دروس وعبر من سيرة الخليل إبراهيم عليه السلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حسد قتل صاحبه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          شبهة التناقض بين تيسير القرآن وصعوبة اللغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الرسول صلى الله عليه وسلم المعلم القدوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 74 - عددالزوار : 2048 )           »          عندما يعتاد المراهق الألفاظ البذيئة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ذو القعدة وما يشرع فيها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الاستعاذة بالله عند الخوف من كيد الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          سلامة الصدور.. ثمرات وأجور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          حديث: اللهم إني أحبه فأحبه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ.... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 46 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-06-2023, 01:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,699
الدولة : Egypt
افتراضي دروس وعبر من سيرة الخليل إبراهيم عليه السلام

خطبة المسجد النبوي - دروس وعبر من سيرة الخليل إبراهيم عليه السلام


جاءتخطبةالمسجدالنبويبتاريخ20منذيالقعدة1444هـ،الموافق9يونيو2023بعنوان: (دروسوعبرمنسيرةالخليلإبراهيم) -عليهالسلام- لإمامالمسجدالنبويالشيخ: د. عبدالباريبنعواضالثبيتي؛حيثأكدفيخطبتهأهميةأخذالدروسوالعبرمنسِيَرالأنبياء،ولاسيماسيرةُخليلاللهإبراهيم -عليهالسلام-؛لمالهامنارتباطٌوثيقٌفيبعضصفحاتها،بموسمالحجوبيتاللهالحرام.
فقد جاء إبراهيم -عليه السلام- بابنه إسماعيل وأمه حتى وضَعَهُما في المكان الذي بُني به البيت من بعدُ، عند دوحة فوق زمزم، في أعلى المسجد، لا يبدو فيه أي مظهر من مظاهر الحياة، لا بشر ولا ماء، ووضع عندهما جرابًا فيه تمر، وسقاء من ماء، ثم قفَل إبراهيم راجعًا من حيث قدم، فتَبِعَتْه أمُّ إسماعيل فقالَتْ: «يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيسٌ ولا شيء؟!»، تُرَدِّدُ ذلك مرارًا وهو لا يلتفتُ إليها، حتى قالت: «آللَّهُ أمرَكَ بهذا؟ قال: نَعَمْ، قالت: إِذَنْ لَا يُضَيِّعَنَا».
موقفٌ مذهلٌ وحدثٌ عجيبٌ
إنه موقفٌ مذهلٌ، وحدثٌ عجيبٌ، وسموُّ ثباتٍ في ساعة ابتلاء، لا يبلغه إلا العظماءُ؛ العظماء بإيمانهم، ويقينهم، وتوكلهم، كلماتٌ قصيرةُ المبنى، عميقةُ المدلول والمعنى، «آلله أمرَكَ بهذا؟ إذن لا يضيعنا»؛ تقول هذا في الوقت الذي تُوقِنُ فيه أنَّ زوجَها سيذهب ويتركها في صحراء مُقفِرة، لا أنيسَ فيها ولا شيءَ؛ ولا يسعنا أن نتجاوز هذه العبارة المليئة باليقين والدروس العملية، حتى نطمئن أنا قد أخذنا ولو بنصيب منها، ولنعلم أن الله لم يكن ليضيع عباده وأولياءه، فهذا القلب الممتلئ يقينًا بخالقه، وتصديقًا بوعده، له تاريخ عميق مع خالقه، عرف الله في الرخاء، فعرفه في الشدة، وقام في قلبه، أن الصحراء ليست موحِشة مع الأنس بالله، وليست مقفرة بالتوكل على الله.
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
لقد لَقِيَتْ أمُّ إسماعيلَ جزاءَ حُسنِ ظنِّها بربِّها؛ بل وللناس كُلِّهم؛ فنبَع ماءُ زمزمَ بينَ يديها؛ هذا الماء الذي صار طعامَ طُعْمٍ، وشفاءَ سُقْمٍ، وخلَّد اللهُ ذِكرَها في العالمينَ؛ فكُلَّما سعى الناسُ بين الصفا والمروة تعبُّدًا لله وتنسُّكًا؛ تَلُوحُ لهم هذه القصةُ، تكريمًا لها ورفعةً لشأنها.
موقف أُمِّ إسماعيلَ وثقتها بربها
ولكَ أن تتأملَ موقفَ أُمِّ إسماعيلَ وثقتَها بربها؛ لم يتسلَّلِ الخوفُ إلى قلبها، رغمَ المكان الموحِش الخالي من الطعام والشراب والبَشَر؛ فإن قارنتَ ذلك بنا اليومَ وحولَنا كلُّ شيء، تعجبتَ أنَّه يُساوِرُنا الحزنُ والقلقُ خوفًا على الزرق والأولاد والمستقبل؛ خوفًا من المرض، خوفًا من الغد والمجهول، وأساسُ ذلك ضَعفُ اليقينِ والتوكلِّ على الله.
أمر الله -تعالى- ببناء البيت
أمَر اللهُ خليلَه إبراهيم -عليه السلام- ببناء البيت، فجعَل ابنُه إسماعيلُ يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، فكان بناءُ الكعبة مجردَ حجارة لا تضرُّ ولا تنفعُ، وإنَّما استمدَّتْ شرعيتَها من شرع الله وأمرِه بتعظيم البيت وبالطواف حولَه، ولولَا أنَّ اللهَ شرَع تقبيلَ الحجر الأسود، كما علَّمَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ما فعلناه؛ لأنَّ الحجرَ لا يضرُّ ولا ينفعُ ولا هو معبودٌ، قال عمر - رضي الله عنه -: «إنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ»، وهذا شأنُ كلِّ ما شُرِعَ زيارتُه من مساجد، وقبور، وبقاع، وأماكن الغزوات، لا يُتجاوَزُ فيها الحدُّ الذي شُرعت لأجله زيارتُها، من حصول العظة والعِبرة والتذكرة؛ فهي لا تَعدُو أن تكون حجارةً وترابًا لا ضرَّ فيها ولا نفعَ.
عملٌ عظيمٌ ومنصبٌ رفيعٌ
بناءُ بيتِ اللهِ الحرامِ عملٌ عظيمٌ، ومنصبٌ رفيعٌ، وعملٌ صالحٌ، وشرفٌ لا يُدانيه شرفٌ، نالَه إبراهيمُ وابنُه إسماعيلُ -عليهما السلام- وهُمَا في أثناء ذلك وبعدَه يَلهَجان بالدعاء: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (الْبَقَرَةِ: 127)، تضرُّعٌ وانكسارٌ مع أداء أجَلّ الأعمال الصالحة، وهذا حالُ أهلِ الإيمانِ والتقوى، لا يُدِلُّون بأعمالهم على الله -تبارك وتعالى-، ولا يمنُّون بطاعتهم، وكأنهم يُحسِنون إلى ربهم بحجٍّ أو عمرةٍ أو صلاةٍ أو صدقةٍ، بل ينبغي على المؤمن أن يتقالَّ كلَّ عمل يبذله في سبيل الله؛ فمدارُ الأعمالِ الصالحةِ على القبول، وهذا مقصودُ العملِ وغايتُه، ومِنَ الغَبنِ أن يعملَ الإنسانُ أعمالًا صالحةً فيَسمَح للرياء أن يتسلَّل إليها ويقتلعَ أجرَها وثوابَها من جذورها، ويجعلها هباء منثورًا.
نالَتْ مكةُ وبيتُ اللهِ الحرامُ نصيبًا وافرًا من دعوات إبراهيم -عليه السلام
لقد نالَتْ مكةُ وبيتُ اللهِ الحرامُ نصيبًا وافرًا من دعوات خليل الله إبراهيم -عليه السلام-؛ رفعَتْ شأنَها، وأعلَتْ مقامَها وهيَّأَتْها لأمر عظيم، {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}(إِبْرَاهِيمَ: 37).
دعوةٌ تجاوزت السحبَ والأفلاكَ
دعوةٌ تجاوزت السحبَ والأفلاكَ وأقطارَ السماوات، واستقرَّت عند مليكٍ مقتدرٍ؛ فهذه الأفئدة تهفو قبلَ الأجساد، والأشواقُ تَسبِق الخطواتِ؛ تتقاطَر الجموعُ من كل حدَبٍ وصوبٍ بحبٍّ يُهَوِّن كلَّ مشقةٍ، ولذةٍ تُذِيب كلَّ عقبةٍ، في ملتقًى إسلاميٍّ لا نظيرَ له، الفوارقُ تلاشَتْ، والعنصرياتُ ذابَتْ، والأجناسُ تلاقَتْ، والألسنُ على تنوُّع لغاتها تَلهَج بلغةٍ واحدةٍ لربٍّ واحدٍ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ.
الدعوة إلى التوحيد
خليلُ اللهِ إبراهيمُ -عليه السلام- صالَ وجالَ في أرض الله الواسعة يدعو إلى التوحيد، يُرسِّخ العقيدةَ، حاوَر -عليه السلام- النمرودَ الذي أدعى الألوهيةَ عندما قال: {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ}(الْبَقَرَةِ: 258)، وحاوَر أباه المشرِكَ، وتلطَّفَ معه في العبارة، فكان في ندائه له يقول: {يَا أَبَتِ}(مَرْيَمَ: 42)، وحاوَر قومَه المشركينَ ونوَّع معهم في الخطاب، وتنزَّل معهم في الجدال؛ ليُثبِّت فيهم وحدانيةَ الله، فصَّل القرآنُ الكريمُ تلك الحواراتِ، آياتٍ تُتلى وقصصًا تُروى ودروسًا تُستَقى.
الحوار هو المسلَكُ الأَسمَى
نَستلِهم من دعوة إبراهيم -عليه السلام-، ما أكَّد عليه القرآنُ أن الحوار هو المسلَكُ الأَسمَى في دعوة غير المسلمين؛ ولو قام المسلمون القادرون منهم بنشرِ رسالةِ الإسلامِ وكَشْفِ الحُجُبِ عنها، لكان له شأنٌ آخَرُ؛ فالإسلامُ دينُ الفطرةِ، والأدلةُ على وحدانيةِ اللهِ مبثوثةٌ في الكتاب المقروء والمنظور، والحُجَجُ بيِّنةٌ، والبراهينُ ناصعةٌ جليةٌ؛ لكنَّها تتطلَّب رجالًا صادقينَ، أهلَ علمٍ يحملونها ويُحاورون بأسلوبٍ رصينٍ وحكمةٍ رشيدةٍ، كما حاوَر إبراهيمُ -عليه السلام- بلغة هادئة، وألفاظ بليغة، وبراهينَ علميَّة عقلية، والعالم اليوم يئن من ويلات الحروب والنزاعات والصراعات، والقتل والتدمير، وهو في أشد الحاجة إلى التعريف بالإسلام، دين السلام والرحمة، والمحبة والألفة، الدين الذي يعطي الإنسان حقوقه وكرامته، بل ويجعله محور هذا الكون، ويعزز الأمن بشموله، الذي يقود إلى البناء والتنميَّة والرخاء والسعادة والحياة الطيبة.
دينُ الأنبياء جميعًا
دينُ إبراهيم -عليه السلام- دينُ الأنبياء جميعًا، الحنيفية السمحاء، والتوحيد الخالص، قال الله -تعالى-: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(آلِ عِمْرَانَ: 67)، كلُّ هذه المعاني التي سجَّلَها التاريخُ في حياة إبراهيم -عليه السلام- الأوَّاهُ، الحليمُ، وسيرتُه الحافلةُ بالبذل والتضحية والطاعة، ومع ذلك يطلب اللَّحَاق بالصالحين، فيقول في دعائه: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}(الشُّعَرَاءِ: 83).

الحوار منهجُ حياةٍ
ولاشكَّأنغيابلغةالحوارمنأبرزأسبابصدودغيرالمسلمينعنالإسلام؛فقدحاوَرإبراهيمُ -عليهالسلام- زوجَهوابنَهإسماعيل؛ليؤكِّدلناأنالحوارَمنهجُحياةٍ،وهوالغذاءُالمتجدِّدُالذييُقوِّيالوثاقَبينالزوجوزوجته،وقاعدةُبناءِعلاقةِالوالدينِمعأبنائهما،وغيابُلغةِالحوارِالهادئِالعلميِّاللطيفِأفرَزمظاهرَ،منها: تمرُّدالأولاد،وزيادةُنِسَبِالطلاقِوالخُلع،ولعلَّهذاالواقعَيستحثُّأهلَالحلِّوالعَقدِوالفِكرِإلىتصدُّرالمشهدِ،وحَمْلِزمامِالمبادَرةِلحمايةِالمجتمعِوالوطنِوالأمةِمنآثارِالتفكُّكِالأُسريِّ.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.21 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]