 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]