|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
عشقته وأنا متزوجة
عشقته وأنا متزوجة أ. أروى الغلاييني السؤال السَّلام عليْكم ورحْمة الله وبركاته، أنا فتاة ملتزمة ومثقفة جدًّا وذكية، ولي أجوائي الخاصَّة؛ كحبِّي للهُدوء، وقِراءة المصحف ومُطالعة الكُتُب، لكنَّ مشْكلتي بِزوجي؛ فهو غير متعلِّم وعصبي، ودائمًا صوْتُه مرتفع، وأنا أكْره هذِه الصِّفات بل أكاد أمْقُتُها به، ولكنَّه يُحبُّنِي جدًّا، وأنا أشعر بأني كنَبْتَةٍ في الظَّلام ذبلتْ، والله ذبلتُ من الهموم! إلى أن تطوَّرت حالتي مع شيخٍ وإمام معروف ومشهور، لا تسألوني كيف ومتى حدث هذا؟ سأجيبُكم بـ: لا أعلم. أصبحتُ أتَّصل وأتحدَّث إليْه، وأشْعُر أنَّ هذا الشَّخص هو مَن يُلائم عقْلي وتفْكيري، وتمنَّيت لو أنْ أنفصِل عن زوْجي لأرتبِط به. وهو أيضًا أصبح يَميل إليَّ واعتاد على حديثي، إلى أن تسبَّبتُ بِمشكلة وكنتُ قاصدة؛ لأنِّي لم أجِد مَن أستشيرُه، وأنا الآن أتعذَّب وأتعذَّب، أشعُر بأنِّي اشتقتُ واعتدت عليْه، أرجوكم دلُّوني ماذا أفعل؟ لأنَّني ذكيَّة جدًّا وأعْرِف كيف يفكِّر هو، وأخاف بلحظةِ ضعف أرْجع وأكلِّمُه وأُنْهِي حياتي مع زَوْجِي لأجلِه، وأنا أستطيع فِعْلَ هذا بدون تردُّد، فأنا أحبُّ الحياة وزوْجي جدًّا غير مبالٍ بالعقل؛ فهو يُحبُّ الصَّحراء وتربية المواشي، وأنا أكره هذه الأشياء جدًّا جدًّا. الجواب السَّائلة الفاضِلة وردة الحياة. السَّلام عليْكم ورحمة الله وبركاته. وحيَّاك الله في موقع "الألوكة"، ولعلَّك تجِدين في سطوري ما يدلُّك - بعون الله - على الطَّريق الَّذي يدلُّك السَّير فيه على السَّعادة في الدنيا والآخرة. مشكلتُك قسمان: القِسْم الأوَّل: "أنتِ"، يتعلق بك، والقسم الآخَر: يتعلَّق بنظرتك لزوْجِك، ولا أقول: زوجك، بل نظرتك لزوجك. بدايةً: أعرِّفك أنَّني شديدة الاهتِمام باللُّغة المستخدمة ممَّن يُرسل الاستشارة، لغته في صياغة العنوان، وفي صياغته للمشْكلة، (وكلتا الصِّياغتين لا يتدخَّل في تعْديلها الأساتذة المشرفون على قِسْم الاستِشارات، بل يرسلونَها للمستشارة كما هي)؛ لأنَّ اللُّغة تكشِف الكثير عن مكنونات الإنسان، أولَم تسمعي قوْل العرب: "المرء مخبوء تحت طيِّ لسانه"؟! لغتك تقول: إنَّك شديدة الثِّقة بنفسكِ، وصلت إلى عتبات الغرور، الغرور بما تَملكين من مزايا جمال وثقافة وذكاء، وحب للحياة، والقدرة على الوصول لما تريدينَه. كرَّرت كلمة "أنا" بسطور قليلة خمسَ مرَّات تقريبًا، واستخدمتِ ضمير المتكلِّم كثيرًا، دون أن أقرأ أنَّك حمِدت الله - تعالى - مرَّة واحدة على ما أعطاك وحباك! فهل يفسِّر ذلك أيضًا ابتعادًا عن الله - تعالى - وتعاليًا؟! وبالمقابل نظرتك لزوْجِك أنَّه "غير متعلِّم وعصبي ودائمًا صوته مرتفع". "وزوجي جدًّا غير مبالٍ بالعقل؛ فهو يحب الصَّحراء وتربية المواشي"، وتقولين: أنَّك تكرهين هذا وذاك، وكأنَّ الزَّوج يفصَّل تفصيلاً حسب المقاسات التي تطْلُبها الزَّوجة! رغْم أنَّ المستشارة يَجب أن تكون حياديَّة وهي تشير، لكنَّني أشعر الآن بالاستِياء للنَّظرة الَّتي تنظرين بها لزوجك، تُرى هل هذه النَّظرة كانت قبل أن تتعرَّفي على الشَّخص الذي ذكرْتِ؟ أم بِمجرَّد علاقتك به صِرْتِ وقول الشاعر يصدق بك: وَعَيْنُ الرِّضَا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَلِيلَةٌ وَلَكِنَّ عَيْنَ السُّخْطِ تُبْدِي المَسَاوِيَا ثمَّ كيف وأنت الزَّوجة المسلِمة العربيَّة، الَّتي هي من مجتمع محافظٍ، تسْمحين لنفسِك أن تكتُبي عنوانًا لمشكلتِك: "عشِقته وأنا متزوجة"؟! لا أدري بعد هذا: مَن صاحب الحقِّ في النُّفور من الآخر: أنت أم زوجك؟! هل فكَّرت بالمسألة بطريقة تبديل المواقِع؟ إن كان زوْجُك له من العيوب ما ذكرْتِ؛ لكنَّه على الأقلِّ ليس هناك عيبٌ يتعلَّق بوفائه لك وعلاقته الزوجيَّة بك! ولكن انظري أنتِ ماذا فعلت بحقِّه، بل وتبرِّرين الَّذي فعلتِ أنَّه بسببه، نافية عن نفسِك أي مسؤوليَّة في التَّأثير به، وواجبك بإضافة البهْجة والرَّونق على حياتِكما حتَّى تسير بأمان وسلاسة. لُغتك أيضًا - يا وردة الحياة - تكشف قدرًا من الحبِّ منك لزوْجِك؛ لذلك أصابتْك الحيرة، وإلاَّ فأنت قادرة على اتِّخاذ قرار طلَب الطَّلاق منه، ولكنَّك تحبِّينه وحصل الصِّراع في داخلك بين حبٍّ وعشرة وأُلفة بينَك وبين زوْجِك، وبيْن الشَّوق لِما تظُنِّينه سيكون مع الشَّخص الآخر، ويكفي من مَحاسن زوْجِك أنَّك استطعت أن تعدِّدي عيوبه! وهي قليلة - لو سلَّمنا أنَّها عيوب. أنتِ بِحاجة لتغْيير نظرتك - غير العادلة - لزوْجِك، ركِّزي بمحاسنه فقط، والحياة مع المواشي - كما أثبتتِ الدِّراسات - تورث صبرًا ورحْمة وقُدرة على التأمُّل بالنَّفس والكون؛ وقد صحَّ عنْه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - أنَّه رعى الأغنام، وأنَّه ليس نبيٌّ إلاَّ ورعى الأغنام؛ أي: إنَّ هذا ليس عيبًا؛ بل هو فضل، وتكيَّفي مع عيوبه الأُخْرى؛ فليس هناك زوْجٌ يستوفِي شروط رضا الزَّوجة الصَّعبة، وذكِّري نفسَك أنَّك أخطأتِ بِحقِّه خطأً كبيرًا أكبر بكثير من عيوبه، وأنَّ واجبَك هو التَّعويض عن هذا التَّقصير وهذا الظُّلم الَّذي أصبت به زوْجَك! قومي بِواجبِك ودوْرِك الأساس؛ من إضافة البَهْجة والتلوُّن لحياتِك الزَّوجيَّة، بِما أنَّك تُحبِّين الحياة وأنتِ وردتُها، فالحياة التي عليْك أن تسعَيْ لها هي تلك التي تتوافق مع منهج الله - تعالى - وأمَّا غير ذلك فهي أنفاسٌ فقط، نلتقطها حتَّى لا نموت، والفرْق كبير بين الحياة وعدم الموت، ولا تنتَظِري الآخَرين أن يقدِّموا ويقوموا عنْك بهذا الشيء. أوَّلاً قبل كل شيء اقْطعي صِلَتَك بالشَّخص الآخَر فورًا. المفروض أن يكون هذا كلامي الأوَّل لك، لكنِّي أجَّلته خشية ألاَّ تقرئي بقيَّة سطوري. وفَّقك الله للسَّعادة بالدنيا والآخرة، وجمعك مع زوْجِك بخير. وراجعي في موقعنا فتوى بعنوان: " علاقة المتزوج بالمتزوجة".
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |