عرض كتاب: باول ألين - رجل الفكرة: سيرة كفاح المشارك في تأسيس شركة مايكروسوفت - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-08-2022, 10:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي عرض كتاب: باول ألين - رجل الفكرة: سيرة كفاح المشارك في تأسيس شركة مايكروسوفت

عرض كتاب: باول ألين - رجل الفكرة: سيرة كفاح المشارك في تأسيس شركة مايكروسوفت
هشام محمد سعيد قربان














العنوان الأصلي:



Paul Allen-Idea Man: A Memoir by the Co-founder of Microsoft



المؤلف: باول ألين (Paul Allen)، مولده: 1953 ميلادية



الناشر: الطبعة المزيدة 2011,Portfolio/Penguin, USA, 2012



الحجم: قطع متوسط، 370 صفحة.











مقدمة:



بين أيدِينا مؤلَّفٌ متميز ملؤه الإثارةُ والتشويق، يتعلق بتأسيس شركة مايكروسوفت العالمية المشهورة، والتي لا يكاد يخلو من أحد برامجها جهازٌ حاسوبي في العالم أجمع، وخلافًا لما قد يتوقعه البعض، فلن نتحدث عن صاحب الشركة العملاقة المشهور: بيل جيتس، وسوف نتحدث عن رجل آخر ذي فضل عظيم عليها، بل هو المؤسس المشارك للمشهور بيل جيتس، نعم كان لمايكروسوفت شريكان مؤسسان:



1- بيل جيتس.



2- باول ألين، وهو مؤلف الكتاب الذي بين أيدينا، والذي يعرض سيرة كفاح ونشأة مايكروسوفت، ولقد عرض باول سيرته في مراحل عمرية وزمنية متتالية، وبين الصلة بين السابق واللاحق منها، وتركز السيرة على نشأة شركة مايكروسوفت، وعلى جانب العلاقات الإنسانية والعملية بين المؤسسينِ الرئيسين ومعارفهما وشركاء العمل ومنافسيهما، وتحوي هذه السيرة مجموعة من الصور الفوتوغرافية التذكارية لباول ألين في طفولته وشبابه، وصورًا لوالديه وزوجته، وأخرى تخص بيل جيتس، وبعض أصدقائهما وشركائهما، وبعض الإعلانات التجارية القديمة، ويثري هذه السيرة مصارحات وتأملات في حال المرض وتغير الأحوال والنقلة من الفقر إلى الغنى، ويختتم باول سيرته بحديث ذي نغمة حزينة، وفيه محاولة لتعزية نفسه لفقده أمه الحبيبة، والتي توفيت قريبًا من طباعة هذه السيرة.







تعزى قيمة هذا المؤلَّف إلى عرضه لقصة وتجربة تأسيس مايكروسوفت من منظور إثرائي وتكميلي يختلف عن المعتاد: منظور بيل جيتس وتجربته، ألا وهو منظور الشريك المؤسس، والذي قد لا يعرفه الكثير من غير المختصين: باول ألين، وهذا المنظور من الداخل - بلا شك - جزء مهم لا يستغني عنه الباحثون والمعنيُّون بنشأة وتطور وتجربة هذه الشركة الضخمة، والتي لها بالغ الأثر على تشكيل وتوجيه وتطور مجال برمجة وصناعة الحواسيب الآلية في العالم أجمع إلى يومنا هذا.







الفرصة:



استهلَّ باول ألين سيرتَه بفصلٍ اختار له عنوانًا جاذبًا: الفرصة، وكما هو متوقَّع يحكي هذا الفصلُ قصةَ البداية لمايكروسوفت، حيث تعود صداقة باول وبيل إلى سنين الدراسة المتوسطة والثانوية في ولاية واشنطون بالولايات المتحدة الأمريكية، ولقد تعلم هذان اليافعان مبادئ البرمجة وأساليب تحليل واختراق البرامج في بدايات البرمجة وصناعة الحواسيب، ولقد عملا في صباهما على عدد من الأفكار التجارية البسيطة، ولكن الحقيقة أن ما جمعهما هو شغف عميق، وحلم كبير، وأملٌ لا يعرف اليأس، فكانا يبحثان في قلق وخوف عن الفرصة الاستثمارية المناسِبة في مجال مهارتهما: كتابة البرامج الحاسوبية، ولطالما جمح الخيال بهما، وذات مرة سأل باول بيل عن توقعاته حول عدد العاملين في شركتهما - التي كانت عندئذٍ مجرد أضغاث أحلام - فأجاب بيل: "35 مبرمجًا!".







لقد توقع الكثير من أصحاب الرؤى المستقبلية منذ ستينيات القرن العشرين إمكانيةَ صناعة حواسيب فائقة السرعة ومنخفضة الكلفة، ومن هؤلاء الفيزيائي الشاب جوردون مور (Gordon Moore: أحد مؤسسي شركة إنتل: INTEL) في عام 1965، فلقد توقع أن تتضاعف القدرة الحسابية لشرائح الكمبيوتر مرة كل عام مع ثبات قيمتها السوقية، ولقد غيَّر جوردون هذه النسبة (التي يشار إليها بقانون مور) إلى المضاعفة مرة كل سنتين في عام 1968.







كان من أهم الأحداث التي شدت اهتمام باول - الذي كان في بداية دراسته الجامعية، ويكبر صديقه بيل بعامين - اختراع هام جدًّا: المعالج الدقيق والشامل المسمى: Intel 4004 في عام 1971 على أيدي مور و روبرت نويس (Robert Noyce)، والذي يعتبره البعض نواة أول حاسوب في العالم، ويختلف عن سابقه بتطبيقاته غير المحصورة، وبقدرته على تنفيذ برامج محملة على ذاكرة خارجية.







وتابع باول بشغفٍ شديد أخبارَ هذا المعالج الجديد، ورأى فيه - ما لم يره غيره - فرصة لتحقيق حلمه وحلم صديقه القديم، وبلغ الشغف ذروته عند إعلان شركة إنتل عن معالج جديد ومطور: Intel 8008 في عام 1972، وعاد الحلم القديم يراوده بقوة حول دمج صناعة المعالجات الحاسوبية - خصوصًا المعالج الجديد (Intel 8008) - مع مهارات البرمجة بلغة باسيك (BASIC)؛ لإيجاد تقنيات حاسوبية حديثة، ورخيصة، ولها تطبيقات عامة وكثيرة، وتخدم أعدادًا كبيرة من الناس، وعندئذٍ سأل باول بيل سؤالاً لا ينسى: "هل بالإمكان استخدام لغة الباسيك مع المعالج Intel 8008؟"، فأجاب بيل بالنفي، معللاً ذلك: "بالبطء المتوقع في تنفيذ البرامج في هذه الحالة، إضافة إلى ملء أغلب الذاكرة بالبرامج وحدها، إن هذا المعالج بطيء، فأخبرْني إذا طوروا معالجًا أفضل".







حانت الفرصة المنتظرة حينما طورت إنتل المعالج Intel 8080، والذي يحوي ذاكرة تبلغ سعتها أربعة أضعاف المعالج السابق 8008، وعندها تحدث باول مع بيل وبشَّره بظهور الشريحة الحاسوبية ذات المزايا التي كانا يأملانها، فأجاب بيل: "لم يحن الوقت بعد، ارجع إليَّ عندما يطور جهاز حاسوبي يستخدم هذا المعالج".







كان باول قلقًا وخائفًا من فوات الفرصة، ورجا بيل أن يعجلا في إنشاء شركة للبرمجة، ولكن بيل آثر الانتظار، ولم يطل صبرهما، فلقد أعلنت مجلة الإلكترونيات المشهورة (Popular Electronics) عن اختراع حاسوب صغير وعالي القدرة وبكلفة متدنية تبلغ 397 دولارًا أمريكيًّا، واسمه: ALTAIR 8800: mini computer، وتم اختراعه في شركة: MITs على أيدي ويليام ياتس وإدوارد روبرتس (William Yates, H. Edward Roberts).







هُرع باول إلى بيل وبشره بالخبر، وذكَّره بالوعد الذي قطعه على نفسه بإنشاء شركتهما حال وجود هذا الجهاز، فكر بيل مليًّا واقتنع بالفكرة، ولكن الإعلان لم يحدد لغة البرمجة لهذا الحاسوب الجديد؛ لذا قررا إرسال خطاب إلى أحد المخترعين ليخبراه عن إكمالهما لبرنامج بلغة الباسيك يناسب الحاسوب ALTAIR 8800، وفي الحقيقة أنهما لم يكتبا بعدُ سطرًا واحدًا من هذا البرنامج، ولم يتلقَّيا جوابًا، وعندها فكَّرا في مخابرة إدوارد روبرتس بالهاتف، وطلب بيل من باول التحدث معه؛ لأنه أكبر منه بعامين، وتجادلا قليلاً ثم اتفقا على أن يخابره بيل مدعيًا أنه باول ألين، أجاب روبرتس وأخبر بيل بأن الكثير يخابرونه بهذا الأمر، وأجابه - بمثل إجابتهم -: إن أول شخص يدخل مكتبه وبيده برنامج مناسب للحاسوب 8800 بلغة الباسيك، سوف يحظى بعقد تجاري مع شركته، لم تستغرق المخابرة إلا دقائق معدودة، وانتهت بشعور وسؤال مقلق جدًّا: هل بإمكان باول وبيل فعلاً إنجاز هذا البرنامج؟ كانت هذه بداية شركة مايكروسوفت، والعالم يعرف ما آلتْ إليه!







الجذور:



ترجع أصول عائلة باول ألين من جهة أبيه وأمه إلى قرية صغيرة جدًّا، تدعى أناداركو في ولاية أوكلاهوما، واسم والد باول هو كينيث ألن (Kenneth Allen)، وكان شغوفًا بقصص المغامرة، ويحمل مؤهلات جامعية، وأمُّه مولعة ومداومة للقراءة، ويزدحم منزلُهما بأكوام كثيرة فيها أصناف الكتب والمجلات.







ولقد انتقل والد باول قبل مولده إلى مدينة سياتل بولاية واشنطون في أقصى الشمال الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، ويذكر باول أنه تعلم القراءة بنفسه في سن مبكرة جدًّا سبقت مرحلة الحضانة، ولقد عملتْ أمُّه ذات الشخصية الاجتماعية والمرحة(Faye) في مهنة التدريس، ويذكر باول شكوى بعض معلميه المتكررة من شخصيته العنيدة، ويسرد عددًا من المتاعب التي تورط فيها، ومنها تورطه مع أقرانه ذات مرة - بغير علم ولا قصد - في إغلاق محبس الماء الرئيسي لمدرسته، وفي مرة أخرى اتُّهم ظلمًا بحرق كتابه المدرسي، فأتتْ أمه للقاء الناظر، وخاطبته بكل ثقة وحزم قائلة: "كل أفراد عائلتي يحبون الكتب، وابني لا يحرق الكتب أبدًا".







أما والد باول، فقد كان قليل الكلام، قليل الاختلاط بالناس، صبورًا، خلوقًا، مجدًّا في عمله، يحترم القوانين، ولقد تدرج في العمل حتى ارتقى لمنصب نائب مدير مجمع المكتبات بجامعة واشنطون، وكان يهوى الزراعة في حديقة منزله، وله اهتمام بفن الرسم واقتناء الأواني الفخارية الصينية واليابانية.







"حينما تكبَر، احرِص أن تختار عملاً تحبه": كانت هذه نصيحة والد باول له في سن مبكرة من حياته، والتي غرسها في قرارة نفسه بتَكرارها مرات كثيرة، وكان باول مهتمًّا بالمعارض العلمية والتجارِب الكيميائية منذ نعومة أظفاره، وشجع والدُه هوايته بالرغم من أخطائه العديدة، والتي كادت أن تقتل كلب العائلة في مرة من المرات خلال تجربة من تجاربه لإنتاج غاز الكلور.







ويذكر باول بفخر: "احترمني أبي وأمي، وعامَلاني كإنسان حر، يبحث عما خُلق ويُسِّر له في هذا الكون"، ولقد تدرجت هوايات باول إلى تعلم مبادئ الإلكترونيات في الصف الدراسي السادس، وكان له صديق من جيرانه يشاركه هوايته اسمه Doug Fullmer، وكان بداية تعرفه على الترانزيستورات والحواسيب البدائية حينما كان في الحادية عشرة من عمره، ويذكر باول أنه كان يحس بشعور غامض حين لعبه بالترانزيستورات التي أهداها إليه والداه، وكان دومًا يحاول تفكيكها، وتخيل طريقة عملها!







مدرسة ثانوية خاصة اسمها: LAKESIDE:



كان لقرار والد باول بإلحاقه بمدرسة خاصة اسمها LAKESIDE أثرٌ واضحٌ في نشأته وصقل ميوله العلمية، ففي هذه المدرسة الرائدة سنحت له فرصة لتعلم بعض مبادئ البرمجة في لغة الباسيك واستعمال الحاسوبات البدائية البطيئة: (PDP-10, GE-635) MAIN FRAME وماكينات ثقب بطاقات البرمجة وطباعة البرامج ونتائجها، ومن حسن حظه باول (وبيل) في تلك المرحلة أن معلم البرمجة ترك لهما - ربما من غير قصد - قدرًا كبيرًا من الحرية للاكتشاف والتجربة وللتعلم الذاتي، ولعله لم يكن يؤيد أساليب التعليم على أساس من التحكم البغيض والانضباط الأجوف الذي يخنق فضول المتعلم! وفي هذه المدرسة - وبالتحديد في غرفة الحاسوب - التقى باول بصديق جديد ذي شعر أشقر ووجه مملوء بالحماس، تلمع به عينان ذكاءً وإصرارًا، اسمه: بيل جيتس.







مساعد قيم المعبد:







اشتدَّ غرام واهتمام باول (وصديقه بيل) بعلم الحاسوب، فكانا يطيلان المكث في غرفة الحاسوب، وأدى ذلك إلى تدني درجات باول في المواد العلمية الأخرى مثل الفيزياء واللغة.







زاد فضولهما وتساؤلهما حول الحاسوب إلى حد رغبتهما في التعرف على النظام التشغيلي للحاسوب (Operating System P-10)، وكان هنالك من يحاول مساعدتهما، ولكن مساعدته بإعطائهم بعض المراجع لم تكن كافية، وتفتَّقتْ أذهانهما عن حيلة جديدة في البحث في حاوية الفضلات، وذات مرة وجدَا ضالتَهما في مجموعة أوراق ملقاة ومبللة بالقهوة، حوت تلك الأوراق Source Codes مكتوبة بلغة Assembly.







حدثت أمور ضايقت باول وبيل حين واجهت مركزَ حاسوب المدرسة ضائقاتٌ مالية، فاضطر القائمون عليه إلى فرض رسوم مالية على المستخدمين تزداد بازدياد معدل الاستخدام، وكانت الرسوم المفروضة على باول عالية جدًّا، فحاول مع صديقه اختراق الملفات الخاصة بالرسوم ونسخ برنامجها، ولكنهما لم يستخدماه، وحصل ما لم يكن بالحسبان حين افتضح هذا الفعل، وكانت العقوبة حرمانهما من حق الاستخدام للحاسوب لمدة من الزمن، وخلال فترة العقوبة استعان باول بصديق في جامعة واشنطون لديه حساب حاسوبي مجاني، وعند انقضاء العقوبة عرض القائم على الحاسوب على باول مشروعًا يتعلق بتنقيح وتحديث أحد البرامج الحاسوبية المهمة، ونجح باول في التحدي الصعب، والذى بدا مستحيلاً في بدايته، واستحق عندها لقب مساعد قيم المعبد أو الكاهن (صورة مستعارة: تعني مساعد القائم على مركز الحاسوب، وهذا مغزى استعمال باول لهذا العنوان الغريب: ACOLYTES).







استمرت واشتدت الضائقات المالية بمركز الحاسوب في المدرسة، حتى أُوقف وأُغلق، وبِيعَتْ محتوياته، واستغل بيل الفرصة - من غير أن يعلم باول في أول الأمر - لشراء مجموعة أقراص متميزة مخصصة لحفظ البرامج بسعر بخس جدًّا.







جامعة واشنطن:



يصف باول بداية مرحلة دراسته الجامعية بجامعة واشنطن (في عام 1971، والتحق بيل بعدها بعامين بجامعة هارفارد في بوسطون، وهي بعيدة عن واشنطون)، وزاد وتنوَّع عدد أصدقاء باول، واهتم بتشجيع فريق الكرة والعزف على الجيتار، وفي هذه المرحلة توطدت علاقة باول بصديقه بيل على المستويين العملي والشخصي، فلقد عمِلا معًا في العطل الدراسية على عدة مشاريع:



1- كتابة برنامج للجدولة بلغة فورتران خاص بمدرسة.







Lakeside -2 مشروع تحليل وإحصاء معدلات حركة السيارات في منطقة مختارة.







3- برنامج حاسوبي لنظام المرتبات في شركة تختص بإنتاج الكهرباء ولها شبكة توزيع ضخمة، وخلال هذه المشاريع لم يفارق ذلك الحلم خيال باول وبيل: بناء جهاز يجمع بين المعالجات الحاسوبية وبرامج الحواسيب لتنفيذ تطبيقات حياتية كثيرة، وكان باول وبيل مغرمينِ بمشاهدة الأفلام، ويذكر باول أنهما شاهدا معًا المئات من الأفلام السينمائية.


يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-08-2022, 10:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عرض كتاب: باول ألين - رجل الفكرة: سيرة كفاح المشارك في تأسيس شركة مايكروسوفت





اتسم المشروع الثاني بغزارة المعلومات، والاضطرار إلى العد اليدوي الممل؛ لعدم وجود آلية إحصائية أسرع أو ذاتية التشغيل، ودفعت هذه الحاجة لتسريع العمل على المشروع باول إلى التفكير بجد في استعمال المعالج الحاسوبي Intel 8008 لبناء جهاز حاسوبي ببرنامجه لتسهيل وتسريع وتيرة عملهما، وقرر الصديقان - الخبيران بجانب البرمجة - الاستعانة بمختص في بناء الجهاز من جامعة واشنطون اسمه باول جيلبيرت (Paul Gilbert)، وأسميا الجهاز الذي بدأ جيلبيرت بناءه Traff-O-Data Machine، وكما سنحت لهما فرصة للعمل في ولاية أوريجون - المجاورة لواشنطون - على جهاز PDP-10 في سياق مشروع لوزارة الداخلية الأمريكية تقوم به شركة TRW لدراسات الطيران، وأعطيا راتبًا شهريًّا مجزيًا لهذا العمل، قدره 165 دولارًا في الأسبوع، وكان باول في العشرين من عمره، وبيل في السابعة عشرة، يذكر باول سلسلة من العقبات والأخطاء التي واجهتهما خلال رحلة بناء جهاز الحاسوب المختص بتحليل وإحصاء سير المركبات على الطرق، وتم تجاوز العقبات واكتمل بناء الجهاز ونجح تشغيله بعد محاولات فاشلة، ولقد تبين للصديقين - خلال هذه التجربة المتعثرة - بأن بناء الحواسيب أبعدهما عن حلمهما الأصلي، وهو كتابة البرامج التطبيقية لتنفذها المعالجات الحديثة.







يذكر باول عددًا من السمات الشخصية لصديقه بيل جيتس التي اتضحت خلال قربه منه وعملهما على عدة مشاريع، يصف باول بيل بأنه - كان على الضد من شخصيته - محبًّا للمغامرة وغير عابئ بالخطر، ويفاخر بقيادته السريعة للسيارة وللزلاجات المائية، ولقد كسرت ساق بيل ذات مرة، وألبسه الطبيب جبيرة تعين على التئام الكسر، ولكن هذا لم يمنعه أو يوقفه عن التزلج، فسرعان ما خلع الجبيرة بعد أيام عديدة وعاد لرياضة التزلج! ولعل الناظر في شخصيتي باول وبيل يلحظ بعض التكامل بينهما، فمثلاً كان باول في بعض شؤونه منهجي التفكير، ولكن نمط تفكير بيل يتسم باللا منهجية ومحاولة البحث عن حلول ومخارج غير معتادة وخارج المألوف، ولعل كلاًّ منهما رأى في صديقه ما يكمله! ومما كان يجمعهما السهر وحب العمل ليلاً ومواصلة العمل لساعات طويلة، ويذكر أن العمل كان يأسر بيل حتى لا يستطيع نزع نفسه منه، وعندها يضع بيل مسحوق عصير البرتقال (TANG) على ظاهر يده، ويلحسه كطريقة سريعة - وغير صحية - للحصول على الطاقة من السكر في هذا المسحوق، والتي تعينه على مواصلة العمل لساعات طويلة بلا نوم أو طعام! ولعل باول تأثر - من غير أن يشعر - ببعض طباع بيل وعاداته، كما يظهر في بعض قرارته وأنشطته مثل مغامرة سفره بالسيارة عند انتقال الشركة من ألبوكيركي إلى واشنطون في شتاء عام 1978 بلا دراسة مسبقة لظروف الطقس أو تجهيز حذر من مخاطر الطريق الجبلي الخطر والمغطى بالثلوج.







اثنان + اثنان = أربعة:



استجاب باول لرجاء بيل المتكرر للانتقال إلى بوستون، فترك الدراسة الجامعية، وحصل على عمل بشركة هوني ويل (Honeywell)، وتكرر لقاؤه بصديقه بيل، وواصلا عملهما لكتابة برنامج بلغة الباسيك للحاسوب ALTAIR 8080، وحانت الفرصة للاتصال بأحد مخترعي هذا الحاسوب، والذي دعا باول للسفر إلى مصنع هذا الحاسوب وعرض البرنامج الذي عمل عليه باول وبيل وصديق ثالث تعرَّفا عليه في السكن الجامعي اسمه Monte Davidoff، ويذكر باول عددًا من المصاعب والأخطاء التي سبقت رحلتَه لزيارة Ed Roberts، ويختتم هذا الفصل بذكر تفاصيل التجربة الناجحة لبرنامج الباسيك على الحاسوب ALTAIR، وسروره عند تنفيذ البرنامج لعدد من العمليات بنجاح، وأول عملية حسابية ناجحة كانت السؤال: 2+2، وظهور الإجابة الصحيحة= 4، وأعجب روبرتس بمهارة باول، وعرض عليه العمل معه في شركته:Micro Instrumentations and Telemetry Systems:MITs، ووافق باول على ذلك.











مرحلة العمل مع شركة: Micro Instrumentations and Telemetry Systems:MITs







انتقل باول ألين لمدينة ألبوكيركي بولاية نيو ميكسيكو للعمل بشركة MITs، وتخلف بيل جيتس في بوستون يشارك في كتابة البرامج لهذه الشركة وتنقيحها، واستفاد باول من قربه من مصنع الحاسوب ALTAIR إفادة جمة من جهة قربه من عملاء الشركة والاستماع لشكاواهم، ورؤيته للنمو المتسارع في مبيعات هذا الحاسوب وما تلاه من تحسينات.







كان برنامج ALTAIR 8080 BASICS وتطويراته هو المنتج الوحيد لبيل وباول، وكانت شركة MITs المشتري والمسوق الوحيد لبرنامجهما خلال تصنيعه للحاسب الذي يستعمل هذا البرنامج، وكانت العلاقة بين باول وبيل وشركة MITs ذات سمات أدبية - كما يقولون - ولم تأخذ طابعها الرسمي بعد؛ لأن بيل وباول لم يسعيا في تأسيس شركتهما المأمولة، وأسس الصديقان شركتهما الموعودة وسجلاها لأول مرة في ولاية نيوميكسيكو، وتخيرَا لها اسمًا: MICROSOFT، واتفق الشريكان على أن تكون نسبة المشاركة = 60% بيل جيتس: 40% باول ألين، وعقب تأسيس الشركة اتفق بيل وباول مع شركة MITs على عقد منح رخصة حق الاستخدام والحصول على حصص معلومة من المبيعات، ويذكر باول بأن إد روبيرتس وقع بسهولة بالموافقة على العقد، بالرغم من أنه صِيغَ بطريقة تقدم مصلحة باول وبيل وشركتهما، ولم ير إد ضرورة لمراجعته من لدن محامي الشركة كما ذكره ونصحه بيل جيتس، ولعل لخلفية بيل جيتس القانونية (فأبوه محامٍ) أثر بارز في صياغة العقد - منذ البداية - بطريقة تحمي حقوق ملكيتهما الفكرية، ولقد حوى العقد جزءًا مهمًّا قوَّى الموقفَ القانوني للشركة في المستقبل إبان خلافها مع شركة MITs، وينص هذا الجزء بفسخ العقد في حال ثبوت تقصير شركة MITs في العمل للمصلحة التجارية للبرنامج، وبعد عدة أشهر ترك باول العمل في شركة MITs، وأقنع باول صديقه بيل بترك دراسته والانتقال إلى ألبوكيركي للعيش والعمل معه في شركتهما والبحث عن مشترين جدد لمنتجاتهما من البرامج، وبهذا تحولت العلاقة بين الصديقين من مجرد صداقة قديمة وحلم مشترك إلى صداقة وشراكة تجارية، ولكل علاقة سماتُها وضغوطاتها وتحدياتها وإغراءاتها، وأجمل ما في الكثير من العلاقات بداياتها البسيطة والبريئة.







الشركاء:



مرت شركة مايكروسوفت بخلاف قانوني مع شركة MITs، والتي ظنت أنه بمقدورها منع بيل وباول من بيع برنامجهما لشركات أخرى، ولقد ربحت شركة مايكروسوفت القضية المقامة ضدها، وكان للعقد الأوليِّ بين الشركتين الفضلُ في الحكم بفسخ العقد، فلقد ثبت أن شركة MITs لم تعمل لمصلحة هذا المنتج كما هو منصوص في العقد.







وكان لهذا النصر القانوني أثرٌ في تحرر مايكروسوفت ودخولها في صفقات جديدة ومربحة، ويجدر بالذكر أن المنافسين الجدد أمثال شركة IBM،APPLE استعانتا في بداياتهما ببرامج شركة مايكروسوفت.







كما يذكر باول أن بيل جيتس فاجأه بعرض ثانٍ لتغيير حصص ملكية شركتهما من 60% نصيب بيل و 40% لباول، إلى 64%: 36% بالترتيب، ووافق باول على ذلك العرض الذي لم يكن يتوقعه.







قرر باول وبيل في عام 1978 نقل الشركة إلى ولاية واشنطون، وبدا هذا القرار مناسبًا، خصوصًا بعد إنهاء العلاقة مع شركة MITs التي بيعت إلى شركة أخرى، وفي هذه السنة - كما يذكر باول - تخطت مبيعات مايكروسوفت المليون دولار، وارتأى الشريكان أن في هذه النقلة تسهيلاً لأعمالهما، وجذبًا لموظفين أفضل تأهيلاً، وقربًا من مراكز البحوث، كما أنها تقربهما لعائلتيهما وأصدقائهما في واشنطون بعد غياب ثلاث سنين.







SOFTCARDS:



دخلت شركة مايكروسوفت السوق اليابانية مبكرة في زمن مناسب، وكانت الفرصة مواتية في ذلك الوقت، فالصين كانت عندئذٍ منغلقة على ذاتها، وكانت كوريا في بدايات نهضتها، وكان ممثل شركة مايكروسوفت في اليابان KAY NISHI، وسافر بيل وباول إلى اليابان لأول مرة في عام 1979 بعد حصولهما على عقد مربح مع شركة NEC، وخلال هذه الزيارة قابل الشريكان كبار الإداريين في شركة يابانية كبيرة: ماتسوشيتا (MATSUSHITA ELECTRIC)، والتي تغيَّر اسمُها فيما بعد إلى شركة باناسونيك (PANASONIC)، ولقد كان لهذه الرحلة أثرٌ في توسيع مدارك الشريكين وإنضاج تجربتهما، فلقد تأكدا عن قرب من جاذبية ومنافسة السوق اليابانية، وكانت فرصة لتعلم بعض عادات الشعب الياباني، ودهش باول من إخلاص اليابانيين واجتهادهم وتفانيهم في عملهم، والذي فاق - حسب منظوره - مستوى وجدية العاملين في أمريكا!







رفض بيل وباول عرضًا مغريًا لبيع شركتهم قدره عدة ملايين من الدولارات في عام 1979، والذي قدمه المستثمر H. ROSS PEROT من ولاية تكساس، وتوقع بيل عندئذٍ أن تتخطى أرباح الشركة المليوني دولار خلال سنة واحدة فقط، ولقد تحققت توقعاته، وكما صاحَبَ ذلك تضاعُفُ عدد العاملين في الشركة إلى 28 موظفًا.







كان للرحلات أثر بالغ في مسيرة مؤسسي شركة مايكروسوفت، ومثال ذلك رحلتهما إلى نيويورك لحضور اللقاء الوطني السنوي للحواسيب الآلية، حيث تعرض الشركات آخرَ منتجاتها، ولقد شد برنامج محاسبي اسمه VISI-CALC يعمل على جهاز APPLE II أنظار باول، ولعل هذا البرنامج كان بمثابة أول شرارة إلهام لباول (وبعدها لصديقه بيل) لفكرة إنتاج برامج وتطبيقات حاسوبية سهلة الاستخدام مخصصة للعامة من الناس.







كان باول شديد الاهتمام بفكرة إيجاد طريقة فاعلة لتشغيل برامج شركة مايكروسوفت على أجهزة APPLE II، وفكر في طريقتين:



1- كتابة برامج توصيلية جديدة بلغات الفورتران والباسكال والكوبول، أو إدخال تغييرات عضوية على جهاز APPLE II لكي يصبح متآلفًا ومتوائمًا مع برامج شركة مايكروسوفت، وفضل باول الفكرة الثانية التي بدت أسرع وأقل جهدًا وكلفة، ويصف باول هذا الحل البديع: "بأنه حوَّل المشكلة من جهة البرمجة، إلى جهة بناء جهاز متآلف مع APPLE II"، لم تَرُقِ الفكرة لبيل جيتس في البداية، ولكنه غيَّر رأيه بعد وقت قصير، وأوكل باول تنفيذ الفكرة لصديق مختص بتصميم الأجهزة اسمه: TOM PARTON، والذي نجح في بناء جهاز يستعمل معالج Z-80 بطريقة توصله كقارئ يقرأ برامج مايكروسوفت ويوالف بينها وبين APPLE II، وكما يذكر باول بأن مايكروسوفت نجحت في عام 1980 في مهمة جريئة، وهي تطوير جهاز APPLE II بطريقة لم يحلم بها حتى مخترعه: STEVE JOBS، ولقد أسميا المنتج الجديد Z-80 SOFT CARD، ولقد باعت شركة مايكروسوفت 25000 قطعة من هذا المنتج الجديد في عام 1981.







من أهم الأحداث في هذه الفترة فكرة وقرار بيل جيتس (والتي يذكر باول بانزعاج أن بيل أسرَّها عنه أول الأمر خلال سفره، ولم يشاوره حولها) بإدخال شريك ثالث ليعينهما في إدارة بعض أعمال الشركة هو: STEVE PALMER، ولقد كان صديقًا لبيل في جامعة هارفارد، ولقد أعطى بيل جيتس الشريك الثالث حصة قدرها 8.75% من نصيبه الخاص في شركة مايكروسوفت، وبهذا تغيرت حصص ملكية الشركة إلى: 36% لباول ألين، 8.75% لبالمر، والباقي لبيل جيتس، وتشير هذه الرواية - إن صحت - إلى تفرد بيل ببعض القرارات بلا مشورة مع باول.







لعل قرار بيل بإشراك بالمر لم يعجب باول في أول الأمر، ولكنك تجده في فصل متأخر من هذه السيرة يمتدح ستيف بالمر بوضوح وصراحة، ويعزو إليه الكثير من الفضل في مواجهاته الجريئة والمستمرة مع بيل جيتس، وتحديه بإلحاح، وإقناعه إياه بلا يأس - في محاورات ومنازعات غاضبة - حول العديد من القرارات مثل: زيادة عدد العاملين في مايكروسوفت لرفع جاهزيتها إلى مستوى الطلب المتنامي والعقود المتزايدة مع عملاء جدد، كما يصف باول ستيف بالمر بالذكاء والمنهجية والنظام والإخلاص وعدم التلاعب بالآخرين، وإليه يعزو باول كل الفضل في نمو عدد العاملين في مايكروسوفت من 40 موظفًا في عام 1980 إلى 220 موظفًا في عام 1982.







المشروع السري المسمى بالشطرنج:



بدأت أنظار الكثير من الشركات الكبرى في مجال الحواسيب تتجه صوب شركة مايكروسوفت الناشئة، خصوصًا بعد تجاوز عدد النسخ المبيعة من برنامجها BASIC النصف مليون نسخة في عام 1980، وكان من هذه الشركات المهتمة شركة IBM، والتي قررت توسيع مجال أعمالها بالبدء السريع في تصنيع الحواسيب الشخصية عن طريق إبرام عقود مع مصنعين من خارج الشركة.







بادرت شركة IBM بالاتصال - في سرية تامة - مع شركة مايكروسوفت في شهر أغسطس بقيادة JACK SAMS، وتركز الحديث حول مشروع سري أطلق عليه اسم غير مباشر للتمويه والسرية: المشروع الشطرنج، وكان هذا المشروع أول نواة لصناعة الحواسيب الشخصية التي تحمل العلامة التجارية: IBM PC، وكانت IBM راغبة في كل ما لدى مايكروسوفت من أفكار ومقترحات حول إنتاج البرامج التشغيلية فئة (16-bit)، ولكن مايكروسوفت لم تكن جاهزة عندئذٍ لهذا العرض، فاقترحت عليهم بكل صراحة الاتصال بشركة أخرى، ولكن هذه الشركة فوتت الفرصة، وكادت أن تضيعها على مايكروسوفت بالكلية.







اجتمع شركاء مايكروسوفت في لقاء عاجل لاستدراك الأمر، ويذكر باول ألين - صاحب الصلات البحثية والمطلع على أحدث التوجهات في صناعة الحواسيب وبرمجتها - أنه عرض على شريكيه فكرة جديدة كان يأمل نفعها في تلبية طلب شركة IBM.







تتلخص الفكرة في الاستعانة بشركة (SEATTLE COMPUTER PRODUCTS (SCP ممثلة في موظفها TIM PATTERSON، فلقد صنعت هذه الشركة الصغيرة حاسوبًا بمعالج 8086، ولكنها لم تنجح في تسويقه لافتقاره إلى برامج تشغيل مناسبة، وعندئذٍ قام TIM بمحاولة كتابة برنامج تشغيلي من فئة (16-bit) أسماه 86-DOS، ولم يكن هذا البرنامج جاهزًا تمامًا، واحتاج لتعديل ليكون متوائمًا مع مشروع IBM، ولكنه كان نقطة انطلاق كافية لعلاقة مايكروسوفت الجديدة - والسرية - مع IBM.







اتصل باول بمالك شركة: SCP ROD BROCK، وعقد معه اتفاقًا حول: شراء حق الاستخدام لبرنامج SCP مقابل 25 ألف دولار (عشرة آلاف مقدمة، وخمسة عشر ألفًا عمولة لكل شركة تشتري رخصة بالاستخدام)، ولقد أفاد باول من الحفاظ على سرية مشروعه مع IBM في تقليل تكاليف عقده مع شركة SCP، فلو علمت بهذا المشروع لزادت كثيرًا أو بالغت في السعر مبالغة قد توقف المشروع كليًّا أو تخرجه عن مساره، ولله - سبحانه وتعالى - الحكمة البالغة في توزيعه للأرزاق على عباده، حكمة خفية لا تدركها عقول البشر.







وبعد يوم واحد التقى بيل وبالمر بشركة IBM، وقدَّما مقترحًا تقوم بموجبه مايكروسوفت بالتنسيق والإشراف العام على كامل مشروع تطوير النظام التشغيلي من فئة (16-BIT)، والتي تعده الشركة ليكون النظام التشغيلي لحاسوبها الشخصي.







وقعت الاتفاقية مع IBM بعد عدة أسابيع، وتحصل مايكروسوفت - حسب العقد - على مبلغ إجمالي قدره 430 ألف دولار (موزعة كما يلي: 75 ألفًا للتطوير والمشورة الفنية، 45 ألفًا مقابل DOS-86، 310 آلاف لمجموعة من برامج الفئة 16-BIT)، وكان لهذه الصفقة أكبر الأثر في نمو شركة مايكروسوفت وتحولها من شركة صغيرة إلى أكبر وأغنى شركة في مجالها في العالم أجمع.







أعلن عن تصنيع الحاسوب الشخصي: IBM-PC في شهر أغسطس من 1981، ولقد فاق نجاح هذا الحاسوب كل التوقعات بما فيها توقعات بيل وباول، وفي خلال أربع سنوات فقط تصدر السوق العالمية للحواسيب الشخصية) بلا منافس ما عدا APPLE) الحاسوب: IBM-PC أو الأجهزة المتوائمة معه ( IBM COMPATIBLE).








وكان من الحكمة استمالة واستبقاء الخبرات المتميزة في مايكروسوفت عن طريق إشراكهم في ملكيتها، والتي تغيرت مع الوقت إلى ما يلي:



51% بيل جيتس، 30% باول ألين، ستيف بالمر 7.8%، MARQUARDT`S TECHNOLOGY 5.1%، VERN RABURN 3.5%، GORDON LETWIN 1.3%، CHARLES SIMONYI 1.3%.







وكانت وظيفة باول ألين هي نائب الرئيس التنفيذي، ووظيفة بيل جيتس هي الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 89.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 87.00 كيلو بايت... تم توفير 2.35 كيلو بايت...بمعدل (2.63%)]