|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() طريق لا يشقى سالكه عبدالله بن إبراهيم الحضريتي الخطبة الأولى الحمد لله المنزل على عبده الكتاب، هدًى ورحمةً وشفاءً لما في الصدور، الحمد لله من تعلق قلبه به سعد، ومن رضي بقضائه استراح، ومن سار على طريقه لم يشقَ ولم يضل.نحمده حمد من علم أن السعادة في القرب منه، ونستغفره استغفار من أدرك أن الذنب حجاب بينه وبين النور، ونعوذ به من قلوب لا تخشع، وأعين لا تدمع، وأعمال لا تُرفَع. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، دلَّ أُمَّته على طريق الطمأنينة، وقال: "لن يشقى عبد دعاني". أما بعد: فيا عباد الله، إن الطرق كثيرة، والدروب مُتشعِّبة، ولكنَّ طريقًا واحدًا فقط لا يشقى سالكه، هو طريق الله، طريق الطاعة، طريق الإيمان والتقوى، طريق إذا سرت فيه نزلت السكينة في قلبك، ولو كانت الدنيا مضطربةً. طريق لا يعبد بالمال، ولا يفرش باللذات، بل يضاء بصدق التوجُّه، وصفاء النية، وحسن التوكُّل، أما بعد: عباد الله، سؤال يطرق القلوب: من منا لا يفتش عن السعادة؟ من منا لا يتمنى أن يحيا مراحًا في قلبه، ساكنًا في نفسه، مطمئنًّا في قلبه؟ لكن السؤال الأهم: أين نجد هذه السعادة؟ وأي طريق يوصلنا إليها؟ كثير من الناس ظنوها في المال، فركضوا خلفه، فلم يجدوا إلا التعب… وظنوها في الشهرة والجاه، فامتلأت قلوبهم خوفًا وقلقًا… ونسوا أن السعادة الحقيقية ليست فيما نملك، بل فيما نحمله في صدورنا من إيمان ويقين، ونقاء وصفاء، وقرب من الله. فيا مَنْ ضاق صدرك من هَمِّ الدنيا، وتعبت من الجري خلف السراب… اسمع، هذا الطريق طريق لا يشقى سالكه، فيه السكينة والرضا والطمأنينة، فيه أنوار من الله، وأمان من الخوف، وبُشْرى من السماء. بالرضا يحيا القلب.. في أحد الأحياء الفقيرة، كان يعيش شابٌّ يدعى عارف، يعمل في تصليح الأحذية، بسيط الملبس، قليل المال، لكنه لا يُرى إلا مبتسمًا، يردد دائمًا: "اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك". سأله أحدهم يومًا: "يا عارف، ألا تتمنى حياةً أفضل؟". فأجابه بهدوء: "أنا في أفضل حياة، ما دمت أستيقظ كل يوم وأجد قلبي ممتلئًا بحب الله، فلا الفقر يضايقني، ولا الناس تهمني، رضيت بما قسمه الله، فامتلأت سعادةً". رحل عارف ذات يوم، لكن بقيت ابتسامته حديث أهل الحي، وبقيت كلماته تذكرهم أن الطريق إلى السعادة يبدأ من الداخل… من قلب متصل بالله. حقًّا، هو طريق لا يشقى سالكه. ليس كل من يبتسم سعيدًا، ولكن كل من رضي سعد. السعادة لا تُقاس بما في اليد، بل بما في القلب؛ قلب يثق بالله، يرجوه في كل حال، ويرضى عنه في كل قضاء، هو قلب وجد الطريق الذي لا يشقى سالكه. عباد الله، إن الدنيا فانية، والسعادة الحقيقية لا تكمن فيما نملك من دور ومال، ولكن السعادة تكمن فيما نحمله في قلوبنا من إيمان وتقوى، في الطاعة لله، وفي القرب منه. فلنسعَ جميعًا لطريق الرضا والطمأنينة، ولنجتهد في إحياء قلوبنا بذكره، فإن السعادة الحقة لا تأتي إلا منه، وهي في القرب منه. إذا لم نحيَ في رضاه، فلن تكون لحياتنا معنى، وإذا لم نسلك سبيل الطاعة فستهلكنا الدنيا بفتنتها ومشقَّاتها. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل قلوبنا متجهةً إليه، وأن يمنحنا سعادة الدنيا والآخرة. أستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، المؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات. الخطبة الثانية الحمد لله على إحسانه، والشكر له على فضله وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.عباد الله، السعادة ليست وهمًا، وليست بعيدةً، لكنها تحتاج إلى صدق في الطلب، وسعي لطاعة الله. إن البر، والدعاء، وقراءة القرآن، واتباع طريق الهدى، والتقوى، كلها مفاتيح لسعادة القلب ورضا الرب. فمن ذاق لذة الطاعة، هان عليه التعب، ومن عاش مع الله، سكنت روحه، واطمأنَّ قلبه، ورضي بحاله. عباد الله، إن الدنيا ظل زائل، وعمرنا فيها قصير، والموفق من اغتنم أيامه في طاعة الله، وسار إلى ربِّه بقلب سليم، ولسان ذاكر، وعمل صالح. فلنراجع أنفسنا، ولننظر في قلوبنا: هل فيها بر؟ هل فيها خشية؟ هل فيها محبة لله؟ هل وقفنا يومًا بين يديه نادمين، باكين، متذللين؟ إن السعادة كل السعادة، في أن نعود إلى الله، ونستمسك بحبله، ونحيا على طاعته، ونموت على رضاه. فاللهم اجعلنا من أهل طاعتك، ووفقنا لبر والدينا، ولا تحرمنا نور القرآن، ولا تغلق عنا أبواب الهدى. اللهم اجعلنا من عبادك المتقين، وارزقنا سعادة الدنيا والآخرة، فيا رب، لا تحرمنا سعادة القرب منك، ولا تجعل الدنيا أكبر همِّنا، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين. اللهم ارزقنا قلوبًا معلقةً بك، لا يضرها من خذلها، ولا تفتنها زخارف الدنيا، واجعل لنا في كل درب نورًا، وفي كل همٍّ فَرَجًا، وفي كل دعاء إجابةً. وصل اللهم وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |