شرح حديث: كان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854942 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389818 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-05-2021, 03:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث: كان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان






شرح حديث: كان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان











الشيخ محمد بن إبراهيم السبر








الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:



متن الحديث:



عن عائشة رضي الله عنها: «أنها كانت تُرجِّل النبي صلى الله عليه وسلم وهي حائض، وهو معتكف في المسجد، وهي في حجرتها، يناولها رأسه».



وفي رواية: «وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان». وفي رواية أن عائشة رضي الله عنها قالت: «إن كنت لأدخل البيت للحاجة والمريض فيه، فما أسأل عنه إلا وأنا مارة ».







الشرح:



قول المؤلف وفي رواية هذه والتي تليها: عند مسلم رحمه الله.











وأما يتعلق بغريب الحديث:



ترجِّل: الترجيل هو تسريح الشعر، فكانت تسرح شعره وتدهنه.







وقولها وأنا حائض: الحيض هو سيلان الدم الطبيعي، الذي يعتاد النساء عند بلوغهن.







حجرتها: أي بيت عائشة الملاصق للمسجد من الناحية الشرقية، وفيه دفن صلى الله عليه وسلم.







حاجة الإنسان: أي البول والغائط.







وموضوع هذا الحديث: هو أحكام خروج المعتكف.







وعائشة رضي الله تعالى عنها، أخبرت أنها كانت تُصلح رأس النبي صلى الله عليه وسلم، وتُسرَّحه وهي حائض، فكان اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم لا يمنعه من ترجيل شعره، وتنظيف بدنه، وكان لا يخرج من المسجد صلى الله عليه وسلم، بل يمد إليها رأسه وهي في حجرتها، فترجله وهي حائض.







فكان صلى الله عليه وسلم لا يخرج من المسجد وهو معتكف إلا لحاجة الإنسان، لما فيه الحاجة من الطعام أو الشراب أو قضاء حاجته ونحو ذلك، لأن الاعتكاف: هو لزوم المسجد، والخروج من المسجد ينافي هذا الأمر، لذلك حكت عائشة -رضي الله تعالى عنها- عن نفسها أنها لا تدخل البيت إلا لحاجة، وذلك إذا اعتكفت، ومن عنايتها -رضي الله تعالى عنها- بشأن الاعتكاف أنها كانت تُعجِّل بالرجوع إلى المسجد، وقد يكون المريض في طريقها فلا تقف عليه لتواسيه أو تجلس عنده، بل تسأل عنه وهي مارة، يعني في طريقها وذهابها وإيابها إلى المسجد، فكانت لا تسأل عن المريض، ولا تجلس عنده إلا وهي مارة، فقط تُعرِّج عليه من غير أن تقف عنده رضي الله تعالى عنها وأرضاها.







وهذا الحديث يبين حقيقة عن جانب من جوانب وسطية الإسلام، وكمال الإسلام، إذا نظرنا إلى اليهود وهم يتشددون في أمر الحائض: فيجتنبون منها ما أباحه الله، فلا يباشرونها، ولا يضاجعونها، بل يعتزلونها ويرونها رجسًا ونجسًا، والنصارى على نقيضهم: فلا يتحاشون من المرأة شيئًا وهي حائض أو نفساء، بل يعاملونها معاملة المرأة الطاهرة، أما الإسلام: فهو دين العدل والتوسط والسماحة واليسر، يراعي المرأة حتى وهي في هذه الحالة التي تقتضي الرحمة، وحسن التعامل، فالإسلام يرى أنها طاهرة في بدنها وعرقها وثوبها، لأن المؤمن لا ينجس، لا حيًا ولا ميتًا، فهذا يدلك على كمال الإسلام، ولذلك ذكر أنس: أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم، لم يؤاكلوها، ولم يجامعوهن في البيوت، فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن هذا: لأنهم يرون فعل اليهود، لا يؤاكلون المرأة ولا يجامعونها في البيت، فسألوا عن ذلك، فأنزل الله: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ﴾ [البقرة: 222] إلى آخر الآية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اصنعوا كل شيء إلا النكاح» رواه مسلم، وهذا الحديث يدل على كمال الإسلام، وأن الإسلام يراها طاهرة في بدنها، وفي عرقها، وفي ثوبها، وأنه لابأس من مباشرتها للأشياء، ولابأس أن يباشرها زوجها، إلا أن المحرم عليه هو الجماع أثناء الحيض.







هذا الحديث الشريف فيه لطائف وفوائد واحكام:



من هذه الفوائد: خدمة المرأة لزوجها بالمعروف، فيجوز للزوج أن يستخدم المرأة فيما جرت به العادة، مثل: الغسيل، والطبخ، وتعينه على متاعه وعلى لبسه أو على تسريح شعره أو ادهانه أو طيبه، فيجوز هذا الأمر إذا كان برضاها، يقول الإمام النووي: "وعلى هذا تظاهرت دلائل السنَّة، وعمل السلف، وإجماع الأمة"، فلا بأس باستخدام الزوجة في مثل ذلك مما جرت به العادة، وجرى به العرف، وليس في ذلك نقص، ولا هتك لكرامة المرأة، ولا حرمتها، ولا حقوقها، لأن هذا من المعروف الذي تعارف عليه الناس.







ومن الفوائد:أن المعتكف غير ممنوع من الترفه، فليس ترك الترفه، والابتذال هو مما يُتعبد به في الاعتكاف، بل الإنسان يأخذ زينته للصلاة، ويلبس أحسن ثيابه، لأنه في مسجد، ويصلي، ويقوم القيام مع الناس، فالمعتكف لا يمنع اعتكافه من التنظيف، وترجيل الشعر، والادهان كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يُسرِّح شعره وهو في معتكفه.







ومن الفوائد: طهارة بدن المرأة الحائض، ومثله قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: «ناوليني الخُمرة من المسجد»، قالت فقلت: يا رسول الله إني حائض، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن حيضتك ليست في يدك». رواه الإمام مسلم. فيقول ابن عبد البر: "دل هذا على أن كل عضو منها -يعني الحائض- ليس فيه نجاسة، فهو طاهر".







وأيضًا لابأس من ملامسة الحائض ومباشرتها للأشياء الرطبة واليابسة، ولابأس أن يباشرها زوجها فيما دون الفرج، أما الجماع فإن الله جل وعلا حرمه في ذلك، لما فيه من الخبث الذي يعود بالضرر على من يأتي امرأته وهي حائض، فهناك ضرر على المجامع، وضرر على الولد إن قُدِّر في ذلك الجماع كما ذكر أهل العلم.







ومن الفوائد: أن الاعتكاف لا يكون إلا في المساجد كما مر معنا في الحديث الأول قول الله تعالى: ﴿ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ﴾ [البقرة: 187]، فالاعتكاف لا يصح إلا في المسجد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وأصحابه، إنما اعتكفوا في المسجد، مع المشقة في ملازمة المسجد، والانقطاع عن البيت، فلو جاز في البيت لفعلوه ولو مرة لا سيما النساء، لان الحاجة إلى النساء في البيوت أكثر، وإذًا هو مختص بالمسجد، ولا يصح في غيره، سواء الرجل أو المرأة كما ذكر أهل العلم رحمهم الله تعالى رحمة واسعة.







ومن فوائد حديث عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها: أن المعتكف لا يخرج من المسجد إلا لحاجة، حاجة الإنسان: الطعام، الشراب، ولذلك قال الإمام مالك رحمه الله: "المعتكف والمعتكفة يدهنان، ويتطيبان، ويأخذ كل واحد منهما من شعره، ولا يشهدان الجنائز، ولا يصليان عليها، ولا يعودان المريض" انتهى كلامه رحمه الله.







وفي إخراج النبي صلى الله عليه وسلم رأسه لعائشة وهي في حجرتها، لتقوم بترجيله، جواز إخراج بعض البدن من المسجد، كإخراج الرأس، إخراج اليد مثلًا يأخذ ثيابه، يأخذ متاعه، وأن هذا لا يُعد خروجًا.







ومن الفوائد: أن الحائض لا تمكث في المسجد لئلا تلوثه.







ومن الفوائد في فعل عائشة رضي الله عنها: أن من خرج لقضاء حاجة، فإنه ينبغي عليه أن يعود سريعًا إلى المسجد، ومحل اعتكافه، ولا يشتغل بغير حاجته التي أباحت له الخروج.







ومن المسائل:



جواز خروج المعتكف لواجب أو طارئ، فقد ذكر ابن قدامة: أن المعتكف إن خرج لإنقاذ غريق أو إطفاء حريق أو أداء شهادة تعينت عليه، أنه لا يبطل اعتكافه.







وفيه طهارة بدن الحائض، وعرق الحائض.







ومن الفوائد:أخذ أهل العلم من هذا الحديث أن لمس المرأة لغير شهوة، لا يضر في الاعتكاف، لأنها كانت ترجِّل رأس النبي صلى الله عليه وسلم وهو معتكف.















ومن الفوائد:قرب بيت النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد، ولذا تم إدخال بيت النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، لما أتت توسعة المسجد في دولة بني أمية، في الخلافة الأموية، ووسعوا المسجد وأدخلوا فيه بيت النبي صلى الله عليه وسلم، لما أرادو توسعة المسجد، وخُشي على جسده الشريف صلى الله عليه وسلم.







وإدخال بيت النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ليس فيه حُجة لأهل البدع في القبور، ولأن هذا ليس من عمله صلى الله عليه وسلم، ولا من عمل أصحابه رضي الله عنهم، ثم إنه صلى الله عليه وسلم لم يدفن في المسجد أصلًا بل دفن في بيت عائشة، وبعد عقود، وبعد فترة من الزمن ضُم بيته إلى المسجد صلى الله عليه وسلم، فليس فيه دلالة على احتجاج أهل البدع، وعباد القبور، والمتصوفة، بقضية قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأنه موجود في المسجد، فلا يجوز أن توضع القبور في المساجد، ولا يجوز أيضًا أن تبنى المساجد على القبور، لأن هذا ليس من عمل النبي صلى الله عليه وسلم، وذريعة إلى الشرك وإلى عبادتها والطواف بها، وهذا حاصل ومشاهد في بعض البقاع، نسأل الله أن يردهم إلى التوحيد وإلى السنَّة.







وأيضًا: ذكر أهل العلم مسألة في هذا: هل يشتغل المعتكف إذا كان معتكفًا في المسجد، وكان في المسجد دروس أو حلق لحفظ القرآن أو للتدبر، هل يشتغل بطلب العلم؟







بعض العلماء يقول: لا يشتغل المعتكف بمجالس العلم، الإمام مالك يقول: أن المعتكف لا يأتي مجالس أهل العلم، ولا يكتب العلم، وقال جمع من أهل العلم مثل: الإمام الشافعي، وعطاء، والأوزاعي، والليث بن سعد، قالوا: لا بأس أن يأتي المعتكف مجالس العلماء في المسجد الذي يعتكف فيه، وهذا ذكره الحافظ ابن عبد البر في التمهيد، لماذا؟ لأن المعتكف إذا كان يشتغل بتسريح شعره والادهان وإصلاح نفسه، وهذا دون العلم، ودون مثلًا: تصحيح التلاوة، إذا كان مثلًا: من العوام يحتاج إلى تصحيح، إذا كان يشتغل بما هو دون ذلك من تسريح شعره ونحوه، فالاشتغال بالعلم النافع من باب أولى، خاصة ما يتعلق بالاعتكاف أو تدبر القرآن أو معرفة بعض الأحكام في الصلاة إن كان عاميًا أو كان يحتاج إلى علم في هذا الباب.







هذا شيء من الأحكام المتعلقة بهذا الحديث، وفق الله الجميع، وتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
















__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 82.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.55 كيلو بايت... تم توفير 1.94 كيلو بايت...بمعدل (2.35%)]