استثمار وتوظيف الطاقات والكفاءات في مؤسساتنا الخيرية والدعوية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مآخذ الأئمة ومسالكهم في أنواع القتل هل هي ثنائية أو ثلاثية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4429 - عددالزوار : 866140 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3961 - عددالزوار : 399662 )           »          لماذا المهندسون أذكياء الناس؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          إنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَمَّى المَدِينَةَ طَابَةَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          بينما نبي الله يوسف في أصفاد السجن وحده.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          كوامن العظمة في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          معركة مؤتة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          تذكروا وقوفكم أمام الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-02-2024, 10:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,424
الدولة : Egypt
افتراضي استثمار وتوظيف الطاقات والكفاءات في مؤسساتنا الخيرية والدعوية

استثمار وتوظيف الطاقات والكفاءات في مؤسساتنا الخيرية والدعوية



إن قوة أيَّة مؤسسة أو جماعة أو دعوة لا تكمن فقط فيما تملكه من أفكار ومبادئ بل أيضًا فيما تملكه من رجال وطاقات ومواهب، فأدنى المبادئ لو وجدت من يحسنون العمل لها والتحرك بها لسادت على غيرها، وأكرم المبادئ لو لم تجد من يُحسنون عرضها وتجميع الناس حولها ثم إنفاذها في الواقع لذبلت وانزوت؛ فالأفكار العظيمة مرهونة بالهمم العظيمة، لذلك فالعناية بالفرد وتوفير المناخ الذي يساعد على إطلاق طاقاته ويفجر إبداعاته لا بد أن يأتيا على رأس الأولويات ويقدما على أيَّة مشغلة أو مسؤوليات.
ومن الظواهر التي لا تخفى على أحد ضعفنا في استثمار وتوظيف الطاقات في مؤسساتنا الخيرية والدعوية، فعندما نتأمل في واقع كثير من تلك المحاضن نجد قصورًا وخللاً واضحًا في هذا الجانب، فقد نجد في إحدى المؤسسات كوادر وطاقات فاعلة، ولكنها بعد فترة تفقد فاعليتها وتنطفئ جذوتها لأنه لم يتم تطوير أدائها والارتقاء بقدراتها، وقد نجد مؤسسة أخرى تعاني عجزًا واضحًا في الكوادر التي تتحمل مسؤولية العمل في هذا المكان، ونجد شخصًا واحدًا يتحمل عبء العمل بأكمله، وقد نجد في أخرى عددًا كبيرًا من الأشخاص يؤدون أدوارًا هامشية محدودة لا تليق بمقدار الطاقة التي يمتلكونها، ولا تليق بمقدار الحاجة الملحِّة التي تنتظرها الأمَّة منهم، وعلى العكس نجد كثيرًا من الناس تبوءوا كثيرًا من المناصب وتحمَّلوا مسؤوليات عدة ووضعوا في موضع الصدارة وهم ليسوا أهلاً لها؛ فأصبحوا عالةً وعبئًا على المكان الذي وضعوا فيه، وقد يصل الأمر أنهم يكونوا أداة معطلة لتطوير وارتقاء هذا المكان بطريقة غير مباشرة نتيجة للعقلية الجامدة التي يمتلكونها، ولا شك أن هذه ظواهر تدل على وجود خلل في منظومة العمل .
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نعاني فعلاً من نقص الكوادر الفاعلة والطاقات المتميزة في مؤسساتنا الخيرية والدعوية؟ أم إننا نعاني من قصور حقيقي في استيعاب وتوظيف تلك الطاقات بطريقة مثلى وصحيحة؟ ومَن الذي يتحمل المسؤولية في ذلك القيادات الدعوية أم الفرد نفسه؟ أم إنَّ المسؤولية مشتركة بين كلا الطرفين؟ وهل ثمة مقترحات عملية لتجاوز هذا الخلل؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال إن شاء الله.
وقبل الإجابة عن هذه الأسئلة نقول بدايةً: إنَّ البشرية لم تعرف شخصية قيادية أو إدارية استطاعت أن تستثمر وتستفيد من الطاقات والموارد البشرية التي تمتلكها بنسبة 100% سوى النبي [ ، فالنبي [ استطاع أن يوظف ما يملك من موارد وطاقات ويضعها في موضعها الصحيح كما ينبغي وعلى الوجه الأكمل والأمثل.
فعلى المستوى العسكري مثلاً كانت هناك عناية خاصة باختيار القائد وأمير الجيش وأمير السريَّة، وعلى مستوى الأعمال الخيرية كانت هناك مواصفات خاصة للمسؤول عن الصدقات وغيرها، وعلى مستوى القضاء لم يكن يولى [ على تلك الأعمال إلا من يؤنس منه القدرة والكفاءة؛ فكان النبي [ يختار لكل عمل من يصلح له، فاختار خالد بن الوليد لقيادة الجيوش، واختار أبا موسى للقضاء في اليمن، واختار عمرو بن العاص لقيادة إحدى السرايا، واختار زيد بن ثابت لتعلم لغة اليهود، وفي المقابل منع [ وحذَّر بعض أصحابه من تولي الإمارة او القيادة لما رآه فيهم من عدم قدرة على ذلك فقد قال لأبي ذر رضي الله عنه: «يا أبا ذر إني أراك ضعيفًا، إني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمَّرنّ على اثنين، ولا تولّين مال يتيم».

ولعل من بين أعظم جوانب شخصيته القيادية العبقرية الفذة [ أنه تمكن ببساطة ويسر من تفجير الطاقات الإبداعية والابتكارية لصحابته على اختلاف قدراتهم ومستوياتهم، وجعل كل صحابي منهم يُعمل عقله وفكره لخدمة الفكرة التي آمن بها، وذلك بأعلى درجات الكفاءة والفعالية الفردية والتنظيمية.
فقد جعل [ كل فردٍ منهم قائدًا متميزًا في مجاله، يستشعر أعلى درجات المسؤولية، وينغمس في العمل لفكرته بكل كيانه ووجدانه، ويشارك ويبدع ويبادر بتقديم أفكاره ورأيه دون انتظار أن يطلب ذلك منه.
ولعل هذه واحدة من الصفات القيادية التي تميز بها [ ولم يدانيه فيها أحد، ولقد ظهرت أمارات ذلك في مواقف عدة، أشهرها يوم بدر ومبادرة الحباب بن المنذر باقتراح موضع لنزول الجيش الإسلامي غير ذلك الموضع الذي أمر به الرسول [ ، وهو الموقف الذي دلّ على مدى إحساسه بالمسؤولية والمشاركة والمبادرة وإعمال فكره وعقله في جغرافية المكان وكأنه القائد الأعلى للجيش وليس مجرد جندي عادي.
ومن هنا فإن النبي [ قد استطاع أن يحقق بهؤلاء الأفراد - العاديين في عاداتهم وطباعهم ومستوى حضارتهم وإمكاناتهم- أعمالاً غير عادية، تفوقوا بها على أكثر الدول المحيطة بهم عدةً وعتادًا وتنظيمًا وحضارةً، وهما الفرس والروم، الدولتان العظيمتان حينئذٍ.
نخلص من ذلك إلى الدور المهم للقائد في تفعيل واستثمار الطاقات والموارد البشرية التي تحت قيادته، وأن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الغالب في عدم وجود مثل هذه الطاقات، ولكن الأزمة الحقيقية تكمن في عدم القدرة على توظيف هذه الطاقات وتلك الكوادر بالطريقة المثلى، ووضع كل شخص في مكانه المناسب الذي يليق به.
وقد أكد على ذلك الدكتور الفاضل/ وليد الحداد الخبير الاقتصادي والمتخصص في التنمية البشرية والإدارية فيقول: لابد أن ندرك حقيقة مؤكدة وهي أنَّ العمل الخيري في الكويت برغم النجاحات التي حققها على المستويين الإقليمي والمحلي وهي نجاحات لا ينكرها أحد، إلا أنه بمقارنته بالتقدم الذي أحدثه هذا القطاع على المستوى العالمي لا يقارن، ففي الوقت الذي وصل القطاع الخيري في الغرب إلى امتلاك مؤسسة وقفية ضخمة - كجامعة هارفارد - ما زلنا نحصر أنفسنا في بناء المساجد وغيرها من المشاريع التقليدية– مع التأكيد على أهمية هذه المشاريع – ولكن هناك أشياء أكبر، ولا شك أن هذا الفكر أبعدنا كثيرًا عن الأخذ بأساليب الإدارة الحديثة؛ كذلك لا يوجد لدينا إستراتيجيات مستقبلية واضحة لتطوير هذا القطاع.
ولا شك أن ذلك جعل تعاملنا مع الموارد البشرية – والتي هي موضوع المقال – تعاملا دون المستوى العالمي، ولا شك أن هذا جعلنا نتأخر كثيرًا في الارتقاء بهذه الكوادر كما ينبغي.
ويكفي أن تعرف أن آخر إحصائية عن عدد المتقاعدين في الكويت تقول: إن عددهم وصل إلى مائة ألف متقاعد، فكيف لو استطعنا استقطاب (10 % ) فقط من هؤلاء للقطاع الخيري والتطوعي وهم لا يزالون فاعلين؟! لا شك أننا سنُحدث نقلة كبيرة في هذا القطاع، وخاصَّة أن منهم وزراء سابقين ووكلاء ومدرسين وأطباء ومهندسين وفي كافة المجالات؛ فكيف نشتكي إذًا من عدم وجود كوادر؟!!
من جانبه ثمَّن الأخ الفاضل/ عيسى القدومي مشرف لجنة العالم العربي والمدرب المتخصص في العمل الخيري تجربة العمل الخيري في الكويت قائلاً: بدايةً لابد أن نؤكد على حقيقة لا تخفى على أحد، وهي أنَّ العمل الخيري في الكويت على وجه الخصوص يتميز بوجود طاقات فاعلة ومبدعة وتجارب حققت نجاحات في جميع أصقاع الأرض، إلا أن هناك بعض المشكلات التي في هذا القطاع من أهمها كيفية نقل هذه التجارب والخبرات للأجيال القادمة، كما أنَّ هناك مشكلة أخرى وهي عدم القدرة على استيعاب المتطوعين الجدد وإيجاد البرامج التي تؤهلهم وتفجر طاقاتهم وقدراتهم.
وأما بالنسبة للكوادر والطاقات فهي موجودة ولكن ليست بالقدر الكافي، ولعل لذلك أسبابا عدة أهمها:
• عدم وجود التدريب المتخصص الذي يوفر مادة مناسبة تمامًا للقطاع الخيري والتطوعي والوقفي.
• التضييق على العمل الخيري كان له نصيب في إضعاف هذا الجانب.
• النظم والتشريعات لم تصل إلى ما وصلت إليه التشريعات الغربية التي ترعى هذا القطاع وتنمي قدرات العاملين فيه.
• ضعف التواصل ونقل الخبرات للأجيال الجديدة وإعطائها الفرصة لتحقيق قدراتها ومهاراتها في هذا المجال.
• عدم وجود برامج كافية تعمل على استيعاب المتطوعين واكتشاف قدراتهم وتطويرها وتوجيههم في القطاعات التي تناسب تلك القدرات والإمكانات.
ومن وجهة نظري فإن هناك عددا من الوسائل التي يمكن من خلالها الارتقاء بهذا الجانب من أهمها:
• تفعيل التدريب المتخصص والمناهج المنتقاة لأن ذلك هو الأساس في الاستفادة من هذه الطاقات وتفعيلها، وأن يكون هناك ورش عمل وندوات وملتقيات بين الجيل الأول والجيل الثاني لنقل الخبرات.
• لابد من العمل على وجود أكاديمية لتدريب وتنمية مهارات العالين والمتطوعين في القطاع الخيري، ويتم تأهيل الدارسين فيها على أسس فنية ومهارية.
وقد التقينا بالأخ الفاضل/ زياد الرفاعي رئيس تجمع سنابل الخير ومدير معهد القبس للدراسات الإسلامية بلبنان وسألناه عن رأيه في هذا الموضوع، فقال: لابد بداية ونحن نتكلم عن الكوادر والطاقات في العمل الخيري أن نتكلم عن الشخصية العاملة في الحقل الدعوي ونقول إنها تنقسم إلى قسمين:
• شخصية ملتزمة دينيًا.
• وشخصية متميزة إداريًا.
ونجد أن السباقين للعمل في المؤسسات الخيرية هم الملتزمون دينيًا، ولكن لا يوجد لديهم الكفاءة الإدارية، فنجد أنَّهم بحاجة إلى تأهيل وتطوير إمكاناتهم في الجانب الإداري، والعكس إذا وجدت الشخصية الإدارية ولكن ليس لديها الالتزام الديني الكافي، فنجد أنها بحاجة إلى برامج إيمانية وتربوية للارتقاء بها في هذا الجانب.
لذلك العمل الخيري بحاجة إلى الموازنة بين الشخصيتين وإيجاد البرامج المؤهلة التي توصلنا إلى الشخصية المتكاملة التي نريد.
وفي حقيقة الأمر لا يوجد استثمار كامل وكاف للكوادر العاملة في القطاع الخيري والدعوي، ولذلك أسباب عدة أهمها:
• عدم وجود الموارد المالية الكافية التي تضمن لهذه الكوادر التفرغ الكامل للعمل الخيري فنجد أنها شغلت بفرعيات كثيرة لتأمين المعيشة وغيرها من المتطلبات.
• عدم وجود البرامج والدورات التأهيلية المستمرة.
• عدم وجود تخصص للشخصيات العاملة في القطاع الخيري، فنجد أنها تعمل في أكثر من اتجاه في وقت واحد ولو فرغت في تخصص واتجاه واحد لأبدعت.
• عد الاهتمام بإبراز الطاقات الحقيقية والتجارب الناجحة للعاملين في هذا القطاع.
وأما عن وسائل العلاج فهي كثيرة كما ذكر الإخوة الأفاضل إلا أن أهمها من وجهة نظري هو حسن اختيار العاملين في البداية والتأكد من توافق إمكاناتهم وقدراتهم مع المجال الذي يعملون فيه.
خلاصة الأمر أن هذا الزمن الذي نعيشه هو زمن الطاقات الفعالة، وإذا أردنا أن ننشر الخير في أوساط المجتمع فإنه لابد من الاهتمام والعناية باستثمار وتوظيف الطاقات والكفاءات العاملة بمؤسساتنا الخيرية والدعوية سواء الموظفون أو المتطوعون، من أعلى مستوى إداري إلى أقل مستوى، ولا شك أن ذلك سيؤدي إلى نتائج رائعة وسيحقق أمورًا عجزنا عن تحقيقها سنوات طويلة.


اعداد: وائل عبدالغفار




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.17 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]