تدبر خواتيم سورة البقرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13755 - عددالزوار : 740833 )           »          ثمرات الاستقامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حتما.. إنه الرحيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تخريج حديث: لا تستنجوا بالروث، ولا بالعظام، فإنه زاد إخوانكم من الجن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          زاد الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2425 )           »          دعوات ملتاع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 5 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العفو، الغفور، الغفار، التواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          وقفات مع القدوم إلى الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 2134 )           »          حديث: مره فليراجعها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حقوق الانسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-05-2025, 11:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,941
الدولة : Egypt
افتراضي تدبر خواتيم سورة البقرة

تدبر خواتيم سورة البقرة

د. محمد بن علي بن جميل المطري

قال تعالى: ﴿ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 284].

أي: لله وحده ما في السماوات وما في الأرض خَلقًا ومُلكًا وتدبيرًا، وإن تُظهِروا - أيها الناس - ما في قلوبكم من الخير أو الشر أو تخفوه يعلمه الله، فهو يعلم ما في القلوب من الإيمان والخشوع والخوف من الله ورجاء رحمته ومحبته ومحبة عباده المؤمنين وتعظيم شريعته وإرادة الخير والنية الطيبة والخواطر الحسنة، ويعلم ما في القلوب من الكفر والنفاق والشك والكِبر والحسد والحقد والعجب والرياء والظن السيئ وحب الشهوات المحرمة وإرادة الشر والنية الفاسدة والخواطر السيئة، وسيحاسبكم الله يوم القيامة على ما في قلوبكم من خير وشر، فيغفر لمن يشاء بفضله ورحمته، ويُعذِّب من يشاء بعدله وحكمته، والله على كل شيء قدير، ومن ذلك قدرته على البعث والحساب والمغفرة والعذاب.

﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285].

أي: آمن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بما أُنزِل إليه من ربه من القرآن الكريم والسُّنة المبينة للقرآن، والمؤمنون من أصحابه وأتباعه آمنوا كذلك بالقرآن والسنة، كلهم آمنوا بالله وملائكته وكتبه التي أنزلها الله على رسله، وآمنوا بجميع الرسل، قائلين: لا نفرق بين أحد من رسل الله، فليسوا كاليهود والنصارى الذين آمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعض، وقال المؤمنون من الصحابة وأتباعهم: سمعنا - يا ربنا - ما أمرتنا به ونهيتنا عنه، وأطعناك بفعل الواجبات وترك المحرمات، فالعِلم قبل العمل، فقولهم: ﴿ سَمِعْنَا ﴾ علم، وقولهم: ﴿ أَطَعْنا ﴾ عمل، وقالوا: نسألك - يا ربنا - أن تغفر لنا تقصيرَنا في بعض الواجبات، ووقوعَنا في بعض المحرَّمات، فنحن لا نزكي أنفسنا، ومهما استقمنا على طاعتك نعترف لك بذنوبنا، وإليك وحدك مصيرنا في الآخرة، فلا مفرَّ لنا من البعث والحساب، فنحن نرجو رحمتك، ونخشى عذابك. ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 286].

أي: لا يوجِب الله على الإنسان إلا ما يُطيق من الأعمال، فلا واجب مع العجز، ولا محرم مع الضرورة، ولا مشقة لا تُطاق في دين الإسلام، ومن ذلك: العفو عن حديث النفس والوساوس التي لا يسترسل معها العبد، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ))، فمن عَمِل خيرًا فله ثوابُ عملِه كاملًا بلا نقص، ومن عَمِل شرًّا فعليه إثمه لا يحمله عنه غيره، وعلَّم الله سبحانه المؤمنين هذا الدعاء العظيم ليستجيب لهم: ربنا لا تعاقبنا إن نسينا فتركنا واجبًا أو فعلنا حرامًا غير ذاكِرين، أو أخطأنا في اعتقاد أو فعل أو قول بلا قصد منا لمخالفة الحق ولا تعَمُّدٍ للمعصية، والنسيان هو الذهول عن الشيء، والخطأ هو مخالفة الصواب من غير قصد المخالفة، وهو يشمل من أخطأ جهلًا أو متأولًا، ربنا ولا تُكلِّفنا في دين الإسلام ثِقَلًا من الأوامر والنواهي يشق علينا ولا نستطيع القيام به كما كلَّفت اليهود بالتكاليف الثقيلة، وشدَّدت عليهم الأحكام بسبب ظلمهم وفسقهم، ربنا ولا تُقدِّر علينا ما لا نطيقه ولا نصبر عليه كتسَلُّط الكفار والظلمة، والفقر المدقع، والأمراض المزمِنة، والعِشق، والمس، والسحر، والجنون، ونحو ذلك من المصائب الشديدة في الدنيا، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ البَلاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وكذلك لا تُقدِّر علينا ما لا نطيقه ولا نصبر عليه من عذاب القبر وأهوال القيامة وعذاب النار، ربنا وتجاوز عن ذنوبنا فلا تعاقبنا عليها، واغفر لنا ذنوبنا فاسترها ولا تفضحنا بها، وارحمنا في حياتنا وعند موتنا وبعد موتنا وفي آخرتنا، أنت وليُّنا وناصرنا في جميع أمورنا وأحوالنا، فانصرنا على القوم الكافرين من اليهود والنصارى وجميع المشركين. روى مسلمٌ في صحيحه وعبدالرزاق الصنعاني وابن جرير الطبري في تفسيريهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ ﴾ [البقرة: 284] غمَّت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غمًّا شديدًا، وقالوا: يا رسول الله، هلكنا، إنما كنا نؤخذ بما تكلمنا وبما نعمل، فأما قلوبنا فليست بأيدينا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا))، فألقى الله الإيمان في قلوبهم، فأنزل الله تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة: 286]، قال الله: ((قَدْ فَعَلْتُ))، ﴿ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ﴾ [البقرة: 286]، قال الله: ((قَدْ فَعَلْتُ))، ﴿ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ﴾ [البقرة: 286]، قال الله: ((قَدْ فَعَلْتُ))، ﴿ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 286]، قال الله: ((قَدْ فَعَلْتُ))، قال ابن عباس: (فكانت الوسوسة مما لا طاقة للمسلمين بها، وصار الأمر إلى أن قضى الله أن للنفس ما كسبت وعليها ما اكتسبت في القول والفعل، فَتَجَوَّزَ لَهُمْ مِن حديثِ النفس، وأُخِذوا بالأعمال). ويؤخذ من هذه الآية أنه لا يأثم الناسي ولا المخطئ، فمن نسي إزالة النجاسة من ثوبه فصَلَّى فصلاته صحيحة، ولا إعادة عليه، ومن نسي فأكل أو شرب وهو صائم فليتم صومه، ولا قضاء عليه، ومن أخطأ فأكل بعد طلوع الفجر في رمضان وهو يظن أنه لا يزال في الليل فصومُه صحيحٌ، ولا قضاء عليه، ومن اجتهد في القبلة فأخطأ فصلاتُه صحيحةٌ، ولا إعادة عليه، والقاضي والمفتي إذا اجتهد فحكم أو أفتى فأخطأ لا إثم عليه، ونصَّ العلماء على أنه لا يُنقض حكم القاضي في المسائل الاجتهادية التي ليس فيها نصٌّ لا معارض له ولا إجماع، وأنه لا إثم على من أخذ بقولِ عالمٍ يثق بعلمه إذا أخطأ في مسألة اجتهادية، وأن الإقدام على مفسِّقٍ مع الجهل يمنع كونه مُفسِّقًا، ولا يأثم فاعله؛ لأنه متأول، ولم يتعمد الخطأ، وذكر بعض العلماء أن المتأول الذي يقصد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يُكفَّر ولا يُفسَّق إذا اجتهد فأخطأ، سواء في المسائل العقدية أو المسائل العملية، قال الله تعالى: ﴿ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ﴾ [الأحزاب: 5]، وفي الحديث المشهور: ((إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ))، فلا يأثم من أخطأ جهلًا أو متأولًا، مجتهدًا أو مقلدًا لعالمٍ حيث يسوغ التقليد، وراجع في هذه المسألة رسالتي: فقه الخطأ، ورسالتي الأخرى: حكم العذر بالجهل، والله أعلم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.63 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]