الترفيه والفرح واللهو المباح في الزواج - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850152 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386293 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-05-2021, 01:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي الترفيه والفرح واللهو المباح في الزواج

الترفيه والفرح واللهو المباح في الزواج
د. هند بنت مصطفى شريفي




تحتاج النفس البشرية إلى الترويح والاستجمام الذي يثمر الانبساط وإزالة التعب وإدخال السرور على النفس، والانتقال من حال إلى حال آخر أكثر تشويقاً، فالدين الإسلامي قد راعى طبيعة الإنسان، فجعل لهذا المخلوق المكلف الضعيف فسحة من الأمر، وجعل لهذه الفسحة ما يضبطها، فأباح له بعد الجد والكدح أن يأخذ شيئاً من الاستجمام واللهو المباح، يريض به جسمه، ويستعيد به نشاطه، ويريح عقله وفكره، ويعيد له صفاءه وتوقده، والترويح المباح شرعاً واسع المساحة متنوع الألوان، ومن مظاهره وأثره في بناء العلاقة الزوجية ما يأتي:
أولاً: ممارسة اللهو المباح:
يعرف الترويح والاستجمام والترفيه بأنه: "إدخال السرور على النفس، والتنفيس عنها، وتجديد نشاطها"[1]، فالمواظبة على الحزم والجد في كل الأحوال أمر شاق على نفوس البشر، ويورثها الملل والضيق، فهي مجبولة على المراوحة بين الأشياء، والإنسان ينتقل من عمل إلى آخر، ومن قول إلى غيره، ويختلف فيما بين الجد والفكاهة، ويجد راحته في عمل ما ترغب في القيام به، ولا يكاد يتقنه حتى يمله ويبحث عن عمل جديد غيره [2]، وقد راعى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الحاجة في تعامله مع أصحابه ومع زوجاته، وقد بين هذا الأمر عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه فيقول: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا"[3]، قال الحافظ ابن حجر في الفتح–رحمه الله-: يستفاد من الحديث "استحباب ترك مداومة الجد في العمل الصالح خشية الملال"[4].

كما حفظت لنا السيرة نماذج رائعة من اللهو المباح والتلطف بين الزوجين المتحابين، واستغلال الأوقات المختلفة للمبادرة إلى إدخال السرور والأنس اللطيف المرح للنفس، بالعبارات الحانية الرقيقة مرة، وبشيء من اللهو الجائز مرة أخرى، فهما يتسابقان تارة حتى يسبق أحدهما فيسبقه المرة الأخرى بها، ويسارع صلى الله عليه وسلم إلى إدخال السرور إلى قلب زوجته بفعله، حين يقوم ويسترها لتنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، مراعاة منه لحاجتها للترفيه، فتقول رضي الله عنها: "والله، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي، والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف، فاقدروا قدر الجارية حديثة السن، حريصة على اللهو"[5]، فمن الضروري في بناء العلاقة الزوجية تلبية حاجة النفس للترفيه والعناية بالنشاط الترويحي الذي يرفّه عنها، ويعينها على تحمل مشاق العمل والجد في حياتها، شريطة ألا تتعارض هذه الأنشطة الترويحية مع القيم والمبادئ الإسلامية، أو أن يكون سببا في انشغال الإنسان عن واجباته وعباداته.

ثانياً: الحديث والسمر مع زوجاته:
إن الحديث والحوار بين الزوجين هو وسيلة مهمة لفهم ما يدور في خلد الطرف الآخر، والتزام أحد الطرفين الصمت قد يؤدي بالشريك إلى الاستسلام للخيال والوساوس التي تذهب به بعيدا عن الواقع، وقد أطلق بعض المختصين على انعدام الحديث والحوار بين الزوجين مصطلح "السكتة الزوجية"[6] إشارة إلى خطورة سيادة الصمت بين الزوجين على علاقتهما الزوجية، ومن أجمل ما نقلته لنا كتب السنة في هذا الشأن مسامرة النبي صلى الله عليه وسلم لزوجه وعنايته بمشاعرها وتحليله وفهمه لنفسيتها بقوله:" إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت عني غضبى، فقالت: ومن أين تعرف ذلك؟ قال: أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم. قالت: أجل والله يا رسول الله، ما اهجر إلا اسمك"[7]، إن هذه الدقة في فهم المشاعر -حتى ليعلم كلمات الرضى من الغضب- هي أعظم درس للزوجين في بناء العاطفة الصادقة بينهما، فالمسايرة والتعاطف بين الزوجين وتقبل أحدهما رأي الآخر وتقدير موقفه وظروفه، كل هذا يعد من أساسيات ومبادئ التوافق بين الزوجين[8]، كما يظهر تلطفه صلى الله عليه وسلم بزوجه وإيناسها بمحادثتها أثناء انتظارهما لصلاة الفجر حتى يأتيه المؤذن، فتقول رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى، فإذا كنت مستيقظة حدثني، وإلا اضطجع حتى يؤذن بالصلاة"[9].

وفي تجاذب الحديث بين الزوجين تقوية للعلاقة بينهما، حيث يعبر كل منهما عن مشاعره تجاه الآخر ويعرفه بمكانته عنده، وهذا أمر لا يمله الزوجان مهما تكرر سماعه، بل يلح الطرفان في طلبه وبخاصة المرأة، فنجد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنا تؤكد سمو مكانتها عند زوجها صلى الله عليه وسلم وتطالب بالتعبير عن مشاعر الحب منه، رغم تصريحه بحبها رضي الله عنها أمام أصحابه، إلا أنها كانت شديدة الرغبة والحرص على سماع ذلك منه، فتقول له: "يا رسول الله أرأيت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجراً لم يؤكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال: في التي لم يرتع منها. يعني أنه لم يتزوج بكراً غيرها"[10].

وحين يتحدث الزوجان مع بعضهما فإن كل واحد منهما ينفس عما يعتمل في صدره من الهموم والتوتر، ويشرك رفيق دربه في دقائق حياته وتفكيره، فكم خففت الزوجة العاقلة من كدر زوجها وهمومه بالحديث معه ومطالعته بالأخبار السارة التي تذهب همه وتسلو عنه حزنه، وقد حفظت لنا كتب السنن الكثير من الحوارات والمسامرات بين النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه، فهذه عائشة رضي الله عنها تصيبها غيرة شديدة عندا يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من عندها ليلا، فلما رجع ورأى ما بها قال:" ما بك يا عائشة؟ أغرت؟ فقالت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك. فقال: أوقد جاءك شيطانك؟ قال: يا رسول الله أو معي شيطان؟ قال: نعم. قالت: ومع كل إنسان؟ قال: نعم. قالت: ومعك أنت يا رسول الله؟ قال: نعم، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم"[11]، كما تسانده حين تشاركه هموم الدعوة وما مر به من محن وأذى فتسأله: هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد؟ فيبثها ما لاقاه من قومه في مكة حتى جاءه ملك الجبال وجبريل عليهما السلام يشدان من أزره ويستأذنانه في إهلاك القوم، فيستأني بهم ويرجو لهم الهداية[12].

ثالثاً: سماع الأخبار الاجتماعية:
لقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم حاجة المرأة إلى الحديث مع الزوج، فاستمع إلى عائشة رضي الله عنها، وذلك في الحديث الطويل المعروف (حديث أم زرع) حيث حكت أم المؤمنين عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم أخبار إحدى عشر امرأة تعاقد وتعاهدن على أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا، وعلق النبي صلى الله عليه وسلم بعد سماعه لها بقول: " كنت لك كأبي زرع لأم زرع"[13]، وهو حديث مليء بأخبار وآداب الحياة الزوجية، وفيه "حسن عشرة المرء أهله بالتأنيس والمحادثة بالأمور المباحة ما لم يفض ذلك إلى ما يمنع، وفيه المزح أحيانا وبسط النفس به، ومداعبة الرجل أهله، وإعلامه بمحبته لها ما لم يؤد ذلك إلى مفسدة تترتب على ذلك من تجنيها عليه وإعراضها عنه"[14].


[1] قضايا اللهو والترفيه بين الحاجة النفسية والضوابط الشرعية، مادون رشيد، ص76ط: 2الرياض، دار طيبة للنشر والتوزيع، 1420هـ/ 1999م

[2] انظر،المرجع السابق، ص112.

[3] البخاري ك العلم ب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا ح 68.

[4] فتح الباري، 1/ 136.

[5] صحيح البخاري ،ك العيدين ب الحراب والدرق في العيد ح 949.

[6] دليل الإرشاد الأسري الإرشاد بالمقابلة، عبد الله ناصر السدحان، ص53.

[7] سبق تخريجه.

[8] انظر، توكيد الذات وعلاقته بالتوافق الزواجي وتقدير الذات لدى عينة من النساء المتزوجات، عويدة نداء الشمري، ص45 .

[9] صحيح البخاري، ك التهجد ب من تحدث بعد الركعتين ولم يضطجع ح 1161.

[10] صحيح البخاري ،ك النكاح ب نكاح لأبكار ح 5077.

[11] صحيح مسلم، ك صفة القيامة والجنة والنار ب تحريش الشيطان وبعثه سراياه ح 2815.

[12] انظر، صحيح مسلم، ك الجهاد ب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلممن المشركين والمنافقين ح 1795.

[13] صحيح البخاري، ك النكاح ب حسن المعاشرة مع الأهل ح 5189.

[14] فتح الباري، 9/ 276.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.46 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]