شرح حديث: على رسلكما؛ إنها صفية بنت حيي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854476 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389422 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-05-2021, 03:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث: على رسلكما؛ إنها صفية بنت حيي






شرح حديث: على رسلكما. إنها صفية بنت حيي











الشيخ محمد بن إبراهيم السبر








الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.







أما بعد:







متن الحديث:



عن صفية بنت حُيي رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفًا، فأتيته أزوره ليلًا، فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام معي ليقلبني - وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد - فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «على رسلكما. إنها صفية بنت حيي» فقالا: سبحان الله يا رسول الله، فقال: «إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرًا، أو قال شيئًا».







وفي رواية: «أنها جاءت تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب، فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها، حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة»؛ ثم ذكره بمعناه.







الشرح: ومعنا في هذا اليوم الثالث من رمضان الحديث الرابع من أحاديث باب: الاعتكاف في عمدة الأحكام، وهو الذي نختم به إن شاء الله تعالى كتاب الصيام: وهو الحديث الرابع حديث صفية رضي الله تعالى عنها وأرضاها.







وموضوع هذا الحديث: حكم زيارة المعتكف، والتحدث معه؟







وفيما يتعلق بغريب الحديث:



ورد ذكر: "حُيي" وهو بضم الحاء وهو حُيي بن أخطب زعيم يهود بني النظير، وهذا الرجل من أشد أعداء النبي صلى الله عليه وسلم، وممن ألَّب عليه الناس، والأحزاب، وقُتل مع بني قريظة صبرًا، وهو والد صفية رضي الله تعالى عنها وأرضاها.







وقولها: "ليَقْلبني" بفتح الياء وسكون القاف، أي ليردني ويرجعني إلى منزلي.







وقولها: "في دار أسامة" هذا نسبة إلى بيت أسامة رضي الله عنه، وهو أسامة بن زيد، لأن هذا البيت أصبح فيما بعد ملكًا لأسامة، فآل إليه رضي الله عنه.







وقولها: "رجلان" لم ترد تسميتهما، ولكنهما على أية حال من الأنصار.







وقولها: "رجلان من الأنصار" لم يسميا، والأنصار: هو وصف غلب على أهل المدينة، الذين آووا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، ونصروا النبي صلى الله عليه وسلم، وأبلوا في الإسلام بلاء حسنًا.







وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «على رِسلكما» بكسر الراء، أي على هيئتكما تمهلا لا تسرعا، وهو متعلق بمحذوف تقديره: امشيا على رِسلكما.







وقوله صلى الله عليه وسلم: «إنها صفية» يعني أنها زوجته عليه الصلاة والسلام، وليس امرأة غريبة عنه، وصفية بنت حُيي هي إحدى زوجاته صلى الله عليه وسلم.







وقول الصحابيين: "سبحان الله" فيه تسبيح الله تبارك وتعالى، وأن هذا التسبيح، ورد مورد التعجب، فقول: سبحان الله، هو تنزيه الله تعالى عما لا يليق به، أي ولا يليق أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم محلًا للظن السيئ والعياذ بالله.







وقوله: «الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم» الشيطان: اسم لإبليس، مأخوذ من شَطن إذا بعد، لأنه بعد عن رحمة الله تبارك وتعالى.







هذا فيما يتعلق ببعض غريب الحديث.



وأما المعنى الإجمالي لهذا الحديث الشريف: النبي صلى الله عليه وسلم كما علمنا كان يعتكف في رمضان في العشر الأواخر، وينقطع عن الناس صلى الله عليه وسلم، تفرغًا للعبادة، وتحريًا وطلبًا لليلة القدْر، وكان ينقطع في هذا المعتكف عن الناس إلا قليلًا للمصلحة، فجاءت إليه زوجه صفية -رضي الله عنها- وزارته في إحدى الليالي، فحدَّثته صلى الله عليه وسلم، وكانت أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العشاء، فمن أدب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن خلقه، وكريم مؤانسته، أنها لما قامت تريد الذهاب إلى بيتها، قام معها ليؤنسها، ويشيعها من وحشة الليل، جبرًا لخاطرها ولقلبها، وفي أثناء سير النبي صلى الله عليه وسلم معها، مر رجلان من الأنصار رضي الله عنهما، فاستحييا أن يُساير رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أهله، فأسرعا في المشية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تمهلا لا تُسرعا، إن التي معي زوجتي صفية، والصحابيان الأنصاريان تعجبا وكبر عليهما الأمر وقالا: سبحان الله كيف يا رسول الله أننا نظن بك شيئًا، فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يظن بهما ذلك، وإنما أخبرهما أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فقد يوقع الشيطان العبد في المحذور، وفي سوء الظن، وفي الشك، وفي الاتهام السيء، فإذا وقع في المحذور، قد يقذف في قلوبهما شرًا وهما لا يشعران فيهلكا أعاذنا الله وإياكم من نزغات الشيطان ومن وساوسه.







وهذا الحديث العظيم فيه من الفوائد، وأيضًا الهدايات الشيء الكثير:



أول هذه الفوائد: مشروعية الاعتكاف، لا سيما في العشر الأواخر من رمضان، لفعله صلى الله عليه وسلم، طلبًا لليلة القدْر، وتفرغًا وتدربًا للعبادة والطاعة والذكر وتزكية للنفس.







ومن الفوائد: جوزا زيارة المعتكف بشرط ألا يشغله عن مقصود الاعتكاف.







ومن الفوائد: جواز زيارة المرأة لزوجها وهو في معتكفه، وكذلك من له حق كالأب، وكالأخ الكبير، وكالقريب، يُزار في معتكفه، وأيضًا يُزار في المسجد إذا كان ينقطع دائمًا للمسجد في التدريس أو في العبادة، يُزار ولو لم يكن معتكفًا، فإذا كان الأبُ أو كان الأخُ في الله في مسجد ما معتكف، فلا بأس من زيارته ومؤانسته بما لا يخرج بالاعتكاف عن مقصوده، ولذلك ترجم البخاري لهذا قال: باب زيارة المرأة زوجها في اعتكافه. فيجوز للمرأة أن تزور زوجها وهو في معتكفه.







وفيه: أن المحادثة اليسيرة، ومؤانسة الأهل، والصديق لا تنافي الاعتكاف، خاصة إذا كانت لمصلحة.







وفيه: بيان حُسن خُلق النبي صلى الله عليه وسلم، وطيب معشره، ولطفه صلى الله عليه وسلم مع أهله، ومع صحابته، ومع الناس أجمعين، إذ آنس صفية، ثم قام ليشيعها إلى بيتها صلى الله عليه وسلم، لذلك ينبغي أن يتحلى الأزواج، وأن يتحلى المسلمون، والأصدقاء، بمثل هذه الأخلاق النبوية، في جبر الخواطر، ومؤانسة الضيف والزائر، وتشييعه واحترامه وتقديره إلى آخره.







ومن الفوائد: جواز خروج المرأة من بيتها إذا لم يترتب على ذلك مفسدة، وإذا كان زوجها لا يمانع من خروجها، أما إذا كان فيه مفسدة فلا تخرج، وإذا كان زوجها لا يسمح فلا يجوز لها الخروج، لأن حق الزوج عند الله تبارك وتعالى عظيم، ولذلك الزوج له أن يمنع المرأة من زيارة والديها أو حضور جنازة أحدهما كما ذكر أهل العلم، ولذلك قال الإمام أحمد في امرأة لها زوج وأم مريضة، قال: "طاعة زوجها أوجب عليها من أمها، إلا أن يأذن لها"، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "المرأة إذا تزوجت، كان زوجها أملك بها من أبويها، وطاعة زوجها عليها أوجب" انتهى كلامه، فحق الزوج عظيم، فلذلك لا تخرج المرأة إلا باستئذانه خاصة في الليل، إذا لم يترتب على ذلك مفسدة، وأذن لها الزوج.







ومن الفوائد: أن الخروج اليسير للمعتكف لا يؤثر على اعتكافه، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى باب المسجد، ولذلك قال البخاري: باب هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد؟ ، قال ابن بطال: "لا خلاف في جواز خروج المعتكف فيما لا غنى به عنه".







ومن الفوائد: أنه يجوز محادثة الأجنبي ومع الرجل أهله، يعني الإنسان معه أهله يجوز أن يُحادث الأجانب بوجود أهله، لفعله صلى الله عليه وسلم.







ومن فوائد هذا الحديث: شدة تعظيم وتوقير واحترام الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم، فإنهما أسرعا في مشيتهما احترامًا للنبي صلى الله عليه وسلم.







وفي قولهما: "سبحان الله" قوة معرفة الصحابة بالله عز وجل، وما يليق به، وما لا يليق.







ومن الفوائد قوله: «على رسلكما إنها صفية» مشروعية ذب المرء عن عرضه، ودفع التهمة عن نفسه، فهذا أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم دفع عن نفسه ما قد يقع في نفوس الصحابة، وأخبر أن هذه المرأة التي معه أنها زوجه صفية رضي الله تعالى عنها وأرضاها، ولذلك قال عمر: "من عرَّض نفسه للتهمة، فلا يلومن من أساء به الظن".







ولذلك في هذا الحديث فائدة: أنه ينبغي للإنسان أن يزيل ما يلحقه من تهمة أو شك، لئلا يُظن به شيئًا وهو بريء منه، فيتحرز مما يسبب التهمة، ولذلك هذا يتأكد في حق الأعيان والمسؤولين والدعاة والمشايخ ومن في حكمهم، ولذلك قال ابن دقيق العيد: "وهذا متأكد في حق العلماء، ومن يُقتدى بهم".







وفيه: شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، فمن ظاهر الحال أن الرجلين لم يظنا شيئًا، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم خشي عليهما من كيد الشيطان، وعداوته، فخاف عليهما من وسوسة الشيطان، أو يلقي في قلبهما ما يكون سبب هلاكهما.







ومن الفوائد: جواز خلوة المعتكف بزوجته، ومحادثتها، إذا لم يكن هناك شهوة تنافي الاعتكاف.







ومن الفوائد: ثبات جريان الشيطان من ابن آدم مجرى الدم، فالشيطان الرجيم عدو للإنسان مبين، وله قدرة وتمكن قوي، من إغواء بني آدم، فهو يجري منهم مجرى الدم، وحريص على إغوائهم وإضلالهم، وله قدرة عظيمة في ذلك، فإنه يجري منهم مجرى الدم، وهذا يدل على لطف مداخله، وخفي مسالكه، أعاذنا الله منه بحمايته وعفوه وحصانته.







والشيطان أشد من الجن، لأن تلبس الجن محسوس، يظهر الصرع، ويظهر التأثر، أما الشيطان أمره غير محسوس، فهو يجري من الإنسان مجرى الدم، ونحن نؤمن بهذا ونصدقه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر به، فالشيطان يتسلط على ابن آدم، ولذلك شُرع للإنسان أن يستعيذ من الشيطان، وأن يدفع الوساوس، وأن يتحرز بالأذكار والأوراد التي تحميه من كيد الشيطان وعداوته.







ومن الفوائد: مشروعية تسبيح الله تبارك وتعالى عند التعجب، إشعارًا بتنزيه الله جل وعلا عما لا يليق به سبحانه وتعالى.







وبشرح هذا الحديث، وما ذكرنا فيه من بعض الفوائد، ننتهي من شرح كتاب الصيام من عمدة الأحكام.







أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل لوجهه خالصا، ولعباده نافعًا، وعنده مقربًا، وأن يبارك لنا في أعمارنا، وفيما نقول، وفيما ندرس، وأن يجعلنا وإياكم من الدعاة، وممن سلك سبيل الدعوة إلى توحيد الله تبارك وتعالى، ورزقنا الائتساء والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في سائر أفعاله وأقواله وتقريراته، كما أسأله جل وعلا أن يعيننا على ما بقي من صيام شهر رمضان وقيامه، وأن يعجل بالفرج، وأن يردنا إلى مساجدنا، وإلى صلة أرحامنا، وأن يرفع عن المسلمين هذا الوباء، وهذا الداء، وأن يأذن بنصره وفرجه، وجزاكم الله خيرًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.25 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]