الشهرة والمشاهير ضوابط ومحاذير - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858832 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393220 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215607 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-02-2023, 05:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي الشهرة والمشاهير ضوابط ومحاذير

خطبة الحرم المكي- الشهرة والمشاهير ضوابط ومحاذير


الفرقان

عناصر الخطبة
- عقيدة الإسلام الصافية تؤهل لاستشراف المستقبل.
- حب الظهور معكر لصفو الإخلاص.
- حال سلفنا الصالح مع الشهرة.
- مشكلات الشهرة وعواقبها الوخيمة.
- المعنى الحقيقي للشهرة.
- ضرورة التصدي لمحبي الشهرة ومجانينها.
جاءت خطبة الحرم المكي بتاريخ 10 من ربيع الآخر 1444هـ - الموافق 4 نوفمبر 2022م لإمام الحرم المكي الشيخ عبدالرحمن السديس، بعنوان: (الشهرة والمشاهير ضوابط ومحاذير)، وقد اشتملت الخطبة على عناصر عدة أهمها: عقيدة الإسلام الصافية تؤهل لاستشراف المستقبل، وحب الظهور معكر لصفو الإخلاص، وحال سلفنا الصالح مع الشهرة، ومشكلات الشهرة وعواقبها الوخيمة، والمعنى الحقيقي للشهرة، وضرورة التصدي لمحبي الشهرة ومجانينها.
في بداية الخطبة بين الشيخ السديس أنَّه في دُنيا الفتن المُدْلهِمَّة، وواقع التحدِّيات المُحْدِقة بالأمة، وفي عالمٍ اعْتَسَفَتْ طرائقَ الحَقِّ الصُّرَاحِ فيه وسائلُ ومستجِدَّاتٌ، وتحوُّلات وأزمات وتحديات، يجدر بنا أن نقف وقفةً جادَّةً؛ لاستشراف المستقبل ورَسْم آفاقه، في ضوء عقيدة صافية، وقِيَم سامية، لقد جاء الإسلام بِعَقِيدَةِ التَّوحِيدِ الخَالِصَةِ؛ كما هي دعوة الأنبياء والرُّسُل -عليهم الصلاة والسلام-، وتلك هي وظيفةُ المسلمِ في الحياة، إخلاصُ العبوديةِ لله وحدَه لا شريكَ له، في بُعْد عن الرياء والسمعة، قال -سبحانه-: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} (الزُّمَرِ: 2-3).
البعد عن الوحيين
ولَمَّا استبدَل بعضُ الناس في أعقاب الزمن بنورِ الوحيينِ سواهما، ابتُلُوا بالفِرَق والخلافات، والطوائف والانقسامات، والأحزاب والتصنيفات، يضخمون الهَناتِ، ويتتبعون الهفواتِ، وينشغلون بالكبوات، فخالَفُوا صحيحَ المنقول وصريحَ المعقول، واتبعوا أهواءهم: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ}(الْقَصَصِ: 50)، والشريعةُ الغَرَّاءُ حرصَتِ على تحقيق مجتمَع متماسِك، بعيدًا عن إثارة الفتن والشُّبُهات، وأمَرَنا ربُّ العالمينَ أن نعتصمَ بحبلِه المتينِ، قال -سبحانه-: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}(آلِ عِمْرَانَ: 103).
حُبَّ الظهور بين الناس
وإن مما يُعكِّر صفوَ الإخلاص، ويشقّ عصا الوحدة دون مناص، حُبَّ الظهور بين الناس، بل قُل إن شئتَ: شهوة الشهرة وسطوة التصدر والظهور، وتلك قاصمة الظهور، وإن مِنَ المؤلمِ حقًّا أن نرى بعضَهم يسعى إليها سعيًا حثيثًا حتى أنَّه لا يرى في الدنيا شيئًا غيرَها، ورُبَّما تخلَّى عن قِيَمِهِ ومبادئه، وأخلاقه وعقيدته؛ من أجل سراب خادع يحسَبُه الظمآنُ ماء.
النهي عن لباس الشهرة
ولقد كان سلفنا الصالح -رحمهم الله- يكرهونها، بل يَفِرُّونَ منها، وقد نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فيما صح عنه، من حديث ابن عمر - رضي الله عنه -، نهى عن لباس الشهرة، ورتَّب عليه الوعيدَ الشديد، (خرَّجَه أحمدُ وأبو داود والنَّسائيُّ وابنُ ماجه)، يقول سفيان الثوري -رحمه الله-: «إياكَ والشهرةَ؛ فما أَتَيْتُ أحدًا إلا وقد نهى عن الشهرة»، وقال بِشْرُ بن الحارث: «مَا اتَّقَى اللهَ مَنْ أَحَبَّ الشُّهْرَةَ»، وقال ثابت البُنانيُّ: «قال لي محمد بن سيرين: لم يكن يمنعني من مجالستِكم إلا خوفُ الشهرةِ»، وقال إمامُ أهلِ السُنَّةِ أحمدُ -رحمه الله-: «أُرِيْدُ أَنْ أَكُوْنَ فِي شِعْبٍ من شعابِ مَكَّةَ حَتَّى لا أُعرَفَ، قَدْ بُليتُ بِالشُّهرةِ»، الله أكبر، وهو المستعان، وعليه التكلان، ونعوذ بالله من الخِذلان، هكذا مضى سلفُنا الصالحُ على هذا المنهاج، وكان هذا دِينَهم ودَيْدَنَهم، فأين هذا من أقوام غلَبَهم حبُّ الشهرة، خاصةً في هذا الزمان الذي عَظُمَتْ فيه الفتنةُ بمن يُسمَّوْن: مشاهيرَ وسائل التواصُل الاجتماعيّ؛ فنحن في عصر الثَّوْرَة التِّقَانِيّة المذهِلة، التي أسْفَرَتْ عن وسائل الاتصال السريعة المُتطوِّرة، فَخوَّلَتِ الإنسانَ أنْ يَتَواصلَ مع مَنْ شاء، متى شاء، كيف شاء، في أيِّ مكان من المعمورة، وفي أيْ وقتٍ وزمن، في بثٍّ مُبَاشِرٍ مُفَصَّلٍ، يَحْمِل الصَّوتَ والصُّورَةَ مَعًا؛ فينشرون على الناس طعامَهم وشرابَهم ومجالِسَهم، ويتعرَّضون للخصوصيات، ويخترقون أستارَ الأُسَر والبيوتات.
كم جنَتْ هذه المسالك على الأمة!
فيَا للهِ! كم جنَتْ هذه المسالك على الأمة في عصرنا الحاضر، وأصبح الناسُ يَعقِدُون المقارَناتِ بينَ وَاقِعِهم الذي يعيشونه، وبينَ ما يرونه على شاشات المعلومات، فكثرت المشكلاتُ الأسريةُ، وشاعت الضغائنُ والأحقادُ، والحسدُ والغيرةُ وغيرُها من أمراض القلوب وأدواء النفوس، في الوقت الذي نرى فيه كثيرًا من أبناء الأمة هَمُّه في لَيْلِهِ ونهارِه أن يكون مشهورًا أو مُتابِعًا للمشاهير، مَهمَا كلَّفَه ذلك، ودونَ النظر في عواقب الأمور ومآلاتها، فنطقتِ الرويبضةُ، وتحدَّثت الغوغاءُ والمفاليسُ في أُطروحات وخصوصيات بل قل سفاهات وتفاهات وغثائيات، وعامةُ المجتمعاتِ تعيش إدمانَ مطالَعة هذه الشبكات المحمومة، وهوس الفضاءات المسمومة، يرومون، وبئس ما يرومون؛ الإثارة والتشويش والتشهير والتحريش، والبلبلة والتهويش، في أدواء نفسيَّة، وتصحرات قلبية، وبكل صفاقة وبجاحة ممقوتة.
لباس الشهرة العاري
بل امتطى بعضُهم لباسَ الشهرة العاريَ، وهو من ثوب التقى عارٍ، بالطعن في العقائد والثوابت والأعراض والرموز والقدوات، وهذا من الإفك المبين، والكذب الصُّرَاح، والبهتان العظيم، والجرم الشنيع، والافتراء البشيع؛ {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}(النَّحْلِ: 105)، والتشبُّع بما لم يُعطَ المرءُ ولا عزاءَ للهمج الرعاع، والإمَّعات أتباع الناعقينَ، وأشياع المارقينَ، الذين أسلَمُوا عقولَهم لأعدائهم {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}(النُّورِ: 16)، {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}(النُّورِ: 11).
المراد الحقيقي للشهرة
وليستِ الشهرةُ مرادةً في ذاتها، وإنَّما المراد أن يرَاكَ اللهُ حيث أمرَكَ وأن يفقدكَ حيث نهَاكَ، تلكم هي المسؤوليَّة الحقة التي تستشعر خشية الله ومراقبته، مع كل قبسة قلم، وهمسة فم، وإعداد معلومة، ونشر تغريدة؛ فهي حقًّا لمن يَستشِعر عِظَمَ المسؤوليَّة، وثقلَ الأمانةِ، مغارم لا مغانم، وتبعات تستوجِب صادقَ الدعوات وإنكارَ الذات، كما كان هديُ سلفِنا الصالح -رحمهم الله.
غوائل سُّلُوكيَّة
وعلى إثْرِ هذه الغوائل السُّلُوكيَّة، والجنُوحات المَأزومَة الفكريَّة، لفِئامٍ ممَّن تلبَّسُوا بالشهرة والظهور الدائم، وانتشر أمرُهم بينَ الأنام؛ لَزِم الأمَّةَ؛ ساستَها، وعُلَمَاءَها، ودُعاتها، ونُخَبَ الفِكر والثَّقافة والإعلام؛ وكذا النَّصَفَة في العَالَمِين، بِشَتَّى الوَسَائل والقنوات التَّوَارُد على التّحذير مِن هذا الأمْر العظيم، الذي زاد المَرَارَةَ على الواقِع، والخَرْقَ على الرَّاقع، بل وسنُّ الأنظمة الحازمة، ووضعُ الجزاءات الرادعة؛ والحوكمة العادلة، ومواثيق الشرف الملزمة؛ لضبطِ مساراتِها وتوجيه دفَّتها، وتحديد موضوعاتها، وحوكمة محتواها؛ صونًا للقِيَم، وحفظًا للأخلاق الفاضلة والشِّيَم، وإذكاءً للذوق العامّ، والحفاظ على البقية الباقية من المروءة، وعند الله تجتمع الخصوم {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}(الزُّمَرِ: 31).
اتقوا الله في أنفسكم ومتابعيكم
أيها المشاهيرُ: يَا مَنْ لكم مكانٌ ومكانةٌ في نفوس الأتباع من خلال الاستكثار مِنَ المتابِعِينَ، والشهرة الإعلاميَّة والتِّقنيَّة: اتقوا الله في أنفسكم ومتابعيكم، وأطروحاتكم، واعلموا أن الشهرة ابتلاء، ولها ضوابطها، ومحاذيرها، تَجَافَوْا بِعَزَائمِكم عن المَعَرَّات والإهمال، واسْمَوْا بِصِدْقِكُم وإخْلاصِكم عَن الإثارة والمِطَال، واسْتَمْجِدُوا بِهِمَمِكم عظيمَ المقاصِدِ والطُّمُوحَاتِ الغَوَال، استثمِرُوا الشهرةَ بالدعوة إلى الدِّين الحقِّ، وخدمةِ الأوطانِ وتنميتِها وأَمنِها، كونوا مفاتيحَ للخير، مغاليقَ للشرِّ، وسخِّروا الشهرةَ في الحفاظ على ثوابت الدين والقِيَم، والذَّبِّ عن أعراض المسلمين، وبيان الحق ونصرته وأهله.
ولله درُّ مشاهير الخير والإيجابيَّة والمصداقيَّة والموضوعيَّة والموثوقية، الذين سخَّرُوا شهرتهم في نشر العلم النافع، والعمل الصالح والقِيَم النبيلة، والأهداف السامية، بوركت جهودهم؛ فهم موفقون مسددون، والآخرون محرومون مخذولون مدحورون، والله المستعان على ما يصفون.
تحقق المسؤولية
ولا تتحقق أهليَّة من ذاع صيته، وانتشر في الناس اسمه ورسمه، إلا بتحقق المسؤوليَّة في أجلى مظاهرها، «فكُلُّم راعٍ وكلُّكُم مسؤولٌ عن رعيته» (خرَّجاه في الصحيحين من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما)، يُتوَّج ذلك بمعاقد الصدق والرفق والحِلْم والحكمة، وصالح الأخلاق والقيم.
أيها المستهدَفون البُرَآءُ
وأنتم يا أيها المستهدَفون البُرَآءُ: هنيئًا لكم، ويا بُشراكم، {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}(النُّورِ: 11)، في دِينكم ودنياكم، صبرٌ ونصرٌ وثقةٌ ورفعةٌ ومضاعَفةٌ للحسنات ورفعةٌ للدرجات، وتلك ضريبةُ النجاحات والامتيازات، والطريقُ سابلةٌ، والسُّنَّةُ ماضيةٌ، والحق يعلو ولا يُعلى عليه {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}(الرَّعْدِ: 17)، {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}(الْأَنْبِيَاءِ: 18).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.23 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]