|
|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
شرح الحديث: عن صوم يوم الجمعة؟
شرح الحديث: عن صوم يوم الجمعة؟ الشيخ محمد بن إبراهيم السبر الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: متن الحديث: عن محمد بن عبَّاد بن جعفر قال: «سألت جابر بن عبد الله أنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة؟ قال: نعم» وزاد مسلم «ورب الكعبة». متن الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يصومن أحدكم يوم الجمعة، إلا أن يصوم يوماً قبله، أو يوماً بعده». الشرح: معنا اليوم الحديث الثالث والعشرون، والرابع والعشرون، من أحاديث الصيام من عمدة الأحكام، وموضوعهما: حكم صوم يوم الجمعة وإفراده بالصيام، ومحمد بن عبَّاد بن جعفر، هذا مخزومي مكي، وهو تابعي ثقة، سأل جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة؟ قال: نعم. والحديث الآخر هو حديث أبي هريرة رضي الله عنه«لا يصومن أحدكم يوم الجمعة، إلا أن يصوم يوماً قبله، أو يوماً بعده»، وهما مخرجان في الصحيحين. وسبب النهي عن إفراد يوم الجمعة أنه يوم عيد، فهو عيد الأسبوع، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين» كما رواه ابن ماجه، فهو يوم عيد، فأعطي شيئاً من أحكام العيد، فهو أشبه العيد، فأعطي شيئاً من أحكامه، لكن لـمَّا كان عيداً خاصاً لم تثبت له جميع أحكام العيد. ويوم الجمعة هو يوم عيد لأن فيه فرحاً، وإظهار السرور، وإعلان الشكر لله رب العالمين، وفيه أداء عبادة صلاة الجمعة، وسماع الخطبة، والتهيؤ بالاغتسال والطيب والسواك وما إلى ذلك، فالأولى أن يكون في هذا اليوم مفطراً، ليقوى على أداء هذه العبادة، فيوم الجمعة هو سيد الأيام وأفضلها، وجاء النهي عن إفراده بالصيام لئلا يتوهم أن هذه الخصوصية لها خاصية، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم» رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه. إذاً: يؤخذ من الحديثين النهي عن صوم يوم الجمعة، وأن هذا النهي وهذه الكراهة تزول إذا ضُم إليه صيام يوم آخر قبله أو بعده كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وأيضاً في حديث جويرية رضي الله تعالى عنها وأرضاها: دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «أصمت أمس؟»، قالت: لا، قال: «تريدين أن تصومي غدا؟» قالت: لا، قال: «فأفطري» رواه البخاري. فهذا يدل على أن إفراد الجمعة بالصيام مكروه، وأن هذا النهي على الكراهة، وهذا هو مذهب الإمام الشافعي والإمام أحمد، أما أبو حنيفة ومالك فيريان عدم الكراهة. إذاً: تزول الكراهة إذا ضُم إليه صوم يوم آخر، إما قبله وإما بعده، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لجويرية: «أصمت أمس؟»، قالت: لا، قال: «تريدين أن تصومي غدا؟» قالت: لا، قال: «فأفطري» فأفطرت رضي الله تعالى عنها وأرضاها. ومن الفوائد: أن أهل العلم ذكروا أن هذه الكراهة تزول أيضاً، إذا لم يقصد تخصيص يوم الجمعة، وتعمده بالصيام، مثل: لو وافق يوم عرفة يوم جمعة، أو عاشوراء وافق يوم جمعة، أو قضى فيه القضاء من غير تعمد، لأنه يوم إجازته، فهذا لا بأس بصيامه، لأنه لم يقصد التعمد والتخصيص فيه. ومما يستفاد من سؤال محمد بن عبَّاد للصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه حرص السلف رضي الله عنهم على العلم وطلبه تعلماً وتعليماً. هنا تنبيه على قول المؤلف: وزاد مسلم «ورب الكعبة» هذه الزيادة ليست في مسلم، وإنما هي في النسائي، وهذا وهم من المؤلف -رحمه الله تعالى- كما ذكر الحافظ ابن حجر، أما رواية مسلم فهي: «ورب هذا البيت»، وهي أدل على قربه من الكعبة، لأن محمد بن عبَّاد سأله وهو يطوف. وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |