|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الفعالية في التدريس
الفعالية في التدريس أ. حنافي جواد قياسُ الفعاليةِ في التدريسِ: لا تقاسُ الفعاليةُ بكثرةِ الوثائقِ واستظهار المقاربات التدريسية، كما لا تقاسُ بمشاركة المتعلِّمين والمتعلمات في "مسرحية الدرس"، ولا تقاس كذلكم بتعالي أصوات "السَّدْسَدة"[1] في أرجاء المؤسَّسة، ولا تقاس بكثرة الأسماء المنخرطة في المجالس والنوادي التربوية والمدرسية، ولا بكثرة الاجتماعات والندوات...! فبماذا نقيس الفعالية؟ وقبل ذلك: ما المقصود بالفعالية؟ وما وجه العَلاقة بين الفعالية ونتائج المتعلمات والمتعلمين؟ أسئلة وإشكاليات كثيرة سيجيب عنها هذا المقال. الفعاليةُ في التدريس: وهي أن تحقق المدرسةُ الأهدافَ المسطَّرة، إن على المستوى: • المعرفي: المعلومات - القواعد - الأفكار. • السلوكي: الجوانب العملية والتطبيقية، والإنتاجات العملية، فلا بد أن ترتبط التربية بالعمل.. • الوجداني والقيمي: الأخلاق، والتربية، وصفاء السريرة. وبهذه العناصر يكتمل الفعل التربويُّ، فالمعرفة وحدَها لا تكفي، إن المعرفة بلا قيم كالجسد بلا رُوح، بل إنها تنتج أُميِّين جُددًا! لماذا المدرسة وليس المدرس فقط؟ لأن الفعل التربويَّ ممتد ومستمر، لا يقتصر على عمل المدرِّس فحسب، بل لأن هناك إدارةً تربوية، وما أدراك ما الإدارة التربوية؟! إن العملية التربوية نسقيةٌ وتشاركية ومتضافرة، ولن أقامر إن قلتُ: إن للإدارة المدرسية هامشًا تربويًّا مهمًّا، قد أُحدِّده في 70 في المائة أو يزيد[2]. ولا يُعفِي ذلك الهامشُ الواسع المدرسَ مِن القيام بواجبِه، والذَّود عن البيضة التربوية، ولكنه سيبذل جهدًا مضاعفًا. نعني بذلك أن يُمارِس الأستاذ بعضَ الصلاحيات الناتجة عن تفريط الإداري، وصلاحيات أخرى باعتباره أستاذًا مُجِدًّا. فعالية المؤشرات، لا فعالية التدريس: قولنا: هذا التدريس فعالٌ، أو هذه الطريقة فعالة، في مقابلة الطرق غير الفعالة...، هذا حكم قيمة، ويدخل في إطار المجازفة العلمية، قد نتحدَّث عن جودة المؤشرات، أما الفعالية فحصيلةٌ ونتيجة لا تظهر إلا بعد التقييم النهائي. الطريقة الفعالة هي الطريقة التي تجعل المتعلِّم ينغمس ويندمج وينفعل في الدرس، ويحب المادة ويفكر فيها، ويتمنى ألا تنقضي ساعاتُها، تجده مشاركًا ومناقشًا ومحاورًا، بل ينقل حديث الدرس وقضاياه إلى خارج الحجرة. نقف في التدريس الفعال عند مؤشرات: • مؤشر الرغبة: أي درجة الرغبة في التعلم. • مؤشر الحب: حب المتعلم للمادة التي يدرُسُ ولمدرِّسها. • مؤشر الاندماج: اندماج وتفاعل المتعلم مع المادة المدرَّسة؛ لأنه في سياق الاندماج يتحقق التعلم. • مؤشر المشاركة: مشاركة المتعلم المعلم في بِناء الدرس، وإنجاز التمارين والتطبيقات؛ لأنها الكفيلة بتحويل المعلومات إلى معارفَ مندمجة. بناء المعارف: يقتضي بناء المعارف ما يلي: • الفهم قبل الاستدخال؛ أي: فهم المعلومات في سياقها قبل استدخالها للذهن. • التنزيل والاستثمار؛ أي: تنزيل تلك المعارف والمعلومات المفهومة على الواقع، وتطبيقها عليه واستثمارها وتوظيفها. • النقد البنَّاء؛ أي: نقد المعلومات وتمحيصها وغَرْبَلتها. • المناقشة والحوار البنَّاء والمذاكرة. • التدوين؛ أي: تدوين المعارف والمعلومات والأفكار، وتنظيمها، وتلخيصها وتجسيدها في خطاطات ورسوم توضيحية. • الاستدلال؛ أي: طلب الأدلة والبراهين والحجج قبل التصديق. • التَّكرار: الإعادة والتكرار الممنهج؛ لتثبيت وترسيخ التعلُّمات. • الإدماج والربط؛ أي: دمج المعلومات بعضها مع بعض، وفهم بعضها في سياق بعض. • التلخيص والتوسيع؛ أي: تلخيص المعلومات والتعلُّمات والتوسع فيها. إن المعرفة تبنَى ولا تعطى جاهزة، فعندما نساهم في بناء المعارف والمعلومات التي نتلقَّاها من مختلف الوسائل المكتوبة والمسموعة والمرئية، ونُضفِي عليها صِبْغَتنا الذاتية، ونضعُها في المكان الذي يليق بها في ذاكرتنا - يسهل علينا استذكارُها في الوقت الذي نريد؛ أي: يسهل علينا التحكمُ فيها وتدبيرُها. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |