الشخصنة: كيد فرعوني في مجابهة دعوة الحق - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-06-2021, 06:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي الشخصنة: كيد فرعوني في مجابهة دعوة الحق

الشخصنة: كيد فرعوني في مجابهة دعوة الحق








أيمن قاسم الرفاعي








كما هو ديدنُ أهل الباطل في مواجهة دعوة الحق وأنصارها، تراهم يحاولون دائمًا الالتفاف على قوة الحق الذي تحمله مثل هذه الدعوة بشتَّى الوسائل والسبل، ومن أهم هذه الأساليب: توجيهُ الاتهامات الشخصية، وسواء أكان ذلك من خلال الشَّخْصنةِ (ربط القضية بشخوص الناس، لا بأفكارهم)، أم من خلال العصبيَّة والتحزُّب، وهما تهمتان متقاربتان ومتقاطعتان؛ يهدفان إلى الاشتغال بشخوص الناس وانتماءاتهم عن الالتفات إلى أفكارهم.







وتعرف مثلُ هذه الممارسة كإحدى المغالطات المنطقيَّة التي تُستخدم عادةً لدَحْض حجةٍ ما من خلال الهجوم على شخصِ صاحبِها دون مناقشة الحجَّة نفسها إطلاقًا؛ وذلك لصرف أنظار المتابعين والمستهدفين المحيطين بهذه الدعوة إلى أمور تثيرُ فيهم العصبيَّة والحسد تجاهَ متَّبعي ومعتنقي هذه الدعوة؛ فتُشتِّتهم شِيَعًا متعصِّبين إلى فوارقَ ما كان ليُلتفتَ إليها لو لم تَجِد مَن ينفخ في كيرِ نارها، وبالتالي إفراغ هذه الدعوة الصادقة من محتواها القيميِّ من خلال اتِّهام الأَتْباع، وتمييزهم مجتمعيًّا أو عِرقيًّا، أو حتى أيديولوجيًّا، وبالتالي إلحاقُ الشبهات بدوافع هذه الفئة التي تسعى نحوَ الحق، ومن ثَّم بالتالي تشويه الحق ذاته.







وهذا الفعل حقيقةً هو كَيْدٌ فرعوني بامتياز، أشار إليه القرآن الكريم وميَّز فيه السلوك الفرعوني للحاكم الطاغيةِ الذي يسعى دائمًا لمواجهة وقهر دعوة الحق والعدالة التي قد ينهض بها أحدُ رعيَّته، من خلال تشتيت الناس شيعًا، وصرفهم عنها ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا ﴾ [القصص: 4]، ففي النموذج الفرعوني لهذه الظاهرة، يصف اللهُ عز وجل سلوكَ فرعون موسى حيالَ ذلك في ثلاثة مواضع: الموضع الأول في سورة الأعراف الآية 123، والموضع الثاني في سورة طه 71، والموضع الثالث في سورة الشعراء 49، وسنقوم بتفصيل هذه المواضع والدَّلالات المستفادة منها.







في الموضع الأول في سورة الأعراف يقول الله عز وجل:



﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُون ﴾ [الأعراف: 123]، يختلف هذا الموضعُ بالألفاظ المستخدمة فيه عن كلا الموضعينِ الآخَرين، وهو يمثِّل الجانب الأول من سياسة الفرعون في إفراغ دعوة الحق، واتِّهام أنصارِها، وتشتيت الناس شيعًا من خلال شَخْصنةِ قضيَّة الحق، حيث يُصوِّر لنا اللهُ عز وجل في هذا الموضعِ حالَ فرعونَ عندما بُهِت، وخسر التحدي ضدَّ موسى أمام آيات (العصا واليد) التي جاء موسى ليدعوَه بها إلى الله، فلما أصابَتْه صدمة إيمان السحَرة، والتي لم تكن بالحسبان، فضلًا عن صدمةِ خسارتهم التحدِّيَ أمام الحشود المجتمعة - سارع فرعون بعقله السياسي المحنَّك القائم على الإفساد ﴿ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴾ [غافر: 37] إلى امتصاصِ الصدمة والتغلُّب عليها؛ نظرًا للخطر الذي يحيق به من انتصار موسى عليه أمام الحشودِ المجتمعة من المصريِّين وبني إسرائيل، فحاول إفراغ هذا النصرِ، وبادر إلى اتِّهام السحرة بالانحياز إلى موسى والإيمان به ﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ ﴾ [الأعراف: 123]؛ لأنه من بني إسرائيل مثلهم يربطُهم به رباطُ الدم والنسب، واللفظ الذي استخدمه القرآن هنا "آمنتم به" تأكيدٌ على أن فرعون حاول حصرَ القضية بشخص موسى وما يرتبط به هذا الحصر، وبالتالي محاولةُ تهميشِ قضية الدعوة إلى الله التي هي أصلُ الحكاية، من خلال نسجِ قصة أخرى تجدُ في النفوس الكثيرَ من الميل المستند إلى الفضولِ والتشويق والتشكيك بالآخرين، فوضَّح فرعون هذا الاتهام أكثرَ حين أكَّد أن ما تم ليس بحقيقةٍ؛ وإنما هو مكرٌ مدبَّر، ومؤامرة مخطَّط لها من قِبَل هذه الطائفة من بني إسرائيل ضدَّ المصريِّين ﴿ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا ﴾ [الأعراف: 123]، وأنه سيكشف هذه المؤامرة ويفضح تدبيرَهم ﴿ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 123]، وهو بذلك ينشرُ التوجُّس والشكَّ في نفوس المصريِّين، ويصرف نظرَهم عن القضيَّة الأساسية، ويجيش فيهم روحَ العصبيَّة العِرقيَّة ضد هذا العِرق الأجنبي الذي يمكرُ بهم وبسيِّدهم في مؤامرة بدوافعَ عِرقيَّة وأيضًا دينيَّة لم تظهَرْ للعَلن بعدُ كلُّ خيوطها، كلُّ ذلك من خلال مفرداتٍ قليلةٍ، وإشارات ذكيَّة، تعرف كيف تتعاملُ مع نفوس الناس وتؤلِّبهم.







أما في الموضعين الآخَرينِ من القرآن، فتتشابه فيهما الألفاظُ القرآنية والدلالة في التعبير، وهي تمثِّل الجانب الآخر من السياسة الفرعونيَّة في إفراغ دعوة الحق، واتِّهام أنصارها؛ من خلال التحزُّب والفئوية، حيث يقول الله عز وجل على لسان فرعون:



﴿ قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ﴾ [طه: 71].







﴿ قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الشعراء: 49].







لقد جاء الله عز وجل في كلا الموضعين بلفظ "آمنتم له"وليس "آمنتم به" كما في الموضع السابق، وهو الفرقُ الجوهريُّ الذي بُنِيت عليه السياستان، كما اختلفَتْ سائر الألفاظ في الآيات؛ لاختلافِ السياسة عن سابقتها، حرَص فرعون موسى ألا يستفزَّ بني إسرائيل كثيرًا من خلال تأليب المصريين عليهم بالسياسة الأولى، فيحتشدوا مع موسى، فحاول أيضًا إفراغَ دعوة موسى لدى الإسرائيليِّين أنفسهم، وذلك من خلال اتِّهام السحرة بالتحزُّب والفئوية؛ لذلك استخدم لفظ "آمنتم له"، ومقصده فيه الاعتقاد والتسليم بالذي يحمله موسى؛ أي: السحر الذي يذكره مباشرة بعدها: ﴿ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ﴾ [الشعراء: 49]، حيث ساق تهمة تحزُّب السحرة لموسى على أساس طائفةِ السحر والشعوذة التي تجمعهم، وأن (موسى) هو كبيرُهم وسيِّدهم في هذا المجال، وهي تهمةٌ مجتمعيَّة مرفوضة، سينفرُ منها المصريون وحتى بنو إسرائيل؛ وذلك لِما لهذه التهمةِ من شرور يخشى الناس أن تمسَّهم وتطولهم، وسوء عقاب حكوميٍّ قانوني متعارَف عليه لديهم يحكم به على العاملين بها ﴿ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ﴾ [طه: 71]، وهو تمهيدٌ مقصود أرادَه فرعون لإطلاق يده فيما سيفعلُه بموسى ومن آمَنَ به، وبذلك يكون فرعونُ قد أفرغ النصرَ الذي حقَّقه موسى، وقطع الطريق على الحشود المجتمعة من المصريِّين والإسرائيليِّين في الإيمان بصدقِ دعوته، أو حتى أن تحدِّثَهم أنفسُهم بها، وَفْق رؤيته طبعًا.







وهكذا نرى أن الكيدَ الفرعونيَّ في اتِّهام الخصوم وإفراغ دعوتهم للحق التي لا يقدر الفرعون على مواجهةِ قرائن الحقِّ وبراهينه، التي فيها من خلال الحجة المنطقيَّة والبرهان العقلي - تتجسَّد في سياسة ممنهجةٍ تقع في شقَّيْنِ:



الأول: هو ربطُ القضيَّة بأساس يستند إلى الأشخاص (الشَّخْصنة)، وصرفها عن عالَم الأفكار؛ لسهولة اتِّهام الأشخاص، وتوليد الشكِّ لدى الناس تِجاههم من جهةٍ، ولصعوبة المحاجَّة في الأفكار خاصة إن كانت رصينةً تستند إلى الحقِّ والمنطق من جهة أخرى، وسواء ذلك أكانَ بالاتهام لشخص المرء ذاته أم لانتمائه الدينيِّ أو العرقي.







الثاني: هو نسجُ حكاية أخرى موازية، تَصرِفُ الناسَ عن القصة الأساسيَّة، تستند إلى تشتيت الناس، وتضييق الدائرة حول أنصار دعوة الحق، وجعلهم قلَّة من الناس مميزين عن المحيط البشري، واتِّهامهم في فئتهم بتهمٍ ينفر منها الآخرون؛ وذلك لقطع الطريقِ على أي شخصٍ يمكن أن يفكِّر في الانضمام إلى أفكارهم، ودعوة الحق التي يحملونها، والتي سيُناصِرها بالتأكيد ملَأ الفرعون وأبواقه، ويُضخِّمون ما افترضَتْه واتهمت به المؤمنين، ومن ثَمَّ ستصبح مِثلُ هذه الدعوة وفقَ هذه السياسة في طيِّ الشك والنسيان للدرجة التي ينسى الناس فيها القضيَّة الأساسية أصل الحكاية، ويهتمُّون بالقضية الثانوية المفتعلة.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.51 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]